تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كاتب مصري يدعي استحالة وجود عذاب القبر


عبد المجيد
23/04/2005, 09:54 PM
http://books.naseej.com/perm_obj/books/books_icon.gif



http://img.naseej.com/images/News/world/159113_test.jpg


القاهرة في 26 مارس / أثار كاتب مصري موجة جديدة من الجدل بشأن السنة النبوية المطهرة عبر كتاب صدر مطلع هذا الأسبوع بالقاهرة بعنوان "استحالة وجود عذاب القبر" نظم خلاله حملة جديدة للهجوم على السنة المطهرة والطعن فيها وكتب الصحاح واعتبر من يقولون بعذاب القبر من أعداء السنة بينما شدد عدد من علماء الأزهر على أن الكتاب لا يزيد عن كونه حلقة في سلسلة جديدة من الحرب على الإسلام والطعن في السنة تعكف عليها مراكز بحثية متخصصة تنصر بعض الأسماء المريضة وتغريها بالمال لتضع أسماءها على هذه الكتابات.

وقال المؤلف إيهاب حسن عبده: إن كتابه دراسة علمية تهدف إلى تبرئة الآيات من خرافات الروايات، والحق أن موضوع عذاب القبر هو مثال صارخ لتغلغل الأكاذيب في دين الخلق ورواياته فهي الازدراء الواضح لرسول الله (بحسب ادعائه) الذي يصوره أعداؤه في هذه الروايات بالجهل ويصورونه بأنه ظل سنوات وهو لا يدري عن عذاب القبر ولا عن الآيات المكية التي يبلغها للناس حتى علمته عجوز يهودية في المدينة ويصورونه بالاندفاع وبالنطق دون علم وبالخطأ والتسرع في أمر عقائدي كل هذا يقوله أعداء السنة تحت ستار السنة المزيفة ثم هم بعد ذلك يحذرون أتباعهم من مخالفيهم العقلاء الذين يرفضون بالطبع هراءهم وأكاذيبهم، وتماديا منهم في مكرهم وخبثهم وصدهم عن سبيل الله فقد صوروا الذين ينكرون عذاب القبر بأنهم ينكرون ما هو معلوم من الدين بالضرورة وما هو ثابت بنص القرآن من حقائق قرآنية أخرى ويضمون لقول مخالفيهم بإنكار عذاب القبر (المفترى) أقوالاً من معتقدات المجوس والملل المنحرفة (زورا وبهتاناً) محاولة منهم لصد الناس عنهم وعن منهجهم.

وأشار المؤلف إلى أنه عندما اخترع مؤلفو المذاهب (على حد زعمه) أو الرواة مسألة مثل ظهور المسيح الدجال لم تكن هناك آيه واحدة يتترسون بتأويلها، وقال: ولكن في موضوع كموضوع "عذاب القبر" وجد المتمذهبون بالروايات على حساب الآيات بعض التأويلات التي ظنوها شيئاًً يتوركون عليه فأطلقوا أيديهم في تكفير المخالف برغم جهلهم الشديد هم ورواتهم الأساس بمعاني الآيات التي تترسوا بها، ونحن هنا لن نبادلهم انحطاطاً بانحطاط ولا هبوطاً بهبوط. ويواصل المؤلف هجومه على أهل السنة قائلاً: ومعلوم أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم له أعداؤه منذ صدع النبي بالحق حتى تقوم الساعة على الكون بمن فيه وهؤلاء الأعداء .

منهم من يبث سمومه وهو يعلمها ومنهم من يحمل الميكروبات والفيروسات وهو لا يدري وفي كلتا الحالتين فهو يبث السموم في الدين، وعذاب القبر هو صنف من أصناف هذه السموم وفيه من الصد عن سبيل الله ما فيه، وفيه الإساءة لله ولرسوله وللكتاب المنزل عليه صلى الله عليه وسلم، والقائلون بهذا العذاب الوهمي يتنافسون به مع البغاء وينقلون الكلام دون أدنى تدبر أو تفكر - على حد زعمه
ويرد العالم الأزهري الدكتور عبد العظيم المطعني بالقول: إن مثل هذه الكتابات ليست هجوماً على السنة المطهرة فحسب وإنما هي هجوم شامل على الإسلام وتتخذ من الهجوم على السنة منطلقاً للهجوم على القرآن والتشكيك فيه وهدمه، وهي كتابات تلبس الحق بالباطل حتى يلتبس الأمر على العامة ويتزعزع إيمانهم، وهي محاولات لا تنطلي على أحد، فهي كتابات تقف وراءها جهات معروفة بعدائها للإسلام والمسلمين.

ويوضح الدكتور المطعنى أن عذاب القبر ثابت ولا يقبل التشكيك بحال من الأحوال، ويؤكد ذلك القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة غافر: "فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ادْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ" ثم قول الله تعالى في سورة الممتحنة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ".

من جانبه يقول أستاذ ورئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الدكتور عزت عطية: هذا الكلام ما هو إلا ترديد لما قال به المستشرقون عن السنة ولو كان فيه جديد لبحثنا عن الخير فيه ولكنه تكرار سئمنا منه، والأسانيد هي الدليل على ثبوت الخبر أو عدم ثبوته، بحسب ما فيها من القوة والضعف، أما الخبر في حد ذاته فيحمل جزءاً من النبوة، أي ما كلف الله رسوله أن يعلمه للناس، ولو كانت العقول تحيط بذلك لكانت النبوة تكراراً وليس فيها شيء جديد، فإذا جاء صاحب عقل وقال عن حديث صحيح هذا لا يصح لأنه لا يوافق عقلي قلنا له عقلك لم يتدرب في هذا المجال ولا يفرق بين نور النبوة وكلام الكفر، ولقد قرأت لجمال البنا صاحب الدعوى لطرح ما قال به المحدثون في بعض كتبه، فوجدت أنه يتعامل مع النصوص التي يشوبها التعارض بمنهج يقول عنه إنه جديد،

فمثلا قول الله تعالى: "لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى" يرى هو أنه يحل انطلاقا من هذا النص لبعض الناس شرب الخمر ولا يتركها إلا في أثناء الصلاة وهكذا، ومجمل ما يقول به أن القانون الإلهي لا ينطبق على الناس باعتبار أنهم سواسية كأسنان المشط، ولكن باعتبارهم أصنافاً ويضع كل إنسان نفسه في الصنف الذي يريد!، ولو وضع قانون بشري على هذا النحو لقلنا بأن واضعه لا يعرف شيئاً في مجال التشريع، لأن القاضي حينما يحكم بهذا القانون يحكم بصواب هو في الوقت نفسه خطأ، وبخطأ في الفعل هو في الوقت نفسه صواب، واجتماع الخطأ والصواب في فعل واحد هو ما يقتضيه مثل هذا العقل الذي يريد أن ينتقى من الحديث ما يناسبه، وأن يفرض على الناس فكره، وهو لو عانى في طلب العلم وعرف مناهجه وأساليب التعامل مع النصوص عموماً والدينية خصوصاً، لعاد على نفسه باللائمة، ولكن الجهل لا يتقيد بقيود من العلم، والعلم إذا وسد إلى غير أهله سمعنا الأعاجيب.

ويضيف الدكتور عطية: إن الحكم على الحديث بالوضع أو بالصحة إن لم يعتمد على الأسانيد ودراستها فعلى أي شيء يعتمد؟، على التخمين أم على الحظ أم على بريق الكلمات أم على شذوذ المعاني؟، لذا فإننا لا نجد جديداً معقولاً فيما يقوله هؤلاء.

ويؤكد الدكتور عطية أن منهج المحدثين ليس خاصاً بالحديث، وإنما خاص بالأخبار جميعاً، وهم يقولون بالعقل ونحن نقول هل يستطيع العقل التثبت من الكلام دون أسانيد خاصة وأن هذا الكلام يحتمل صدوره من هذا ومن ذاك؟ ولا مرجح لثبوته لواحد دون آخر، وهذا مذهب المحدثين في الذهاب إلى مصدر الخبر، فإن لم يتيسر يتم البحث عمن يشارك في سماع الخبر، فإذا انفرد المصدر فيتم البحث في ذلك لبيان مدى الوثوق ومدى الاختلاف، وعلى أساس هذه الدراسة يتم ترجيح هذا الخبر عن هذا المصدر أو غيره، وبغير ذلك يكون الحكم عبثاً وكلاماً لا طائل منه، وقد أقام علماء الحديث دراساتهم وفق منهج دقيق لتمييز الأحاديث، وبيان ما يقبل منها وما يرد، ولم يكتفوا بذلك، بل ربطوا بين النصوص واستخرجوا كنوز العقيدة ودرر الفقه ومحاسن الأخلاق، بحيث تكون من الأحاديث نسيج متلاحم يمثل منهج النبوة، بما يجعل أي تسرب ولو عن طريق الخطأ نشازاً لا مكان له، وعلى الرغم من ذلك فنحن نرحب بكل تعديل في المنهج يتماشى مع الأصول، أما الهدم فهو إطفاء لنور الحقيقة، والله تعالى يأبى أن تطفأ أنوار الحقيقة ويعم الباطل.

a zanbil
23/04/2005, 11:35 PM
يالله كل واحد صار يفتي من جها الله يرحمنا برحمته