صقر الجنوب
05/08/2010, 11:21 AM
يجب أن تقبل بالدولة الفلسطينية
http://www.aleqt.com/a/426221_118814.jpg
كريس باتن
كما نعرف جميعنا، سيحل السلام في الشرق الأوسط حين تتفق إسرائيل وفلسطين على حل الدولتين، بحيث تقوم دولة فلسطينية قابلة للحياة من تحت أنقاض أكثر من 60 عاما من الاضطراب، للعيش بسلام إلى جانب إسرائيل ضمن حدود عام 1967 كما يتم تعديلها من خلال المفاوضات. وكل ما هو مطلوب إرادة سياسية، وقيادة شجاعة، ورياح مواتية. إلا أن زوّار إسرائيل وفلسطين المحتلة قد يلزمهم قدر أكبر من الإيمان الصادق لتكرار هذا الشعار. وليست هناك نتيجة مقبولة أخرى. إلا أن فرص التدخلات الخارجية النشطة اللازمة كي يحدث هذا تبدو ضئيلة. ففي الضفة الغربية ترى مزيدا من البناء والإنشاءات العمرانية الكبيرة أكثر من أي شيء رأيته في أوروبا (ربما باستثناء ساحل الأندلس الجنوبي قبل أزمة الائتمان). وهي في المقام الأول مستوطنات إسرائيلية، إنها المستعمرات التي يتم زرعها بشكل غير قانوني في الأراضي الفلسطينية، والتي تؤوي الآن نحو نصف مليون شخص. وهناك 149 من هذه المستعمرات وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، و100 موقع استيطاني آخر أصغر حجماً تمثل "الحقائق المفروضة على أرض الواقع" والتي من المتوقع أن تنمو.
http://www.aleqt.com/a/small/62/62211e157f6e39992e657b26a19f7767_w424_h200.jpg (http://www.aleqt.com/a/426221_118815.jpg)
وكما أخبرتنا إدارة أوباما، هناك "تجميد غير مسبوق" في النشاط الاستيطاني، لكن من يضحك على من؟ فما يوصف بأنه وقف بناء المستوطنات من المقرر أن ينتهي في أيلول (سبتمبر)، الموعد الذي من المفترض أن تؤدي فيه ما تسمى محادثات التقارب بين محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى شيء أكثر جوهرية من مجرد التحدث عن الحديث. فلنأمل أن يكون التجميد المقبل أكثر برودة. فما يحدث هو أن القدس تتم إحاطتها بضواح إسرائيلية ضخمة، ومن المخطط أن يبدأ مزيد من البناء في الجنوب. علاوة على ذلك، بموجب اتفاق أوسلو ـــ وهذا أحد أجزاء قليلة من الاتفاق تلتزم بها إسرائيل ـــ فإن بناء 60 في المائة من فلسطين محدد من قبل إسرائيل في "المناطق من الفئة ج". وهنا يخضع البناء الفلسطيني لقيود صارمة. وفي الوقت نفسه، تقسِّم الطرق الجديدة الضفة الغربية، وتضم المستعمرات الإسرائيلية. وهي ممنوعة على المسافرين الفلسطينيين إلا إذا كان معهم تصريح. وتم إلغاء بعض نقاط التفتيش على الطرق في الضفة الغربية، لكن لا يزال هناك أكثر من 500 قيد مفروض على حركة المرور، وبعض نقاط التفتيش التي تمت إزالتها أخيرا، البالغة نحو 68 نقطة، لم تعد ضرورية بسبب بناء الجدار. ويتم بناء هذا الجدار أساسا ـــ 85 في المائة منه ـــ على أراضي الضفة الغربية. وهو يستولي على 9.4 في المائة من الأراضي الفلسطينية، عازلا العائلات عن بعضها بعضا وعن سبل عيشها. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، هذا الخط تعريفه الخاص لما يمكن أن يكون حدود الدولة الفلسطينية. وأولمرت كان يريد حقا دولة فلسطينية. إن تطويق القدس بمستعمرات جديدة، مثل معالي أدوميم، يقطع الفلسطينيين عما يفترض أن يصبح، في أي تسوية، عاصمة مشتركة. ومن الناحية العملية، يفصلهم اليوم عن ست مستشفيات متخصصة تلبي احتياجاتهم. كذلك يتم طرد الفلسطينيين من المدينة، غالبا بدعم من جماعات المستوطنين. وعلى الرغم من كل هذا، شهدت بعض أجزاء الضفة الغربية، مثل رام الله، نموا اقتصاديا جيدا في الآونة الأخيرة، بفضل سياسات سلام فيّاض، رئيس الوزراء الفلسطيني، وهو رجل صالح وغير فاسد في هذا العالم الشرير. لكن ما لا يمكن الإشارة إليه هو إقامة دولة وليدة. ويتم قطع القدس عنهم بصورة متزايدة. والأسوأ من هذا، كما قال ديفيد كاميرون في تركيا، هو أن غزة مفصولة تماما عن بقية فلسطين. فهي معزولة عنها من خلال الحصار الوحشي. والهدف هو العقاب الجماعي لسكان غزة، البالغ عددهم مليون ونصف، لأن إدارتهم هي حماس. وبدلا من محاولة جذب حماس نحو محادثات السلام، شريطة إلزامها بوقف إطلاق النار تماما، نحاول عزلها، متناسين جميع الدروس التي تعلمناها في إيرلندا الشمالية عند التعامل مع شين فين والجيش الجمهوري الإيرلندي. الناس في غزة لا يتضورون جوعا. فهم يظلون على قيد الحياة بفضل المساعدات الدولية، إضافة إلى ما يمكن تهريبه من خلال الأنفاق تحت الحدود المصرية. والهدف هو خنق الاقتصاد ودفع سكان غزة إلى أحضان مصر غير الراغبة فيهم. وليست تلك بشائر واضحة لحل الدولتين. ومن المحتمل أن يتضاعف عدد السكان الفلسطينيين خلال 15 عاما ويتم استنزاف موارد المياه بشكل سريع. وإذا كانت ''الحقائق على الأرض'' لا تزال العامل المحدد للنتيجة النهائية، علينا أن نستعد لمفاجأة كبرى. ما البديل الوحيد لحل الدولتين؟ النتيجة الأخرى المفترضة هي دولة واحدة لها شكل أو صورة معينة. لكن هل يمكن أن تكون تلك الدولة يهودية وديمقراطية على حد سواء؟ لا تزال المستعمرات تنمو. ولا يزال المخططون يضعون المخططات. ولا تزال عمليات الإخلاء مستمرة. ولا يزال السياسيون يتجادلون ويخططون ويراوغون. ويقضي سكان غزة عقوبتهم بالسجن، وهي عقوبة لا تنتهي مدتها. ألم يحن الوقت كي تنقذ الولايات المتحدة وأوروبا والجامعة العربية وغيرها من الأطراف المعنية إسرائيل وفلسطين من الانجراف نحو كارثة أخرى؟ علينا محاولة إنهاء تجزئة فلسطين وتشجيع المصالحة بين حماس وفتح. وعلينا أيضا أن نضع بموجب قرار مجلس الأمن، ما يجب أن يشمله الاتفاق في فلسطين وإسرائيل في رأينا، ثم العمل نحو تحقيق ذلك. وإذا رفض بعضهم المشاركة في هذا، يجب على الاتحاد الأوروبي أن ينفذه وحده. فما لم نتحرك سريعا، ستحقق "الحقائق على الأرض" نجاحا كبيرا. وهذا احتمال مروع بالنسبة للمنطقة وبقية العالم.
اللورد باتن هو رئيس Medical Aid for Palestinians.
http://www.aleqt.com/a/426221_118814.jpg
كريس باتن
كما نعرف جميعنا، سيحل السلام في الشرق الأوسط حين تتفق إسرائيل وفلسطين على حل الدولتين، بحيث تقوم دولة فلسطينية قابلة للحياة من تحت أنقاض أكثر من 60 عاما من الاضطراب، للعيش بسلام إلى جانب إسرائيل ضمن حدود عام 1967 كما يتم تعديلها من خلال المفاوضات. وكل ما هو مطلوب إرادة سياسية، وقيادة شجاعة، ورياح مواتية. إلا أن زوّار إسرائيل وفلسطين المحتلة قد يلزمهم قدر أكبر من الإيمان الصادق لتكرار هذا الشعار. وليست هناك نتيجة مقبولة أخرى. إلا أن فرص التدخلات الخارجية النشطة اللازمة كي يحدث هذا تبدو ضئيلة. ففي الضفة الغربية ترى مزيدا من البناء والإنشاءات العمرانية الكبيرة أكثر من أي شيء رأيته في أوروبا (ربما باستثناء ساحل الأندلس الجنوبي قبل أزمة الائتمان). وهي في المقام الأول مستوطنات إسرائيلية، إنها المستعمرات التي يتم زرعها بشكل غير قانوني في الأراضي الفلسطينية، والتي تؤوي الآن نحو نصف مليون شخص. وهناك 149 من هذه المستعمرات وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، و100 موقع استيطاني آخر أصغر حجماً تمثل "الحقائق المفروضة على أرض الواقع" والتي من المتوقع أن تنمو.
http://www.aleqt.com/a/small/62/62211e157f6e39992e657b26a19f7767_w424_h200.jpg (http://www.aleqt.com/a/426221_118815.jpg)
وكما أخبرتنا إدارة أوباما، هناك "تجميد غير مسبوق" في النشاط الاستيطاني، لكن من يضحك على من؟ فما يوصف بأنه وقف بناء المستوطنات من المقرر أن ينتهي في أيلول (سبتمبر)، الموعد الذي من المفترض أن تؤدي فيه ما تسمى محادثات التقارب بين محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، وبنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، إلى شيء أكثر جوهرية من مجرد التحدث عن الحديث. فلنأمل أن يكون التجميد المقبل أكثر برودة. فما يحدث هو أن القدس تتم إحاطتها بضواح إسرائيلية ضخمة، ومن المخطط أن يبدأ مزيد من البناء في الجنوب. علاوة على ذلك، بموجب اتفاق أوسلو ـــ وهذا أحد أجزاء قليلة من الاتفاق تلتزم بها إسرائيل ـــ فإن بناء 60 في المائة من فلسطين محدد من قبل إسرائيل في "المناطق من الفئة ج". وهنا يخضع البناء الفلسطيني لقيود صارمة. وفي الوقت نفسه، تقسِّم الطرق الجديدة الضفة الغربية، وتضم المستعمرات الإسرائيلية. وهي ممنوعة على المسافرين الفلسطينيين إلا إذا كان معهم تصريح. وتم إلغاء بعض نقاط التفتيش على الطرق في الضفة الغربية، لكن لا يزال هناك أكثر من 500 قيد مفروض على حركة المرور، وبعض نقاط التفتيش التي تمت إزالتها أخيرا، البالغة نحو 68 نقطة، لم تعد ضرورية بسبب بناء الجدار. ويتم بناء هذا الجدار أساسا ـــ 85 في المائة منه ـــ على أراضي الضفة الغربية. وهو يستولي على 9.4 في المائة من الأراضي الفلسطينية، عازلا العائلات عن بعضها بعضا وعن سبل عيشها. واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، هذا الخط تعريفه الخاص لما يمكن أن يكون حدود الدولة الفلسطينية. وأولمرت كان يريد حقا دولة فلسطينية. إن تطويق القدس بمستعمرات جديدة، مثل معالي أدوميم، يقطع الفلسطينيين عما يفترض أن يصبح، في أي تسوية، عاصمة مشتركة. ومن الناحية العملية، يفصلهم اليوم عن ست مستشفيات متخصصة تلبي احتياجاتهم. كذلك يتم طرد الفلسطينيين من المدينة، غالبا بدعم من جماعات المستوطنين. وعلى الرغم من كل هذا، شهدت بعض أجزاء الضفة الغربية، مثل رام الله، نموا اقتصاديا جيدا في الآونة الأخيرة، بفضل سياسات سلام فيّاض، رئيس الوزراء الفلسطيني، وهو رجل صالح وغير فاسد في هذا العالم الشرير. لكن ما لا يمكن الإشارة إليه هو إقامة دولة وليدة. ويتم قطع القدس عنهم بصورة متزايدة. والأسوأ من هذا، كما قال ديفيد كاميرون في تركيا، هو أن غزة مفصولة تماما عن بقية فلسطين. فهي معزولة عنها من خلال الحصار الوحشي. والهدف هو العقاب الجماعي لسكان غزة، البالغ عددهم مليون ونصف، لأن إدارتهم هي حماس. وبدلا من محاولة جذب حماس نحو محادثات السلام، شريطة إلزامها بوقف إطلاق النار تماما، نحاول عزلها، متناسين جميع الدروس التي تعلمناها في إيرلندا الشمالية عند التعامل مع شين فين والجيش الجمهوري الإيرلندي. الناس في غزة لا يتضورون جوعا. فهم يظلون على قيد الحياة بفضل المساعدات الدولية، إضافة إلى ما يمكن تهريبه من خلال الأنفاق تحت الحدود المصرية. والهدف هو خنق الاقتصاد ودفع سكان غزة إلى أحضان مصر غير الراغبة فيهم. وليست تلك بشائر واضحة لحل الدولتين. ومن المحتمل أن يتضاعف عدد السكان الفلسطينيين خلال 15 عاما ويتم استنزاف موارد المياه بشكل سريع. وإذا كانت ''الحقائق على الأرض'' لا تزال العامل المحدد للنتيجة النهائية، علينا أن نستعد لمفاجأة كبرى. ما البديل الوحيد لحل الدولتين؟ النتيجة الأخرى المفترضة هي دولة واحدة لها شكل أو صورة معينة. لكن هل يمكن أن تكون تلك الدولة يهودية وديمقراطية على حد سواء؟ لا تزال المستعمرات تنمو. ولا يزال المخططون يضعون المخططات. ولا تزال عمليات الإخلاء مستمرة. ولا يزال السياسيون يتجادلون ويخططون ويراوغون. ويقضي سكان غزة عقوبتهم بالسجن، وهي عقوبة لا تنتهي مدتها. ألم يحن الوقت كي تنقذ الولايات المتحدة وأوروبا والجامعة العربية وغيرها من الأطراف المعنية إسرائيل وفلسطين من الانجراف نحو كارثة أخرى؟ علينا محاولة إنهاء تجزئة فلسطين وتشجيع المصالحة بين حماس وفتح. وعلينا أيضا أن نضع بموجب قرار مجلس الأمن، ما يجب أن يشمله الاتفاق في فلسطين وإسرائيل في رأينا، ثم العمل نحو تحقيق ذلك. وإذا رفض بعضهم المشاركة في هذا، يجب على الاتحاد الأوروبي أن ينفذه وحده. فما لم نتحرك سريعا، ستحقق "الحقائق على الأرض" نجاحا كبيرا. وهذا احتمال مروع بالنسبة للمنطقة وبقية العالم.
اللورد باتن هو رئيس Medical Aid for Palestinians.