دكتور الموسى
08/02/2011, 08:01 PM
ما رأيناه في مصر منذ بداية المظاهرة وحتى الساعة كانت غالبية المتظاهرين هم من فئة الشباب . ولو سألنا أنفسنا لماذا لم تكن هذه الثورة منذ زمن ؟أو على الأقل خلال حكم حسني مبارك .؟ فمن وجهة نظري هذه تراكمات تكونت خلال تلك الأعوام ، وكل عام تزيد الأعداد من تلك الفئة ( الشباب ) العاطلة ، وفي الحقيقة ليست مصر وحدها تئن تحت وطأة البطالة بل كل الدول العربية بصرف النظر عن التفاوت في أعداد سكان دولة وأخرى فمن غير المعقول أن نقارن دولة لا يتجاوز عدد سكانها بضعة ملايين مقارنة بـ 85مليون نسمة ناهيك عن الأعداد الهائلة التي تُخرجها الجامعات المصريّة تحت مسمى (مخرجات التعليم .) ليست هناك مشكلة إذا كانت أعداد المدخلات من طلاب الجامعات مساوِ للطلب . لذا كان من الأفضل أن يتساوى عدد المدخلات مع الطلب مع مراعاة من سيتأخر من تلك المخرجات أما لترك التعليم أو ما شابه ذلك . لكن المشكلة قائمة في جميع لدول العربية ، فالكثير منهم ينهي دراساته الجامعية ، ولايجد فرصة عمل تحتويه ، ويبقى دون عمل تحت مسمى (البطالة .) في هذا الموضوع سنلخص أسباب هذه الثورة التي رأيناها في تونس ومصر من فئة الشباب العاطل . ونحاول أن نجد طرق لعلاج مشكلة أولئك الشباب .
1ـ قبول الخريجين من طلبة الثانوية العامة دون دراسة مستفيضة لمستقبلهم بعد تخرجهم ،وفي وضع تشكو بعض الدول العربية من انفجار سكاني عال. فكان على الدول العربية ابتكار مشاريع واستحداث فرص عمل تناسب شبابها(صناعية خفيفة كانت أو ثقيلة) يسبقها تدريب يضمن لهم البقاء في وظائفهم ومرتبات تسد حاجاتهم المعيشية لتتجنب أمرين هامين :
أـ تراكم البطالة التي حتما ستؤثر أمنيّا على أي بلد تزداد فيه ، ناهيك عن القضايا الجنائية التي قد تنتج عن تلك البطالة ووقت الفراغ الكبير الذي يعانيه الكثير منهم .
ب ـ إحداث ثورة صناعية لتلك البلدان ، والتي بكل أسف لا زالت البلدان العربية تعتمد اعتمادا كلي على ما تستورده من صناعات غربية رغم ما لدينا من الإمكانيات المادية والمواد الخام لإقامة تلك الصناعات في بلداننا .
2ـ لازال بعض الحكام العرب ومن حولهم يهتمون في جمع ثروات شعوبهم بنهم دون النظر بأعين ثاقبة للأوضاع الماديّة المتردية لشعوبهم ، وما تعانيه تلك الشعوب من فقر وبطالة ..
4ـ استشراء الفساد الإداري والمالي في الكثير من أجهزة البلدان العربية دون متابعة دقيقة ومحاسبة لكل من يتلاعب بأمانته وما أنيط به من مسؤوليات تجاه الشعوب المغلوبة على أمرها .
5ـ شعور بعض الشعوب العربية بالغبن تجاه ما تراه من طبيعة العيش والترف الذي يعيشه الحاكم وعائلته وزمرته من حوله ، وتجاهل البقية من أفراد الشعب الذين يعيشون تحت خط الفقر .
6ـ لازالت بعض الحكومات تعمل على قمع الشعوب وتكميم الأفواه المناهضة للحاكم لا يعلمون أن هذا العمل لم يعد خاف على أعين العالم اليوم (فالعالم أصبح قرية واحدة تصل أخباره بسرعة لم يسبق لها مثيل ) ناهيك عن حقوق الإنسان التي لا تترك مكان يشتبه به إلاّ أتته شئنا أم أبينا .
7ـ أصبح لدى الشباب في تلك الدول فكرة متكاملة بحقوقه أمام حكومات لازالت تأكل الأخضر واليابس ، وذلك بفضل وسائل الإعلام العالمية المختلفة ، والتي تهتم بما يحدث في كل بلد ليس حب فيه ولكن رغبة في فضحه أمام العالم بأسره.
طرق العلاج :
لست من رجال الساسة ، ولكن المشاهد اليوم فتح أعين العالم بشكل لم يسبق له مثيل فما يجري في هاييتي وفي أقصى الشرق من المعمورة يصلنا في دقائق ، كما أن الصحافة ورجال الإعلام يتسابقون في كشف المستور التي يرى البعض أن حقيقتها غائبة عن الكثير ورغبة من أولئك ( الإعلاميون ) في الشهرة أمام العالم . من هذا المنطلق نجد أن
ــ الكثير من دول العالم المتقدمة تعمل جاهدة في تغيير سياساتها كلما دعت الحاجة وعدم البقاء على أنظمة لم تعد تجدي وسط هذا الزخم من التطور والمعلوماتية التي كنا نتجاهلها ونغمض أعيننا عنها ردحا من الزمن .
ــ خلق الله هذا الكون ،وجعل شرعته التي ارتضاها لعبادة ،وبفضله عز وجل وكرمه لم يترك هذا الدين إلاّ وأوجد الحقوق للحاكم و المحكوم ، والصغير والكبير وما يزيغ عنها إلاّ هالك فللحاكم حقوق ، وكذلك ضمن حقوق المحكومين . قال تعالى : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124
ــ من الحكمة والعدل أن يسن دستور يتناسب وحقوق الشعب في تلك البلدان يضمن السير على نهج يرضي جميع طبقات المجتمع ، وتجديده بين كل فترة وأخرى وفق التطور الجاري اليوم ووفقا لما تتطلبه الحياة ومسايرا لتطلعات تلك الشعوب ومستقبلها فما كان بالأمس لم يعد يتماشى مع اليوم إلاّ ما أوجده الله من سنن وقوانين شرعية لا يحق لأحد المساس بها مهما تغير الزمان والمكان .
ــ وليكن سن تلك الدساتير تحت إشراف طبقة مثقفة من أفراد الشعب لها دراية كاملة بالتطور الجاري ، وتدرك ضمان مستقبل الأجيال القادمة وضمان الاستقرار لذلك البلد .
ـ العمل على استحداث مصانع ومشاريع تجارية ضخمة تعمل على استقطاب الشباب العاطل لتلك البلدان ، وذلك من خلال استثمار تلك الأموال المهاجرة إلى بلدان أخرى في وقت شعوبنا العربية بأمس الحاجة لها ، والعمل على تدريب الشباب التدريب الكافي لمواجهة الأعمال التي ستناط بهم في المستقبل وانجازها بكل نجاح . .
ــ العناية بالشباب والتخطيط لمستقبلهم القادم ، وعدم وضع خطط وقتية هشة ، وغير واضحة ، بل خطوط على المدى البعيد تتناسب مع حاجات الأجيال القادمة ،وكيف لها أن تواجه المستقبل المجهول في عالم لا يكاد البقاء فيه إلاّ للأصلح .
ــ الجميع يعلم إن نسبة الشباب في العالم العربي تفوق 60% من مجموع عدد السكان فإن لم يكن هناك عناية متكاملة فستكون كارثة قادمة على تلك الدول التي لازالت تتجاهل متطلبات ورغبات أولئك الشباب .
ــ منح تلك المجتمعات مساحة من الحرية فيما يتعلق بالتعبير عن رغباتهم ومتطلباتهم فالحاكم قد لا يرى كلما يجري فلربما كان من حوله لا يفشون له ما يعانيه أولئك الشباب ، وإن تلك الحرية هي التي ستوصل صوتها إلى الحاكم رغم عن من يريد حجبها عنه .
نسأل الله لبلدنا وكل بلدان الأمتين الإسلامية والعربية كل خير ، وأن يجعل هم حكامها في توفير الفرص الوظيفية لشبابنا، والتي تضمن لهم حياة هادئة ومستقرة ، وأن يحفظ ولاة أمرنا من كل شر ومكروه .
1ـ قبول الخريجين من طلبة الثانوية العامة دون دراسة مستفيضة لمستقبلهم بعد تخرجهم ،وفي وضع تشكو بعض الدول العربية من انفجار سكاني عال. فكان على الدول العربية ابتكار مشاريع واستحداث فرص عمل تناسب شبابها(صناعية خفيفة كانت أو ثقيلة) يسبقها تدريب يضمن لهم البقاء في وظائفهم ومرتبات تسد حاجاتهم المعيشية لتتجنب أمرين هامين :
أـ تراكم البطالة التي حتما ستؤثر أمنيّا على أي بلد تزداد فيه ، ناهيك عن القضايا الجنائية التي قد تنتج عن تلك البطالة ووقت الفراغ الكبير الذي يعانيه الكثير منهم .
ب ـ إحداث ثورة صناعية لتلك البلدان ، والتي بكل أسف لا زالت البلدان العربية تعتمد اعتمادا كلي على ما تستورده من صناعات غربية رغم ما لدينا من الإمكانيات المادية والمواد الخام لإقامة تلك الصناعات في بلداننا .
2ـ لازال بعض الحكام العرب ومن حولهم يهتمون في جمع ثروات شعوبهم بنهم دون النظر بأعين ثاقبة للأوضاع الماديّة المتردية لشعوبهم ، وما تعانيه تلك الشعوب من فقر وبطالة ..
4ـ استشراء الفساد الإداري والمالي في الكثير من أجهزة البلدان العربية دون متابعة دقيقة ومحاسبة لكل من يتلاعب بأمانته وما أنيط به من مسؤوليات تجاه الشعوب المغلوبة على أمرها .
5ـ شعور بعض الشعوب العربية بالغبن تجاه ما تراه من طبيعة العيش والترف الذي يعيشه الحاكم وعائلته وزمرته من حوله ، وتجاهل البقية من أفراد الشعب الذين يعيشون تحت خط الفقر .
6ـ لازالت بعض الحكومات تعمل على قمع الشعوب وتكميم الأفواه المناهضة للحاكم لا يعلمون أن هذا العمل لم يعد خاف على أعين العالم اليوم (فالعالم أصبح قرية واحدة تصل أخباره بسرعة لم يسبق لها مثيل ) ناهيك عن حقوق الإنسان التي لا تترك مكان يشتبه به إلاّ أتته شئنا أم أبينا .
7ـ أصبح لدى الشباب في تلك الدول فكرة متكاملة بحقوقه أمام حكومات لازالت تأكل الأخضر واليابس ، وذلك بفضل وسائل الإعلام العالمية المختلفة ، والتي تهتم بما يحدث في كل بلد ليس حب فيه ولكن رغبة في فضحه أمام العالم بأسره.
طرق العلاج :
لست من رجال الساسة ، ولكن المشاهد اليوم فتح أعين العالم بشكل لم يسبق له مثيل فما يجري في هاييتي وفي أقصى الشرق من المعمورة يصلنا في دقائق ، كما أن الصحافة ورجال الإعلام يتسابقون في كشف المستور التي يرى البعض أن حقيقتها غائبة عن الكثير ورغبة من أولئك ( الإعلاميون ) في الشهرة أمام العالم . من هذا المنطلق نجد أن
ــ الكثير من دول العالم المتقدمة تعمل جاهدة في تغيير سياساتها كلما دعت الحاجة وعدم البقاء على أنظمة لم تعد تجدي وسط هذا الزخم من التطور والمعلوماتية التي كنا نتجاهلها ونغمض أعيننا عنها ردحا من الزمن .
ــ خلق الله هذا الكون ،وجعل شرعته التي ارتضاها لعبادة ،وبفضله عز وجل وكرمه لم يترك هذا الدين إلاّ وأوجد الحقوق للحاكم و المحكوم ، والصغير والكبير وما يزيغ عنها إلاّ هالك فللحاكم حقوق ، وكذلك ضمن حقوق المحكومين . قال تعالى : {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ }البقرة124
ــ من الحكمة والعدل أن يسن دستور يتناسب وحقوق الشعب في تلك البلدان يضمن السير على نهج يرضي جميع طبقات المجتمع ، وتجديده بين كل فترة وأخرى وفق التطور الجاري اليوم ووفقا لما تتطلبه الحياة ومسايرا لتطلعات تلك الشعوب ومستقبلها فما كان بالأمس لم يعد يتماشى مع اليوم إلاّ ما أوجده الله من سنن وقوانين شرعية لا يحق لأحد المساس بها مهما تغير الزمان والمكان .
ــ وليكن سن تلك الدساتير تحت إشراف طبقة مثقفة من أفراد الشعب لها دراية كاملة بالتطور الجاري ، وتدرك ضمان مستقبل الأجيال القادمة وضمان الاستقرار لذلك البلد .
ـ العمل على استحداث مصانع ومشاريع تجارية ضخمة تعمل على استقطاب الشباب العاطل لتلك البلدان ، وذلك من خلال استثمار تلك الأموال المهاجرة إلى بلدان أخرى في وقت شعوبنا العربية بأمس الحاجة لها ، والعمل على تدريب الشباب التدريب الكافي لمواجهة الأعمال التي ستناط بهم في المستقبل وانجازها بكل نجاح . .
ــ العناية بالشباب والتخطيط لمستقبلهم القادم ، وعدم وضع خطط وقتية هشة ، وغير واضحة ، بل خطوط على المدى البعيد تتناسب مع حاجات الأجيال القادمة ،وكيف لها أن تواجه المستقبل المجهول في عالم لا يكاد البقاء فيه إلاّ للأصلح .
ــ الجميع يعلم إن نسبة الشباب في العالم العربي تفوق 60% من مجموع عدد السكان فإن لم يكن هناك عناية متكاملة فستكون كارثة قادمة على تلك الدول التي لازالت تتجاهل متطلبات ورغبات أولئك الشباب .
ــ منح تلك المجتمعات مساحة من الحرية فيما يتعلق بالتعبير عن رغباتهم ومتطلباتهم فالحاكم قد لا يرى كلما يجري فلربما كان من حوله لا يفشون له ما يعانيه أولئك الشباب ، وإن تلك الحرية هي التي ستوصل صوتها إلى الحاكم رغم عن من يريد حجبها عنه .
نسأل الله لبلدنا وكل بلدان الأمتين الإسلامية والعربية كل خير ، وأن يجعل هم حكامها في توفير الفرص الوظيفية لشبابنا، والتي تضمن لهم حياة هادئة ومستقرة ، وأن يحفظ ولاة أمرنا من كل شر ومكروه .