المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعلم ، ورجل الهيئة في قفص الاتهام ...


دكتور الموسى
08/12/2010, 06:33 PM
مربٍ وآمر بالمعروف يؤديان دور لا يستهان به ، وكل منهما يكمّل الآخر فذلك يعلم الناس ويربهم كما أمره الله إن أخلص النيّة في التربية والتعليم ، وكان يريد من عمله وجه الله ، ولا يريد جزاءا ولا شكورا من أحد .
معلم اليوم :رحمك الله أحمد شوقي عندما قلت :
قم للمعلم وفّه التبجيلا ****** كاد المعلم أن يكون رسولا
صحفنا وبكل أسف رغم مكانة المعلم إلاّ أن كل صحفي يريد السبق في اقتناص هفواته مقصودة كانت أم غير مقصودة ، ناهيك عن وزارة التربية ، والتعليم التي تشد من أزر الصحافة ، وتقتفي أثر ذلك المعلم ، وقد تساعد في الأذيّة حتى تثبت للمجتمع أنها حريصة على التعليم ، وهم يبتعدون عن هذا ، والشواهد على ذلك واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، فتارة تعميم يحط من قدره كمعلم ، ويحبط همته حتى وصل بهم الأمر لعمل تلك الصورة على غلاف بعض المقررات الدراسيّة ( حمار وبيده حليب يعطيه لطالب اليوم ) ناهيك عن ما يتلقاه من توبيخ ، واعتداء من الطالب الذي يقوم بتعليمة ،ولعلكم ترون ذلك عبر وسائل اعلامنا المبجلة ، وولي الأمر الضرغام ، والسبب وزارته التي لا تقف بجانب الحقيقة إلاّ ما ندر واللائحة الغبية ، والتي زادت الطين بلة .ليس دفاعا عن المعلم ، وأعرف أن بعض المعلمين لا يستحق أن يؤمن على خمسة نعاج ، ولكن في التعميم عليهم ظلم سنسأل عنه يوم اللقاء أمام من هو أهل للعدل . أنظروا هذه الأمثلة من واقع التعليم المؤلم لتعرفوا كم هي مؤلمة :
1ـ كانت تصدر تعاميم للمدارس في حالة اعتداء معلم على أستاذه بهذا النص ( ضرب الطالب فلان الأستاذ فلان ) شاهدوا حتى الأسلوب في التعبير لا يحسنوه ، وهذا دليل قاطع على أن ذلك المعلم أجير ورعية من رعايا وزارة التربية والتعليم ، فلو كان بدلا من كلمة ضرب الطالب فلان المعلم فلان قالوا: اعتدى الطالب فلان على معلمه فلان أليست أفضل .؟
2ـ صدر تعميم هذا نصه ( لا يحق للمعلم أن يدافع عن نفسه حتى يطرحه الطالب أرضا ) ماذا يعني هذا ..؟
3ـ وزعت قبل سنوات بطاقات للمعلمين والهدف منها حصول المعلم على تخفيضات في مستوصفات خاصة أو فنادق ، وهذا عمل جيّد لكون الوزارة تدرك في حينه أن الأمل بعيد جدا في تشييد مستشفى خاص بالمعلمين والطلاب كبقية مرافق الدولة . في خلف نتلك البطاقة مكتوب عليها ( المعلم جدير بالمساعدة ) وكأنه متسول ،لكنها عدلت فيما بعد فماذا يعني هذا . وغيرها الكثير .
في نظري كل ذلك عن المعلم نتاج حقد من بعض موظفي الدولة ، وجهل مطبق من قبل المسولين في وزارة التربية والتعليم ، واستخفاف بمكانة المعلم مقارنة بغيرنا من الدول المتعلمة .
أما رجال الهيئة: فهم بشر يخطئون ويصيبون ، وأظن الخطأ كان يحدث حتى في عهد صحابة رسول الله . وما قتل ذلك الرجل في عهده صلى الله عليه وسلم إلاّ خطأ فادح حدث من ذلك الصحابي الجليل .قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنتُم مِّن قَبْلُ فَمَنَّ اللّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء94. ولعلنا نذكر الهيئة عندما كانت غير محجّمة، و دورها الذي أمرها الله به ،فمتى كنا نرى ونسمع كثيرا عن الاختطاف ، واللواط .؟ ومتى كنا نرى الشباب وهم يتشبهون بالبنات .؟ ومتى نراهم كعارضات للأزياء .؟ كل ذلك بعدما أحجم دور الهيئة . والله العظيم لكنت أراهم أمام مدارس البنات ، والشباب كالقطط الخائفة ، وكم بطحوا من شاب أمام مدارس البنات ليكون عبرة له ولغيره (هذا ما نريد ) من يأمن اليوم على ابنته أو ولده يعبر الشارع دون رقيب .؟ هذه قصة وفضل لهم بعد الله ( جبل في مدينة ما .... كان به كهف يستخدمه أصحاب المخدرات ، وبكل صراحة لم تكتشفه الشرطة ، ولكن بتوفيق الله ، ومصداق لقوله تعالى : {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104 هم من راقب الوضع حتى تم ايجاده ، وإلاّ ساهم في تدمير شياب المسلمين ، ولربما يريد المنافقين ذلك كحضارة مستقاة من حضارة الغرب سبحان الله هذا قول الله في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والله لن يخزينا الله ، وهم يؤدون دورهم معنا . لاشك ليسوا ملائكة ، والبعض منهم يجب أن يوقف عن هذا إذا ثبت أنه جبار في الأرض أو أنه لا يجيد الأمر بالمعروف ، وينفر الناس ولا يقربهم من الله .
هناك من يدس السم في العسل :( العلمانيون ) :بين أظهرنا أناس لا هم لهم إلاّ رجال الهيئة ، وقيادة المرأة ، والحريّة ، والفساد وكل هذا يعتبرونه تحضر ، وأنهم يريدوننا كدول الغرب لذا أقول لهم : ليست هذه الحضارة يا شوكٌ في خاصرة الأمة ، أرنا شجاعتك وأكتب عن الحرامية الذين نهبوا البلد ، أرنا شيء تفعله تستفيد منه الأمة إن كنت متحضرا كما تقول . أرنا مقالا عن وزارة التجارة وما يحدث للمستهلك في البلد . أرنا مقالا عن وزارة الصحة وما يعانيه المرضى قبل الكشف عليهم ، وهم في الأسباب يحتضرون دون رعاية ، ناهيك عن الأخطاء الطبية التي تحدث ، أرنا مقالا عن سوء التعليم في بلدنا . أرنا تجربة في بلد ما لنقوم بعملها هنا . أم أن المرأة وقيادتها للسيارة ورجال الهيئة والمعلم هم فقط شغلك الشاغل .؟ أكتب مقالا عن فلسطين ، والعراق ، والشيشان ، والصومال ،وأفغانستان ، وكشمير ،وما يحدث للمسلمين هناك إن كنتم صادقين مع أمتكم ،أم أنكم أذناب لمن لا أذناب لهم .دعكم من الهراء الذي نراه عبر وسائل الإعلام بجميع أنواعها ، أم أنكم تريد ون الشهرة على حساب دينكم وأمتكم .؟
تحيتي وتقديري للجميع .

عاشق المها
08/12/2010, 06:56 PM
العلمانيون وما أدراك ما العلمانيون ...عليهم من الله ما يستحقون.

قبل فترة قصيرة نقل أحدهم كلام بعض العلمانيين في السعودية عن أهل القرآن وسخرية بعضهم بهم وانتقادهم لحلقات القرآن .

ولو تأملنا حال العلمانيين من الدول العربية الأخرى فإننا لن نجد أنهم يهاجمون حلقات القرآن كما هو الحال هنا .
بل حلقات القرآن موجودة في كل الدول العربية والإسلامية

مقال رائع كما عودتنا أخي محمد وشكراً لك ...

الرميصاء
08/12/2010, 11:47 PM
جزاك الله خير

مشهور
09/12/2010, 12:36 AM
سعادة الدكتور محمد
السلام عليكم ورحمة الله
كل عام وانتم بخير وسنة هجرية جديده وعمر مديد انشالله شكرا سعادة الدكتور على ماتفضلت به موضوع في الصميم تستحق عليه الشكر واتقدير ونامل انشالله ان ينفع به وان يكون مفيد لمن يريد ان يستفيد نعم هناك اخطا ولاكن هناك تجاوزات نعرف اننا كنا ايام الدراسة لايمكن ان نجلس في مكان نشوف فيه المدرس بيننا في المناسبات او اى مكان لاننا نقدر له مكانته ونعم ان المدرس كان بمثابة الاب والمعلم وله احترامه وتقديره بين طلابه الله يرحم ايام زمان هذا ماكان عليه ابنا هذه البلاد وما تعلمناه عن اساتذتنا رحم الله ميتهم وغفر له وادام الصحة على حيهم انشالله شكرا سعادة الدكتور والله ينفع بمقلتك ويزيدك خير وجزاك الله الف خير

مشهور

دكتور الموسى
09/12/2010, 01:25 AM
عاشق المها

الشاعر القدير . نشكر لك مرورك ، أما ضحكهم على حلقات القرآن مقارنة بأخوانهم في الدول العربية . ربعنا يعتبرون ما يقومون به تحضر حتى لو كان على حساب دينهم ، ومخلصين في علمانيتهم المقرفه . تحيتي لك .

دكتور الموسى
09/12/2010, 01:25 AM
الرميصاء :
لك الشكر وجزاك الله كل خير

دكتور الموسى
09/12/2010, 01:29 AM
أبو مشعل :
مرحبا بك أخي وبمرورك .
نعم عندما كان التعليم من أجل العلم ، وكانت التربية
على أصولها رغم جهل أولياء الأمور ،
إلاّ أنهم عرفوا يربون ، وكان ذلك الجيل
يخاف بعكس جيل اليوم رغم أن في جيل هذا اليوم
لا زالوا الحمد لله على عهدهم ومعدنهم
الذي لا يصدأ . تقديري لك أبو
مشعل .

علي الزهراني أبوأحمد
09/12/2010, 05:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بدأ المعلم في الآونة الأخيرة يتأرجح بين رسالته، والبحث عن حقوقه المهنية والاجتماعية تحت وطأة التذمر تارةً، وجلد الذات تارةً أخرى، حتى أصبح المعلم السعودي مادةً سائغةً للتصريحات الساخنة والمقالات المتكررة بين التأنيب والتأليب والندب، وبأعمدة الصحافة سبقاً وأخباراً، وتحت فرشاة رسامي الكاريكاتير تندراً، وبين أفواه المجتمع قصصاً تسيره وتراوحه بين الخطيئة والذنب أحياناً والبراءة حيناً، وبين أقسام الشرطة ضارباً أو مضروباً!
حالة نفسية تهيم بالمعلم وحقوقه المهدرة تبدأ من الوقوف على حقوقه بدءاً من التقدير الوظيفي الكافي بأخذ مرتبته المستحقة، وبمنحه المساحة الكافية للإبداع التربوي، والأخذ بمشاركته في صياغة واتخاذ القرارات التربوية والتعليمية من إعداد المناهج والمقررات الدراسية والقياس والتقويم، مروراً بتأمين متطلباتهم من الاستقرار الاجتماعي في النقل، وإبعادهم عن الضغوط النفسية وتفهمها، والظلم الإداري ومتابعته، وتكريم المتميز بدلاً من إهماله، وجلب الخدمات له من احتياجات يفتقدها كالتأمين الصحي والأندية الرياضية والإعلام التربوي المتابع وغيرها...، فالعمل على رفع مستوى المعلمين وتحسين العملية التربوية ومضامين التعليم يطرح مشكلات عديدة ليس من السهولة أو المستحيل حلها، فالمعلمون يطالبون عن حق بالتمتع بظروف العمل الجيدة، ومكانتهم التي تنم عن الاعتراف الحقيقي بجهودهم بل بوجودهم!.
المعلم اليوم يعيش أوضاعاً تحتاج الدراسة وتستحق البحث والعمل الدؤوب من أجله، فعلى عجالة نجد أوضاعه المتردية تئن بدءاً من مستواه الذي يستحقه ووضعه الاقتصادي المتخبط، الذي يجعلني أجزم بأن المعلمين أكثر طبقة أو فئة عاملة مستهدفة من البنوك والشركات التي تتغزل بهم مع كل موسم ونهاية كل شهر، بتمييزهم كمستهلكين مستهدفين من الطراز الأول، فتفننت في سحبهم لبرامجها واستنزافهم، وبالمقابل لم نجدها يوماً تساعد في تكريمهم أو إبراز دورهم حتى في يوم المعلم إياه !
أما إعلامنا المرئي والمكتوب، فلن يُعفى من إهماله والمساهمة في تحجيم المعلم بتصويره إنساناً ذا مشاكل يلبس نظارةً سوداء لمستقبل الأمة، بتهويلٍ وتصعيد لبعض الأخطاء التربوية لتصل نقداً مستهدفاً ليس دوره الإصلاح فقط، وإجحافاً لإبداعاته وأفكاره التربوية والتعليمية، فكم نجد معلماً مبدعاً تربوياً بتجارب متميزة قام بها أو قدمها فنجد إعلامنا وبعض المراسلين (الكرام) يحرفون ذلك التكريم فجأةً لمدير عام تعليم المنطقة أو لمدير الإشراف أو المدرسة أو للوزارة وبنشر صورة لأحد المسؤولين وبتصريحات له، وتعقيب على هذه التجربة متجاوزين تسلقاً صاحب الإنجاز!! وتستخسر الصحيفة أن تنشر له صورة أو لقاءً بدلاً من إبراز مسؤول على حسابه،
ولكني أظنها ظاهرة صحفية بحتة في بلادنا.
انظروا للأخبار في صحفنا تجد أي إنجاز يظهر وعلى جميع الأصعدة تجده يذيل بصيغة صحفية بحتة (وتم هذا الإنجاز بمتابعة من المدير العام وإشراف من رئيس القسم...) وصاحب الإنجاز لم يذكر أو يتطرق له، لأن مرتبته في نظر الصحافة ربما لا ترقى إلى مستوى النشر!
أما مجتمعنا فقد أنكر الكثير منه دور المعلم وجعله عاملاً يقوم بدور وظيفي فقط، لا يتردد أفراده في الإساءة له أمام الجميع، بدءاً من أبنائهم داخل المنازل إما بالهمز أو باللمز، وصولاً لبعض أساليب التعامل اللاواعي من قبل بعض أولياء الأمور، وتجاوزات أبنائهم التي تصل لغرف العنايات المركزة.
أما المعلم فإنني أجزم بأنه لن يفرض احتراماً وتقديراً له ولوظيفته ورسالته السامية سواه، فنحن غارقون بمتغيرات العصر، فعندما تذكر المعلومة في الماضي نجدها كانت ترتبط وتُستقى من المعلم وحده، أما الآن فمصادر المعلومة متعددة في عصرنا، فإن لم يكن المعلم متجدداً علمياً وتربوياً ونفسياً وفكرياً، فاتحاً مجالاً بل نقاشاً حراً مع أبنائه الطلاب، مانحاً الأفضلية للعلاقة بينه وبينهم، فأهم المعارف والعلوم وتكنولوجيات التعليم
تطوراً لا يسعها إلا أن تساند هذه العلاقة فقط .
المعلم عندما ينتمي للمجتمع الذي يعمل فيه، فإنه يؤكد التزامه، ويكون واضح المعالم بإدراكه لحاجات ذلك المجتمع، فهو سيكون حتماً قادراً على الوفاء بمتطلباته وتحقيق غاياته، فالتوافق البيئي والاجتماعي من أهم السبل الكافية الكفيلة بتنمية التعليم، وإذا أراد المعلمون الاحترام والتبجيل الحقيقي فعليهم أن يقابلوا ذلك بالوفاء برسالتهم بكل تفان، والإحساس بالمسؤولية الواقعة على عاتقهم، فالمستويات المستحقة ليست هي فقط من أهدر حقوق المعلم، وحتى إن توفرت هذه المستويات، فسنعود للمربع الأول إن لم يؤمن المعلم برسالته الحقيقية مهما كانت المعوقات.
معلمونا الكرام محتاجون لوقفات صادقة، وخطوات جادة تكاملية من وزارة التربية والتعليم ووزارة المالية وديوان الخدمة المدنية والمجتمع والإعلام، لتوفير مستوياتهم ومكانتهم التي تليق بهم لتتوافق مع أهمية رسالتهم ودورهم البنائي لمستقبل أبنائنا.
ويبقى سؤال بعمق أصالة التربية: هل ستعود مكانة المعلم ؟، وسؤال للقارئ الكريم كيف ستتغير النظرة القاصرة للمعلم ؟، وإن كنت معلماً كيف ستنظر لذلك؟
أما بعد فاتقوا الله أيها المؤمنون]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوااتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
روى ابن ماجه وغيره عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
( سيأتي على الناس سنوات خداعات . يصدق فيها الكاذب ويكذب فيهاالصادق . ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين . وينطق فيها الرويبضة ( قيل وماالرويبضة . قال الرجل التافه ) في أمر العامة ) معشر الكرام: ومن تأمل زماننا ونظر في كثير من صحفنا واستمع لبعض منابر إعلامنا علم أنه ربما لم تنطق الرويبضة كما نطقت اليوم, فالصحف من أوسع أبوابها تفتح للرويبضة الذين لا يعرفون من الدين إلا رسوماًوأطلالاً, فيتكلمون في أعضل مسائله ويخوضون في صميمه ليخبطوا في الدين خبطا
وباتت الرويبضة بات أهل العلمنة ومن يبغضون الدين ويتمنون إزالة جلّ معالمه يستغلون كل فرصة وحدث لينخروا في مسلمات الدين ويبثوا الشبهات في قلوب عامةالمسلمين وليتهموا أهل العلم ومن تمسك بالدين, وأضحت صفات المنافقين تبين من كلامهم وفعالهم.
وحين تريد أن تعرف حقيقتهم فلن تتكلف عناءً فها هي جل صحفنا وللأسف تنشر باطلهم وتبرز غثائهم حتى غدت كثير من الصحف التي ينبغي أن يكون دورها توعيةالمجتمع غدت حاملة لواء تغريب المجتمع, ولم تعد أقوال هؤلاء خافية على أحد بل وتجاوزت جرأتهم المعتادة حتى طالت العلماء والمؤسسات الدينية الرسمية, فما معنى أن يقول أحدهم عن هيئة كبار العلماء أنها هيئة كبار المشاغبين, وهذا ما قيل أمام الملأوما قيل في منتدياتهم أمر أشنع من أن يذكر, ولم يخفى على أحد تلك الهجمة المنظمةالتي شنوها على بعض العلماء لأجل بيانه حكم الشرع في الاختلاط ففي خلال يومين تنشرالصحف تسعة عشر مقالاً ضد ذلك الشيخ, حوت مثل هذه العبارات التالية:
الدعوات المحمّلة بغبار تورا بورا, الفتنةُ تبدأ هكذا, الفقه الطالباني , هذه الفتاوى تشجع على الإرهاب, السكوت عن هذه الفتاوى هو سكوت على فيروس أخطر من أنفلونزا الخنازير , إلى غير ذلك من العبارات, في قصد ظاهر لتأليب العامة وولاةالأمر على أنصح الناس وهم العلماء, وهذا بعض ما صرحوا به وما تخفي صدورهم أكبر, ولسنا بحاجة للاستطراد في ذكر ضلالهم
إننا وفي خضم هذه الأحداث لابد أن نذكّربعدة مسلمات ينبغي أن ننطلق منها:
الأولى: إن إهمال الألفاظ الشرعية والمصطلحات القرآنية من شأنه أن يغيب الحقيقة عن كثير من الناس, وحين يتسمى البعض اليوم من أصحاب هذه الأهواء بالعلمانيين أو الليبراليين فإنهم بذلك يغطون التسمية القرآنيةلأمثالهم, وهو اسم المنافقين, إن القرآن ورد فيه مئاتُ الآيات عن المنافقين بل وردعنهم أكثر مما ورد في الكفار, والذي يظن أن النفاق انتهى بابن أبي وأضرابه ممن كانوا في زمن النبوة فهو مخطئ, بل العلمانيون كما قال كبار علمائنا هم المنافقون اليوم, وهذه الحقيقة وإن كبرت على البعض, وليس بالضرورة أن يكون أفرادهم منافقين خُلصاً وإنما فيهم سمات المنافقين ويعملون عملهم, ونظرة في صفات المنافقين في القرآن تبين لك حقيقة الأمر, ولأجل ذلك فلابد من الحذر من هؤلاء الذين قد يتلونون وقد يظهرون النصح للأمة وهم أبعد الناس عن ذلك (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون..), ومع هذا فقد يستمع البعض لهم وقد يبهره لحن قولهم, وقدينطلي عليه زيفهم, وذاك ما أخبر عنه المولى (وفيكم سماعون لهم)(وإن يقولوا تسمع لقولهم)
المسلمة الثانية: إذا كان فكر الغلو خطراً على المجتمع, فإن الفكرالعلماني لا يقل خطورة بل هو أشد, إذ هو أطول مدة ولا يظهر بخلاف صاحب الفكرالغالي, بل إن من أسباب نشوء الغلو الذي لا يقرّ وجود مثل هذه الطروحات التي تريدأن تقصي الدين وتجعله في أضيق الحدود, ولئن كانت البلاد وولاة أمرنا سعوا للقضاءعلى فكر الغلو والإفراط فإن المؤمل من ولاة أمرنا حفظهم الله أن يتصدوا لأصحاب فكرالتفريط والفساد, الذين يريدون لأمة الإسلام أن تكون تابعة للغرب, الذين يريدون أن تكون بلاد الحرمين كضاحية من ضواحي أوربا كما نطقوا بذلك, الذين يريدون أن يقضواعلى مظاهر التمسك بالدين
والتي هي مصدر عز البلاد ورفعتها,
المسلمة الثالثة: إن من سمات أصحاب الفكر العلماني إن صحت التسمية أنه ينتهز الفرص لهز الثوابت, وماقضية الهجمة على الهيئات لأجل حدث واحد وعلى تعليم البنات لأجل حدث عابر إلا نموذج, إننا نعتقد أن فتوى شيخ أو عضو من هيئة كبار العلماء ليست هي السبب في كل هذه المعركة ضده، بل هي الوسيلة لحرب أكبر لا علاقة له فيها البتة غير انتمائه لتياريكرهه
أولئك بصورة لا مثيل لها...
فكل علماء المملكة يقولون بحرمة الاختلاط،وكل من تولى الإفتاء في هذه البلاد يقول بحرمة الاختلاط، وهم يعرفون أن مثل هذه الآراء ليست بجديدة ولا شاذة، وإنما هذه الحملة التي رفعت لوائها الصحف هي لأجل! أن «المشائخ» كانوا وراء كل القيود التي عانوا منها
عشرات السنين، وأنهم - أي المشائخ - حاربوا أهواءهم وبشدة. ولم يكن ثمة فرصة أفضل من هذه, ليكيلوا التهم لعلماء البلاد ومن ينصح لولاة أمرها, عن طريق إسقاط المشائخ وفتاواهم التي تغيظهم،وفي سبيل هذا فلا مانع من القول بأن هذا الشيخ أو ذاك يعمل ضد أهداف البلاد!
ولأن الإرهاب عدو الجميع فما المانع من إلصاق تهمة الإرهاب أو التحريض, وباتت ثمة تهم معلبة جاهزة ضد كل من يقف في وجوههم, دعم الإرهاب, نشر الفكر الغالي, تحريض العامة ضد ولاة الأمر, تمرد على النظام, وهكذا, وفي سبيل هذا فلا مانع عندهم من إطلاق التهم بالباطل ولا بأس عندهم بالكذب, لقد كتب أحدهم في إحدى الصحف حادثةوقعت له مع هيئة الأمر بالمعروف وأساء إلى الهيئة بتلك القصة المكذوبة, فتتايع البعض على لمز الهيئة بذلك, يقول لي أحد معارفه قلت له أسألك بالله هل حدث ما ذكرت, فقال: إن كان لم يقع فقد يقع في الأيام القادمة, فانظر إلى الافتراء.
وإننااليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى أن نؤكد على ثوابتنا, وإلى أن نعرف الناصح من الذي يبغي نشر الشر في المجتمع, وإلى أن نحتسب الأجر ونحمي الفكر بمقاطعة الصحف المشبوهة, التي شهد ولاة أمرنا عليها أمام الملأ بأن لها توجهات سيئة, ونوايا ضدالعقيدة والوطن , والتي وإن تسمت بأسماء الوطن إلا أنها أبعد ما تكون عن حب التقدم والخير للوطن.
المسلمة الرابعة: إن من المقرر شرعاً وواقعاً أن أنصح الناس للأمة عامةً وولاةً هم العلماء الذين أخذوا الكتاب والسنة وفهموهما, ولا يمكن لمن له أدنى عقل أن يشك في نصحهم وولائهم لدينهم ولولاة أمرهم, ولا ينقضي العجب ممن يريد أن يوهم الناس بأن النكرات الذين رضعوا من الغرب وامتلأت قلوبهم حباً لهوبغضاً لعلمائهم والذين بدؤوا يدعون للتحرر من قيود الدين كما يقولون, أن يكون هؤلاء هم الناصحون الحريصون على البلاد الذين يريدون لأمة الإسلام الرقي والنصرة, في حين أن العلماء هم الذين يريدون الشر بالبلاد بقصد أو بغير قصد, تلمس هذا الأمرمن مقالات هؤلاء الكتاب الذين يتمسحون بالوطنية ويلمزون من عارض أفكارهم بعدائه للوطن والوطنية, الذين يظهرون أنفسهم في صورة أنصار التقدم وللبلاد, ويظهرون كل عالم ومحتسب يقف في وجوههم بأنه عدو للتقدم, يريد أن يعود بالبلاد إلى عصورالانحطاط, وإذا كان توقير العلماء مطلب شرعي فكيف يتحقق وهم يلمزون بقلة الفهم وسطحية التفكير من قبل هؤلاء, وإذا كنا ننادي برجوع الشباب للعلماء لئلا تنحرف أفكارهم فماذا أبقى هؤلاء للعلماء من مكانة, ومع كل هذا فلا زال العلماء لهم في قلوب كثير من العامة أرفع المنازل, ولا ينبغي أن تؤثر في النفوس كتابات مغرضةواتهامات جزاف
المسلمة الخامسة: والأمر بالمعروف شريعة أمر بها رب العالمين, وبيان الحق للناس أمانة أنيطت في رقاب العلماء, ولا يلام المرء أبداً حين ينكر, وقديكون الإنكار علناً وقد يكون من المصلحة أن يكون سراً وذاك راجع لنظر العالم وانتشار المنكر, وحينها: فكيف يلام من أنكر منكراً ودعالفضيلة, إن من المنتظر من كافة العلماء وطلبة العلم بل الجميع أن يكون لهم دورٌ في إنكار كل منكر يطرأ علىالبلاد عبر الوسائل المشروعة, وذاك من أعظم النصح للأمة ولولاة الأمر, والذي نادىبه ولاة أمرنا حفظهم الله, وهو من حقهم علينا.
المسلمة السادسة: .(أننا حين نسعى للتطور والرقي فلا بد أن نعلم أن التطور الدنيوي له سنن ربانية في الكون لا علاقة لها بالدين نفياً أو إثباتاً، فمن أخذ بهذه السنن الربانية الكونية من الأفراد والدول والأمم كسبوا الغنى والتقدم والعمران ولو كانوا ملاحدة، أو وثنيين أو منحلين، ومن لم يأخذ بها من الأفرادوالدول والأمم فلن ينالوا شيئاً ولو أحيوا الليل بالصلاة والدعاء، وصاموا الدهركله؛ ذلك أن قانون الله تعالى وسنته الماضية في عباده أنه سبحانه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب كما جاء في الحديث، لكن هذا العطاء يكون وفق هذه السنن الكونية، ومن الجهل والخطأ الزعم بأن سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بدينهم، أو أن سبب تقدم الغرب هو تخليهم عن الدين إلى العلمانية كما يريد العلمانيون تمرير هذا المفهوم المغالط على الناس
بالتدليس والتحريف والكذب والإضلال)
بل نقول إن أمة الإسلام حين تريد الرقي والتقدم فإن هذالايمكن أن يتحقق إلا بتحقيق الدين والأخذ بالأسباب الدنيوية, وهما أمران متلازمان لابد منهما في حقها, وحينها: فليس التخلف الذي يلمز به هؤلاء العلمانيون بلادالإسلام سببه أنهم لم يقروا الاختلاط أو غير ذلك من الشماعات التي يعلق عليها, ومع هذا فأمة الإسلام لا تبغي رقياً علمياً تقنياً خلياً عن الدين, بل تريد أن تحقق ذلك مع التمسك بتعاليم الدين وشعائره, وذاك مقدور يدل له النجاحات التي حققها بعض أبناء المسلمين تقنياً ومعرفياً مع تمسكهم بتعاليم دينهم, بل لم تزل أمة الإسلام أرفع الأمم في المعرفة الدنيوية يوم كانت عزيزة مع تمسكها بدينها,
فهل نعي هذه القضية؟
المسلمة السابعة: أن سنة الله أن الخير والشر لابد أن يبقيان, ولولادفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض,فيريد أن تبقى المداولة ليتمايز الصادقون من المنافقين, وحينها فما يقع ما هو إلا بتدبير الحكيم, ومع هذا فقد قرر العلماء أن الله لا يقدر شراً محضاً, وكم في المحن من منح ورب أمرٍ ظنه الناس شراً فتبين عن خير, وعسى أن تكرهوا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً,
استبانة سبيل المنافقين, سقوط زيف التغني بالوطنية عندهم, تآزر العامة مع علمائهم, تحرك الكثير من أهل ا لصلاح للاحتساب ضد المنكر الذي كان سبب المشكلة وهو الاختلاط, كلها أمور خير, ويكفي أنها من الله, ولن يأتي من الله إلا الخير, ومع كل هذا فالظن بولاة أمرناأنهم سيكون لهم الدور في إعزاز العلماء وإزالة كل منكر, والمنتظر من العامة التواصي بالتواصل والاحتساب وحمل المسؤولية وإيصال الصوت,
ليحصل للبلاد التقدم الدنيوي بعدما حصل لها التقدم الديني .
جزاك الله خير دكتورنا الكريم د.الموسى
لك كل شكري وفائق أحترامي

دكتور الموسى
10/12/2010, 01:28 AM
ونة جنوبية :

مرحبا بك وبما دونت هنا.
المعلم في نظري تكالبت عليه الألسن من كل جانب ( حقد لكونه يتمتع بالإجازة مع طلابه ) بدأت المشكلة هنا حتى تأثر بها من تقع على عاتقه مسؤولية المعلمين . جاءت بعد ذلك اللائحة التي فيها ظلم جائر للمعلم مع طلابه حيث جعلت للطالب أحقيّة أمام معلمه ، وأنقصت من حق المعلم . نعم أقولها ثانية بعض المعلمين بكل أسف لا علم ولا تربية يجيد ، ولا تعامل تربوي مع الناشئة . من هذا المنطلق بدأت الأبواق تنادي من كل جانب مما جعل الوزارة ، والقائمين على تلك التنظيمات في الجنوح مع رأي تلك الأبواق لسببين :
1ـ لكي تثبت الوزارة أنها على قدر كافي من المعرفة عندما سنت تلك القوانين اللازمة والمحكمة في نظرهم ، وهم في وادي ، ودور تلك القوانين التي وضعت في وادٍ آخر .
2ـ لتأكد للمعلم أن الكثير ضده ، وأنه المخطئ ،ولابد من ردع ذلك الخطأ حسب ما يراه العامة سواء كان صواب أو غير صواب ويتفق مع فن التربية أو لا يتفق .
قمت بزيارة لبلد عربي ، وأطلعت على بعض الأساليب التربوية المتبعة عندهم فقال لي أحد المسئولين هناك هذه القصة الرائعة والحقيقية ( فُصل طالب من مدرسته بعد أن حاولت المدرسة معه كثيرا ليعدل من سلوكه ، وفي النهاية قام مدير المدرسة بفصله من مدرسته دون الرجوع لأحد ، ورفع أوراقه إلى وزارة التربية والتعليم في ذلك البلد لتتخذ معه الأجراء المناسب . قام ولي أمره بتقديم شكوى ضد مدير المدرسة وما قام به . اتصل وزير التربية والتعليم على مدير المدرسة كي يشفع لذلك الطالب بالعودة إلى مدرسته تخيل ماذا حدث قال مدير المدرسة :لا يمكن أن يبقى في هذه المدرسة . ألح عليه الوزير إلاّ أن مدير المدرسة كان متمسكا برأيه. تخيل مذا قال الوزير لولي أمر ذلك الطالب :أنا وزير التربية والتعليم ومدير المدرسة وزير في مدرسته ) نحن نحتاج إلى الحزم سواء مع الطالب أو المعلم .
نحن أخي شهدنا أن الله حق ، ونؤمن بالله وبرسوله ، ولا نجد تعارضا بين الدين والرقي ، وكان ديننا أول من أمر بالبحث عن الفائدة المفقودة شريطة عدم تعارضها مع شرع الله عز وجل فإن تعارضت فلا خير فيها ، لكن ما نراه الآن أن البعض يرى أن هذا الدين تخلف ، وأننا ما دمنا متمسكين به فلن نفلح كغيرنا ( لا حول ولا قوة إلاّ بالله ) صدقني سمعوها ، وأرادوا تطبيقها ، وبدايتها ( العلمانية ) معروفة ، ولكن من هم من بني جلدتنا فسروها أن الدين يتعارض مع التقدم . لك ونّة جنوبية كل تقد\ير على هذه المداخلة الثريّة .