المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بلدة طيبه ورب غفور


الرميصاء
12/03/2011, 07:53 PM
بلدة طيبه ورب غفور




(سبأ) اسم لرجل له عشرة من الولد،

اطلق هذا الاسم على بلدة في اليمن كانت من


اغنى البلاد في زمانها واكثرها في الخيرات، عن يمينها جنة كبيرة مثمرة لا يرى طرفها،
وعن شمالها جنة اخرى كبيرة مثمرة لا يرى طرفها، يأكل الناس من ثمارها ويستمتعون
بظلالها، تربتها طيبة، ثمارها طيبة هواؤها طيب، ماؤها طيب، البلدة كلها (طيبة)
والرب لو شكروه وشكروا نعمته وصرفوا العبادة له لوجدوه (غفورا).




المرأة من قوم سبأ اذا ارادت الطعام والفاكهة والزاد فإنها لا تشتريها ولا تتعب
نفسها فتقطفها!!





بل يكفي انها تحمل (الزنبيل) على رأسها وتمشي تحت الاشجار


لتتساقط الثمار وتملأ (زنبيلها) وترجع الى بيتها، فطعامهم وزادهم (بالمجان)
والخير والمؤنة مكفولة للجميع.




اما اسفارهم ورحلاتهم فهي سياحة ونزهة ومتعة لا مشقة فيها ولا تعب
حتى ملوا من هذا الترف الذي هم فيه وكفروا النعمة التي انعمها الله عليهم
فقالوا : {ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم}.




نعم وخيرات ومتاع حرم منه الكثيرون في الارض في ذلك الزمان وانعمها
الله على قوم (سبأ)، فهل شكروا نعمة الله؟
ارسل الله لهم ثلاثة عشر نبيا فكذبوهم وكفروا بهم، ومع هذا كانوا في نعيمهم
وغيهم غافلين، يظنون ان هذه النعم ستدوم ويحسبون انهم فيها مخلدون،
فبطروا واعرضوا عن ربهم ولم يحكموا فيهم شرعه ولم يتبعوا رسله،
فبدأ الخراب من حيث لا يشعرون!!




ارسل الله لقوم (سبأ) الفئران، مخلوق حقير يعيش في النجاسات والاماكن الخربة،
يتلف كل شيء بهدوء، يعمل بالليل والنهار، ينشر الامراض والاوبئة،
لا يترك مجالا للافساد الا وجاء فيه، ودخلت الفئران الى ذلك (السد) العظيم الذي
كان سببا للخيرات وطريق للجنان، واخذ ينخر ويحفر والناس غافلون!!
ظاهر (السد) جميل وقوي، وداخله قد اصابه الوهن والاعداء من (الفئران) تنخر
فيه وتضعفه، حتى جاءت ساعة الصفر!!




لما اعذر الله لقوم (سبأ) واقام عليهم الحجة ورزقهم نعيما لم يشكروه، اذن الله لذلك
(السد) ان ينهار وتبدأ النعم بالزوال، وفجأة بدأ السيل يدمر البلدة بمن فيها، ارتفع
الصياح وازداد الصراخ وغرق الضعفاء ودمرت الجنان والمساكن، فصارت الارض
خرابا يبابا، ومن بقي شرد في الارض ومزق شر ممزق، وصار العز ذلا والغنى




فقرا والقوة ضعفا والضحك بكاء، { وتلك الأيام نداولها بين الناس)



بدأ الندم وقطعت قلوبهم الحسرات، وارتفعت الشكوى
والنجوى لرب الارض والبريات ان يعيد لهم بلدتهم وجنانهم ونعيمهم ولكن هيهات!!
كانت الرسل تنذرهم والرب يحذرهم {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}.

الشيخ فارس
12/03/2011, 08:51 PM
قيل ان رجل من قوم سبأ له جاه ومال ومستقيم الحال وقد تنبأ بخراب الدار وانكسار السد،واراد ان ينجو من بين القوم،فقال لأحد اولاده أذا ماجتمع القوم فعارضني ولاجج معي واصفعني كف على وجهي،وهذا امر مني،فما كان من الأبن الا ان استجاب لطلب والده،وفعل ذلك،فقام الرجل واقسم بأنه لن يمكث في هذا المكان وبين مجتمع من فساده صارت مثل هذه الحاله لأكثر من ثلاثة أيام ونادى على أملاكه باليع،فتهافت القوم للشراء واغتنام الفرصه،وخرج بماله وولده الى ديارأخرى،في مأمن عن دار الفساد، وحينما وردت لهم اخبار ماحدث، ماكان من الولد والأسره الذين كانوا غاضبين الا ان قبلوا رجله ،لكونهم كانوا غير راضين بفعله وهو لايرد لهم جوابا-----------------اذ ان المكث في ارض الفساد ومجتمع الفساد شره يعم على الجميع-مالم يتدبروا الحال بالنصح والانكار والنصيحه ،والتبرؤ من افعال المفسدين-كما ورد من رءا منكم منكرا-الحديث واضعف الايمان الانكار بالقلب ووقر عدم الرضى- وترك مجالس الخوض والجدال وتغليب النفع على قول الحق والصواب-فمن خاف مثله من الناس يتذكر الخوف من الله ولايعين ظالم -انصح اخاك ظالما اومظلوما او كما ورد ،ورد الظالم عن ظلمه واعانة المظلوم في رفع الظلم عنه----بارك الله فيك اختنا الرميصاء وحفظك ورعاك

الرميصاء
12/03/2011, 10:24 PM
جزاك الله خير يا شيخ فارس
على مرورك وتعليقك الرائع

بدوية
21/03/2011, 01:42 AM
جزاك الله خير الجزء
في ميزان اعمالك
الف شكر لك