خالد آل دخيل الله
04/08/2010, 04:23 AM
ثواب شهر رمضان
قال تعالى :-
" شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينـت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه"
*ثواب رمضان :-
1- مغـفرة الذنوب :
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-
" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غـفـر له ما تقدم من ذنبه"
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غـفـر له ما تقدم من ذنبه"
2- العتق من النار :
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) :-
" ولله عتقاء من النار في رمضان وذلك كل ليله"
-ففي كل ليله تكتب الملائكة أسماء من اعتقوا من النار. ينظر الله الى قلوب عباده فيختار الأنقياء الأتقياء الحريصين على رضا الله.
3- كنوز من حسنات :
فمن أدى فريضة فى رمضان كان كمن أدى سبعين فريضة
4- استجابة الدعاء :
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم):-" وللصائم عند فطره دعوة لا ترد"
فقد كان الصحابة رضى الله عنهم أجمعين يعدون لرمضان دعوات محددة يلحون عليها الشهر كله فيقولون والله ينقضى رمضان ولايأتى رمضان القادم إلا وأجاب الله لنا ما دعوناه به.
5- ليلة القدر :
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-
" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
وهى ليله خير من ألف شهر اى ان صلاتك فى هذه الليلة كأنك تصلى لمدة (84) سنة
والبكاء من خشية الله فى هذه الليله كأنك تبكى من خشية الله لمدة (84) سنه
وبر الوالدين فى هذه الليله كأنك تبرهما لمدة (84) سنه
6- يفرح الله بعباده الصائمين يباهى بهم الملائكة يقول انظروا يا ملائكتي إلى عبدي ترك طعامه وشرابه وشهوته لأجلى اشهدكم يا ملائكتي انى قد غفرت لعبدي.
فالصوم فى رمضان ليس صيام عن الطعام والشراب فقط ولكن صيام لكل أعضاء الجسم عن المعاصى.
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه فى ان يدع طعامه وشرابه"
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-
" فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يفسق فان شاتمه احد او قاتله فليقل : انى صائم انى صائم
ماذا نفعل لنيل هذا الثواب العظيم ؟
1- صلاة الصلوات الخمسة فى جماعة( للرجال والنساء)
2- صدقة يومية : فقد كان الرسول
(صلى الله عليه وسلم) جوادا وكان أجود ما يكون فى رمضان
3- صلة رحم او بر والدين يوميا
4- دعاء يومى ( التركيز على دعوتين وهما الدعاء بالعتق والدعاء بأن تكون نهضة بلادنا على ايدينا) ثم الدعاء بما تشاء لنفسك
5- ختمة قرأن فى صلاه مثل التراويح
6- القيام بعمل ايجابي يومي في رمضان فهو شهر العمل وليس الكسل
رمضان مدرسه العظماء
قالت لي نفسي :
لماذا لا تكتب عن رمضان كما يفعل غيرك ممن يجهز مقالاته عن المناسبات العامة، فإذا أتت لم يجاهد نفسه ينتزع شعورها، ولم يكلف عقله يستمطر جوده، ولم يجهد قلمه يستوكف حبره، ومن ثم فأنت في جهاد وهّاج مضيء يشع في كلماتك، ويبتسم في سطورك، ويرفّ في بستانك !
فقلت لها :
أيتها الماكرة، تلبسين لباس الناصح المشفق، وما بك إلاّ حب الظهور والتفاخر بين الخلق ليُقال كتب صاحبها عن رمضان كلمة هي رمضان آخر في سنة المقالات، صدقاً في العاطفة، وجمالاً في الأسلوب، ونقاوة في التفكير، وحداثة في التصوير في إطار من الإيمان تغرّد فيه عصافير الجنة!
لست من هذا في شيء، وهبيني كنت على ما تريدين من حضور البديهة، وسرعة الخاطر، ورشاقة الكلمات، وفيض المعاني، وثجم الطمع؛ فأين أجد مادة الكلام المناسب لهذا الشهر الكريم؟ لقد قرأت جل ما كتب الأدباء في هذا الفن، وتقلبت في رياض حروفهم الزاهرة، وتنعمت بثمار أفكارهم الناضجة، فكادت نفسي أن تشرد من حجازها، وتغيب في عالم الأرواح الساحر، لولا بقية مما ترك آل سلمان في فؤاده!
وعندما تركت هذا كله، وأطبقت الكتب على أحبابها اصطدمت بتيار الواقع الحار، فصوّح نبت نفسي، واحترقت أزهار أفكاري، وماتت بدائع أحاسيسي، ولم يبقَ لي غيرُ اليباب أذرعُه بحثاً عن طيف استروح في ظلاله برد الأمس الدابر، وأبحث في ثرى تداعياته عن بلال الجوى المائر، فلم أحصل إلاّ على ما حصل عليه الذي يمد يديه إلى السراب ليبلغ فاه!
عالمنا الذي نعيشه قد أصبح على قلت إلا ما وقى الله ، وبلغ من المرارة مبلغاً تنطفئ معه كل الأنوار القدسية ، وتذوب في وقدته كل المعاني الرقيقة، وتفنى في شاطئه الناري كل الروحانيات اللطيفة؛ لأنه عالم بُني على الغش والخداع، وحب النفس وتصارع المصالح الدنيوية الرخيصة في لجب من ضجيج الحياة لا يبلغك من ورائه نغم شارد يعلل الأنفس المترقبة، ويروح عن القلوب المكتوية، فأنى لي أن أجد منفسا تبدع فيه نفسي آراء لا تشتتها المطامع الخسيسة، وأفكاراً لا تدنسها العقول المستحلة، وأقوالاً لا تطولها الأيدي الآثمة!
لا يا سلمان، بل ما زال رمضان يطل علينا بين الفينة والأخرى ليعلمنا أن في الحياة فرصة أخرى نثب فيها من رقدتنا، ونصحح فيها أخطاءنا، ونتعلم بها دروسنا، تجتمع فيه الأمة على مائدة القلب، فتفيض المسرة والبهجة على الطرقات، وتملأ المحبة والرحمة البيوت، وتسفر المعاني العظيمة عن النفوس الكبيرة، فتشتد آصرة الأخوة، وتقوى رابطة الإيمان، وتستحكم شابكة الرحم .
يأتي الوافد الكريم إلينا ليسلمنا مفاتح الأمل، والأمل نوع من المسؤولية الأخلاقية ؛ لأن من يأمل : يحمل في نفسه إرادة الإصلاح، وروح التغيير، وحب الخلاص مما يعانيه في حياته، ويلاقيه في عيشه، وإنما هي وثبة تنتظر أسبابها، فإذا لاحت له بأنوارها، ووجد المسعف حطم أغلاله، وعط ثوب الليل الجاثم على حياته ليقبل هامة الفجر الصادق..!
ويأتي إلينا الوافد الكريم ليعلمنا كيف نصنع الحياة، ونحقق المستحيل، ويحوّل أحلامنا إلى برنامج عملي من خلال ضبط نفوسنا حفاظاً على صيامنا من شهوة الأكل والشرب، ورعاية له من ساقط الأقوال، وفاسد الأعمال، وخبيث الاعتقاد، فإذا أحكمنا ذلك في ساعات النهار نشأت لنا إرادة أخرى نضبط بها ساعات الليل ؛ من روغان العين، وكلب النفس، وجماح القلب، لنعيش يومنا الحافل في بحبوحة الصبر، وجنة الحلم، وظلال القوة، فلا ينتهي رمضان إلاّ وقد طهرت أجسامنا من فضول الطعام، وخلصت أنفسنا من شوائب الأرض، وانعتقت عقولنا من ربقة الهوى، وبذلك نحقق أعظم صفة تحقق المجد، ألا وهي الانضباط التام، وهي التي حاولت كل كتب العصر اليوم أن تقربها من الناس فلم يزدادوا منها إلاّ بعداً..!
ويأتي الوافد الكريم إلينا كل سنة لينشر أمام أعيننا لافتات السلام مع النفس، والوئام مع الناس، والحب مع البشر حتى تكاد تحس أن حجارة الطريق تتقافز أمام قدميك لتقبلهما جزاء ما غبرت في ساعة نهار لاهبة تذهب بها إلى مسجد أو عمل أو علم أو معروف..!
ويأتي الوافد الكريم ليفتح أبواب قلوبنا الموصدة على مصراعيها لتهب عليها النفحات القدسية من كل مكان تقلب أراضيها، وتنكش ترابها، وترمي بذور الصلاح فيها، حتى إذا ولّى الوافد الكريم في طريقه الأبدي أخذت هذه القلوب بين الفينة والأخرى في لحظات ساكنة تتحرك بأجنتها الطيبة تبحث عن منفذ تنفجر من خلاله لتصنع شجرة الخير، أسها ثابت وفرعها في السماء!
ويأتي هذا الوافد الكريم ليزعزع آراءنا القائمة على الحظوظ بسحر بيانه، ويسترق قلوبنا النافرة من الحق بجلال نفحاته، ويملك فلتات عقولنا المجنونة بوديع خطابه، فإذا نحن أناس غير ما كنا نعهد من حالنا القديمة يوم كنا بليدين لحرمان العواطف، وخشنين لفقدان الشعور، لا ترى منا غير حركات عنيفة وأصوات ناشزة، ومناقشات ممجوجة، وأخلاق فاجرة، وكلمات مندية..!
ويأتي الوافد الكريم يصافح الأيدي المتشنجة بخلاً، فإذا هي كريمة سخية تنفح الفقراء، وتعطي السائلين، وتجود على المتضررين، ويمسح على العيون المتحجرة فتفيض بدموعها، متلألئة على أهدابها وأطراف أخاديدها، قد أذابت أوضار النفس، ونقتها من أكدارها، وحملتها في جرجرة موجة من موجاتها الضخام إلى خارجها، وينفث على القلوب فتزول همومها، وتتكسر أغلالها، وتبرز مفاتنها، وتبدي تسامحها، وتقبلها لمن يأتيها مسلماً ناشراً راية الحب ورفرف السلام..!
ويأتي الوافد الكريم ليقول للأمة كلها إن دينها دين العزة التي لا تذل، والكرامة التي لا تُهان، صان الله به العقل من ردغ الأوهام، وحفظ به النفس من سمادير الهوى، وساوى به الأفراد على اختلاف ألسنتهم وألوانهم من غير نظر إلى نسب أو جاه، وأدب به الفقر وشرته، فليس في رمضان امتياز لبطن على بطن، ولا فم على فم، بل يستوي الناس في ساعات ليس فيها إلاّ وحي الروح، وعمل النفس، وتجلّيات العقل، ونوافح الإيمان، وسكينة القرآن.
التوبة في رمضان
ــ فرح الله بها : ــ
هل تصدق ان الله يفرح بتوبتك اكثر من فرحك انت ؟
ــ شروطها : ــ
العجيب في التوبة انت شروطها كلها خفية بينك وبين ربك ....لا يطلع عليها احد الا الله ..
1ــ الاقلاع عن الذنب .
2ــ الندم على فعله .
3ــ العزم على عدم العودة اليه.
والشرط الرابع اذاكان الذنب بينك وبين احد من الناس
4ــ رد المظالم الى اهلها .
ــ اهميتها : ــ
التوبة هي دليل العبودية لله ...
فما دمت عبد ا لله فلابد من الاستغفار والتذلل والعودة والانابة اليه ..
فمن لا يتوب فليعلم جيدا انه ليس عبدا لله ..
تصور ان لك خادم ..
تامرة ان يحضر لك كوب من الماء فيرفض ,ثم يرفض ان يعتذر لك ... ايكون ذلك خادما ؟............
ــ علامات التوبة النصوح : ــ
* ان يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود اليه , كما لا يعود اللبن الى الضرع .
* ان يكون العبد نادما على ما مضي عازما الا يعود اليه ...
* ان يندم العبد بقلبه ويستغفر بلسانة ويمسك عن المعصية ببدنة ..
ــ مم نتوب ؟ : ــ
قد يقوةل قائل : انا لم افعل ذنوب كثيرة تستحق التوبة ..
فمما اتوب ؟
يا اخي :
اليست الغفلة تحتاج الى توبة ؟
اليس القلب الساهي في حاجة الى التوبة ؟
اليست العين التي لم تدمع بين يدي الله من شهور في حاجة الي التوبة ؟
نحتاج للتوبة عن نعم لم نؤدي شكرها ,
نحتاج للتوبة عن صلوات تاخرنا في ادائها .
ــ وصايا عملية :ــ
# في هذة اللحظة ... اجلس وتب من كل ذنب تتذكرة بشروط التوبة الاربعة .
# استغفر الله يوميا 100 مرة علي الاقل ( دقيقتان ).
# ان كان عليك حق لاحد فلا تمضي اليوم الا ورددته .
ــ جدد عهدك مع الرحمن وقل :ــ
الهي .................
اذنبت مئات المرات .... وانت تغفر لي ... يا رب لني استحييت من نفسي وانا اذنب وانت تغفر .
اللهم انك اخبرت انك لن تمل من المغفرة طالما انا استغفر واتوب ..
فاللهم لا نقدر على معاهدتك بعدم المعصية ولكنا نعهدك على ان تستمر توبتنا فتقبل توبتنا بين يديك .
قال تعالى :-
" شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينـت من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه"
*ثواب رمضان :-
1- مغـفرة الذنوب :
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-
" من صام رمضان إيمانا واحتسابا غـفـر له ما تقدم من ذنبه"
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-"من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غـفـر له ما تقدم من ذنبه"
2- العتق من النار :
قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) :-
" ولله عتقاء من النار في رمضان وذلك كل ليله"
-ففي كل ليله تكتب الملائكة أسماء من اعتقوا من النار. ينظر الله الى قلوب عباده فيختار الأنقياء الأتقياء الحريصين على رضا الله.
3- كنوز من حسنات :
فمن أدى فريضة فى رمضان كان كمن أدى سبعين فريضة
4- استجابة الدعاء :
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم):-" وللصائم عند فطره دعوة لا ترد"
فقد كان الصحابة رضى الله عنهم أجمعين يعدون لرمضان دعوات محددة يلحون عليها الشهر كله فيقولون والله ينقضى رمضان ولايأتى رمضان القادم إلا وأجاب الله لنا ما دعوناه به.
5- ليلة القدر :
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-
" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"
وهى ليله خير من ألف شهر اى ان صلاتك فى هذه الليلة كأنك تصلى لمدة (84) سنة
والبكاء من خشية الله فى هذه الليله كأنك تبكى من خشية الله لمدة (84) سنه
وبر الوالدين فى هذه الليله كأنك تبرهما لمدة (84) سنه
6- يفرح الله بعباده الصائمين يباهى بهم الملائكة يقول انظروا يا ملائكتي إلى عبدي ترك طعامه وشرابه وشهوته لأجلى اشهدكم يا ملائكتي انى قد غفرت لعبدي.
فالصوم فى رمضان ليس صيام عن الطعام والشراب فقط ولكن صيام لكل أعضاء الجسم عن المعاصى.
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-"من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه فى ان يدع طعامه وشرابه"
قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) :-
" فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يفسق فان شاتمه احد او قاتله فليقل : انى صائم انى صائم
ماذا نفعل لنيل هذا الثواب العظيم ؟
1- صلاة الصلوات الخمسة فى جماعة( للرجال والنساء)
2- صدقة يومية : فقد كان الرسول
(صلى الله عليه وسلم) جوادا وكان أجود ما يكون فى رمضان
3- صلة رحم او بر والدين يوميا
4- دعاء يومى ( التركيز على دعوتين وهما الدعاء بالعتق والدعاء بأن تكون نهضة بلادنا على ايدينا) ثم الدعاء بما تشاء لنفسك
5- ختمة قرأن فى صلاه مثل التراويح
6- القيام بعمل ايجابي يومي في رمضان فهو شهر العمل وليس الكسل
رمضان مدرسه العظماء
قالت لي نفسي :
لماذا لا تكتب عن رمضان كما يفعل غيرك ممن يجهز مقالاته عن المناسبات العامة، فإذا أتت لم يجاهد نفسه ينتزع شعورها، ولم يكلف عقله يستمطر جوده، ولم يجهد قلمه يستوكف حبره، ومن ثم فأنت في جهاد وهّاج مضيء يشع في كلماتك، ويبتسم في سطورك، ويرفّ في بستانك !
فقلت لها :
أيتها الماكرة، تلبسين لباس الناصح المشفق، وما بك إلاّ حب الظهور والتفاخر بين الخلق ليُقال كتب صاحبها عن رمضان كلمة هي رمضان آخر في سنة المقالات، صدقاً في العاطفة، وجمالاً في الأسلوب، ونقاوة في التفكير، وحداثة في التصوير في إطار من الإيمان تغرّد فيه عصافير الجنة!
لست من هذا في شيء، وهبيني كنت على ما تريدين من حضور البديهة، وسرعة الخاطر، ورشاقة الكلمات، وفيض المعاني، وثجم الطمع؛ فأين أجد مادة الكلام المناسب لهذا الشهر الكريم؟ لقد قرأت جل ما كتب الأدباء في هذا الفن، وتقلبت في رياض حروفهم الزاهرة، وتنعمت بثمار أفكارهم الناضجة، فكادت نفسي أن تشرد من حجازها، وتغيب في عالم الأرواح الساحر، لولا بقية مما ترك آل سلمان في فؤاده!
وعندما تركت هذا كله، وأطبقت الكتب على أحبابها اصطدمت بتيار الواقع الحار، فصوّح نبت نفسي، واحترقت أزهار أفكاري، وماتت بدائع أحاسيسي، ولم يبقَ لي غيرُ اليباب أذرعُه بحثاً عن طيف استروح في ظلاله برد الأمس الدابر، وأبحث في ثرى تداعياته عن بلال الجوى المائر، فلم أحصل إلاّ على ما حصل عليه الذي يمد يديه إلى السراب ليبلغ فاه!
عالمنا الذي نعيشه قد أصبح على قلت إلا ما وقى الله ، وبلغ من المرارة مبلغاً تنطفئ معه كل الأنوار القدسية ، وتذوب في وقدته كل المعاني الرقيقة، وتفنى في شاطئه الناري كل الروحانيات اللطيفة؛ لأنه عالم بُني على الغش والخداع، وحب النفس وتصارع المصالح الدنيوية الرخيصة في لجب من ضجيج الحياة لا يبلغك من ورائه نغم شارد يعلل الأنفس المترقبة، ويروح عن القلوب المكتوية، فأنى لي أن أجد منفسا تبدع فيه نفسي آراء لا تشتتها المطامع الخسيسة، وأفكاراً لا تدنسها العقول المستحلة، وأقوالاً لا تطولها الأيدي الآثمة!
لا يا سلمان، بل ما زال رمضان يطل علينا بين الفينة والأخرى ليعلمنا أن في الحياة فرصة أخرى نثب فيها من رقدتنا، ونصحح فيها أخطاءنا، ونتعلم بها دروسنا، تجتمع فيه الأمة على مائدة القلب، فتفيض المسرة والبهجة على الطرقات، وتملأ المحبة والرحمة البيوت، وتسفر المعاني العظيمة عن النفوس الكبيرة، فتشتد آصرة الأخوة، وتقوى رابطة الإيمان، وتستحكم شابكة الرحم .
يأتي الوافد الكريم إلينا ليسلمنا مفاتح الأمل، والأمل نوع من المسؤولية الأخلاقية ؛ لأن من يأمل : يحمل في نفسه إرادة الإصلاح، وروح التغيير، وحب الخلاص مما يعانيه في حياته، ويلاقيه في عيشه، وإنما هي وثبة تنتظر أسبابها، فإذا لاحت له بأنوارها، ووجد المسعف حطم أغلاله، وعط ثوب الليل الجاثم على حياته ليقبل هامة الفجر الصادق..!
ويأتي إلينا الوافد الكريم ليعلمنا كيف نصنع الحياة، ونحقق المستحيل، ويحوّل أحلامنا إلى برنامج عملي من خلال ضبط نفوسنا حفاظاً على صيامنا من شهوة الأكل والشرب، ورعاية له من ساقط الأقوال، وفاسد الأعمال، وخبيث الاعتقاد، فإذا أحكمنا ذلك في ساعات النهار نشأت لنا إرادة أخرى نضبط بها ساعات الليل ؛ من روغان العين، وكلب النفس، وجماح القلب، لنعيش يومنا الحافل في بحبوحة الصبر، وجنة الحلم، وظلال القوة، فلا ينتهي رمضان إلاّ وقد طهرت أجسامنا من فضول الطعام، وخلصت أنفسنا من شوائب الأرض، وانعتقت عقولنا من ربقة الهوى، وبذلك نحقق أعظم صفة تحقق المجد، ألا وهي الانضباط التام، وهي التي حاولت كل كتب العصر اليوم أن تقربها من الناس فلم يزدادوا منها إلاّ بعداً..!
ويأتي الوافد الكريم إلينا كل سنة لينشر أمام أعيننا لافتات السلام مع النفس، والوئام مع الناس، والحب مع البشر حتى تكاد تحس أن حجارة الطريق تتقافز أمام قدميك لتقبلهما جزاء ما غبرت في ساعة نهار لاهبة تذهب بها إلى مسجد أو عمل أو علم أو معروف..!
ويأتي الوافد الكريم ليفتح أبواب قلوبنا الموصدة على مصراعيها لتهب عليها النفحات القدسية من كل مكان تقلب أراضيها، وتنكش ترابها، وترمي بذور الصلاح فيها، حتى إذا ولّى الوافد الكريم في طريقه الأبدي أخذت هذه القلوب بين الفينة والأخرى في لحظات ساكنة تتحرك بأجنتها الطيبة تبحث عن منفذ تنفجر من خلاله لتصنع شجرة الخير، أسها ثابت وفرعها في السماء!
ويأتي هذا الوافد الكريم ليزعزع آراءنا القائمة على الحظوظ بسحر بيانه، ويسترق قلوبنا النافرة من الحق بجلال نفحاته، ويملك فلتات عقولنا المجنونة بوديع خطابه، فإذا نحن أناس غير ما كنا نعهد من حالنا القديمة يوم كنا بليدين لحرمان العواطف، وخشنين لفقدان الشعور، لا ترى منا غير حركات عنيفة وأصوات ناشزة، ومناقشات ممجوجة، وأخلاق فاجرة، وكلمات مندية..!
ويأتي الوافد الكريم يصافح الأيدي المتشنجة بخلاً، فإذا هي كريمة سخية تنفح الفقراء، وتعطي السائلين، وتجود على المتضررين، ويمسح على العيون المتحجرة فتفيض بدموعها، متلألئة على أهدابها وأطراف أخاديدها، قد أذابت أوضار النفس، ونقتها من أكدارها، وحملتها في جرجرة موجة من موجاتها الضخام إلى خارجها، وينفث على القلوب فتزول همومها، وتتكسر أغلالها، وتبرز مفاتنها، وتبدي تسامحها، وتقبلها لمن يأتيها مسلماً ناشراً راية الحب ورفرف السلام..!
ويأتي الوافد الكريم ليقول للأمة كلها إن دينها دين العزة التي لا تذل، والكرامة التي لا تُهان، صان الله به العقل من ردغ الأوهام، وحفظ به النفس من سمادير الهوى، وساوى به الأفراد على اختلاف ألسنتهم وألوانهم من غير نظر إلى نسب أو جاه، وأدب به الفقر وشرته، فليس في رمضان امتياز لبطن على بطن، ولا فم على فم، بل يستوي الناس في ساعات ليس فيها إلاّ وحي الروح، وعمل النفس، وتجلّيات العقل، ونوافح الإيمان، وسكينة القرآن.
التوبة في رمضان
ــ فرح الله بها : ــ
هل تصدق ان الله يفرح بتوبتك اكثر من فرحك انت ؟
ــ شروطها : ــ
العجيب في التوبة انت شروطها كلها خفية بينك وبين ربك ....لا يطلع عليها احد الا الله ..
1ــ الاقلاع عن الذنب .
2ــ الندم على فعله .
3ــ العزم على عدم العودة اليه.
والشرط الرابع اذاكان الذنب بينك وبين احد من الناس
4ــ رد المظالم الى اهلها .
ــ اهميتها : ــ
التوبة هي دليل العبودية لله ...
فما دمت عبد ا لله فلابد من الاستغفار والتذلل والعودة والانابة اليه ..
فمن لا يتوب فليعلم جيدا انه ليس عبدا لله ..
تصور ان لك خادم ..
تامرة ان يحضر لك كوب من الماء فيرفض ,ثم يرفض ان يعتذر لك ... ايكون ذلك خادما ؟............
ــ علامات التوبة النصوح : ــ
* ان يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود اليه , كما لا يعود اللبن الى الضرع .
* ان يكون العبد نادما على ما مضي عازما الا يعود اليه ...
* ان يندم العبد بقلبه ويستغفر بلسانة ويمسك عن المعصية ببدنة ..
ــ مم نتوب ؟ : ــ
قد يقوةل قائل : انا لم افعل ذنوب كثيرة تستحق التوبة ..
فمما اتوب ؟
يا اخي :
اليست الغفلة تحتاج الى توبة ؟
اليس القلب الساهي في حاجة الى التوبة ؟
اليست العين التي لم تدمع بين يدي الله من شهور في حاجة الي التوبة ؟
نحتاج للتوبة عن نعم لم نؤدي شكرها ,
نحتاج للتوبة عن صلوات تاخرنا في ادائها .
ــ وصايا عملية :ــ
# في هذة اللحظة ... اجلس وتب من كل ذنب تتذكرة بشروط التوبة الاربعة .
# استغفر الله يوميا 100 مرة علي الاقل ( دقيقتان ).
# ان كان عليك حق لاحد فلا تمضي اليوم الا ورددته .
ــ جدد عهدك مع الرحمن وقل :ــ
الهي .................
اذنبت مئات المرات .... وانت تغفر لي ... يا رب لني استحييت من نفسي وانا اذنب وانت تغفر .
اللهم انك اخبرت انك لن تمل من المغفرة طالما انا استغفر واتوب ..
فاللهم لا نقدر على معاهدتك بعدم المعصية ولكنا نعهدك على ان تستمر توبتنا فتقبل توبتنا بين يديك .