همسة شوق
24/07/2010, 08:52 AM
http://www.wakad.net/newsm/563.jpg
تصادفهم في الأسواق في أسوأ حالاتهم شكلاً وحضوراً . للوهلة الأولى تتساءل كيف خرج هذا الشاب من منزله أمام مرأى وناظري والديه، وتتساءل سؤال مؤرق آخر، من ابتاع له ما يرتدي من ملابس، وكيف لم يشاهد والداه أو أحد أشقائه الكبار ما يرتدي، وكيف لم يلاحظوا التغير في سلوكه، مشيته، هيئته، شعره، أظفاره، ما ينتعل في قدميه، كيف يخرج من البيت رجلاً ليصبح في مركز التسوق أنثى بكامل زينتها، وغنجها، ومشيتها؟ ألا تعي بعض الأسر ما يحدث للأبناء من تغيرات خطرة، وإلى متى يستمرون في سباتهم العميق؟
إن التحولات التي تمر بها الأسرة الإماراتية كبيرة وخطرة، خصوصاً في ظل انشغال الوالدين بالحياة ومتطلباتها، وأحياناً انشغالهما بالرفاهية التي زادت عن الحد، والتي من أهم اشتراطاتها حشو المنزل بثلة من الأيادي العاملة من شتى الأجناس ومختلف الجنسيات من دون أن يكون لهم احتياج حقيقي، وبما أن كل جنسية تحمل معها ثقافتها فإن أول المتأثرين هم الأبناء، لأنهم يتعرضون لهذه الثقافة في كل الأوقات، ولا يجدون مضاد لها من قبل الأسرة، لذا تترهل شخصياتهم، ويبدون في حالة مزرية ومخجلة تثير الشفقة والغضب في آن .
ذات زيارة لأحد المراكز التجارية للتبضع، وأنا أسير بين أروقة المركز، شاهدت تجمعاً لفتيان صغار يعني بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، أخذني الفضول إلى حيث يتجمعون ويتهامسون، فذهبت وياليتني لم أذهب فقد وجدتهم يلاحقون ثلاثة شبان ممن أتيت على وصفهم قبل قليل، كانوا يرتدون الملابس الحديثة، سيقانهم ولا سيقان نانسي عجرم، وشعورهم كأنها شعر سميرة توفيق أيام عزها، ويحملون خلف ظهورهم حقائب صغيرة يبدو أن فيها ملابسهم التقليدية لارتدائها بعد الانتهاء من جولتهم الاستعراضية تلك .
قضيت وقتي أراقبهم إلى أن دخلوا دورة للمياه أجلّكم الله، وحدث ما توقعت دخلوا إناثاً وخرجوا “رياييل” ما شاء الله على الهيبة والخيبة في آنٍ، كل ذلك كيف يحدث أمام أعيننا، وفي أماكن مفتوحة وعامة فيها من البشر أجناس وأشكال، وأولئك الضائعون يتبخترون بينهم بكل ثقة، ومجاهرة بما يفعلون .
ويظل السؤال يلاحقني حتى اللحظة، وإلى حد الوجع الحقيقي والتحسّر على وعي شباب وثقافتهم، ومرتكزهم الديني الذي يفترض أنهم نشأوا عليه وللأسف لا يفعل مفعوله المتوقع بسبب الإصرار على التمادي في الخطأ، لأن الأسرة غائبة، والرقابة ضائعة، وقد قيل “من أمن العقوبة أساء الأدب”، وهذا هو الذي يحدث بالضبط، وبأسف شديد .
في ظل كل ذلك تحتاج بعض الأسر إلى هزّةٍ عنيفة توقظها من سباتها العميق، فكيف يمكن أن يحدث ذلك، ومن المسؤول عن التحرك الأول باتجاه تغيير أنماط التنشئة في مجتمعنا اليوم، ونحن نعيش طفرة عامة في كل شيء، ومن حولنا الكثير من المغريات التي يمكن أن تأخذ الشباب إلى دروب وعرة ليس من السهل اجتيازها، أو احتمال تبعاتها الخطرة .
شيخة الجابري - الخليج الإماراتية
تصادفهم في الأسواق في أسوأ حالاتهم شكلاً وحضوراً . للوهلة الأولى تتساءل كيف خرج هذا الشاب من منزله أمام مرأى وناظري والديه، وتتساءل سؤال مؤرق آخر، من ابتاع له ما يرتدي من ملابس، وكيف لم يشاهد والداه أو أحد أشقائه الكبار ما يرتدي، وكيف لم يلاحظوا التغير في سلوكه، مشيته، هيئته، شعره، أظفاره، ما ينتعل في قدميه، كيف يخرج من البيت رجلاً ليصبح في مركز التسوق أنثى بكامل زينتها، وغنجها، ومشيتها؟ ألا تعي بعض الأسر ما يحدث للأبناء من تغيرات خطرة، وإلى متى يستمرون في سباتهم العميق؟
إن التحولات التي تمر بها الأسرة الإماراتية كبيرة وخطرة، خصوصاً في ظل انشغال الوالدين بالحياة ومتطلباتها، وأحياناً انشغالهما بالرفاهية التي زادت عن الحد، والتي من أهم اشتراطاتها حشو المنزل بثلة من الأيادي العاملة من شتى الأجناس ومختلف الجنسيات من دون أن يكون لهم احتياج حقيقي، وبما أن كل جنسية تحمل معها ثقافتها فإن أول المتأثرين هم الأبناء، لأنهم يتعرضون لهذه الثقافة في كل الأوقات، ولا يجدون مضاد لها من قبل الأسرة، لذا تترهل شخصياتهم، ويبدون في حالة مزرية ومخجلة تثير الشفقة والغضب في آن .
ذات زيارة لأحد المراكز التجارية للتبضع، وأنا أسير بين أروقة المركز، شاهدت تجمعاً لفتيان صغار يعني بين الخامسة عشرة والسادسة عشرة، أخذني الفضول إلى حيث يتجمعون ويتهامسون، فذهبت وياليتني لم أذهب فقد وجدتهم يلاحقون ثلاثة شبان ممن أتيت على وصفهم قبل قليل، كانوا يرتدون الملابس الحديثة، سيقانهم ولا سيقان نانسي عجرم، وشعورهم كأنها شعر سميرة توفيق أيام عزها، ويحملون خلف ظهورهم حقائب صغيرة يبدو أن فيها ملابسهم التقليدية لارتدائها بعد الانتهاء من جولتهم الاستعراضية تلك .
قضيت وقتي أراقبهم إلى أن دخلوا دورة للمياه أجلّكم الله، وحدث ما توقعت دخلوا إناثاً وخرجوا “رياييل” ما شاء الله على الهيبة والخيبة في آنٍ، كل ذلك كيف يحدث أمام أعيننا، وفي أماكن مفتوحة وعامة فيها من البشر أجناس وأشكال، وأولئك الضائعون يتبخترون بينهم بكل ثقة، ومجاهرة بما يفعلون .
ويظل السؤال يلاحقني حتى اللحظة، وإلى حد الوجع الحقيقي والتحسّر على وعي شباب وثقافتهم، ومرتكزهم الديني الذي يفترض أنهم نشأوا عليه وللأسف لا يفعل مفعوله المتوقع بسبب الإصرار على التمادي في الخطأ، لأن الأسرة غائبة، والرقابة ضائعة، وقد قيل “من أمن العقوبة أساء الأدب”، وهذا هو الذي يحدث بالضبط، وبأسف شديد .
في ظل كل ذلك تحتاج بعض الأسر إلى هزّةٍ عنيفة توقظها من سباتها العميق، فكيف يمكن أن يحدث ذلك، ومن المسؤول عن التحرك الأول باتجاه تغيير أنماط التنشئة في مجتمعنا اليوم، ونحن نعيش طفرة عامة في كل شيء، ومن حولنا الكثير من المغريات التي يمكن أن تأخذ الشباب إلى دروب وعرة ليس من السهل اجتيازها، أو احتمال تبعاتها الخطرة .
شيخة الجابري - الخليج الإماراتية