صقر الجنوب
24/04/2005, 08:28 PM
بين المتنبي وخالد الفيصل
( الفخر) أحد فنون الشعر الذي اشتهر به العرب في العصر
الجاهلي وماتلاه من العصور والى عصرنا هذا ، فالشاعر
يفخر بنفسه وبأهله وبقومه وقبيلته وبوطنه ...حيث كان
الشاعراللسان الناطق باسم القبيلة والمدافع عنها ، وكانت
القبائل تتفاخر باثنين الشاعر والفارس ، وقد يحوي أحدهم
الصفتينالشعر والفروسية . كامرىء القيس ، وأبوفراس
الحمداني وعنترة بن شداد .
ومن باب الفخر سوف نبحر في بيتين من الشعر لشاعرين
عربيين ولكن من عصرين مختلفين والقاسم المشترك بينهما
الفخر بالشعر والفروسية الشاعران هما أبو الطيب المتنبي و
الأمير خالد الفيصل :
قال المتنبي :
-------------
الخــيل والليــــــل والبيـــداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وقال الفيصل :
--------------
أنا والصحاري والمطر والفرس والطير
ونبت الخزامى والظبي والشعر خلان
المتنبي : من الشعراء العرب المعدودين ، وممن كان له كبير
الأثر في الأدب العربي ....... وفد على سيف الدولة الحمداني
فكان له شاعرا مادحا ، وكان مسطرا لبطولات ومآثر سيف
الدولة حتى بلغ عنده حظوة كبيرة واصبح من المقربين لديه
ثم رحل الى مصر ومدح كافور الإخشيدي ......... أبو الطيب
شاعر يفتخر أيضا بنفسه وبفروسيته وشعره ،في البيت الذي
أشرنا إليه سابقا .......نراه يتحدث عن الخيل والليل والبيداء
والسيفوالرمح والقرطاس والقلم ، وكأنه جمع المفاخر كلها
وهذا البيت يعرض تلك الصورة القاتمة لجو الحرب وساحة
الوغىصورة الفارس المدجج بالسلاح الممتزجة بصهيل الخيل
وبريقالسيوف وطعن الرماح وصرير الأقلام على بياض الورق
هذا الشعر شعر حماسة .
الفيصل : هو سليل اسرة آل سعود ، أمير وشاعر وفارس بدوي
أصيل امتطى صهوة الخيل فامسك بنواصيها........وامتطى بحور
الشعر فامتطى قوافيها...... في كل قصيدة من قصائده تجد لوحة
فنية تشكيلة رسمها بالكلمات ولونها بإحساسه ، لوحة تنطق
بالحياة ، تقرأ القصيدة فيخيل اليك أنك جزء منها ، ويصورها
تصويرا يجعلك تهيم في جنباتها ، والبيت الذي اخترناه هو من
قصيدة له بعنوان ( أنا والصحاري ) :
الصحراء والمطر والفرس والطير ونبت الخزامى والظبي والشعر
وبيت الشعر والغدير والقطا والليل والنجوم والجمر :
هي من مفردات قاموس البدوي الذي ينسج منها بيئته وحياته
ونمط معيشته والإطار المحيط به .
المطر رفيق الصحراء وعشها المنشود ، الفرس والطير رفاق
البدوي ( الصقار ) الخزامى عبق الصحراء وشذاها والصحراء
مرتع الظباء .. والشعر إحساس الشاعر .. المطر يروي ضمأ
الصحراء المقفرة ، يبعث فيها الحياة فتنبت الخزامى الذي يطفيء
عطش الظباء التي ترتع على تلك التلال التي اكتست بلون أخضر
بعد أن نزل عليها المطر وتشربت جزئياتها واختلطت مع حبات
المطر ، وهناك الفارس المنتظر المتأهب .. يمتطي صهوة جواده
بيمينه يمسك زمامها .. وفي يمينه يحمل طيرة مستعدا لرحلة
صيد ( قنص ) .
إنها صورة رائعة ناطقة .. يعجز القلم عن وصفها .. ولكن
إحساس الشاعر صورها وقدمها لنا سيمفونية رائعة عزفها
بكلماتعذبة سلسة رقراقة ..
إذن هناك فرق بين بيئتي الشاعرين وفي نمط الحياة وفي الإطار
الذي يعيشان فيه .. هذا الإبحار في هذين البيتين لم يكن إبحارا
نقديا ولكن بعض الخواطر والإيحاءات التي فرضتها هذه الصور
الشعرية .منقول
( الفخر) أحد فنون الشعر الذي اشتهر به العرب في العصر
الجاهلي وماتلاه من العصور والى عصرنا هذا ، فالشاعر
يفخر بنفسه وبأهله وبقومه وقبيلته وبوطنه ...حيث كان
الشاعراللسان الناطق باسم القبيلة والمدافع عنها ، وكانت
القبائل تتفاخر باثنين الشاعر والفارس ، وقد يحوي أحدهم
الصفتينالشعر والفروسية . كامرىء القيس ، وأبوفراس
الحمداني وعنترة بن شداد .
ومن باب الفخر سوف نبحر في بيتين من الشعر لشاعرين
عربيين ولكن من عصرين مختلفين والقاسم المشترك بينهما
الفخر بالشعر والفروسية الشاعران هما أبو الطيب المتنبي و
الأمير خالد الفيصل :
قال المتنبي :
-------------
الخــيل والليــــــل والبيـــداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
وقال الفيصل :
--------------
أنا والصحاري والمطر والفرس والطير
ونبت الخزامى والظبي والشعر خلان
المتنبي : من الشعراء العرب المعدودين ، وممن كان له كبير
الأثر في الأدب العربي ....... وفد على سيف الدولة الحمداني
فكان له شاعرا مادحا ، وكان مسطرا لبطولات ومآثر سيف
الدولة حتى بلغ عنده حظوة كبيرة واصبح من المقربين لديه
ثم رحل الى مصر ومدح كافور الإخشيدي ......... أبو الطيب
شاعر يفتخر أيضا بنفسه وبفروسيته وشعره ،في البيت الذي
أشرنا إليه سابقا .......نراه يتحدث عن الخيل والليل والبيداء
والسيفوالرمح والقرطاس والقلم ، وكأنه جمع المفاخر كلها
وهذا البيت يعرض تلك الصورة القاتمة لجو الحرب وساحة
الوغىصورة الفارس المدجج بالسلاح الممتزجة بصهيل الخيل
وبريقالسيوف وطعن الرماح وصرير الأقلام على بياض الورق
هذا الشعر شعر حماسة .
الفيصل : هو سليل اسرة آل سعود ، أمير وشاعر وفارس بدوي
أصيل امتطى صهوة الخيل فامسك بنواصيها........وامتطى بحور
الشعر فامتطى قوافيها...... في كل قصيدة من قصائده تجد لوحة
فنية تشكيلة رسمها بالكلمات ولونها بإحساسه ، لوحة تنطق
بالحياة ، تقرأ القصيدة فيخيل اليك أنك جزء منها ، ويصورها
تصويرا يجعلك تهيم في جنباتها ، والبيت الذي اخترناه هو من
قصيدة له بعنوان ( أنا والصحاري ) :
الصحراء والمطر والفرس والطير ونبت الخزامى والظبي والشعر
وبيت الشعر والغدير والقطا والليل والنجوم والجمر :
هي من مفردات قاموس البدوي الذي ينسج منها بيئته وحياته
ونمط معيشته والإطار المحيط به .
المطر رفيق الصحراء وعشها المنشود ، الفرس والطير رفاق
البدوي ( الصقار ) الخزامى عبق الصحراء وشذاها والصحراء
مرتع الظباء .. والشعر إحساس الشاعر .. المطر يروي ضمأ
الصحراء المقفرة ، يبعث فيها الحياة فتنبت الخزامى الذي يطفيء
عطش الظباء التي ترتع على تلك التلال التي اكتست بلون أخضر
بعد أن نزل عليها المطر وتشربت جزئياتها واختلطت مع حبات
المطر ، وهناك الفارس المنتظر المتأهب .. يمتطي صهوة جواده
بيمينه يمسك زمامها .. وفي يمينه يحمل طيرة مستعدا لرحلة
صيد ( قنص ) .
إنها صورة رائعة ناطقة .. يعجز القلم عن وصفها .. ولكن
إحساس الشاعر صورها وقدمها لنا سيمفونية رائعة عزفها
بكلماتعذبة سلسة رقراقة ..
إذن هناك فرق بين بيئتي الشاعرين وفي نمط الحياة وفي الإطار
الذي يعيشان فيه .. هذا الإبحار في هذين البيتين لم يكن إبحارا
نقديا ولكن بعض الخواطر والإيحاءات التي فرضتها هذه الصور
الشعرية .منقول