المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحضر الماجستير في الكلية الملكية للجراحين الإيرلندية في البحرين


صقر الجنوب
12/12/2010, 12:17 AM
تحضر الماجستير في الكلية الملكية للجراحين الإيرلندية في البحرين


فتاة سعودية نائباً للرئيس التنفيذي لأكبر مركز في طب وجراحة التجميل بجدة


http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news23762789.jpg&width=256&height=176

فهد المنجومي - سبق - جدة:
قدم منتدى رائدات الأعمال السعوديات، الذي اختتم أعماله في مدينة جدة، أصغر فتاة سعودية تتبوأ منصب نائب الرئيس التنفيذي لأكبر مركز طبي في طب وجراحة التجميل.

الفتاة هي علياء محمد ديب عيد، خريجة كلية دار الحكمة، إدارة نظم معلومات، التي تحضر الماجستير في الكلية الملكية للجراحين الإيرلندية في البحرين في تخصص الرعاية الصحية، وابنة البروفيسور الدكتور محمد ديب عيد رائد جراحات التجميل على مستوى المملكة والعالم، وتُعدّ من الفتيات السعوديات اللاتي بدأن رحلة العمل من أجل تحقيق الحلم.

وأوضحت علياء محمد ديب عيد أنها تحلم بإنشاء أول مستشفى متخصص في طب وجراحة التجميل، يستهدف المرأة، وتديره كوادر سعودية نسائية باعتبار أن المرأة السعودية من خلال التزامها بالتقاليد والمرتكزات التي نشأت عليها في أمسّ الحاجة إلى هذا النوع من التخصصات التي يديرها ويشرف عليها في الوقت الحاضر الرجال.

مشددة على أن هناك نسبة كبيرة من النساء السعوديات يحتجن إلى عمليات التجميل لأسباب قد تكون وراثية أو أسباب مكتسبة أو من أجل الظهور بمظهر أكثر إيجابية من أجل أن تكون أكثر جمالاً عن ذي قبل.

وبيّنت أن الحاجة تدعو إلى توفير هذه الخدمة وإنشاء مستشفى خاص لطب وجراحة التجميل؛ نظراً إلى حساسية هذا النوع من العمليات التي قد لا تقدم عليها بعض النساء؛ لحساسية المناطق التي تحتاج إلى علاجها أو تجميلها.

وقالت أول نائب رئيس تنفيذي لأكبر مركز في مجال طب وجراحة التجميل: إن منتدى رائدات الأعمال السعوديات يُعدّ واحدًا من أهم المنتديات التي تطرح تجارب المرأة السعودية في مجال الأعمال وفي التخصصات كافة.

مبينة أنه يتيح لسيدات الأعمال الجديدات الاستفادة من التجارب السابقة لإنجاح مشروعاتهن الاستثمارية المستقبلية.

ولفتت إلى أن المرأة السعودية رغم أنها تُشكّل نصف المجتمع إلا أن هناك الكثير من الطاقات المبدعة والخلاقة لا تزال معطلة، وتخاف من المغامرة ووضع رأس مالها في مشروعات قد تخسر لا سمح الله.

وأبرزت علياء اللوائح والقوانين الأخيرة التي جاءت بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي أعطت المرأة السعودية المزيد من المرونة؛ للمساهمة في عملية النمو الاقتصادي من خلال سن القوانين المتوافقة مع عاداتها وتقاليدها؛ وبالتالي الاستفادة من إبداعاتها التي ظلت فترة طويلة تعاني الجمود.

وأوضحت أن هذا الانفتاح الاقتصادي للمرأة سيجعلها تقف مع الرجل من أجل الوصول إلى الأهداف التي تضمن استمرارية هذا النمو. مؤكدة أن المرأة السعودية اليوم لا تقل بحال من الأحوال عن المرأة في أي دولة من دول العالم؛ فهي قد طرقت التخصصات كافة، إلى جانب أن هناك من يملكن إبداعات في الثقافة والفن والأدب.

وأضافت علياء ديب أن المجتمع السعودي أصبح قادراً اليوم على استيعاب المفاهيم الحضارية لمشاركة المرأة في خدمة المجتمع. مفيدة بأنه لعل أبرز مثال على ذلك هو دخولها بقوة في منظومة العمل التطوعي والمسؤولية الاجتماعية من خلال مشاركتها في الحملات الوطنية الصحية والاجتماعية، إلى جانب مواجهة الأزمات والكوارث، كما حصل في كارثة سيول جدة؛ حيث هبّت النساء السعوديات لإنقاذ الأسر والأطفال وتقديم الخدمات والمعونات التي كانوا يحتاجون إليها.

ودعت إلى أهمية فتح تخصصات جديدة للمرأة السعودية في الجامعات والكليات والمعاهد؛ لتلبية احتياجات سوق العمل، وعدم الاعتماد فقط على أن النسبة الأعظم منهن سيعملن في قطاعات التعليم. معبرة عن شكرها وتقديرها لمنظمي المنتدى الذي قدم نماذج مشرفة من السعوديات اللاتي يستحققن الإشادة والتقدير.

وفي حوارنا مع أصغر فتاة سعودية في منصب نائب الرئيس التنفيذي لأكبر مركز طبي في مجال طب وجراحة التجميل علياء محمد ديب عيد كان هذا اللقاء:

* كيف كانت البداية؟ وكيف عشت طفولتك؟
- منذ أن كنت طفلة كانت أحلامي تفوق طموحاتي؛ كنت أفكر منذ نعومة أظافري في أن أكون إنسانة متفوقة قادرة على صنع المستحيل، وكانت طفولتي من أجمل مراحل حياتي؛ كان والدي البروفيسور الدكتور محمد ديب عيد نعم الأب؛ فكان حنوناً ويتناقش مع أبنائه عن طريق الحوار، ومن هنا فقد شكّل والدي ووالدتي جزءاً كبيراً من حياتي.

* ومتى كانت نقطة التحول في حياتك؟
- حين تخرجت من الثانوية العامة كان مفترق الطرق بين الحلم والحقيقة والواقع والخيال؛ فالتحقت بكلية دار الحكمة، وتخصصت في إدارة نظم المعلومات؛ لإيماني بأن عالم اليوم هو عالم التقنية والمعلومات من أجل رسم الاستراتيجيات المبنية على منهجية علمية، وقد كانت أيام الدراسة في كلية دار الحكمة هي نقطة التحول في حياتي؛ حيث بدأت الشعور بالمسوؤلية بشكل أكبر وأعم.

* وماذا عملت بعد ذلك؟
- تخرجت من كلية دار الحكمة، وكان لدي أكثر من خيار في قطاعات متعددة، لكن بحكم أن والدي يملك مركز عيد كلينيك، وهو من أكبر المراكز الطبية في طب وجراحة التجميل، فكرت أنا ووالدي في أن ألتحق بالعمل لديه؛ ليكون بمثابة التدريب العملي لي والتطبيق لما درسته في الكلية، وبالفعل التحقت بالعمل، وكان حبي الكبير لوالدي دافعاً لي على النجاح؛ ما جعله يُصدر قراراً بتعييني نائبة للرئيس التنفيذي للمركز.

* وما الحلم الذي كان يراودك؟
- من خلال عمل والدي في مجال طب وجراحة التجميل وجدت أن أغلب المتخصصين في هذا المجال من الأطباء، وهناك ندرة في عدد الطبيبات أو الممارسات لهذا التخصص، وبحكم طبيعة مجتمعنا المحافظة، التي قد لا تسمح للكثير من النساء بأن يذهبن إلى طبيب التجميل، مع حاجة بعضهن لذلك، خاصة إذا كان لدى إحداهن عيوب خِلْقية أو وراثية، من هنا نبعت لدي فكرة دراسة إنشاء أول مستشفى خاص في طب وجراحة التجميل يستهدف النساء، ويعمل به طاقات وكوادر نسائية من الألف إلى الياء، ولكن مثل هذا المشروع يحتاج إلى الكثير من الجهد والمال والتخطيط السليم.

* ولكن من أين يمكن أن نستقبل طبيبات في مجال طب وجراحة التجميل وهن قلة؟
- نعم، ولكن حتماً هناك خطوات تتبع إنشاء هذا المستشفى، من أبرزها التوسع في قبول الطالبات في طب وجراحة التجميل في الجامعات والكليات والمعاهد. وأتساءل: لماذا لا توجد أكاديميات تعمل على إعداد أو منح دبلومات طبية في مجالات التجميل؟ فالعلاج في هذا المجال يحتاج إلى التدريب العملي أكثر من الدراسة النظرية، وإن ذلك يتيح للمرأة السعودية مكاناً آمناً يلتزم بالاشتراطات الصحية بدلاً من المشاغل النسائية المنتشرة هنا وهناك، التي تقوم بدور مراكز التجميل المتخصصة دون علم أو منهجية.

* وكيف ترين مستقبل المرأة السعودية اليوم؟
- المرأة السعودية أصبحت اليوم محوراً مهماً في العمل التنموي الاقتصادي؛ بسبب القوانين واللوائح الأخيرة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين من تمكين المرأة من العمل وفق عاداتها وتقاليدها، والحفاظ على أسس الشريعة الإسلامية، وإن عمل المرأة في ظل هذه الثوابت سيمنح المجتمع الكثير من النمو والتفاعل؛ فالمرأة السعودية تملك القدرة على العمل والإبداع، وهي ولا تقل عن أي كفاءة أخرى، وتكون أحياناً أكثر إبداعا من الرجل؛ فاليوم هي أكاديمية ناجحة وطبيبة ماهرة ومحامية تدافع عن الحق ودبلوماسية تبحث في شؤون العمل الدولي، كما غزت الأمم المتحدة بعلمها وفكرها.

* ماذا تسمي هذا الجيل؟
- هو جيل محظوظ جداً، وُجِدت له الإمكانيات والفرص التي لم تكن متاحة للأجيال السابقة، ولكنه أحياناً لا يُحسن الاستفادة منها؛ وذلك يرجع إلى تسرعه في قراراته وافتقاده التفكير المتزن، وهذا لا ينفي أنه في بعض الأحيان جيل واع ومثقف وقادر على صنع المستحيل وتحويل الخيال إلى واقع والحلم إلى إنجاز جميل.

* كيف تجدين الإعلام والتطور الفضائي والقنوات المنتشرة عبر الفضاء؟
- الإعلام والقنوات الفضائية سلاح ذو حدين، ولا بد من اختيار الجانب الذي ينمي الفكر لا الذي يدمر الطاقات، ونحن نحتاج إلى نوع من التقنين في هذه القنوات، ومن هنا يجب مراقبة أبنائنا، خاصة الأطفال؛ لوقايتهم من هذا الخطر الذي لا يمكن محاربته إلا بالتربية السليمة والتوجيه الصحيح؛ ولذلك لا بد من وجود استراتيجية عربية في مواجهة خطر الإعلام؛ فالإعلام الهادف لا شك أنه رسالة تبني أمة ووطن.

* هل صحيح أن هناك أزمة ثقافة لدى الأجيال القادمة، بمعنى أنهم غير مثقفين؟
- لا توجد أزمة ثقافة لدى الأجيال؛ فهناك كم هائل من المعلومات ترد عبر النت وغيرها من أجهزة المعلومات والإعلام، التي أحدثت نوعاً من الجمود وعدم المبالاة بالثقافة بوصفها عنصراً مهماً، ولكن ربما أردت أن تسأليني هل الأجيال الحاضرة لا تقرأ؟
نعم، هي لا تحتاج في تصورها إلى القراءة بوصفها هدفاً، ربما تجدهم ملمين بتخصصهم الأساسي، لكن لا يملكون مثلاً ثقافة في الأدب والفن والحضارة، خاصة من يتخصص في مجالات علمية؛ والسبب في ذلك أنه لم يعد هناك وقت كاف للقراءة بوصفها هواية خارج تخصصاتنا، فإذا كانت الأجيال الحالية لا تجد وقتاً للطعام ويأكلون الوجبات السريعة، فكيف بالأمور الأخرى؟