تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : جدتيي كانت تحمل شؤن وتسير رحمك الله ياجدتي


مشهور
03/10/2010, 12:23 AM
جدتي كانت تحمل شؤنا رحمك الله ياجدتي



كنت انا صغيرا اعيش في اسرة كبيرة ومنازل فسيحة ومناظر جميلة واشجار تسر الناظرين في قريتي وبئتي التي ترعرعت فيها في قريتي رباع وكانت منازلنا من الحجر الصوان اى من الجبال والاودية وهم يجلبونها ويضعونها في البنا وكانت بيوتنا ذات طابع خاص لايدخلها الحرولايخترقها البرد مزينة بالطين ومزركشة من الالون الجميله وكانت جدتي هي التي تدير الأسرة وتعرف الكبيرة والصغيرة وكا نت اسرتي عند ما تشاهد جدتي وهي تسير الهوينا وترتكز على الثالثه وهي العصاء الغليضة التي تحملها ويسمونها الشؤون لغلاضتها هي جدتي التي نحبها كم كانت رأيعة تلك الجده التي تحبنا صغارا وتربينا على اكتافها جدتي التي كانت تسير بنا في ممرات القرية واسبالها وطرقاتها وتخبرنا عن كل صغيرة وكبيرة لم تبخل علينا جدتي ولم تقصر بشي ولاكنها كانت عنيده وصلبة ولا تنزل كلمتها وهي ام الجميع وسيدة البيت اذ ا تحركت جدتي قمنا لها وان قالت سمعنا لها كانت جدتي ترعى الغنم احيانا وكانت تدندن بينها وبين نفسها بشعر الاجداد وتتذكر الماضي فتؤن وتذرف الدموع كنت اراقبها واسير الى جوارها واحيانا امسك بيدها واسالها مايبكيك جدتي ولماذى تذرفين الدموع هل هناك مايضايقك جدتي فتنظر اليه وتقول لا بني ولأكن الدنيا تغيرت ولا عادة كعهدها الاول فاسالها وماهوا العهد الاول جدتي هل الحياة كانت افضل من اليوم قالت جدتي كانت عندنا الماشية وعندنا الغنم وعندنا الجمل والثور البقر فتضحك جدتي وهي تدندن من جديد واقول ونحن ياجدتي عندنا السيارة وعندنا الطيارة وعندنا التقنية قالت نحن كان عندنا مثل ماعندكم وافضل قلت حدثيني جدتي عن حياتكم قالت سوف اخبرك يابني ان الحياة كانت جميلة وكان الناس بحاجه الى بعضهم وكانت البلاد والمزارع ملئة بالزراعة وكان الناس يسرحون من الفجر الى اعمالهم ويرعون حلالهم ويسقون مزارعهم قلت كيف ياجدتي قالت اقول لك ماذى كان الناس يعملون قلت هات فلنسمع قالت انتم مساكين قلت وما دخلنا نحن قالت انتم جيل الصلصة والسندويش وما تعرفون المزارع وخير المزارع من البر والذرة والشعير قلت كيف قالت ياسبحان الله كيف كنا وكيف انتم اليوم قلت هل تقصدين انكم كنتم افضل منا قالت بالطبع وبالتاكيد قلت وما الشي الذي ترينه اليوم قالت كل شي تغير اسمع يابني اليوم تغير الناس وتغيرت العادات وتغيرت الحياة بما لايمكن ان اوصفه لك ولأكن سوف اخبرك عن شي اليوم اصبح الرحم مقطوع والمعروف غريب والرفقة الحسنه غير موجوده وكل انسان يعيش لوحده ولايذكر صديقه والمزارع اصبحت بلا زرع والشجر تغير والمدر اندثر والبلاد اى المزارع انتهت والابار جفت والانهر انتهت والضفادع ماعد وجدت لها مكان في النجول قلت ومادخل الضفادع قالت لانها تسبح وتطلب من الله ان ينزل علينا الغيث والمطر فتمطر السماء قلت كيف ياجدتي ومن قال هذا قالت اسال اذا لم تصدق قلت انا معك لايوجد قرقرة الضفادع في المزارع اليوم ولا ينزل القطر من السما ء فما العمل قالت الرجوع الى الله والدعاء والاستغفار ومواصلة من قطعك والسلام على من عاداك قلت وانتم كنتم تعملون ماتقولين قالت وزيادة على ذالك قلوبنا نظاف قالت اليوم البركة انتزعت من قلوب الناس قلت وأنتي ياجدتي ماذى ستعملين الان قالت اسير بشوني هذا واتفقد الماضي السحيق وابكى على الاطلال قلت ونحن قالت سياتي اليوم الذي سوف تسيرون خلف العكاكيز وتتذكرون اسلافكم من الجدود قلت صدقتي والله ياجدتي وسارت وانا خلفها ادندن بالقصيد فاشارت اليه بان اسبح وان ادعو لجدتي بحسن الخاتمه ففعلت رحم الله جدتي وكل اجدادي واجدادكم في جنات نعيم عرضها السمؤات والارض عند رحمن رحيم وكل من عمر ورحل من الجدود


مشهور

صقر الجنوب
03/10/2010, 02:27 AM
قطعة أدبية رائعة تضاف إلى أدب المنطقة الزاخر بكل جميل ، لقد عشنا مع هذه الجدة وكلماتها التي تقطر حكمة ، علمتها الايام والسنين التي عاشتها بأنها كانت في زمن جميل وبذكائها الفطري تخبرنا اننا نعيش حياة زائفة ، حياة لامعنى لها سوى الترف والتنافس في قشور الدنيا وتركنا اللب الذي من اجله خلقت هذه الحياة لعبادة الله ونظافة القلوب .
قل لي يارعاك الله متى طرق جارك باب منزلك ، حتى في الاعياد لاتكاد ترى الا رجالا يخرجون من مصلى العيد الى منازلهم ليكملوا نومهم ، رحم الله ايام تلك الجدة فقد كان الناس يعيشون اللحظة كما ينبغى ان تعاش كانوا بعد صلاة العيد يقبل الواحد الاخر وكانه لم يره منذ سنين من طيبة قلوبهم رغم انه كان معه في الليلة الماضية لكنها الطيبة وصفاء السريرة ، وبعد ذلك يفرحون كما ينبغي ان يكون الفرح وكما اراد الله للعيد ان يكون فيذهبون الى كل منزل للسلام على اهله وتناول قليلا من العيد يثم يقولون بفرحة عارمة ( عاد عيدكم ) ثم يردون اهل البيت مرحبين ( وعيدكم يعود ) وهكذا الحال حتى ينتهي المطاف بآخر بيت في القرية .
كانوا يعيشون الفرحة كما لو انه آخر يوم لهم في الافراح .
كانت الحياة بسيطة ببساطة قلوبهم ونظافتها فرحمة الله عليهم كانت اجيالا تحن لهم اليوم حتى الجبال .

مشهور
04/10/2010, 01:47 AM
جدتي ماحد مر عليها
مسكينه جدتي كبرت في الدنيا تسير لوحده وفي الكبر بقيت عجوز ماحد يقرب منها لانها تحمل شونها جاملوها واطلعو على اسرارها ياحرام اين الذين يقراون وعندهم مثلي جده كانت ترعاهم وتنادمهم
وماحد يستطيع ان يقول لهم شي الى وهي تدافع عنهم رحمك الله ياجدتي ورحم كل جدة في الوجود الى جنات عدن ياجدتي
مشهور

همسة شوق
06/10/2010, 11:00 PM
يازين الجدات وحنيتهم الله يرحم من مات منهم والله يعطيهم الصحه من عاش يارب

فعلا اختلاف كبيرر بين جيلهم وجيلنا الحالي الفرق البساطه والعفويه الي فيهم عكس التطور كل ماتطورو اكثر العقول والقلوب تحجرت


يسلمووووووعلى موضوعك

يعطيك العااااااااافيه
لاهنت ....../

الرميصاء
07/10/2010, 01:26 AM
سلمت يداك ورحم الله جداتنا جميعاً
كانوا الخير والبركه في البيوت
البيت اللي فيه جده او جد فيه الخير والأنس
الزوار ما ينقطعون عنه

بدوية
07/10/2010, 04:04 AM
مميز دائما ابومشعل

قصه جميله ,, والاجمل انها في الجدات

رحم الله جداتنا

واسكنهن فسيح جناته,, http://www.alsaher.net/mjales/images/icons/r3.gif


ولك خالص الود

رحال العمر
10/10/2010, 12:27 AM
نعم رحم الله جداتنا واجدادنا جميعآ يا لروعت الكلمة و اتخيل انني الى الان مع جدتي ولكن في غير هذا الوقت الذي اصبح العدو لك هو اقرب الناس لك 000
وقد صدقت جدتك وصل الوقت الذي نتذكر فيه اجدادنا فهل سوف يتذكر هذا الجيل اجدادهم مثلنا لااظن
لان جيل اليوم قليل منهم من يعرف جده وجدته والسبب اذا تزوج الرجل قالت الزوجه اريد بيت شرعي بعيد عن اهلك حتى نستقل بحياتنا وكئن حياتهم على المريخ 000
اين ايام الاجداد والاباء عندما كنا نعيش جميعآ في بيت واحدلانفرق بين اخ واخت وابن عم وابنت عم فكلنا
اخوه ولا نستطيع ان نقول لابن العم هذا ابن عم بل نقول اخ وكذالك ابنت العم اخت والعم والد والعمه والدة
هل في هذا الزمن الغابر من الجيل الحاضر من يقول مثل مكنا نقول لااعتقد ابدآ ولان يجي مثل الجيل الاول
مهما طال الزمن ولكن هذا زمن النيدو وحليب السعوديه والكيكوز جميل انهم يعرفون امهاتهم من الشغالات ويعرفون ابائهم 00000الى الان نحن بخير 000
لقد اعدتنا سنين مضت يااستاذ مشهور فلك الشكر على هذا الطرح وتقبل تحياتي 0