رحال العمر
28/11/2010, 07:16 AM
أشـواك
ما هو الفرق بين الناقة والجمل؟!
عبده خال (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=8)
مع غياب مقالة الأمس اتصل بي أحد الأصدقاء قائلا: ظننت أنه تمت تصفيتك!
والتصفية هنا، لم يحددها تحديدا واضحا وإن كان حديثه تعرج عن غيابي في الكتابة عن الرجل الذي استخدم (سكينه) لينهي انتشار العيون الفاتنات في البلد.
ولم أستطع الاستدراك عليه في أي شيء؛ كونه يتبع موضوعا بموضوع بعجلة تامة وكان محدثه لا يقف على طرف جواله يستمع لملاحظاته ويرغب في الرد عليه، وبعد أن أنهى كل معزوفاته المجدولة على نوتته سألني:
-ها.. طمني كيف الحال؟
فقلت له: أي حال هذا ونحن نسمع يوميا عن كشف بؤرة للإرهابيين يبحثون عن خلق الفوضى والفتنة في البلاد.
ليقفز محدثي من الطرف الثاني صائحا:
- إيه سمعت انهم يبغوا الإعلاميين!
وللحقيقة هم يريدون البلد كاملة، يريدون اختطافها في كل شيء: أمنها، واقتصادها، ورجالاتها..
وللأسف يغيب عن المتعاطفين مع هذه الفئة التدبر، فالتدبر هو الوسيلة العقلية التي منحنا إياها الله عز وجل كأداة لفرز النافع من الضار..
وإذا كان الإنسان عديم التدبر فهو الكارثة الحقيقية على مجتمعه وأمنه لأنه هو المقصود بوصف الإمعة الذي يسير مع إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أساءت..
وهذه الفئة التي تفتقر للتدبر هي من تقاد لتخريب مجتمعاتها؛ كونها لا تفرق بين (الناقة والجمل)، ومن لا يفرق بين (الناقة والجمل) تواجدوا منذ زمن مبكر، وهم كالسائبة تحتاج لمن يوجهها إلى أين تسير، وراعيها لا يحتاج إلى عصا يوجهها فقط يهش عليها بيده أو يسوقها بلسانه.
ومما يؤسف له أن هناك شبابا تتم تغذيتهم ثقافيا وبشكل يومي.. أن المجتمع الذي يعيشون فيه هو مجتمع انحرف عن الأصول، وأن من واجباتهم إعادة هذا المجتمع لجادة الطريق.. وإذا سألت شابا منهم ما هي الجادة؟ لما عرف لها معنى..
والمشكلة التي علينا أن نواجهها كمجتمع؛ هي فكفكة التصلبات الثقافية التي تزود الشاب بقناعات عدوانية ضد أهله ومجتمعه ولا يتم ذلك إلا بإظهار تعددية الأفكار المطروحة، وكذلك يجب تنبيه الناس أن الصدقات التي لا يعرف المستفيد منها هي صدقات تشكل خطورة في عصرنا الراهن كون بعضها يذهب إلى إشعال الفتن أو تحزيب الأفكار العدوانية لكي تنفذ مخططاتها الإرهابية.
وأية فكرة هي بحاجة إلى المال وإذا كان الإرهاب مرفوضا فيجب علينا تجفيف منابع نموه، والصدقات العشوائية التي لا تعرف لمن تصل هي إنماء لهؤلاء الناس..
يبدو أني أسهبت على محدثي في الطرف الآخر، فقاطعني بعد أن بادلته سكب كلام بكلام قائلا:
- لم أفهم ما تقول؛ لأني كنت أفكر ما هو الفرق بين (الناقة والجمل)؟! عندها فقط تذكرت حين مد أبو حنيفة النعمان رجله وتذكرت مقولة معاوية بن أبي سفيان عندما أرسل لعلي بن أبي طالب قائلا له:
- والله لأقابلك بمائة ألف رجل لا يفرق الواحد منهم بين الناقة والجمل.
ما هو الفرق بين الناقة والجمل؟!
عبده خال (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=8)
مع غياب مقالة الأمس اتصل بي أحد الأصدقاء قائلا: ظننت أنه تمت تصفيتك!
والتصفية هنا، لم يحددها تحديدا واضحا وإن كان حديثه تعرج عن غيابي في الكتابة عن الرجل الذي استخدم (سكينه) لينهي انتشار العيون الفاتنات في البلد.
ولم أستطع الاستدراك عليه في أي شيء؛ كونه يتبع موضوعا بموضوع بعجلة تامة وكان محدثه لا يقف على طرف جواله يستمع لملاحظاته ويرغب في الرد عليه، وبعد أن أنهى كل معزوفاته المجدولة على نوتته سألني:
-ها.. طمني كيف الحال؟
فقلت له: أي حال هذا ونحن نسمع يوميا عن كشف بؤرة للإرهابيين يبحثون عن خلق الفوضى والفتنة في البلاد.
ليقفز محدثي من الطرف الثاني صائحا:
- إيه سمعت انهم يبغوا الإعلاميين!
وللحقيقة هم يريدون البلد كاملة، يريدون اختطافها في كل شيء: أمنها، واقتصادها، ورجالاتها..
وللأسف يغيب عن المتعاطفين مع هذه الفئة التدبر، فالتدبر هو الوسيلة العقلية التي منحنا إياها الله عز وجل كأداة لفرز النافع من الضار..
وإذا كان الإنسان عديم التدبر فهو الكارثة الحقيقية على مجتمعه وأمنه لأنه هو المقصود بوصف الإمعة الذي يسير مع إن أحسن الناس أحسنت وإن أساؤوا أساءت..
وهذه الفئة التي تفتقر للتدبر هي من تقاد لتخريب مجتمعاتها؛ كونها لا تفرق بين (الناقة والجمل)، ومن لا يفرق بين (الناقة والجمل) تواجدوا منذ زمن مبكر، وهم كالسائبة تحتاج لمن يوجهها إلى أين تسير، وراعيها لا يحتاج إلى عصا يوجهها فقط يهش عليها بيده أو يسوقها بلسانه.
ومما يؤسف له أن هناك شبابا تتم تغذيتهم ثقافيا وبشكل يومي.. أن المجتمع الذي يعيشون فيه هو مجتمع انحرف عن الأصول، وأن من واجباتهم إعادة هذا المجتمع لجادة الطريق.. وإذا سألت شابا منهم ما هي الجادة؟ لما عرف لها معنى..
والمشكلة التي علينا أن نواجهها كمجتمع؛ هي فكفكة التصلبات الثقافية التي تزود الشاب بقناعات عدوانية ضد أهله ومجتمعه ولا يتم ذلك إلا بإظهار تعددية الأفكار المطروحة، وكذلك يجب تنبيه الناس أن الصدقات التي لا يعرف المستفيد منها هي صدقات تشكل خطورة في عصرنا الراهن كون بعضها يذهب إلى إشعال الفتن أو تحزيب الأفكار العدوانية لكي تنفذ مخططاتها الإرهابية.
وأية فكرة هي بحاجة إلى المال وإذا كان الإرهاب مرفوضا فيجب علينا تجفيف منابع نموه، والصدقات العشوائية التي لا تعرف لمن تصل هي إنماء لهؤلاء الناس..
يبدو أني أسهبت على محدثي في الطرف الآخر، فقاطعني بعد أن بادلته سكب كلام بكلام قائلا:
- لم أفهم ما تقول؛ لأني كنت أفكر ما هو الفرق بين (الناقة والجمل)؟! عندها فقط تذكرت حين مد أبو حنيفة النعمان رجله وتذكرت مقولة معاوية بن أبي سفيان عندما أرسل لعلي بن أبي طالب قائلا له:
- والله لأقابلك بمائة ألف رجل لا يفرق الواحد منهم بين الناقة والجمل.