صقر الجنوب
30/08/2004, 09:14 PM
قصيدة نادرة من فاخر الشعر الجاهلي تصف ليلة أنس وطرب
هذهِ قصيدة ٌ نادرة ٌ ، من مفاخر ِ الشعر ِ الجاهليِّ ، تجري أبياتُها على حالةٍ من العذوبةِ والرشاقةِ مُؤنسةٍ ، وتتراقصُ قافيتُها رقّة ً وسلاسة ً ، وفيها من لطيفِ المعنى ، ودقيق ِ الوصفِ ، ومحاسن ِ الصور ِ الحركيّةِ ، ما يجعلُها من روائع ِ الشعر ِ العربيِّ .
وقد رواها الثعالبيُّ – رحمهُ اللهُ – بإسنادهِ إلى ثعلبٍ ، وهي للأعشى أعشى قيس ٍ ، قالَ ثعلبٌ : وبهذه القصيدةِ سمّيَ صنّاجةِ العربِ .
وهي في مُجملِها وصفٌ للخمر ِ ، وقد وصفها الأعشى فأبدعَ في وصفِها ، ثُمَّ وصفَ مجلسَ الشرابِ ، وحالَ القوم ِ فيهِ ، وما بلغوهُ من مدى سكرهم وانتشائهم ، حتّى وصلَ إلى ذكر ِ الغناءِ والطربِ ، وما أعقبَ ذلكَ من وصفٍ لحالهم وقد أخذ َ السُّكرُ منهم كلَّ مأخذٍ ، وتلا ذلكَ وصفٌ مُختصرٌ لطعام ٍ أعدّهُ لهم ، ثمَّ ختمَ الأبياتَ بليلةٍ في حضن ِ امرأةٍ ، وصفها بحال ٍ من النُعمى والعافيةِ .
والقصيدة ُ في مجملّها درّة ٌ يتيمة ٌ ، ألفاظُها آسرة ٌ ، ومعانيها لطيفة ٌ ، وفيها من دقائق ِ التصوير ِ ، وخفيِّ التشبيهِ ما يسلبُ اللبَّ ، ويأسرُ العقلَ ، هذا عدا عن قافيتها المُطربةِ ، حتّى إنّهُ ليخيّلُ إليكَ وأنتَ تقرأها ، أنّكَ في مجلس ِ الأعشى ، وقد أصابكَ ما أصابَ القومَ من الوجدِ والنشوةِ .
ودونكمُ القصيدة ُ ، والمعذرة ُ على سوءِ التنسيق ِ ، فأنا في ذلكَ مزجيُّ البضاعةِ :
وصهباءَ في الرأس ِ سوّارةٍ ********** كلون ِ دم ِ الخشفِ في يوم ِ طشْ
كأنَّ رُضاباً من الزنجبيـ ********** ـل ِ والـمـسـكِ إذا لم تُــنَــشْ
بِها يحلفُ الحبرُ حبرُ اليهودِ ********** وقَسُّ النّصارى بأنْ لم تُـغَـشْ
لها عنفوانٌ إذا صُـفّقَتْ ********** تلالا عليهِ كـلون ِ الحـنـشْ
علينا الأكـاليلُ قد فُصّلتْ ********** بسيسنبر ٍ خالطهُ المـرزجُشْ
إذا الشَّربُ دارتْ بأيمانِهـم ********** تمشّتْ ، وحُقَّ لها أن تَمَـشْ
سختْ أنفُسُ القوم ِ عن مالهم ********** وأبدوا لأعدائهم كلَّ غِشْ
وباطية ُ القوم ِ إذ صُـرّعـوا ********** تُصفّقُ من قهوةٍ لم تُـرشْ
كُميتٌ تـغالى بها تـجْـرُها ********** كعين ِ الحمامةِ لم تُـنتـقشْ
تضمّنها بعدَ حول ٍ مـضى ********** شواص ٍ لها كعراةِ الحـبَـشْ
إذا فُتحتْ خـطَرَتْ ريحُها ********** وإن سيلَ خمّارُها ، قالَ : خُشْ
وزمّارةٍ مُـعمل ٍ صَـنجُها ********** فطوراً صليلاً وطوراً أجـشْ
إذا ثـملَ المرءُ رامَ الـقيامَ ********** تداعتْ روادفهُ فارتـعـشْ
وساقـيهمُ هالكٌ مُمْثلٌ *********** صريعُ المُدامةِ فـوقَ الفـرُشْ
نحرْتُ لهم مـوهناً ناقتي *********** وغامرُهـم مُـطلخِمٌّ غـطِشْ
ففارتْ بملحائها قدرهم ********** ولهـوجتُ من كِبدِها والكَرِشْ
شهدتُ ، وبيضاءَ ممكورةٍ ********** إذا افتُرشتْ رَخصة ُالمُـفترِشْ
مُبتّلةِ الـخلق ِ لم يـغذُها ********** رِعاءُ اللقاح ِ ولم تـحتـرشْ
ولكنّها رُبّبَتْ في النـعيم ِ ********** لدى والدٍ مـضرحيٍّ نـتِشْ
فبينَ الـشبـاكِ محلٌّ لها ********** وبـينَ الاُبُلّـةِ ذاتِ العُـرُشْ
*************
هذهِ قصيدة ٌ نادرة ٌ ، من مفاخر ِ الشعر ِ الجاهليِّ ، تجري أبياتُها على حالةٍ من العذوبةِ والرشاقةِ مُؤنسةٍ ، وتتراقصُ قافيتُها رقّة ً وسلاسة ً ، وفيها من لطيفِ المعنى ، ودقيق ِ الوصفِ ، ومحاسن ِ الصور ِ الحركيّةِ ، ما يجعلُها من روائع ِ الشعر ِ العربيِّ .
وقد رواها الثعالبيُّ – رحمهُ اللهُ – بإسنادهِ إلى ثعلبٍ ، وهي للأعشى أعشى قيس ٍ ، قالَ ثعلبٌ : وبهذه القصيدةِ سمّيَ صنّاجةِ العربِ .
وهي في مُجملِها وصفٌ للخمر ِ ، وقد وصفها الأعشى فأبدعَ في وصفِها ، ثُمَّ وصفَ مجلسَ الشرابِ ، وحالَ القوم ِ فيهِ ، وما بلغوهُ من مدى سكرهم وانتشائهم ، حتّى وصلَ إلى ذكر ِ الغناءِ والطربِ ، وما أعقبَ ذلكَ من وصفٍ لحالهم وقد أخذ َ السُّكرُ منهم كلَّ مأخذٍ ، وتلا ذلكَ وصفٌ مُختصرٌ لطعام ٍ أعدّهُ لهم ، ثمَّ ختمَ الأبياتَ بليلةٍ في حضن ِ امرأةٍ ، وصفها بحال ٍ من النُعمى والعافيةِ .
والقصيدة ُ في مجملّها درّة ٌ يتيمة ٌ ، ألفاظُها آسرة ٌ ، ومعانيها لطيفة ٌ ، وفيها من دقائق ِ التصوير ِ ، وخفيِّ التشبيهِ ما يسلبُ اللبَّ ، ويأسرُ العقلَ ، هذا عدا عن قافيتها المُطربةِ ، حتّى إنّهُ ليخيّلُ إليكَ وأنتَ تقرأها ، أنّكَ في مجلس ِ الأعشى ، وقد أصابكَ ما أصابَ القومَ من الوجدِ والنشوةِ .
ودونكمُ القصيدة ُ ، والمعذرة ُ على سوءِ التنسيق ِ ، فأنا في ذلكَ مزجيُّ البضاعةِ :
وصهباءَ في الرأس ِ سوّارةٍ ********** كلون ِ دم ِ الخشفِ في يوم ِ طشْ
كأنَّ رُضاباً من الزنجبيـ ********** ـل ِ والـمـسـكِ إذا لم تُــنَــشْ
بِها يحلفُ الحبرُ حبرُ اليهودِ ********** وقَسُّ النّصارى بأنْ لم تُـغَـشْ
لها عنفوانٌ إذا صُـفّقَتْ ********** تلالا عليهِ كـلون ِ الحـنـشْ
علينا الأكـاليلُ قد فُصّلتْ ********** بسيسنبر ٍ خالطهُ المـرزجُشْ
إذا الشَّربُ دارتْ بأيمانِهـم ********** تمشّتْ ، وحُقَّ لها أن تَمَـشْ
سختْ أنفُسُ القوم ِ عن مالهم ********** وأبدوا لأعدائهم كلَّ غِشْ
وباطية ُ القوم ِ إذ صُـرّعـوا ********** تُصفّقُ من قهوةٍ لم تُـرشْ
كُميتٌ تـغالى بها تـجْـرُها ********** كعين ِ الحمامةِ لم تُـنتـقشْ
تضمّنها بعدَ حول ٍ مـضى ********** شواص ٍ لها كعراةِ الحـبَـشْ
إذا فُتحتْ خـطَرَتْ ريحُها ********** وإن سيلَ خمّارُها ، قالَ : خُشْ
وزمّارةٍ مُـعمل ٍ صَـنجُها ********** فطوراً صليلاً وطوراً أجـشْ
إذا ثـملَ المرءُ رامَ الـقيامَ ********** تداعتْ روادفهُ فارتـعـشْ
وساقـيهمُ هالكٌ مُمْثلٌ *********** صريعُ المُدامةِ فـوقَ الفـرُشْ
نحرْتُ لهم مـوهناً ناقتي *********** وغامرُهـم مُـطلخِمٌّ غـطِشْ
ففارتْ بملحائها قدرهم ********** ولهـوجتُ من كِبدِها والكَرِشْ
شهدتُ ، وبيضاءَ ممكورةٍ ********** إذا افتُرشتْ رَخصة ُالمُـفترِشْ
مُبتّلةِ الـخلق ِ لم يـغذُها ********** رِعاءُ اللقاح ِ ولم تـحتـرشْ
ولكنّها رُبّبَتْ في النـعيم ِ ********** لدى والدٍ مـضرحيٍّ نـتِشْ
فبينَ الـشبـاكِ محلٌّ لها ********** وبـينَ الاُبُلّـةِ ذاتِ العُـرُشْ
*************