المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : احيا نآ العصا أكثر عدلآ من الحوار


رحال العمر
22/12/2010, 10:00 PM
أحياناً العصا أكثر عدلاً من الحوار

د. مطلق سعود المطيري
لا أعرف بالتحديد متى دخل علينا مصطلح التربية الحديثة، ولكن الذي أعلمه أنه مصطلح خاص في التعليم وأساليبه، وهو مصطلح نقل العصا من يد المعلم ووضعها في كف التلميذ، وهذا مبدأ منصف في تكافؤ الفرص فمن غير المعقول أن يجلد الطالب عقودا من الزمن بدون أن تنتصر له الاساليب الحديثة وتتكفل حقه بأخذ ثأره من جلاديه فعاشت الحداثة على لحم التربية واصبحت القيم والاخلاق وجبات يلتهما الطالب لتستقر في بطنه ومن ثم تلفظها طلبا للراحة غير مأسوف عليها، ونتج عن هذه الحالة مشاهد كوميدية غفل عنها أبطال طاش ما طاش بسبب تزاحم مشاهد الهيئة وواجب جلد أعضائها دراميا قبل موعد صلاة التراويح، وحتى لا ينسينا طاش مشاهد التربية الحديثة نعود اليها سواء بأحمد أو بدونه، من هذه المشاهد مشهد زوجة المعلم وهي تسلمه للتلميذ وتقول له لك ظهره ولي راتبه، وهذا ايضا رد منصف وتربوي على المقولة القديمة لوالد الطالب في غابر الزمان "خذوه لحما وردوه لي عظما" أما المعلمة وأساليب تربيتها فتجدها كاملة وبتفاصليها المملة عند الخطابات وحاشا لله ان يكون مطلب الزوج او الاب ببلع راتبها كاملا بين تلك التفاصيل!! فالرجولة التي استعصت أن تلين لأساليب التخلف فكرامتها المتماسكة بعنادها تقبل بالقسمة على ريال وهذا مبدأ تربوي حديث تعلمه المعلمة لتلميذاتها حتى تسلم من عقابهن.
المسكين المعلم أرهقوه عبثا وخبثا بثقافة الحوار تدريسا وتطبيقا لضمان ايصال اساليب التحضر لفصول التدريس وهذا المتغابي بذكائه يتساءل حائرا كيف اعلم الطلاب اساليب الحوار وانا لا اطيق التحاور مع نفسي ولم اعرف على طول سنوات خبرتي بالعمل في التدريس إلا تنفيذ التعليمات والتقيد في المنهج -فهو يتلقن ويلقن- وكان المسئول التربوي بالأمر عليما، فليس أمام هذا الحائر إلا ترديد مقولة اهمية الحوار وضرورة تطبيقه وليس من الضرورة ان يفهم معناه لان الفهم شيئا لا يعد من ضرورات التعليم فبارك الله فيمن استسهل في الفهم وليس البطن وسهل، والحياة بدون العصا ومع هذا الحوار دائما سهلة.
سقطت العصا من يد المعلم وسقطت معها ثقافة العقاب، وبفضل ثقافة الحوار اصبحنا نسمع او نقرأ في الصحف الكثير من الأخطاء بدون أن نسمع عن العقاب شيئا، المرتشي يحاور الجني ويطلب فزعته ليتخلص من العقاب، الاخطاء الطبية لم تكن اخطاء بل تدريب على الحوار مع جسد المريض، وخسارتنا في الرياضة بسبب عدم اقتناع اللاعبين في حوار نقاد الرياضة، والبطالة زادت نسبتها لأن العاطلين لم يطلعوا على حوار منظري التنمية في السبعينيات، الذين جعلوا عقاب الشركات المعطلة للسعودة عقابا يسقطه الحوار، ويرفض عصا الاجبار، اساليب حديثة قدمتنا لهذا العصر ونحن على طاولة الحوار نتناقش ونقترح ان نسبة الاجانب لدينا يجب أن تنخفض بشكل ملحوظ في العقد الماضي فمع هذه الحالة لماذا العجب في انشغالنا في تخطيطنا للماضي وما هو الشيء الذي يجبرنا على التخطيط للمستقبل إن غابت عصا العقاب من يد المعلم.

همسة شوق
23/12/2010, 12:36 AM
مقال اكثر من رااااااائع بروعة ناقله
يعطيك الف عااااااااافيه ..
تشكراتي ...//