رحال العمر
03/10/2010, 06:16 AM
على شارعين
فتش عن الانسيابية!
خلف الحربي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=441)
طوال الأسبوع الماضي، كنت أقلب الصحف العربية للتعرف إلى أحداث اليوم الدراسي الأول في كل بلد عربي على حدة؛ في مصر قام المحافظون بجولات في مدارس محافظاتهم، وعبرت الصحف عن امتعاضها من حالة الفوضى التي اتسم بها اليوم الأول، بينما قام محافظ المنيا بإحالة بعض مسؤولي التعليم ومتعهدي التوريدات للتحقيق. وفي لبنان ركزت الصحف على إرسال محرريها إلى أكثر الأحياء فقرا، وعبر أولياء الأمور عن غضبهم من قرار تقديم موعد بدء الدراسة، ما أدى إلى خلق حالة من الارتباك. وفي الكويت حاصر الصحافيون وزيرة التربية والتعليم التي كانت تتجول في المدارس، مطالبين إياها بتبرير قرارها بإضافة 25 دقيقة إلى الدوام المدرسي.
أما الصحف السعودية فقد ركزت على مفردة (الانسيابية) لوصف حالة اليوم الدراسي الأول وتم إبراز هذه المفردة في العناوين حتى تخيلت أننا نتحدث عن سيارة رياضية يابانية الصنع وليس عن يوم دراسي!.
عموما، حمدت الله أننا قوم نتمتع بالانسيابية ولسنا مثل أشقائنا العرب الذين يعانون من الارتباك والفوضى كلما بدأت الدراسة، ولكن رسائل القراء -هداهم الله- كانت تحاول التشكيك في انسيابيتنا الجميلة التي يمكن أن نضيفها إلى خصوصيتنا الشهيرة، فقد سرد هؤلاء القراء من أولياء أمور ومعلمين وطلاب، قصصا تجعلك تتأكد بأن المقصود في تغطيات الصحف هو انسيابية الفوضى وسلاسة الارتباك!.
ثمة ولي أمر اكتشف بكل انسيابية أن مدارس أولاده وبناته مغلقة بداعي الصيانة والترميم!، ولأنه لا يملك وقتا لسؤال وزارة التربية والتعليم عن السبب الانسيابي الذي منعها من القيام بأعمال الصيانة خلال الإجازة، فقد خاض زحام الشوارع بكل انسيابية بحثا عن المدارس التي نقل اليها أولاده ليعرف الحقيقة الانسيابية المرة وهي أنهم سيداومون عصرا!.
وثمة ولي أمر وجد أن كتب بعض أولاده ناقصة، والبعض الآخر منهم عاد من المدرسة وهو انسيابي تماما دون أن يستلم كتابا وحدا، بينما تتحسر أم على حال ابنها الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي وسيحمل في حقيبته ما يقارب 16 كتابا وهي تتخوف من أن ينحني ظهره الصغير بشكل انسيابي بسبب هذه الأحمال الثقيلة، ويشكو طالب في المرحلة الثانوية من انتهاء الدوام قبل موعده وعدم السماح للطلاب بالاتصال بذويهم من هواتف المدرسة ما دفعهم لتهريب أجهزة جوال في ثيابهم بطريقة انسيابية!.
أما إحدى المعلمات فهي تشد شعرها بسبب التكدس الشديد في أعداد الطالبات وتطرح سؤالا انسيابيا مهما: كيف سيصل الدرس إلى عقول الصغيرات وكل واحدة منهن تكاد أن تجلس فوق الأخرى؟!، بينما يؤكد أحد المعلمين أن العقد الخاص بتطوير منهج الرياضيات كان يتضمن دورات تقدمها الشركة التي قامت بتطوير المنهج لتدريب المعلمين على التدريس التفاعلي، ولكن هذه الدورات لم تبدأ بعد، كما أن المنهج سلم ناقصا حيث مازالت بعض الدروس في طور الإعداد!، بينما مقرر التربية الفنية تمت طباعته قبل التأكد من وجود أعداد كافية من المعلمين لهذه المادة، أما منهج الحاسوب فلا ينقصه إلا توفر أجهزة الحاسوب!.. وسلم لي على الانسيابية!.
فتش عن الانسيابية!
خلف الحربي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=441)
طوال الأسبوع الماضي، كنت أقلب الصحف العربية للتعرف إلى أحداث اليوم الدراسي الأول في كل بلد عربي على حدة؛ في مصر قام المحافظون بجولات في مدارس محافظاتهم، وعبرت الصحف عن امتعاضها من حالة الفوضى التي اتسم بها اليوم الأول، بينما قام محافظ المنيا بإحالة بعض مسؤولي التعليم ومتعهدي التوريدات للتحقيق. وفي لبنان ركزت الصحف على إرسال محرريها إلى أكثر الأحياء فقرا، وعبر أولياء الأمور عن غضبهم من قرار تقديم موعد بدء الدراسة، ما أدى إلى خلق حالة من الارتباك. وفي الكويت حاصر الصحافيون وزيرة التربية والتعليم التي كانت تتجول في المدارس، مطالبين إياها بتبرير قرارها بإضافة 25 دقيقة إلى الدوام المدرسي.
أما الصحف السعودية فقد ركزت على مفردة (الانسيابية) لوصف حالة اليوم الدراسي الأول وتم إبراز هذه المفردة في العناوين حتى تخيلت أننا نتحدث عن سيارة رياضية يابانية الصنع وليس عن يوم دراسي!.
عموما، حمدت الله أننا قوم نتمتع بالانسيابية ولسنا مثل أشقائنا العرب الذين يعانون من الارتباك والفوضى كلما بدأت الدراسة، ولكن رسائل القراء -هداهم الله- كانت تحاول التشكيك في انسيابيتنا الجميلة التي يمكن أن نضيفها إلى خصوصيتنا الشهيرة، فقد سرد هؤلاء القراء من أولياء أمور ومعلمين وطلاب، قصصا تجعلك تتأكد بأن المقصود في تغطيات الصحف هو انسيابية الفوضى وسلاسة الارتباك!.
ثمة ولي أمر اكتشف بكل انسيابية أن مدارس أولاده وبناته مغلقة بداعي الصيانة والترميم!، ولأنه لا يملك وقتا لسؤال وزارة التربية والتعليم عن السبب الانسيابي الذي منعها من القيام بأعمال الصيانة خلال الإجازة، فقد خاض زحام الشوارع بكل انسيابية بحثا عن المدارس التي نقل اليها أولاده ليعرف الحقيقة الانسيابية المرة وهي أنهم سيداومون عصرا!.
وثمة ولي أمر وجد أن كتب بعض أولاده ناقصة، والبعض الآخر منهم عاد من المدرسة وهو انسيابي تماما دون أن يستلم كتابا وحدا، بينما تتحسر أم على حال ابنها الذي يدرس في الصف الأول الابتدائي وسيحمل في حقيبته ما يقارب 16 كتابا وهي تتخوف من أن ينحني ظهره الصغير بشكل انسيابي بسبب هذه الأحمال الثقيلة، ويشكو طالب في المرحلة الثانوية من انتهاء الدوام قبل موعده وعدم السماح للطلاب بالاتصال بذويهم من هواتف المدرسة ما دفعهم لتهريب أجهزة جوال في ثيابهم بطريقة انسيابية!.
أما إحدى المعلمات فهي تشد شعرها بسبب التكدس الشديد في أعداد الطالبات وتطرح سؤالا انسيابيا مهما: كيف سيصل الدرس إلى عقول الصغيرات وكل واحدة منهن تكاد أن تجلس فوق الأخرى؟!، بينما يؤكد أحد المعلمين أن العقد الخاص بتطوير منهج الرياضيات كان يتضمن دورات تقدمها الشركة التي قامت بتطوير المنهج لتدريب المعلمين على التدريس التفاعلي، ولكن هذه الدورات لم تبدأ بعد، كما أن المنهج سلم ناقصا حيث مازالت بعض الدروس في طور الإعداد!، بينما مقرر التربية الفنية تمت طباعته قبل التأكد من وجود أعداد كافية من المعلمين لهذه المادة، أما منهج الحاسوب فلا ينقصه إلا توفر أجهزة الحاسوب!.. وسلم لي على الانسيابية!.