المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على شارعين اللاطواري


رحال العمر
04/01/2011, 09:31 PM
على شارعين
اللاطوارئ
خلف الحربي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=441)
بينما كنت أحزم حقيبتي استعدادا للمشوار الطويل الذي يمتد لعدة ساعات كانت شاشة التلفزيون مثبتة على نشرة الأخبار في قناة العربية دون صوت، كانت الصورة لمحتجين على قانون الطوارئ في مصر، لا أدري لماذا شعرت بأن قانون الطوارئ أفضل من (قانون اللاطوارئ في وزارة الصحة) حين لا يطرأ أي شيء على أي شيء مهما كانت الأشياء طارئة ولا تحتمل التأجيل!.
في طريق السفر الطويل تلقيت اتصالين هاتفيين، الأول من جدة، والثاني من المنطقة الشرقية التي غادرتها للتو، كان كل واحد منهما ينقل مشاهد في غاية الفانتازيا من أجنحة طوارئ في مستشفيات مرموقة في المنطقة الشرقية وجدة، وهي مشاهد تؤكد أن وزارة الصحة (أم المليارات المرصودة والمبادرات المحدودة) لا تعلم أن أقسام الطوارئ من البحر إلى البحر أصبحت تحتاج إلى خطة طوارئ عاجلة لإنقاذها من حالتها التي تثير الشفقة.
صاحب الاتصال الأول طبيب استشاري معروف يمكن أن نقول إنه من أبرز أسماء الجيل القديم من الأطباء السعوديين ـــ إذا صح هذا الوصف ـــ فقد حصل على شهادة في الطب من بريطانيا قبل 41 عاما، قال لي إن حفيدته التي تبلغ من العمر عاما ونصف العام سقطت على رأسها وأحمرت جبهتها وتورمت، فحملتها أمها مع شقيقها الأكبر وبرفقة الجدة إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة وكان الوقت فجرا، في الطريق اتصلت أم الطفلة بقسم الطوارئ وشرحت لهم الحالة وقالوا لها إنها يجب أن تأتي إليهم وسوف يستقبلونها حتى لو لم يكن للطفلة ملف في المستشفى، وفي قسم الطوارئ لم يكشف على الطفلة سوى ممرض فلبيني كان يشرح الحالة لطبيب الطوارئ المناوب عبر الهاتف!، وعبر الهاتف أيضا قال الطبيب المناوب إن الحالة لا تستدعي العلاج، كما أن الطفلة ليس لديها ملف وعليها أن تعود إلى البيت!.
لم تقتنع أم الطفلة وجدتها وشقيقها الأكبر بهذا الكشف الهاتفي، فذهبوا بها إلى واحد من أشهر المستشفيات الخاصة في جدة، وبالطبع تم دفع الفاتورة أولا فهي الطارئ الذي يعلو فوق كل طارئ، ثم كشف طبيب الطوارئ المناوب على الطفلة بشكل عاجل قبل أن تضع الممرضة لها كمادات ثلج .. فقط لا غير! بعد ذلك طلب منهم طبيب الطوارئ الشاب أن يعودوا إلى البيت وإذا ظهرت عليها أعراض أخرى يمكن أن يعودوا بها إليه مرة أخرى!، حين علم الجد بذلك صباحا اتصل بأحد زملائه وهو استشاري مخ وأعصاب فأكد له هذا أنه في مثل هذه لا يصح أن تخرج الطفلة من المستشفى دون أخذ أشعة لرأسها أو رنين مغناطيسي في أضعف الإيمان يتم وضعها تحت الملاحظة لمدة 24 ساعة.
كان يروي لي ما حدث لحفيدته الصغيرة باستياء شديد ثم أخذ منعطفا سريعا ليقول: «عارف في أوروبا لو كلب تجي له خبطة قوية على رأسه ويقوم صاحب الكلب ويأخذه على قسم الطوارئ في مستشفى للبشر أيش يصير؟ .. لازم طبيب الطوارئ المناوب يسوي أشعة لرأس الكلب»!.
بعد أقل من نصف ساعة كان صاحب الاتصال الثاني يروي لي حكايات غريبة حدثت مساء يوم 25 ديسمبر 2010 حين انقطعت الكهرباء عن مستشفى الملك فهد الجامعي في المنطقة الشرقية، واكتشف الموظفون أن المولد الكهربائي الاحتياطي كان معطلا هو الآخر، يقول: فجأة خيم الظلام على المكان وأصيبت كل الأجهزة بسكتة قلبية! ... حقا وزارة الصحة أفضل رفيق يسليك في السفر!

الرميصاء
05/01/2011, 01:25 PM
عجيب يا بلد البترول
حالتنا تشكى لله
تسلم يا أخي والحمدلله على كل حال

أبـو مشاري
06/01/2011, 12:29 PM
اللهـم ان كان رزقي في الارض فاخرجه
وان كان في السماء فأنزله
وان كان بعيداً فقربه
وان كان قليلاً فكثره
وان كان كثيراً فبارك لي فيه