رحال العمر
17/09/2010, 09:49 AM
حركة طالبان تستهدف الأطفال
في حين كان الجميع يحتفل في قرية خادزاي في كوهات، شكّل عيد الفطر مصدر حزن وأسى للشرطي موجتبا خان وأفراد عائلته الذين استقبلوا العيد بالحداد على مقتل أولاده الصغار الثلاثة في انفجار سيارة قبل أربعة أيام فقط من الاحتفال بنهاية شهر رمضان المبارك.
وراح المعزون في مجلس العزاء يرفعون أياديهم معاً وبشكل متقطع للصلاة فيما كان الوافدون يأخذون مقاعدهم ويطلبون من جماعة المصلين مساعدة موجتبا على التحلّي بالشجاعة لتخطّي محنته.
وكان أديل موجتبا، 8 أعوام، طالب في الصف الثاني في مدرسة الحافظ الرسمية، وأخواه ساجاوال رازا، 6 أعوام، وحمد موجتبا، 4 أعوام، قد قتلوا إثر انفجار قنبلة تم التحكم بها عن بعد فساوت منزلهم بالأرض داخل مجمع الشرطة في 7 سبتمبر/أيلول. وأصيب كل من والدهم ووالدتهم ناديا وشقيقتهم سكينة، 10 أعوام، وهي طالبة في الصف الرابع، بجروح بالغة. وكان والدهم يعتزم تسجيل ساجاوال وحمد في المدرسة بعد انتهاء العيد.
وقال المفتش المساعد في الشرطة، موجتبا، بحزن شديد وقد أصيب هو الآخر بالكدمات جراء الانفجار، في حديث إلى سنترال آسيا أونلاين "لقد ضحيت بأولادي الثلاثة من أجل إنقاذ الوطن وكي ينعم أبناء الآخرين بالأمان في هذه حرب."
وأضاف، كان بإمكاني الرحيل والانتقال مع أولادي إلى مكان آمن أكثر في القرية. وقال متنهداً "خسارة أبنائك جميعهم في آن واحد أمر لا يمكن تحمله".
وقتل في الانفجار 20 شخصاً، بمن فيهم عشرة أطفال وست نساء وشرطي مسؤول عن الأمن. وقد تبنّت حركة طالبان باكستان مسؤولية الانفجار.
وتوعّد إحسان الله إحسان المتحدث باسم الحركة في حديث إلى وسائل الإعلام بالمزيد من الهجمات في حال لم تتوقف الحكومة عن محاربة طالبان وأن تعيد النظر في دعمها للحرب على الإرهاب.
ويعاني الأطفال في باكستان، وخاصة في خيبر بختون خوا والمناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية بشكل متزايد من استهداف الإرهابيين الساعين وراء الأهداف السهلة لهم.
وقبل يوم واحد من الانفجار الذي حصل في كوهات، قتل أربعة تلاميذ يبلغون 9 و10 أعوام ومدرّسة وتسعة شرطيين في لاكي مروت، بعد أن فجر انتحاري سيارته المحملة بالمتفجرات في مركز للشرطة.
وبحسب جمعية حماية حقوق الطفل، وهي منظمة تعمل في مجال الرعاية الاجتماعية للاطفال، فقد قتل 109 قاصرين في باكستان وجرح عدد أكبر في عمليات إرهابية في العام 2009 فقط.
وقال أرشد محمود المدير التنفيذي لجمعية حماية حقوق الطفل، في حديث إلى "الشرفة" إنّ الأطفال هم أكثر من يعانون من الإرهاب في المنطقة. وأعلن "حتى ولو قتل رجل وامرأة، يخسر الأطفال أماً أو أباً ويعانون طوال حياتهم".
وبالإضافة إلى قوات الأمن ومؤسسات تطبيق القانون، أصبحت المؤسسات التعليمية هدفاً مفضلاً للمقاتلين خلال السنوات القليلة الأخيرة. وقال ساردار حسين باباك وزير التعليم في المحافظة في حديث إلى سنترال آسيا أونلاين "تم تفجير ألف وثلاثمائة مدرسة... في خيبر بختون خوا على يد متطرفين في محاولات للوقوف في وجه التعليم".
وقال إنّ غالبيتها كانت مدارس للبنات.
كما دمّرت مئات المدارس في تفجيرات وقعت في منتصف الليل في القرى القبلية الاتحادية المتاخمة على الحدود الأفغانية أيضاً. وجرى تفجير تسعين مدرسة في باجور، و53 في محمند، و25 في خيبر فقط.
وجاء ردّ الحكومة بإغلاق المدارس مدة 19 يوماً بين أكتوبر/تشرين الأول وسبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وأصدرت الحكومة تعليمات لتعزيز الأمن في المدارس. وبالتالي، نصبت حواجز أمام المدارس الكبرى، كما يتولى حراس أمن إضافيون مراقبتها.
ويتلقى الطلاب التعليمات من وقت إلى آخر لإحضار كتبهم وطعام الغداء في حاويات شفافة. وقد أصيب الأهل والأطفال بالذعر إثر مقتل تلميذ وإصابة عشرات الآخرين في انفجار وقع قرب بوابة مدرسة الشرطة الرسمية في بيشاور في إبريل/نيسان.
وقال الطبيب النفسي الدكتور ميان افتخار حسين إنّ حوالي 30 بالمائة من سكان هذه المنطقة التي يضربها الإرهاب يعانون من الاضطراب والضغط النفسي بعد الصدمات، وهو نوع من الاضطراب المتصف بالخوف الشديد أو العجز أو الرعب نتيجة التعرّض لصدمات حادة.
وأعلن حسين "مائة بالمائة من سكان هذه المناطق يعانون من تاثيرات الضغط الحاد". وتتضمن آثاره الانعزال العاطفي وخسارة الذاكرة بشكل مؤقت وحدة الطبع والعجز الجسدي ومشاكل اضطرابات النوم وعدم القدرة على التركيز.
و يبرّر المقاتلون أعمالهم التخريبية بالاستشهاد بالتعاليم الإسلامية.
وفي رسائل مصوّرة وزّعت على وسائل الإعلام تسلّط حركة طالبان الضوء على التفجيرات الانتحارية والتخريب، ويدّعي قادة طالبان مقاتلة قوات الأمن "الكفرة" في باكستان لأنّ الحكومة تصطف مع القوات الأجنبية وتقاوم الجهاد الهادف إلى سيادة الإسلام. غير أنّ غالبية علماء الدين يرفضون تفسير طالبان.
وقال مفتي منيب الرحمن، عالم ورئيس لجنة رويت هلال "القتل، أكان قتل طفل أو رجل أو امرأة، هو قتل. وفي الإسلام، فإنّ قتل شخص بريء واحد بمثابة قتل الناس جميعا".
في حين كان الجميع يحتفل في قرية خادزاي في كوهات، شكّل عيد الفطر مصدر حزن وأسى للشرطي موجتبا خان وأفراد عائلته الذين استقبلوا العيد بالحداد على مقتل أولاده الصغار الثلاثة في انفجار سيارة قبل أربعة أيام فقط من الاحتفال بنهاية شهر رمضان المبارك.
وراح المعزون في مجلس العزاء يرفعون أياديهم معاً وبشكل متقطع للصلاة فيما كان الوافدون يأخذون مقاعدهم ويطلبون من جماعة المصلين مساعدة موجتبا على التحلّي بالشجاعة لتخطّي محنته.
وكان أديل موجتبا، 8 أعوام، طالب في الصف الثاني في مدرسة الحافظ الرسمية، وأخواه ساجاوال رازا، 6 أعوام، وحمد موجتبا، 4 أعوام، قد قتلوا إثر انفجار قنبلة تم التحكم بها عن بعد فساوت منزلهم بالأرض داخل مجمع الشرطة في 7 سبتمبر/أيلول. وأصيب كل من والدهم ووالدتهم ناديا وشقيقتهم سكينة، 10 أعوام، وهي طالبة في الصف الرابع، بجروح بالغة. وكان والدهم يعتزم تسجيل ساجاوال وحمد في المدرسة بعد انتهاء العيد.
وقال المفتش المساعد في الشرطة، موجتبا، بحزن شديد وقد أصيب هو الآخر بالكدمات جراء الانفجار، في حديث إلى سنترال آسيا أونلاين "لقد ضحيت بأولادي الثلاثة من أجل إنقاذ الوطن وكي ينعم أبناء الآخرين بالأمان في هذه حرب."
وأضاف، كان بإمكاني الرحيل والانتقال مع أولادي إلى مكان آمن أكثر في القرية. وقال متنهداً "خسارة أبنائك جميعهم في آن واحد أمر لا يمكن تحمله".
وقتل في الانفجار 20 شخصاً، بمن فيهم عشرة أطفال وست نساء وشرطي مسؤول عن الأمن. وقد تبنّت حركة طالبان باكستان مسؤولية الانفجار.
وتوعّد إحسان الله إحسان المتحدث باسم الحركة في حديث إلى وسائل الإعلام بالمزيد من الهجمات في حال لم تتوقف الحكومة عن محاربة طالبان وأن تعيد النظر في دعمها للحرب على الإرهاب.
ويعاني الأطفال في باكستان، وخاصة في خيبر بختون خوا والمناطق القبلية على الحدود الباكستانية الأفغانية بشكل متزايد من استهداف الإرهابيين الساعين وراء الأهداف السهلة لهم.
وقبل يوم واحد من الانفجار الذي حصل في كوهات، قتل أربعة تلاميذ يبلغون 9 و10 أعوام ومدرّسة وتسعة شرطيين في لاكي مروت، بعد أن فجر انتحاري سيارته المحملة بالمتفجرات في مركز للشرطة.
وبحسب جمعية حماية حقوق الطفل، وهي منظمة تعمل في مجال الرعاية الاجتماعية للاطفال، فقد قتل 109 قاصرين في باكستان وجرح عدد أكبر في عمليات إرهابية في العام 2009 فقط.
وقال أرشد محمود المدير التنفيذي لجمعية حماية حقوق الطفل، في حديث إلى "الشرفة" إنّ الأطفال هم أكثر من يعانون من الإرهاب في المنطقة. وأعلن "حتى ولو قتل رجل وامرأة، يخسر الأطفال أماً أو أباً ويعانون طوال حياتهم".
وبالإضافة إلى قوات الأمن ومؤسسات تطبيق القانون، أصبحت المؤسسات التعليمية هدفاً مفضلاً للمقاتلين خلال السنوات القليلة الأخيرة. وقال ساردار حسين باباك وزير التعليم في المحافظة في حديث إلى سنترال آسيا أونلاين "تم تفجير ألف وثلاثمائة مدرسة... في خيبر بختون خوا على يد متطرفين في محاولات للوقوف في وجه التعليم".
وقال إنّ غالبيتها كانت مدارس للبنات.
كما دمّرت مئات المدارس في تفجيرات وقعت في منتصف الليل في القرى القبلية الاتحادية المتاخمة على الحدود الأفغانية أيضاً. وجرى تفجير تسعين مدرسة في باجور، و53 في محمند، و25 في خيبر فقط.
وجاء ردّ الحكومة بإغلاق المدارس مدة 19 يوماً بين أكتوبر/تشرين الأول وسبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وأصدرت الحكومة تعليمات لتعزيز الأمن في المدارس. وبالتالي، نصبت حواجز أمام المدارس الكبرى، كما يتولى حراس أمن إضافيون مراقبتها.
ويتلقى الطلاب التعليمات من وقت إلى آخر لإحضار كتبهم وطعام الغداء في حاويات شفافة. وقد أصيب الأهل والأطفال بالذعر إثر مقتل تلميذ وإصابة عشرات الآخرين في انفجار وقع قرب بوابة مدرسة الشرطة الرسمية في بيشاور في إبريل/نيسان.
وقال الطبيب النفسي الدكتور ميان افتخار حسين إنّ حوالي 30 بالمائة من سكان هذه المنطقة التي يضربها الإرهاب يعانون من الاضطراب والضغط النفسي بعد الصدمات، وهو نوع من الاضطراب المتصف بالخوف الشديد أو العجز أو الرعب نتيجة التعرّض لصدمات حادة.
وأعلن حسين "مائة بالمائة من سكان هذه المناطق يعانون من تاثيرات الضغط الحاد". وتتضمن آثاره الانعزال العاطفي وخسارة الذاكرة بشكل مؤقت وحدة الطبع والعجز الجسدي ومشاكل اضطرابات النوم وعدم القدرة على التركيز.
و يبرّر المقاتلون أعمالهم التخريبية بالاستشهاد بالتعاليم الإسلامية.
وفي رسائل مصوّرة وزّعت على وسائل الإعلام تسلّط حركة طالبان الضوء على التفجيرات الانتحارية والتخريب، ويدّعي قادة طالبان مقاتلة قوات الأمن "الكفرة" في باكستان لأنّ الحكومة تصطف مع القوات الأجنبية وتقاوم الجهاد الهادف إلى سيادة الإسلام. غير أنّ غالبية علماء الدين يرفضون تفسير طالبان.
وقال مفتي منيب الرحمن، عالم ورئيس لجنة رويت هلال "القتل، أكان قتل طفل أو رجل أو امرأة، هو قتل. وفي الإسلام، فإنّ قتل شخص بريء واحد بمثابة قتل الناس جميعا".