رحال العمر
24/01/2011, 10:14 PM
"ساهر".. تجسس وغنائم..!!
منذ أن صدر نظام المرور في المملكة وأنا أتابع التناقضات التي ينتهجها القائمون على وضع الخطط والبرامج وسَنّ الأنظمة والقوانين وكيفية تطبيقها؛ فلو تمعنا في النظام منذ تأسيسه إلى هذه اللحظة سنجد فيه العجب العجاب من تعديل لسنوات الرخصة والمبالغ المحصَّلة من جراء التجديد ورخصة السير وأنظمتها والتأمين وإلزام مَنْ يريد أن "يدلف" إلى أي باب من أبواب المرور بأن يكون لديه تأمين حتى لو كان صورياً، المهم أن تدفع.
والمضحك أن غالبية هذه الشركات صاحبة تاريخ سيئ مع المواطنين، وما زالت تماطل بأموال المشتركين، ولم تسدد أياً من المبالغ التي عليها؛ وبالتالي تم إيقاف نشاطها.
وفي الفترة الأخيرة سَنّ المرور نظاماً جديداً أصبح الشغل الشاغل للغالبية وحديث المجالس. جاء هذا الضيف الجديد فبدّل أحوال الغالبية من رضاء إلى سخط، ومن شتاء ممطر ممتع إلى صيف ساخن، بل أصبح هذا الضيف همّ مَنْ لا همَّ له، حتى أن البعض حاول إلغاء معالمه والانتقام؛ فاستخدم العنف بدلاً من الطرق السلمية؛ فطمس كاميراته، وعبث بممتلكاته.
وقد ذكرت صحيفة (ذا نيوز بيير) المتخصصة في أخبار السيارات والمرور أن السعودية من بين 5 دول حول العالم يقوم فيها الغاضبون بتدمير كاميرات رصد سرعة السيارات المعروفة هنا بـ"ساهر"!!؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا وكيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ومَنْ أوصلنا..؟
في البدء لا بد من القول إنني مع القانون وسَنْ الأنظمة وتطبيقها التطبيق الأمثل بما يكفل سلامة الجميع، وإنني من المؤيدين لنظام "ساهر" بالتحديد، ومن أشد المعجبين به؛ كونه يعمل على وضع حلول تُحدّ من التهور والسرعة وخلق نوع من الانضباطية في طرقنا وشوارعنا، ويجعلنا نشاهد بين الحين والآخر مناظر حضارية افتقدناها طويلاً، ولكونه يعمل على الحد من الانفلات غير المنطقي لدى البعض وممارساتهم الجنونية في قيادة المركبة وإزعاج الآخرين والاستهتار الحاصل من هؤلاء بأنظمة المرور وغيرها؛ ما جعلنا نتصدر دول العالم في نسب الحوادث والوفيات؛ إذ من حسنات هذا الضيف أن الغالبية أصبحوا ينظرون إلى عداد السرعة، ويحرصون على الوقوف قبل خط المشاة، وعدم التهور بقطع الإشارة والتركيز أثناء القيادة.
إلا أنني أتوقف كثيراً عند تطبيقنا لنظام "ساهر"؛ حيث بدأت كاميراته بجلب الغنائم من خلال انتشارها في كل مكان؛ حيث حددت سرعات معينة يُمنع منعاً باتاً تجاوزها حتى ولو بواحد من المائة، وإلا سيُكرمك هذا الضيف بالتقاط صورة لك ولمركبتك بذلك الفلاش المرعب، والويل والثبور لك إن لم تبادر بالسداد خلال فترة وجيزة، وإلا ستُضاعف عليك الفاتورة..!!
وهنا دعونا نمسك العصا من المنتصف: الغالبية مع النظام، ولكنهم يمقتون طريقة التطبيق، وأنا من ضمن هؤلاء، وآخرون ضد النظام برمته جملة وتفصيلاً، ويعتبرونه جباية وأخذ أموال الناس بالباطل، وهؤلاء لهم حججهم، التي منها "لماذا تختبئ سيارات ساهر في أماكن عدة وتتعامل مع السائقين بأسلوب الغفلة وتتحرى الأماكن التي يكون فيها السير مفتوحاً لعل وعسى يتم جمع أكبر عدد ممكن من الغنائم؟".
والسؤال المطروح: لماذا لم تتم تهيئة الشوارع قبل التطبيق؟ وعلى أي أساس تم تطبيق مقدار السرعة في غالبية الشوارع؟ أيعقل أن يكون شارعٌ كالعليا في الرياض مثلاً من أوله إلى آخره 70 كم في الساعة، والتخصصي والثمامة 90 كم في الساعة؟؟
ثم هل من المنطق أن تكون غرامتي 300 ريال لأول مرة وأنا لم أتجاوز العشرة في المائة من السرعة المحددة؟؟ لماذا لا يتم تطبيق مبدأ إعطاء الفرص والتحذير بأنه سيكون عليك مائة ريال للمرة الأولى، ومن ثم تتدرج بالخمسين ريالاً إلى أن تصل إلى الخمسمائة ريال؟؟.. أليس الهدف التوعية والحد من التهور أم أن الهدف الجباية؟
أتمنى أن تكون هناك حملات توعية أكثر من السابق، ونشر الوعي لدى المواطنين والمقيمين، وأن يكون هناك وعي لدى إدارات المرور نفسها بأهمية الرقي بالتعامل مع الغير، وأن تسعى جاهدة إلى وضع الحلول المناسبة، وأن يكون المرور عوناً وليس عبئاً على الوطن ومَنْ يستخدم المركبة!!
منذ أن صدر نظام المرور في المملكة وأنا أتابع التناقضات التي ينتهجها القائمون على وضع الخطط والبرامج وسَنّ الأنظمة والقوانين وكيفية تطبيقها؛ فلو تمعنا في النظام منذ تأسيسه إلى هذه اللحظة سنجد فيه العجب العجاب من تعديل لسنوات الرخصة والمبالغ المحصَّلة من جراء التجديد ورخصة السير وأنظمتها والتأمين وإلزام مَنْ يريد أن "يدلف" إلى أي باب من أبواب المرور بأن يكون لديه تأمين حتى لو كان صورياً، المهم أن تدفع.
والمضحك أن غالبية هذه الشركات صاحبة تاريخ سيئ مع المواطنين، وما زالت تماطل بأموال المشتركين، ولم تسدد أياً من المبالغ التي عليها؛ وبالتالي تم إيقاف نشاطها.
وفي الفترة الأخيرة سَنّ المرور نظاماً جديداً أصبح الشغل الشاغل للغالبية وحديث المجالس. جاء هذا الضيف الجديد فبدّل أحوال الغالبية من رضاء إلى سخط، ومن شتاء ممطر ممتع إلى صيف ساخن، بل أصبح هذا الضيف همّ مَنْ لا همَّ له، حتى أن البعض حاول إلغاء معالمه والانتقام؛ فاستخدم العنف بدلاً من الطرق السلمية؛ فطمس كاميراته، وعبث بممتلكاته.
وقد ذكرت صحيفة (ذا نيوز بيير) المتخصصة في أخبار السيارات والمرور أن السعودية من بين 5 دول حول العالم يقوم فيها الغاضبون بتدمير كاميرات رصد سرعة السيارات المعروفة هنا بـ"ساهر"!!؟
والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا وكيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ومَنْ أوصلنا..؟
في البدء لا بد من القول إنني مع القانون وسَنْ الأنظمة وتطبيقها التطبيق الأمثل بما يكفل سلامة الجميع، وإنني من المؤيدين لنظام "ساهر" بالتحديد، ومن أشد المعجبين به؛ كونه يعمل على وضع حلول تُحدّ من التهور والسرعة وخلق نوع من الانضباطية في طرقنا وشوارعنا، ويجعلنا نشاهد بين الحين والآخر مناظر حضارية افتقدناها طويلاً، ولكونه يعمل على الحد من الانفلات غير المنطقي لدى البعض وممارساتهم الجنونية في قيادة المركبة وإزعاج الآخرين والاستهتار الحاصل من هؤلاء بأنظمة المرور وغيرها؛ ما جعلنا نتصدر دول العالم في نسب الحوادث والوفيات؛ إذ من حسنات هذا الضيف أن الغالبية أصبحوا ينظرون إلى عداد السرعة، ويحرصون على الوقوف قبل خط المشاة، وعدم التهور بقطع الإشارة والتركيز أثناء القيادة.
إلا أنني أتوقف كثيراً عند تطبيقنا لنظام "ساهر"؛ حيث بدأت كاميراته بجلب الغنائم من خلال انتشارها في كل مكان؛ حيث حددت سرعات معينة يُمنع منعاً باتاً تجاوزها حتى ولو بواحد من المائة، وإلا سيُكرمك هذا الضيف بالتقاط صورة لك ولمركبتك بذلك الفلاش المرعب، والويل والثبور لك إن لم تبادر بالسداد خلال فترة وجيزة، وإلا ستُضاعف عليك الفاتورة..!!
وهنا دعونا نمسك العصا من المنتصف: الغالبية مع النظام، ولكنهم يمقتون طريقة التطبيق، وأنا من ضمن هؤلاء، وآخرون ضد النظام برمته جملة وتفصيلاً، ويعتبرونه جباية وأخذ أموال الناس بالباطل، وهؤلاء لهم حججهم، التي منها "لماذا تختبئ سيارات ساهر في أماكن عدة وتتعامل مع السائقين بأسلوب الغفلة وتتحرى الأماكن التي يكون فيها السير مفتوحاً لعل وعسى يتم جمع أكبر عدد ممكن من الغنائم؟".
والسؤال المطروح: لماذا لم تتم تهيئة الشوارع قبل التطبيق؟ وعلى أي أساس تم تطبيق مقدار السرعة في غالبية الشوارع؟ أيعقل أن يكون شارعٌ كالعليا في الرياض مثلاً من أوله إلى آخره 70 كم في الساعة، والتخصصي والثمامة 90 كم في الساعة؟؟
ثم هل من المنطق أن تكون غرامتي 300 ريال لأول مرة وأنا لم أتجاوز العشرة في المائة من السرعة المحددة؟؟ لماذا لا يتم تطبيق مبدأ إعطاء الفرص والتحذير بأنه سيكون عليك مائة ريال للمرة الأولى، ومن ثم تتدرج بالخمسين ريالاً إلى أن تصل إلى الخمسمائة ريال؟؟.. أليس الهدف التوعية والحد من التهور أم أن الهدف الجباية؟
أتمنى أن تكون هناك حملات توعية أكثر من السابق، ونشر الوعي لدى المواطنين والمقيمين، وأن يكون هناك وعي لدى إدارات المرور نفسها بأهمية الرقي بالتعامل مع الغير، وأن تسعى جاهدة إلى وضع الحلول المناسبة، وأن يكون المرور عوناً وليس عبئاً على الوطن ومَنْ يستخدم المركبة!!