صقر الجنوب
26/03/2011, 01:09 PM
أكد دور العلماء في هذه المرحلة لأن أكثر الفتن سببها انحراف المعتقد
إمام الحرم: تنحية الدين وتعدد الأحزاب فوضى دينية وأخلاقية وليست حرية
http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news456275.jpg&width=256&height=176
رباع نيوز – مكة المكرمة: أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن هذه البلاد قامت في زمن غُرْبة الدين وتقهقر شأن المسلمين، في زمن كانت فيه أكثر دول الإسلام تحت نير الاستعمار وسيطرة فكر المستعمر، قامت باسم الله، والتزمت بشرع الله، وحملت على عاتقها همّ الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم تنس نصيبها من الدنيا، ورماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون، وفي مراحلها الثلاث، فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصراراً على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها، وخلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها مقومات البقاء، وما مقومات البقاء؟ مقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة، وحقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا.
وأضاف في خطبة الجمعة اليوم بأن الله - جل وعلا - شاء في هذه الأيام أن تهب العواصف على بلاد العرب، وتميل بمَنْ تميل، ولما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد إذا هي نسيم رقراق رخي، وإذا أهل هذه البلاد أشد لحمة وأقوى تماسكاً، ويفخر حاكمها بشعبه، ويغتبط الشعب بحاكمه. وفي صحيح مسلم "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم". ويخطب الملك، ويبتدئ بعد شكر الله بشكر العلماء وطلبة العلم، تلك الحلقة التي وصلت دوام الدولة بابتدائها وثباتها بنشأتها؛ حيث قامت هذه الدولة أول ما قامت بقيام عالِم، وثبتت بثبات علماء، والحكام فيما بين ذلك يقومون بدورهم على بصيرة من الله وعلى هدى من كتابه.
وتابع بقوله: "بعد ثلاثة قرون من قيام الدولة السعودية هلمّ نتساءل: لماذا بقيت هذه البلاد آمنة في زمن فيه الخوف؟ ولماذا اغتنت وهي في صحراء قفر وأرض فقر؟ ولماذا اجتمع الناس فيها والتفوا في زمن التفرق والخلاف؟.. إن لذلك أسباباً شرعية تردفها أخرى دنيوية {الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}، {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}".
وأفاد فضيلته بأن الله وفّق هذه البلاد منذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين؛ ما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء، وستبقى هذه البلاد قائمة ما أقامت التوحيد، منصورة ما نصرت السنة، عالية ما أعلنت العدل، ولن نخاف عليها من نقص إلا إذا نقصت من عرى الدين، ولن نخشى إلا ذنوبنا وتقصيرنا مع ربنا. إن الإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو الإسلام الذي قبلته أجيال الأمة على مر القرون، يُسلّمه سلفهم إلى خلفهم وعلماؤهم إلى متعلمهم، نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مرمى سهام المتربصين وإفك الكاذبين. لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير كما نال حكامها صنوف من اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات، في محاولة للحد من تأثيرها الإيجابي في العالم، ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة، وهو قدرها، ويمليه عليها مكانها ومكانتها وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم أملاً بلملمة شمل وتطلع لمداواة جرح ورغبة في سد حاجة، ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا على التفريق، ورأب الصدع لا شق الصفوف، وإن أي زحزحة لها عن هذا النهج هو - إضافة إلى أنه خلل ديني - خيانة وطنية وتفكيك للعقدة التي ربطت الراعي بالرعية، وهو توهية للحبل الممدود إلى السماء وإلى الله في عليائه؛ حيث نستلهم منه الصبر والنصر والحفظ والعون في زمن كثرت عواصفه وحساده وأعاديه. فهل يعي ذلك من يريد تحريك مركب الوطن ليجافي شاطئ الاهتداء؟ حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه.
وبيّن أن دور العلماء وطلبة العلم يتأكد في استمرارهم في حراسة الدين والدولة؛ ذلك أن أكثر ما بزغ من فتن داخلية على مدى القرن الماضي كان سببه انحراف في المعتقد، تبعه ارتباط مشبوه بالخارج، ثم يجد العدو في بعض ضعاف نفوس أولئك من يمتطيه ويستخدمه في زعزعة الأمن والاستنجاد بقوى أجنبية، ويزين له الاستمداد من مرجعيات طامعة ببلاد العرب كارهة للعروبة؛ فعلى العلماء وطلبة العلم أن يقوموا بدورهم على الوجه الصحيح، ليس في مناظرة أولئك والرد عليهم فحسب بل بدعوتهم وتألفهم وتبصيرهم بالهدى وكسبهم مواطنين صالحين، والصبر على ذلك، وأن يتخصص علماء شرعيون في محاورتهم ودعوتهم. إن دعوة أولئك وهدايتهم للحق لو لم يكن الإسلام يوجبه ويقتضيه لكانت السياسة تطلبه وتستدعيه.
وأفاد بأنه لا يخفى ما يمر به العالم اليوم وبلادنا الإسلامية خاصة من حركات سياسية واضطرابات شعبية وفتن متلاطمة تتشابه صورها وتختلف أسبابها وأهدافها، تتدافع الحوادث وتتساوق حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، والله وحده يعلم مآلات الأمور ومصائر الأمم وخبايا الدهور، ظروف وأحوال تتسارع أحداثها وتتسابق أخبارها وتدع الحليم حيراناً، والمعافى من عافاه الله، فتن لا يدري القاتل فيها لما قَتَل ولا المقتول فيما قُتل، هرج ومرج وخوف وقلق يستدعي من العقلاء حزماً ومن العامة فطنة وفهماً، وكم من خائض بلا علم ومتكلم بلا فهم قد يذكي نار الفتنة وهو لا يشعر، الفتن تقبل أول ما تقبل ثائرة الغبار كثيرة الضجيج مشتبهة الحقائق مختلطة الوقائع، لا يتبين فيها الطريق إلا مَنْ نوَّر الله بصيرته وأصلح سريرته والتزم منهاج النبوة في التعاطي مع الأحداث، والله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، والعقل الكامل عند ورود الشهوات، وفي الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العبادة في الهرج كهجرة إلي"، والدعاء مطلب مُلحّ؛ قال صلى الله عليه وسلم "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال "اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم"، وقد نهى الله عن نشر الشائعات، وأمر برد الأمور إلى الشريعة وإلى العلماء.
إمام الحرم: تنحية الدين وتعدد الأحزاب فوضى دينية وأخلاقية وليست حرية
http://www.sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news456275.jpg&width=256&height=176
رباع نيوز – مكة المكرمة: أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ صالح بن محمد آل طالب أن هذه البلاد قامت في زمن غُرْبة الدين وتقهقر شأن المسلمين، في زمن كانت فيه أكثر دول الإسلام تحت نير الاستعمار وسيطرة فكر المستعمر، قامت باسم الله، والتزمت بشرع الله، وحملت على عاتقها همّ الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم تنس نصيبها من الدنيا، ورماها الشرق والغرب بكيده على مدى ثلاثة قرون، وفي مراحلها الثلاث، فتعود في كل مرة أقوى مما كانت وأكثر عزيمة وإصراراً على تمسكها بمبادئها التي قامت عليها، وخلال فترة حكمها الطويل كتب من كتب وأرجف من أرجف وراهن من راهن على عدم امتلاكها مقومات البقاء، وما مقومات البقاء؟ مقومات البقاء عندهم تنحية الدين وتعدد الأحزاب والحريات المتجاوزة حدود الشريعة، وحقيقتها فوضى دينية وأخلاقية توصف بالحرية ليس إلا.
وأضاف في خطبة الجمعة اليوم بأن الله - جل وعلا - شاء في هذه الأيام أن تهب العواصف على بلاد العرب، وتميل بمَنْ تميل، ولما اقتربت العاصفة من حمى هذه البلاد إذا هي نسيم رقراق رخي، وإذا أهل هذه البلاد أشد لحمة وأقوى تماسكاً، ويفخر حاكمها بشعبه، ويغتبط الشعب بحاكمه. وفي صحيح مسلم "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويصلون عليكم وتصلون عليهم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنوهم ويلعنونكم". ويخطب الملك، ويبتدئ بعد شكر الله بشكر العلماء وطلبة العلم، تلك الحلقة التي وصلت دوام الدولة بابتدائها وثباتها بنشأتها؛ حيث قامت هذه الدولة أول ما قامت بقيام عالِم، وثبتت بثبات علماء، والحكام فيما بين ذلك يقومون بدورهم على بصيرة من الله وعلى هدى من كتابه.
وتابع بقوله: "بعد ثلاثة قرون من قيام الدولة السعودية هلمّ نتساءل: لماذا بقيت هذه البلاد آمنة في زمن فيه الخوف؟ ولماذا اغتنت وهي في صحراء قفر وأرض فقر؟ ولماذا اجتمع الناس فيها والتفوا في زمن التفرق والخلاف؟.. إن لذلك أسباباً شرعية تردفها أخرى دنيوية {الذين آمنوا ولم يلبسوا أيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}، {الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}".
وأفاد فضيلته بأن الله وفّق هذه البلاد منذ أن قامت في دورها الأول بلزوم جماعة المسلمين والتمسك بالإسلام الذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عن رب العالمين؛ ما جعل للإسلام في هذه الديار بقاء بنقاء وهيمنة بصفاء، وستبقى هذه البلاد قائمة ما أقامت التوحيد، منصورة ما نصرت السنة، عالية ما أعلنت العدل، ولن نخاف عليها من نقص إلا إذا نقصت من عرى الدين، ولن نخشى إلا ذنوبنا وتقصيرنا مع ربنا. إن الإسلام الذي قامت عليه هذه البلاد هو الإسلام الذي قبلته أجيال الأمة على مر القرون، يُسلّمه سلفهم إلى خلفهم وعلماؤهم إلى متعلمهم، نافين عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين، ولأجل هذا كانت هذه البلاد بحكامها وعلمائها في مرمى سهام المتربصين وإفك الكاذبين. لقد نال علماء هذه البلاد الكثير من الطعن والتكفير كما نال حكامها صنوف من اللمز والتشكيك في المواقف السياسية والمبادرات والقرارات، في محاولة للحد من تأثيرها الإيجابي في العالم، ولإقصائها عن الريادة في أمور الدين وفضاء السياسة، وهو قدرها، ويمليه عليها مكانها ومكانتها وتتطلع إليه قلوب المستضعفين قبل عيونهم أملاً بلملمة شمل وتطلع لمداواة جرح ورغبة في سد حاجة، ومواقفها وسيرتها شاهدة على الجمع لا على التفريق، ورأب الصدع لا شق الصفوف، وإن أي زحزحة لها عن هذا النهج هو - إضافة إلى أنه خلل ديني - خيانة وطنية وتفكيك للعقدة التي ربطت الراعي بالرعية، وهو توهية للحبل الممدود إلى السماء وإلى الله في عليائه؛ حيث نستلهم منه الصبر والنصر والحفظ والعون في زمن كثرت عواصفه وحساده وأعاديه. فهل يعي ذلك من يريد تحريك مركب الوطن ليجافي شاطئ الاهتداء؟ حفظها الله قائمة بالإسلام منافحة عنه.
وبيّن أن دور العلماء وطلبة العلم يتأكد في استمرارهم في حراسة الدين والدولة؛ ذلك أن أكثر ما بزغ من فتن داخلية على مدى القرن الماضي كان سببه انحراف في المعتقد، تبعه ارتباط مشبوه بالخارج، ثم يجد العدو في بعض ضعاف نفوس أولئك من يمتطيه ويستخدمه في زعزعة الأمن والاستنجاد بقوى أجنبية، ويزين له الاستمداد من مرجعيات طامعة ببلاد العرب كارهة للعروبة؛ فعلى العلماء وطلبة العلم أن يقوموا بدورهم على الوجه الصحيح، ليس في مناظرة أولئك والرد عليهم فحسب بل بدعوتهم وتألفهم وتبصيرهم بالهدى وكسبهم مواطنين صالحين، والصبر على ذلك، وأن يتخصص علماء شرعيون في محاورتهم ودعوتهم. إن دعوة أولئك وهدايتهم للحق لو لم يكن الإسلام يوجبه ويقتضيه لكانت السياسة تطلبه وتستدعيه.
وأفاد بأنه لا يخفى ما يمر به العالم اليوم وبلادنا الإسلامية خاصة من حركات سياسية واضطرابات شعبية وفتن متلاطمة تتشابه صورها وتختلف أسبابها وأهدافها، تتدافع الحوادث وتتساوق حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، والله وحده يعلم مآلات الأمور ومصائر الأمم وخبايا الدهور، ظروف وأحوال تتسارع أحداثها وتتسابق أخبارها وتدع الحليم حيراناً، والمعافى من عافاه الله، فتن لا يدري القاتل فيها لما قَتَل ولا المقتول فيما قُتل، هرج ومرج وخوف وقلق يستدعي من العقلاء حزماً ومن العامة فطنة وفهماً، وكم من خائض بلا علم ومتكلم بلا فهم قد يذكي نار الفتنة وهو لا يشعر، الفتن تقبل أول ما تقبل ثائرة الغبار كثيرة الضجيج مشتبهة الحقائق مختلطة الوقائع، لا يتبين فيها الطريق إلا مَنْ نوَّر الله بصيرته وأصلح سريرته والتزم منهاج النبوة في التعاطي مع الأحداث، والله يحب البصر النافذ عند ورود الشبهات، والعقل الكامل عند ورود الشهوات، وفي الفتن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "العبادة في الهرج كهجرة إلي"، والدعاء مطلب مُلحّ؛ قال صلى الله عليه وسلم "تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خاف قوماً قال "اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم"، وقد نهى الله عن نشر الشائعات، وأمر برد الأمور إلى الشريعة وإلى العلماء.