صقر الجنوب
21/02/2011, 10:33 AM
بلطجية اندسوا في التظاهرات وسط غياب شبه تام للأجهزة الأمنية
انفلات أمني ومواجهات بين المتظاهرين والسلطة في بعض المدن المغربية
http://images.alarabiya.net/14/4e/436x328_25963_138495.jpg
سيارة شرطة تحاول دهس احد المتظاهرين في مدينة طنجة
المغرب - خديجة الفتحي خرجت يوم الأحد 20 فبراير، مجموعة من التظاهرات بالمغرب عن نطاق سيطرة المنظمين وفي غياب شبه تام للأجهزة الأمنية، ترتب عنها إحراق مجموعة من المحلات التجارية وممتلكات عمومية وبعض المقرات الأمنية.
وفي مدينة مراكش التي عرفت مشاركة حوالي 20 ألف مواطن، توجهت التظاهرة إلى الساحة الشهيرة المعروفة ب"جامع الفنا"، وحاول بعض المتظاهرين اقتحام مركز الشرطة هناك، إلا أن المنظمين حالوا دون ذلك، وحاصروا المهاجمين لكي لا ينفذوا اعتداءهم.
وفي هذا السياق يقول الحقوقي عبد الحميد مدهون، عضو تنسيقية حركة 20 فبراير بمدينة مراكش، في حديث خص به "العربية.نت"، إن المنظمين لم يضعوا في برنامجهم هذا التوجه الذي اتخذته المسيرة رغما عنهم، وعملوا كل ما بوسعهم في أن تظل هذه الأخيرة محافظة على طابعها السلمي، إلا بعض العناصر المندسة "بلطجية"، توجهت إلى مجموعة من المحلات التجارية مباشرة بعد اختراق درجات نارية للمسيرة من طرف مجهولين.
وأشار مدهون إلى أن حوالي 200 شخص، من غير المتظاهرين، هاجموا متاجر مختصة في علامات عالمية، من قبيل "زارا" و"لاكوست"، ونهبوها، كما هاجموا مطعما تابعا لسلسلة "ماكدونالد" الأمريكية للوجبات السريعة، ثم عادوا نحو مقر رئيسي لولاية الأمن في محاولة فاشلة من أجل إحراقه، وحين لم يتأتى لهم ذلك، توجهوا لحي شعبي وأحرقوا مقرا للسلطات المحلية، وأشعلوا النار في سيارتين.
وأشار مدهون إلى أن المنظمين سجلوا الغياب المطلق للأجهزة الأمنية التي لم تتحمل مسؤولياتها في حماية أملاك المواطنين وأيضا الأملاك العامة، وهو ما تضمنه بلاغ صادر عن التنسيقية، والذي قدم اعتذارا للمواطنين الذين نهبت وخربت ممتلكاتهم، موجها تحيته لعموم المواطنين الذين لبوا دعوة التنسيقية ولم ينجروا وراء البلطجية، مع شجبهم الشديد للموقف السلبي للجهات الأمنية.
وقال شهود عيان بمدينة الحسيمة، إن مسيرة التظاهر التي شهدتها عدة مناطق من المدينة عرفت انفلاتا أمنيا، تحول معها شارع محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي إلى ساحة للمواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين، وذلك نتيجة إقدام البعض على إضرام النار في سيارات للشرطة، والهجوم على المخفر المركزي للأمن بالمدينة، وتكسير واجهات مؤسسات بنكية، وإحراق أخرى، إضافة إلى سيارتين للشرطة، كما هاجم المحتجون أحد الفنادق وعبثوا بمحتوياته. وأطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة على المحتجين، ولم تسجل أية إصابات بين صفوف الطرفين.
وبالجنوب المغربي، شهدت مدينة زاكورة مواجهات ما بين الأمن والوقاية المدنية والقوات المساعدة من جهة، ومجموعات يسارية متطرفة.
وقال أحمد جوهري، فاعل جمعوي بالمنطقة، وشاهد عيان، في تصريح لـ "العربية.نت"، إنه بعد ظهر اليوم الأحد نظمت وقفة احتجاجية لمدة ساعتين شارك فيها ما يفوق عن 2500 متظاهر، بعدها انطلقت مسيرة جماعية في غياب تام للأمن، انفلت من داخلها بعض اليساريين المتطرفين، تسمى بمجموعة "القاعديين"، رفقة بعض الشباب ليقوموا بإحراق بعض المحلات التجارية، وسيارتين بمخفر للشرطة، وأصابوا شرطيا بإصابات خفيفة، ليتوجهوا نحو فندق في ملكية جواد الناصري، رئيس المجلس البلدي للمدينة، وكسروا واجهته، تم أشعلوا النيران بمحطة للبنزين، حينها تدخل الأمن بمختلف أجهزته، معلنا عن حظر التجول ومتابعة المتسببين في الشغب بالأحياء الشعبية، مضيفا بأن هناك عمليات اعتقالات واسعة لم يعرف بعد العناصر التي مستها. وبلغت حالات الإصابة في صفوف الأمن ثلاث من رجال الشرطة، إضافة مواطن وحارس الفندق المشار إليه.
وفي مدينة صفرو، أشارت تقارير إخبارية محلية إلى حدوث انفلات أمني غير مسبوق بالمدينة، مع تسجيل انسحاب شبه تام لقوى الأمن من المدينة الشيء الذي أدى حسب هذه التقارير إلى تخريب عدد من الممتلكات العامة والخاصة، ومن بينها السجن المحلي، الذي تعرض لعملية إحراق ومحاولة إخراج السجناء لكنها باءت بالفشل.
كما تم تخريب عدد من المنشآت الإدارية ومن بينها مقر عمالة الإقليم والخزينة العامة و9 وكالات بنكية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، ومقر المجلس البلدي والمحافظة العقارية وإدارة الماء والكهرباء ومدارس عامة وخاصة، وممتلكات خاصة ومحال تجارية وسيارات خاصة، ومقاه وحانات وعدد كبير من الأعمدة الكهربائية والهواتف العمومية.
وتعرض مقر مفوضية الشرطة بالمدينة، هو الآخر لهجومات متتالية، وحال المنظمون اعتمادا على سلسلة بشرية دون تنفيذها، والعمل على إقناع المتظاهرين بالامتناع عن الرشق بالحجارة. ولم تحرك قوات الأمن ساكنا، ولا يزال التوتر سيد الموقف وقد بدأت التعزيزات العسكرية في التوافد إلى المدينة.
وعرفت مدينة اغادير، هي الأخرى، حسب التلفزيون الرسمي، انتهاكات شملت تخريب وإحراق بعض المتاجر والمؤسسات الخاصة والعمومية، ونفس الأمر شهدته مدينة كلميم بجنوب المغرب ومدينة العرائش وتطوان بشماله، فيما عرفت باقي المدن مسيرات ووقفات احتجاجية سلمية.
انفلات أمني ومواجهات بين المتظاهرين والسلطة في بعض المدن المغربية
http://images.alarabiya.net/14/4e/436x328_25963_138495.jpg
سيارة شرطة تحاول دهس احد المتظاهرين في مدينة طنجة
المغرب - خديجة الفتحي خرجت يوم الأحد 20 فبراير، مجموعة من التظاهرات بالمغرب عن نطاق سيطرة المنظمين وفي غياب شبه تام للأجهزة الأمنية، ترتب عنها إحراق مجموعة من المحلات التجارية وممتلكات عمومية وبعض المقرات الأمنية.
وفي مدينة مراكش التي عرفت مشاركة حوالي 20 ألف مواطن، توجهت التظاهرة إلى الساحة الشهيرة المعروفة ب"جامع الفنا"، وحاول بعض المتظاهرين اقتحام مركز الشرطة هناك، إلا أن المنظمين حالوا دون ذلك، وحاصروا المهاجمين لكي لا ينفذوا اعتداءهم.
وفي هذا السياق يقول الحقوقي عبد الحميد مدهون، عضو تنسيقية حركة 20 فبراير بمدينة مراكش، في حديث خص به "العربية.نت"، إن المنظمين لم يضعوا في برنامجهم هذا التوجه الذي اتخذته المسيرة رغما عنهم، وعملوا كل ما بوسعهم في أن تظل هذه الأخيرة محافظة على طابعها السلمي، إلا بعض العناصر المندسة "بلطجية"، توجهت إلى مجموعة من المحلات التجارية مباشرة بعد اختراق درجات نارية للمسيرة من طرف مجهولين.
وأشار مدهون إلى أن حوالي 200 شخص، من غير المتظاهرين، هاجموا متاجر مختصة في علامات عالمية، من قبيل "زارا" و"لاكوست"، ونهبوها، كما هاجموا مطعما تابعا لسلسلة "ماكدونالد" الأمريكية للوجبات السريعة، ثم عادوا نحو مقر رئيسي لولاية الأمن في محاولة فاشلة من أجل إحراقه، وحين لم يتأتى لهم ذلك، توجهوا لحي شعبي وأحرقوا مقرا للسلطات المحلية، وأشعلوا النار في سيارتين.
وأشار مدهون إلى أن المنظمين سجلوا الغياب المطلق للأجهزة الأمنية التي لم تتحمل مسؤولياتها في حماية أملاك المواطنين وأيضا الأملاك العامة، وهو ما تضمنه بلاغ صادر عن التنسيقية، والذي قدم اعتذارا للمواطنين الذين نهبت وخربت ممتلكاتهم، موجها تحيته لعموم المواطنين الذين لبوا دعوة التنسيقية ولم ينجروا وراء البلطجية، مع شجبهم الشديد للموقف السلبي للجهات الأمنية.
وقال شهود عيان بمدينة الحسيمة، إن مسيرة التظاهر التي شهدتها عدة مناطق من المدينة عرفت انفلاتا أمنيا، تحول معها شارع محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي إلى ساحة للمواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين، وذلك نتيجة إقدام البعض على إضرام النار في سيارات للشرطة، والهجوم على المخفر المركزي للأمن بالمدينة، وتكسير واجهات مؤسسات بنكية، وإحراق أخرى، إضافة إلى سيارتين للشرطة، كما هاجم المحتجون أحد الفنادق وعبثوا بمحتوياته. وأطلقت قوات الأمن الغازات المسيلة على المحتجين، ولم تسجل أية إصابات بين صفوف الطرفين.
وبالجنوب المغربي، شهدت مدينة زاكورة مواجهات ما بين الأمن والوقاية المدنية والقوات المساعدة من جهة، ومجموعات يسارية متطرفة.
وقال أحمد جوهري، فاعل جمعوي بالمنطقة، وشاهد عيان، في تصريح لـ "العربية.نت"، إنه بعد ظهر اليوم الأحد نظمت وقفة احتجاجية لمدة ساعتين شارك فيها ما يفوق عن 2500 متظاهر، بعدها انطلقت مسيرة جماعية في غياب تام للأمن، انفلت من داخلها بعض اليساريين المتطرفين، تسمى بمجموعة "القاعديين"، رفقة بعض الشباب ليقوموا بإحراق بعض المحلات التجارية، وسيارتين بمخفر للشرطة، وأصابوا شرطيا بإصابات خفيفة، ليتوجهوا نحو فندق في ملكية جواد الناصري، رئيس المجلس البلدي للمدينة، وكسروا واجهته، تم أشعلوا النيران بمحطة للبنزين، حينها تدخل الأمن بمختلف أجهزته، معلنا عن حظر التجول ومتابعة المتسببين في الشغب بالأحياء الشعبية، مضيفا بأن هناك عمليات اعتقالات واسعة لم يعرف بعد العناصر التي مستها. وبلغت حالات الإصابة في صفوف الأمن ثلاث من رجال الشرطة، إضافة مواطن وحارس الفندق المشار إليه.
وفي مدينة صفرو، أشارت تقارير إخبارية محلية إلى حدوث انفلات أمني غير مسبوق بالمدينة، مع تسجيل انسحاب شبه تام لقوى الأمن من المدينة الشيء الذي أدى حسب هذه التقارير إلى تخريب عدد من الممتلكات العامة والخاصة، ومن بينها السجن المحلي، الذي تعرض لعملية إحراق ومحاولة إخراج السجناء لكنها باءت بالفشل.
كما تم تخريب عدد من المنشآت الإدارية ومن بينها مقر عمالة الإقليم والخزينة العامة و9 وكالات بنكية والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل، ومقر المجلس البلدي والمحافظة العقارية وإدارة الماء والكهرباء ومدارس عامة وخاصة، وممتلكات خاصة ومحال تجارية وسيارات خاصة، ومقاه وحانات وعدد كبير من الأعمدة الكهربائية والهواتف العمومية.
وتعرض مقر مفوضية الشرطة بالمدينة، هو الآخر لهجومات متتالية، وحال المنظمون اعتمادا على سلسلة بشرية دون تنفيذها، والعمل على إقناع المتظاهرين بالامتناع عن الرشق بالحجارة. ولم تحرك قوات الأمن ساكنا، ولا يزال التوتر سيد الموقف وقد بدأت التعزيزات العسكرية في التوافد إلى المدينة.
وعرفت مدينة اغادير، هي الأخرى، حسب التلفزيون الرسمي، انتهاكات شملت تخريب وإحراق بعض المتاجر والمؤسسات الخاصة والعمومية، ونفس الأمر شهدته مدينة كلميم بجنوب المغرب ومدينة العرائش وتطوان بشماله، فيما عرفت باقي المدن مسيرات ووقفات احتجاجية سلمية.