دكتور الموسى
03/01/2011, 10:30 PM
ظاهرة العنف الطلابي :
انتشرت هذه الظاهرة انتشارا واسعا بين شبابنا وبناتنا داخل مدارسهم ، وكونهم ثروة بشرية مهمة في مجتمعنا كان لزاما علينا المحافظة عليها ، وبذل كل ما في وسعنا للحد من تلك الظاهرة . الكل يعرف ما يجري في مدارسنا ، وأمام بواباتها من عراك بين الطلاب ،ومناوشات جعلت الكثير منهم بين عدد من الخيارات اما العزوف عن الدراسة أو الاستمرار على مضض ، أو الانتقال من بيئته المدرسية إلى بيئة بعيدة عن منزله ، وقد تلاحقه تلك الظاهرة ، دون البحث الجدي ممّن يهمه الأمر للحيلولة قبل وقوعها ،والكثير من الدراسات والرسائل الجامعية بحثت هذه الظاهرة وعنتْ بها ، إلاّ أنه لا حياة لمن تنادي ، والاكتفاء بحلها بصفة وقتية بعد وقوعها .
المحور الأول :
العنف بشكل عام : الأذيّة باليد أو اللسان أو بأي وسيلة أخرى ، ويقصد منها أذية الطرف الآخر .
قال تعالى :{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ }القصص19 وقال تعالى :{وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ }الشعراء130
وقد روي عنه صلى الله عليه ويسلم قوله لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ، وجعل جهنم مثوى من عاداها : ( ياعائشة ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه ) وقال : (ان الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف(وعنها أيضا: قَالَتْ :مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رواه مسلم. نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء وقال (لا تضربوا إماء الله) جاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذئرن ـ أي اجترأن ـ النساء على أزواجهن ، فرخّص في ضربهن ، فطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم . رواه أبو داود وغيره .وصححه الألباني.
وبهذا يتبين لك أخي المسلم أن الرجل الضارب ليس من خيار المسلمين كما قال عليه الصلاة والسلام ، وكذلك فإن الضارب لا يُشار بِهِ في النّكاح كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس وقال لها أما أبو جهم فضّراب للنساء.قالت : فكرهته.
وأما بالنسبة للأولاد فقد جاءت السنة بما يجوز من الضرب حيث قال الرسول (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) ابي داوود.
ومع ذلك فقد بين العلماء كيف يكون الضرب قال العلامة ابن باز رحمه الله ( وتضربهم عليها لعشر ، ضربا خفيفا يعينهم على طاعة الله ، ويعودهم أداء الصلاة في وقتها ، حتى يستقيموا على دين الله ويعرفوا الحق ، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله ( يقيد بما إذا كان الضرب نافعاً ؛ لأنه أحياناً تضرب الصبي ولكن ما ينتفع بالضرب ، ما يزداد إلا صياحاً وعويلاً ولا يستفيد ، ثم إن المراد بالضرب الضرب غير المبرح ، الضرب السهل الذي يحصل به الإصلاح ولا يحصل به الضرر . ويقول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) فأين هذه الخيرية فى بيوت كثير من الناس ؟، فكم نحن بحاجة لها ؟ وكم من امرأة تفقد هذه الخيرية ؟ وكم ابنا وبنتاً أصبحوا ضحية للانحراف عندما فُقدت هذه الخيرية ، قصص مبكية ومدمية لآباء وأمهات أهملوا وفرطوا وتعدوا وتجاوزا فخرج لنا جيل لا يعرف القيم والحياء ، فهو بهذا إثم ولا شك ، وهو شريك فى الجريمة .
حتى إننا سمعنا من يكوى ابنته بالنار فى عدة أماكن من جسدها بلا رحمة ولا هوادة ، ولم تأخذه شفقه الأبوة . وقرأنا من ضرب واستخدام السلاسل والإيذاء الجسدى والتحطيم المعنوى مع من يعولهم سواء من أولاده أو زوجته أو غيرهم .
- وكثيراً ما سمعنا عن متورطين فى الإدمان أو مصابين بأمراض نفسية ما رسوا ذلك العنف الأُسْرى والتى انتهت بشتات لتلك الأسرة .
وحينما نقول هذا فإننا لا نعترض على عقاب الوالد أو الزوج لمن تحت يده إنما نطالب أن يكون العقاب المناسب ، لا يخرج عن الطريقة الشرعية ، لأن الأهواء والغضب يفتك بالمرء ويجعله يقدم ولا يبالى ، وفى الآخر يندم ويتحسر..
لقد تعالت صيحات الأخصائيين من الشرعيين والنفسيين والاجتماعيين للحيلولة دون تفشي هذه الظاهرة خصوصا ونحن نرى أرقاما عبر وسائل الإعلام بدأت تزداد في حجم هذه المشكلة .
ان وجود الكثير من المنكرات والمعاصي في البيوت وقلة الطاعات والبعد عن الله من أهم أسباب التوتر والعنف وتقلب المزاج لذا يقول الله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ويقول عليه الصلاة والسلام (البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ثلاثة ليال.)
ان ضغوط الحياة وربما تكاليف وشظف العيش عند بعض الناس قد تؤدي الى هذه السلبيات ولكن هذا يمكن علاجه بالصبر والاحتساب والحلم وعدم التعجل كما قال عليه الصلاة والسلام (ما رزق عبد خيرا له ولا أوسع من الصبر)واستشارة أهل الخبرة والاختصاص
ولا ننسى أن من أهم الأسباب غياب الحوار الأسري بين أفراد الأسرة سبب كبير من أسباب وجود العنف بين أفرادها .
انتشرت هذه الظاهرة انتشارا واسعا بين شبابنا وبناتنا داخل مدارسهم ، وكونهم ثروة بشرية مهمة في مجتمعنا كان لزاما علينا المحافظة عليها ، وبذل كل ما في وسعنا للحد من تلك الظاهرة . الكل يعرف ما يجري في مدارسنا ، وأمام بواباتها من عراك بين الطلاب ،ومناوشات جعلت الكثير منهم بين عدد من الخيارات اما العزوف عن الدراسة أو الاستمرار على مضض ، أو الانتقال من بيئته المدرسية إلى بيئة بعيدة عن منزله ، وقد تلاحقه تلك الظاهرة ، دون البحث الجدي ممّن يهمه الأمر للحيلولة قبل وقوعها ،والكثير من الدراسات والرسائل الجامعية بحثت هذه الظاهرة وعنتْ بها ، إلاّ أنه لا حياة لمن تنادي ، والاكتفاء بحلها بصفة وقتية بعد وقوعها .
المحور الأول :
العنف بشكل عام : الأذيّة باليد أو اللسان أو بأي وسيلة أخرى ، ويقصد منها أذية الطرف الآخر .
قال تعالى :{فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّاراً فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ }القصص19 وقال تعالى :{وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ }الشعراء130
وقد روي عنه صلى الله عليه ويسلم قوله لعائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ، وجعل جهنم مثوى من عاداها : ( ياعائشة ما كان الرفق في شيء الا زانه ولا نزع من شيء الا شانه ) وقال : (ان الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف(وعنها أيضا: قَالَتْ :مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلَا امْرَأَةً وَلَا خَادِمًا إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَيْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شَيْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رواه مسلم. نـهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ضرب النساء وقال (لا تضربوا إماء الله) جاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ذئرن ـ أي اجترأن ـ النساء على أزواجهن ، فرخّص في ضربهن ، فطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ، ليس أولئك بخياركم . رواه أبو داود وغيره .وصححه الألباني.
وبهذا يتبين لك أخي المسلم أن الرجل الضارب ليس من خيار المسلمين كما قال عليه الصلاة والسلام ، وكذلك فإن الضارب لا يُشار بِهِ في النّكاح كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس وقال لها أما أبو جهم فضّراب للنساء.قالت : فكرهته.
وأما بالنسبة للأولاد فقد جاءت السنة بما يجوز من الضرب حيث قال الرسول (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع) ابي داوود.
ومع ذلك فقد بين العلماء كيف يكون الضرب قال العلامة ابن باز رحمه الله ( وتضربهم عليها لعشر ، ضربا خفيفا يعينهم على طاعة الله ، ويعودهم أداء الصلاة في وقتها ، حتى يستقيموا على دين الله ويعرفوا الحق ، كما صحت بذلك السنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله ( يقيد بما إذا كان الضرب نافعاً ؛ لأنه أحياناً تضرب الصبي ولكن ما ينتفع بالضرب ، ما يزداد إلا صياحاً وعويلاً ولا يستفيد ، ثم إن المراد بالضرب الضرب غير المبرح ، الضرب السهل الذي يحصل به الإصلاح ولا يحصل به الضرر . ويقول صلى الله عليه وسلم : ( خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ) فأين هذه الخيرية فى بيوت كثير من الناس ؟، فكم نحن بحاجة لها ؟ وكم من امرأة تفقد هذه الخيرية ؟ وكم ابنا وبنتاً أصبحوا ضحية للانحراف عندما فُقدت هذه الخيرية ، قصص مبكية ومدمية لآباء وأمهات أهملوا وفرطوا وتعدوا وتجاوزا فخرج لنا جيل لا يعرف القيم والحياء ، فهو بهذا إثم ولا شك ، وهو شريك فى الجريمة .
حتى إننا سمعنا من يكوى ابنته بالنار فى عدة أماكن من جسدها بلا رحمة ولا هوادة ، ولم تأخذه شفقه الأبوة . وقرأنا من ضرب واستخدام السلاسل والإيذاء الجسدى والتحطيم المعنوى مع من يعولهم سواء من أولاده أو زوجته أو غيرهم .
- وكثيراً ما سمعنا عن متورطين فى الإدمان أو مصابين بأمراض نفسية ما رسوا ذلك العنف الأُسْرى والتى انتهت بشتات لتلك الأسرة .
وحينما نقول هذا فإننا لا نعترض على عقاب الوالد أو الزوج لمن تحت يده إنما نطالب أن يكون العقاب المناسب ، لا يخرج عن الطريقة الشرعية ، لأن الأهواء والغضب يفتك بالمرء ويجعله يقدم ولا يبالى ، وفى الآخر يندم ويتحسر..
لقد تعالت صيحات الأخصائيين من الشرعيين والنفسيين والاجتماعيين للحيلولة دون تفشي هذه الظاهرة خصوصا ونحن نرى أرقاما عبر وسائل الإعلام بدأت تزداد في حجم هذه المشكلة .
ان وجود الكثير من المنكرات والمعاصي في البيوت وقلة الطاعات والبعد عن الله من أهم أسباب التوتر والعنف وتقلب المزاج لذا يقول الله تعالى (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) ويقول عليه الصلاة والسلام (البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان ثلاثة ليال.)
ان ضغوط الحياة وربما تكاليف وشظف العيش عند بعض الناس قد تؤدي الى هذه السلبيات ولكن هذا يمكن علاجه بالصبر والاحتساب والحلم وعدم التعجل كما قال عليه الصلاة والسلام (ما رزق عبد خيرا له ولا أوسع من الصبر)واستشارة أهل الخبرة والاختصاص
ولا ننسى أن من أهم الأسباب غياب الحوار الأسري بين أفراد الأسرة سبب كبير من أسباب وجود العنف بين أفرادها .