تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : على شارعين عقم ترابي


رحال العمر
26/11/2010, 07:29 AM
على شارعين
عقم ترابي
خلف الحربي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=441)
قبل أيام انقلبت سيارة بداخلها عشر نساء كانت إحداهن تقودها في منتزه خاص فنتج عن هذا الحادث الأليم وفاة 4 فتيات وإصابة البقية، نسأل الله أن يرحم المتوفيات ويشفي المصابات ويلهم عائلاتهن الصبر والسلوان، أما تعليقات سفهاء الإنترنت على هذا الحادث فتؤكد أن الضمير هو الذي توفي في صدور بعض الناس حيث لم يراع هؤلاء أحزان الأسر التي تنتمي إليهن هذه العائلات.. أحيانا أشعر بأن العقم الترابي موجود في رؤوسنا!
**
كم هي مسكينة المرأة في بلادي حتى حين حاولت أن تمارس أبسط حقوقها في مكان مغلق وبعيد عن عيون الناس اصطدمت بعقم ترابي!
**
ثمة موضوع كلما فكرت فيه اصطدمت بعقم ترابي: فدية القتل بالخطأ تبلغ مائة ألف ريال قياسا على أن دية الرجل في الشرع تساوي مائة من الإبل، ولكن الأسعار اليوم تغيرت فقيمة الخروف الواحد أكثر من ألف ريال ما يعني أنه لو لم تتم إعادة الحسابات قياسا على أسعار الإبل اليوم فإن دية الرجل سوف تصبح أقل من مئة خروف!
**
قبل يومين لم أصطدم بعقم ترابي بل اصطدمت بعقم من الفل والياسمين.. حيث وجدت نفسي فجأة أمام الزوجين الجميلين خالد الشاعر وأسيل عمران اللذين سبق أن كتبت عن برنامجهما (هو وهي)! فقررت تغيير اسمي وهويتي تجنبا للحرج مثل أن أقول لهما معرفا بنفسي: (صالح الشيحي من جريدة الوطن)! ولكن روحهما الجميلة خففت الأمر حيث أكدا لي أنهما ضحكا كثيرا على المقال وأنهما يتابعان ما يكتبه العبد الفقير بشكل دائم وهما رغم تقديرهما لنصائحي فإنهما لن يأخذا بها لأنهما يعتقدان أن الحياة الزوجية أجمل من أن تضيع في الخناقات.. ليت كل الناس تتقبل النقد بروح مرحة مثل أسيل وخالد!
**
العقم السياسي أسوأ من العقم الترابي فالساخر الكبير خالد القشطيني كتب في الشرق الأوسط مقترحا وضع العراق تحت إدارة شركة وصاية دولية كحل للأزمة السياسية المتواصلة في بغداد، فهو يرى أن بعض الشركات العالمية ميزانياتها أكبر من ميزانيات الدول ورغم ذلك فإنها لا تعاني من الفساد وتدار بمنتهى الاحترافية، أما عن كيفية اختيار الشركة العالمية التي تدير شؤون العراقيين فيقول القشطيني إن الاختيار يجب أن يكون عبر الاقتراع العام: (انتخبوا بيبسي كولا.. لذيذة وقوية)!
**
أشهر من استخدم العقم الترابي لصد مياه الصرف الصحي هي أمانة جدة التي سبقت القشطيني في تنفيذ مقترحه العجيب وسلمت قلبها وعقلها وروحها للشركات العالمية والمحلية بل وحتى مقاولي الباطن! لو كان بإمكاننا أن نختار الشركة التي تدير أمانة جدة فإنني لن أنتخب بيبسي كولا بل سأنتخب أحد مشروبات الطاقة (كلك حركات) !
**
عقم دخاني: وضعت بلدية الوسقة التابعة لليث حاويات قمامة عند مدخل القرية بحيث يمر عمال النظافة عليها مرة في الشهر كي يحرقوها فيخنق دخان النفايات الناس، ثمة سؤالان: لماذا يكلف عمال النظافة أنفسهم بالمرور الشهري ما دام عملهم يتلخص في الحرق الذي يمكن أن يقوم به أي شخص؟ متى ستنتهي هذه الكوارث البيئية لأنني تلقيت شكاوى مطابقة لهذه الشكوى من أهالي ثلاث قرى في ثلاث مناطق مختلفة؟
**
نحن لا نجعل من الزمن طريقا للمستقبل بل نكومه حتى يصبح عقما ترابيا أمامنا، فالأخ عبدالله العتيبي يقول إنه أراد الذهاب للطائف عن طريق الشميسي (طريق الخواجات) تفاديا لزحام الحج فوجد أن الطريق لم يتغير منذ عشر سنوات بل إن التشققات قد تضاعفت وأصبحت تهدد سلامة مستخدميه.
**
محافظ مؤسسة التدريب المهني يقول إن تمديد إجازة عيد الأضحى لا تشمل مؤسسته! محافظ التدريب المهني يتراجع ليقول إن الإجازة تشمل مؤسسته، موقع المتدربين الإلكتروني يقول إنها تشمل المؤسسة، الموقع الإلكتروني للمتدربات يقول إنها لا تشمل المؤسسة، لقد كان الهدف الأساسي من إنشاء هذه المؤسسة هو تجاوز العقم الترابي الذي يفصل بيننا وبين التقنية ولكن يبدو أن ذلك مستحيل ما لم نتخلص من العقم البيروقراطي الذي يفصل بين المؤسسة والعالم الخارجي!
**
العقوم الترابية التي وزعناها خارج البلاد تتمثل في العلاقة الصعبة بين الملحقيات والمبتعثين، فملحقية كندا تمنع الطلاب من إضافة مواد أكاديمية مع مقررات اللغة، وملحقية أستراليا حصرت الاعتراف في 8 جامعات، وملحقية بريطانيا أغلقت مدارس الأولاد، وملحقية أمريكا تقف على جبل وليس على عقم ترابي!.. لأنها تتعامل بفوقية مع المبتعثين وكأن الموظفين فيها لا يستلمون رواتبهم من أجل خدمة أبنائنا الذين يدرسون في الخارج!

أبـو مشاري
27/11/2010, 02:30 PM
تسلم على الطرح