المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشيطان


صقر الجنوب
26/03/2005, 10:37 AM
شيخنا الفاضل يأمرنا المولى سبحانه وتعالى أن نتخذ الشيطان عدواً وهنا لا بد لنا من معرفة طرق واساليب هذا العدو لنحذرها فهل لفضيلتكم أن تبينوا حفظكم الله طرق الشيطان في الغواية والترصد وانواع الشياطين واعمالهم الموكولة إليهم وكيفية محاربته .
وجزاكم الله خير الجزاء .

موسى محمد هجاد الزهراني
26/03/2005, 11:03 AM
خالي العزيز ..

هذه خطبة .. ألقيتها قبل عامين .. لعل فيها الرد الشافي على هذا الموضوع :

شياطين الإنس
الجمعة, 12 ربيع الثاني, 1424

( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) لقد جاءت تحذيرات القرآن المتكررة من الشياطين، في آيات كثيرة جداً يصعب حصرها في هذا المقام لكن لابد أن يعلم المسلم ابتداءً أن الشيطان عدوه المبين إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً .
فينبغي على المسلم الحذر كل الحذر من أساليب الشيطان معه .
إنه يستخدم أسلوب التدرج في أحيان كثيرة ليوقع العبد في المعصية كما قال الله تعالى عنه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ويستخدم أسلوب التخويف أحياناً مع الجبناء. إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين . وأسلوب التزيين أحياناً أخرى وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . وأحياناً يستحوذ على الإنسان استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله . وأحياناً يوقع العداوة والبغضاء إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء إلى غير ذلك من حيل الشيطان وطرقه.
أيها المسلمون:
لقد تكلم علماؤنا وقرروا بأن هناك شيطانا جنياً، وهناك شيطان إنسي، استناداً إلى قول الباري جل وعلا: الذي يوسوس في صدور الناس من الْجِنَّةِ والناس . حتى قال بعض أهل العلم بأن الشيطان الإنسي أخطر من الشيطان الجني، وأكثر ضرراً، وأشد فتكاً.
ولذا فعلى المسلم أن يحذر هذا الشيطان أكثر ؛ وأن يتعرف عليه أكثر، وأن يتفطن لطرقه وأساليبه أكثر، لكي يسلم من شره، وينجو من غوايته.
فتعال معي أخي المسلم، نتلمس بعض حيل وأساليب هذا الشيطان، لعل الله عز وجل أن يعصمنا من فتنته ويقينا من شروره .
يقول أهل العلم بأن: كل من تعاون مع إبليس وكان من جنوده في الإغواء وتحبيذ المنكر والفحشاء فهو شيطان، كل من كانت له مشاركات وجهود في صد الناس عن سبيل الله فهو شيطان.كل من دعى إلى طرق الباطل بأي أسلوب وتحت أي شعار أو مذهب فهو شيطان.
إن الشيطان من هذا النوع أشد من شيطنة إبليس، لأن إبليس قال: لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين ، وقال: لَأَحْتَنِكَنَّ ذريته إلا قليلاً فهو لا يريد التسلط على الجميع، بينما شيطاننا هذا لم يقتصر على الإغواء كإبليس، ولكنه تسلط بجميع أنواع الفتنة والإرهاق، يريد إغواء الجميع وإضلالهم واحتناكهم، كاحتناك الجراد للزرع واحتناك اللجام للفرس، حيث لا يدع أحداً ينطق إلا ما يوافقه ولا يسعى إلا بما يهواه. الله جل وتعالى قال في كتابه: فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ولم يقل استعذ من إبليس لكثرة أجناس الشياطين وأنواعهم الذين يصدون عن سبيل الله. فما أكثر أعداء الرسل من شياطين الإنس الذين ظهروا في كل عصر وبلد وفي كل فترة، وهم أشد ضرراً من شياطين الجن.
إن ورثة إبليس من شياطين الإنس، الذين سلكوا طريقته في تغرير بني آدم، وإغوائهم على الشر وتحبيب الرذيلة، وهجر الفضيلة، وتحبيب خيانة الله، باطراح دينه ونبذ كتابه، إن هؤلاء أخبر الله عنهم بصفات كثيرة في كتابه الكريم، يمكن التعرف عليهم. فأخبر جل وعز عن هؤلاء الشياطين أن طبيعتهم الاستكبار والفخر، وطلب العلو في الأرض، ورفض كل ما لا يصدر على أيديهم وإن كان صحيحاً نافعاً. هذا الشيطان يعادي الحق إذا صدر على غير يديه. إنه يأمر بالسوء على اختلاف أنواعه وأشكاله، ويحبب الفحشاء للناس بكل وسيلة.
وها نحن نرى هؤلاء الشياطين في هذا الزمان يسمون الفساد إصلاحاً، ويسمون المؤامرات والفتن ونقض العهود تحرراً، ويسمون خيانة الله ونبذ ملة إبراهيم وطنية، ويسمون ارتكاب الفواحش مدنية، ويسمون الدياثة حضارة وتطوراً، و يعتبر عندهم نبذ كتاب الله رقياً ومسايرةً للزمن، وهكذا مما تلوكه ألسنتهم العفنة في وسائل الإعلام المختلفة، وتسطره أيديهم النجسة في الكتب العصرية والنشرات الدورية والصحف التي تفاقم شرها وزاد ضررها في هذه الأيام والتي يتنقلون فيها من فسق ونفاق وتزلف إلى كفر وردة واستهزاء وغمز ولمز وتندر بثوابت الدين تحت دعاوى فارغة وادعاءات مكشوفة مزيفة .
فما أحرى المؤمن أن يكثر الاستعاذة بالله من جنس الشيطان الرجيم القاعد لعباد الله بالمرصاد القائل: فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِين فلقد تفاقم شر هؤلاء الشياطين، وكثر جنودهم وأولياؤهم وعمت فتنتهم، وكثر ضررهم، لقد سيطر الشياطين على أغلب المرافق وتاجروا بالعقول، وتمويه الفكر، وبلبلة الخواطر، وقلب الحقائق، وتنويع الباطل، وتوزيعه بشتى الزخارف والألوان.
لقد قرر علماؤنا بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، كما قرروا بأن الناطق بالباطل والساعي فيه شيطان ناطق. وإليك بعض الأمثلة:
• فالمثبط والمعوق للناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شيطان.
• والمحبب الرذيلة للناس بأي مصطلح، وتحت أي مسمى شيطان.
• والذي يعمل لإزالة الحياء من المجتمع شيطان، والصحفي الذي ينشر ما يخالف الملة الإبراهيمية والشريعة المحمدية شيطان.
• والكاتب الذي ينشر ما يفسد الأخلاق ويذهب بالمروءة والحياء شيطان.
• ورسام الكاريكاتير الذي ينسف المجتمع الفاضل المسلم نسفاً بقذاراته .. شيطان .
• والمخالف الذي يفتي الناس بالضلال ويضرب بفتاوى العلماء عرض الحائط ليقال عنه مجتهد .. شيطان .
• والذي يسعى للإفساد في الأرض تحت أي ذريعة .. شيطان
• والذي يغري الناس بقوله أو فعله على تقليد أعداء الله ورسله في أزيائهم وأخلاقهم وأعيادهم ومراسيمهم شيطان، لأنه يقول بلسان حاله أو بصريح مقاله أو بسوء خصاله لمن قلدهم من الكفرة هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا نعوذ بالله من الخذلان.
• والمرأة المتفسخة التي تنطق بالصد عن الحجاب وتريد من نساء المجمتع أن يكنّ مثلها في نزعه ورميه تحت الأقدام شيطانه .
• والأخرى التي تطالب بحقوقها المتمثلة في مخالطة الرجال وقيادة السيارة والبطاقة الشخصية التي تتضمن صورتها ؛ شيطانة .
• والأخرى التي ليست كفؤاً لتدريس بنات المسلمين ؛ ولكن القرارات أتت بها وسلمتها زمام المواد الدينية ؛ وهي تخالف ما تدرّس للتلميذات ؛ فتنهى عن العباءة المخصرة وترتديها عند نهاية الدوام أمام الطالبات شيطانة .
• وتنهى عن الخلوة ؛ ثم تركب مع السائق الأجنبي لوحدها أمامهن شيطانة.
• وتستهزيء بالسواك وأن موضة قديمة . وتسمع الأغاني ؛ وتفعل وتفعل ... هذه شيطانة .

• ومن أعظمهم شيطنة، ومن أشدهم خبثاً على الإطلاق من يعمل على إزاحة الناس عن ملة إبراهيم وعن شريعة محمد عليهما الصلاة والسلام. إنك لتجد الشيطان الإنسي مرهقاً متعباً، يلهث كما يلهث الكلب. لنشر دعايته، وترويج فكرته، وينفق الأموال الطائلة للصد عن سبيل الله، فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ .

• وقليل الحياء والأدب والدين والمرؤة الذي يريد من الأخيار اتباع الشهوات ويرميهم بذلك دون حياء من الله تعالى ولا من خلقه ولا يرعى حرمة لخلق ولا أعراف ولا رجولة .. ثم لا يجد من يسكته ويلطمه ويكف شره عن الناس .. هذا شيطان .
فكن أيها المسلم على حذر ويقظة مما يقذف إليك سراً وجهراً، وظاهراً وباطنا، واجعل كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام هما الميزان الذي تزن به كل شيء، وكل أحد.
فإذا أعجبك كلام أحد أو تبجحه بدعوى الإصلاح، فلا تجعل له في قلبك مجالاً حتى تنظر في سيرته وأعماله، وتقارن ما يقول بما يفعل، فإذا كانت أعماله على وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ورأيته حاملاً رسالة الله آخذاً بكتابه، عاملاً لنصرة دينه مدافعاً عن قضايا المسلمين في كل قطر، فذلك من حزب الله المفلحين ، وإن رأيت أن أحواله وأعماله كأعمال المنافقين التي كشفها الله في القرآن، وأن ما يدعيه مجرد مزاعم يتاجر فيها بعقول الناس، ويلعب بعواطفهم، وأن أعماله ومبادئه مستمدة من الشرق أو الغرب فذلك شيطان، من جند إبليس، ودعاة الضلال مهما كبرت مكانته أو كثرت كتبه ومقالاته، أو كثر أتباعه والمجندون لمبادئه، فإن الله تعالى يقول:
وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله .
لقد جرى للمختار بن عبيد الله الثقفي الكذاب مما نقرأ في كتب التاريخ ما جرى، وراج أمره بحجة الأخذ بالثأر حتى كشفه الله وأهلكه وأخزاه، ونقرأ في التاريخ ما جرى من أبي مسلم الخراساني ما أنجح خطته ثم أهلكه الله على يد الذين سعى من أجلهم.
ونقرأ في التاريخ - وكل هذه صور حية لبعض النوعيات من الشياطين،- نقرأ ما جرى من فتنة العبيديين الباطنيين والقرامطة في مصر والشام والأحساء والحجاز ماجرى، حتى ادعى بعضهم الألوهية وقتل الحُجاج وصعد كبيرهم الكعبة صارخاً بأنه الله الذي يحيي ويميت فسلط الله عليه الآكلة في جسده، حتى هلك شر هلكة. ونقرأ في التاريخ ما جرى من النصيرية وطغاة المبتدعة الذين صاغتهم سياسة اليهود الماكرة فظائع عظيمة، كشف الله غمتها وأراح أهل دينه منهم، ثم تنوعت أساليب سياستهم في القرون الأخيرة بأنواع الغزو الثقافي الفكري. فنقرأ في التاريخ أنهم نبشوا النعرات القومية في أنحاء أوربا وركزوا جهودهم في تركيا، لنبش القومية الطورانية التي بسببها تنكر حكامها للإسلام والمسلمين. مما سهل لليهود وأذنابهم من النصارى وتلاميذهم بث النعرة العصبية في العرب، فتولى كِبْرَها بعض الشياطين، وتم نشرها في وقت سريع أحدثوا تحت شعاراتها كثيراً مما يهدم ملة إبراهيم.ويناقض شريعة الإسلام، ويمزق القرآن تمزيقاً معنوياً فحصل من جراء ذلك في تركيا وغيرها من بلاد المسلمين شر كبير وفتنة، تتغلغل إلى أكثر الأدمغة. ووراءها شياطين يبذلون ما يبذلون في نشرها وترويجها فهلك من هلك من أولئك الشياطين، وسطر لنا التاريخ قبيح أفعالهم، فبقيت فيهم وصمة عار إلى قيام الساعة، وكذلك شياطين هذا الزمان ممن أكمل المشوار، وسار على خطى من قبله، سيحصي التاريخ عليهم كل شيء، وسنعرف هذه اللعبة الكبرى التي تدار اليوم في سبيل الاستيلاء على بلاد المسلمين تحت مساعدة المنافقين ؛ لضرب الإسلام وإضعاف قوته وإهلاك أهله ؛ وسيأتي اليوم، التي تعرف فيه الأجيال، أسماء وطرق وأساليب وحيل جميع شياطين هذا الزمان، بل سيزيد الأمر فضيحة لأنها ستكون موثقة بالأرقام والإحصائيات، والوثائق، بخلاف كتابة التاريخ في الماضي، فإنها كتابة عامة. لكنه أولاً وأخيراً كتابة التاريخ:
يا جامعى حطب التاريخ في قلم لا تحرقون سوى الأيدى بلا حذر
هلا وعيتم دروس الأمس دامية هلا استجبتم لضم القوس للوتر
فالقلب إن يعزف الإيمان نبضته كان الجناحان ملئ السمع والبصر

الله أنا نعوذ بك من شر شياطين الجن والإنس .. فاكفناهم بما شئت ..

الثانية

عليك أيها المسلم: بمعاداة من هذه صفاته وإن قال ما قال، وادعى ما ادعى، فإنه من شياطين الإنس، الذين هم أضر من ابليس أبي الجن وذريته.
وإذا كان الله أمرنا بالاستعاذة من جنس الشيطان من همزه ونفثه ونفخه، وحذر من خطواته عموماً، فأمرُه يدل بطريق الأولى على معاداته ومنابذته في كل شيء.
فواجب المسلم أن يتعوذ بالله متبرئاً من الشيطان من همزه، الذي يكون بالوسوسة والإغراء على الشر بجميع الوسائل، مقروئة ومسموعة، مرئية ومشاهده، وكذلك من نفخه، الذي يكون بغرس الكبر، بأن يقذف في روع الإنسان أنه من نوع كذا أو أنه من عنصرٍ سام، فيلهب صدره بالقومية الفلانية أو النعرة الفلانية، أو يطغيه بمركزه ومنصبه ، فيجعله بهذا أو ذاك معرضاً عن الحق. ساعياً بالباطل كما وصف الله بعضهم بقوله: إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
ومن نفثه، بالشعر القبيح والكلمات الرنانة المغرية على السير بالباطل والتمادي فيه معتقداً نجاح طريقته، بهذا النفث في آذان الناس وإن يقولوا تسمع لقولهم فإن الكثير من الناس يُخدع بالكلام المعسول.
هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يلقون السمع وأكثرهم كاذبون وأجاد ذلك الشاعر حيث يصف بعض الشياطين الذين عاصرهم هو، وكيف كان كلامهم معسولاً لكن بقلوب الذئاب.
نامي جياع الشعب نامي
نامي فإن لم تشبعي
نامي على زبد الوعود
نامي على المستنقعات
نامي على صوت البعوض

حرستك آلهة الطعام
من يقظة فمن المنام
يذاب في عسل الكلام
كأنه اللجج الطوامي
كأنه سجع الحمام




أيها المسلمون: لقد تفاقم شر الشياطين في هذا الزمان، إلى حد أنهم أراحوا الأبالسة من إخوانهم الجن في كثير من الأمور، وأراحوا شياطين الاستعمار في كثير من المهام. فصارت فتنتهم أشد من القتل. وذلك لأنهم احتسوا من قيح الاستعمار ودمه وصديده، فأخذوا يمجونه على القلوب الطاهرة. وتجرؤوا على ما لم يتجرأ عليه المستعمر قولاً وعملاً وتنفيذاً وفتنة.
وشياطين الجن مهدوا السبيل لهم بإحراق ما قدروا على إحراقه مما في الإنسان من مواهب الخير، أو طمسها أو تصدئتها، بحيث يكون القلب أغلف بذلك، مما تقذف به شياطين الإنس وتحشوه من الباطل.
فأكثر أيها المسلم من الاستعاذة منهم ، متْبعاً لها بالحذر واليقظة، والعمل الدائم لإعلاء كلمة الله، وحفظ حدوده، وأشغل نفسك في جميع أوقاتك بطاعته، كيلا تجعل للشيطان مجالاً أو فراغاً ينفذ منه، فلا يحصل له عليك سلطان.
وإن خير ما شغل به المسلم نفسه، للتصدي لهذا الشيطان بعد إقامة أركان الإسلام، الدعوة إلى الله عز وجل، والعمل للإسلام، والبذل للدين، ومن جملة العمل، التصدي لهؤلاء الشياطين بفضح خططهم، وتوضيح أساليبهم وتحذير الناس منهم، تحذيراً عاماً وخاصاً، واستغلال بعض المناسبات لتحذير الناس من شر هؤلاء الشياطين، وتبيين مدى خطرهم. والمفرّط في دينه، إما بترك بعض الطاعات أو إرتكاب بعض المخالفات، أو الغفلة والجهل بهؤلاء الشياطين، فإنه لابد من استيلاء الشيطان عليه، من بعض النواحي والجوانب، والمعصوم من عصمه الله. فنسأل الله جل وعلا أن يقينا شرور أنفسنا، وشر الشيطان وشركه. اللهم إنا نعوذ بك من شياطين الإنس والجن. اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا، ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا. اللهم من أراد الإسلام والمسلمين من شياطين الإنس والجن بسوء فأشغله بنفسه, واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدبيراً عليه يا رب العالمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك برحمتك يا أرحم الراحمين . اللهم رد عنا كيد الكائدين من النصارى الحاقدين ؛ واليهود المعتدين ؛ والمنافقين الخائنين المتزلفين خفافيش الظلام ؛ اللهم أبد خضراءهم ,افشل مخططاتهم واجعلهم عبرة لمن يعتبر وطهر المجتمع من دنسهم وخبثهم . اللهم وفق أبناءنا وبناتنا في امتحاناتهم غداً . اللهم كن معهم وجنبهم الغش والحرام واجعلهم نافين لأمتهم حاملين هم الدين وانصر بهم الإسلام والمسلمين ..
(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) (النحل:91) اللهم صل على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ..

صقر الجنوب
26/03/2005, 08:15 PM
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء وأن يثقل بهذا العمل موازين حسناتكم إنه سميع مجيب الدعاء