المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدير زعلان !!


موسى محمد هجاد الزهراني
18/03/2005, 01:31 AM
المدير زعلان !

لست أعلم من الذي خولّ مدير العمل - في أي قطاعٍ كان - أن يتسنم منصب القاضي ! فيحجب عن طلاب الحاجات لآن سعادته اليوم زعلان ! عكف على فلمٍ في إحدى القنوات لساعات طويلة في الليل فنام حتى التاسعة صباحاً وسلامٌ على صلاة الفجر ! ثم جاء لعمله مكفهر الوجه ، مقلوب الشفتين ، فيدخل مكتبة فيغلقه عليه بعد أن يصدر ( سعادته ) الأوامر والنواهي : " لا يدخل علي أحد .. أنا مشغول " ..
أهذا كفؤ أن يحمل هموم الأمة أو يعلم أنه مجرد خادم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وكيل عن ولي الأمر لتنفيذ الأوامر التي تنفع الأمة والسعي في قضاء حجات العباد ؟! أم أن المناصب اليوم أصبحت مصدر شؤم على الناس ، تقعد في مجلسٍ ، أي مجلسٍ شئت فتسمع هل جاءكم مديرٌ جديد ؟.. يقولون : إنه شديد في المعاملة لا يضحك ولا يبتسم .. عنصريٌ .. يحابي في إعطاء الحقوق فأبناء قبيلته لهم نصيب الأسد .. وأيتام المسلمين الآخرون له الخزي والعار ! ..
وهكذا يظل الموظف طيلة سنوات خدمته مزعزع النفسية ، مديرٌ يأتي يثقل دمه ، وجفاف طبعه ، وظلمه لمن هم تحته .. ومديرٌ يذهب . وهكذا ..
لو علم هؤلاء أن عمر رضي الله عنه كان يولي الولايات لمن يخاف الله ويتقيه ويعتبر المنصب تكليفاً عظيماً .. وفرصةً يخدم من خلاله العباد فينال الدرجات العلى .. ويأمن الخزي يوم التناد .. لو علم هؤلاء بهذا لما تقدم أحد لتقلد منصبٍ ما .. لأنك لا تكاد تجد أحداً - إلا قليلاً - بهذه الصفات !!
على أن عمر رضي الله عنه كان يولي الولاة على الأمصار ثم لا يلبث أن يبعث خلفهم من يأتي بأخبارهم وأحوالهم مع الرعية فيعزل منهم من يتحجب عن الناس ولا يقوم على شؤونهم .أصبح المنصب عند الكثير .. سّلماً للصعود به إلى المجد الموهوم لتحصيل المال _ في أكثر الأحيان _ منم غير حلَّه .. وإتراف الأبناء والبنات .. فأنت تسمع : سائق ابن المدير .. سائق بنت المدير .. أما امرأته فهي الإمبراطورة التي تحتاج إلى موكب يحرس فخامتها في الذهاب والإياب .. بسيارات الدولة طبعاً .. وويلٌ لمن أراد إخبار رؤساء هذا المدير بهذا .. يذهب حيث ألقت رحلها أم قشعم ! .
انظر إلى إدارة هذا المدير من داخل دائرته .. تجد الأمور المضطربة .. التي تهيج وتموج .. ظلماً بادياً للعيار .. المخلص مطرود .. والخائن مقرب .. وأكاد أصعق عند ما أقرأ قول النبي صلى الله عليه وسلم (سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل: وما الرويبضة؟ قال: ((الرجل التافه يتكلم في أمر العامة)) أخرجه ابن ماجه. " ...
أبغض الناس إلى قلبه ذلك الناصح الذي لا يرجوا بنصحه إلا وجه الله ... فهذا حقه مهضوم .. وهو عنده من سقط المتاع ..
أما المتزلف المنافق .. المقطوع بتوفير متطلبات المدير من متاع الدنيا الحرام ..من نساء ومحلقاتها مما تقتضيه السهرة المحرمة لا المحترمة ! فذاك هو المقرب المعظم صاحب السيادة والريادة والحضوة ..
يمكث المراجعون والموظفون أذلاء صاغرين على باب هذا المدير للساعات الطوال .. يسألون عنه موظفين المساكين .. " هل المدير اليوم راض أم زعلان .. مروّق أم ؟!! " وكأن منصبه هذا ورثة عن أبيه أو أمه .. وليس ملكاً للدولة تضع فيه خادماً يخدم العباد ويؤدي حقوقهم .. فإذا ما غامر أحد واقتحم عليه مكتبة فرآه نائما على سماعة الهاتف يتكلم فيها بصوت خافت .. أو يمنع خِلقته الطيبة في مواقع الإنترنت يعرف ماذا يدور في الفلوجة ، أو جنوب آسيا وزلزالها المدمر وموت ما يزيد على المائة والأربعين ألفاً وتشريد ما يزيد على المليون !! أو مسمراً عينيه في شاشة التلفاز الذي يفوق في كبره جدار المكتب مليء بكل ما هب ودب من زبالات الأذهان والأجساد في العالم .. وصاحبنا بيده اليمين ( الريموت كنترول ) يتنقل من زبالة إلى أخرى !! فإذا ما أقتحم عليه مكتبه في هذه الحالة الروحانية العظيمة .. فأني أسأل الله العظيم أن يعين هذا الداخل المسكين طالب الحاجة على سوء أخلاقة هذا المدير وقطعاً ومن دون حاجة إلى أدلة فإنه سيحضى بالطرد الشنيع وتأخير معاملته إلى أجلٍ غير مسمى .. فإن كان موظفاً فإنه سيدرج في قائمة الموظفين المغضوب عليهم إلى أن يأذن الله بموت هذا المدير أو نقله أو إحالته على الموت الأصغر ( التقاعد ) .. أليس العامة يقولون ( مت قاعد ) وإن خالفت قواعد النحو العربي إلاّ أنها صحيحة المدلول !
لو أتيح لوزير في أية وزارة أن يكلف نفسه عناء النزول للمجتمع على الطبيعة : وأعني بها ترك البشت والموكب والسيارة الفاخرة كما كان يفعل غازي القصيبي قبل عشرين سنة .. فإنه سيكتشف أن أكثر مديري الإدارات ( إلاَّ من رحم الله ) لا يخافون الله ! ولا يرحمون عباد الله ! ..
ولا أستطيع القول أكثر من هذا لأنني لا أضمن بعدها هل سأنتهي من إكمال دراستي العليا أم لا ؟ ! والله تعالى من وراء القصد .
القاهرة
الجمعة 19/ذو القعدة/ 1425هـ
21/12/2005م

المتميز
18/03/2005, 04:14 PM
نعم هذا واقع ولكنه قطره من بحر اليوم يعاني المواطن من الكثير من هذي العينه

ومانقول غير الله يعين على هذه الفئة .......

مزوووحي
18/03/2005, 05:30 PM
لا حول ولا قوة الا بالله



اصابعك يا شيخ ما هي سوى ولا شرط ان سهران على الافلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااام




حسبي الله ونم الوكيل

اسكود
18/03/2005, 07:50 PM
شكرا لك على مااوضحته من معلومات عن مجاز المدير العام

ولكن اعتقد بان مصير معاملة اي مواطن ليست بيد المدير العام فهي تدور من وارد وصادر وموظف يعطي مواعيد للمراجع بدون المامه التام عن معاملة المراجع . فعندما تقدم رقم معاملتك يقول راجعنا يوم الاحد . وعند محاولتك تقديم الموعد قدم لك اسباب كثيرة . منها
سواله لك عن ماهذا اليوم . فتقول اليوم الثلاثاء . فيقول مرة اخرى راجعنا يوم الاحد وبدون جدال . اي ان عمل ادرة المدير العام طيلة الاسبوع لثلاث ايام فقط . يوم الاربعاء التوقيع في الدخول عند الباب والرجوع لسيارته لقضاء مصلحة شخصيه او رحلة خاصة مع زملائه .
يوم السبت الوصول للعمل متاخر بحجة انه كان في لجنه او لدية مهمة . يوم الاحد عندما تراجع الموظف لمعاملتك يقول لك معاملتك باقيه في الوارد . فمن المسؤل الاول المدير العام او
ديــــــــــــــــــــــوان الرقـــــــــابة والمتــــابعة اللي نسمع به

صقر الجنوب
19/03/2005, 01:44 PM
جزاك الله خيراً على هذه الموضوع لكني أختصر ردي لوزراءنا في هذا القول لأحدهم مخاطباً أمير المؤمنين رضي الله عنه وأرضاه ..
رحمك الله يا أمير المؤمنين عففت فعفّت الرعية ولو رتعت لرتعوا..