المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " أعمى يروي لصاحبة مالم يراه.."


مثالي
11/10/2011, 05:12 PM
في أحد المستشفيات كان مريضان هرمان في غرفة واحدة ،

كلاهما لديه مرض عضال كان أحدهما مسموحاً له بالجلوس في

سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ، ومن ألطاف الله فقد كان

سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة ، أما الآخر فكان عليه أن

يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت ، كان المريضان يقضيان

وقتهما بعد أداء الفرائض و ذكر الله في الحديث دون أن يرى

أحدهما الآخر ، ولأن كلاً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى

السقف . تحدثا عن أهليهما ، وعن بيتيهما ، وعن حياتهما ، وعن

كل شيء ..

وفي كل يوم بعد العصر ، كان الأول يجلس في سريره حسب أوامر

الطبيب ، وينظر في النافذة ، ويصف لصاحبه العالم الخارجي ،

وكان الآخر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها الأول ، لأنها تجعل

حياته مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في

الخارج : في الحديقة كانت بحيرة كبيرة يسبح فيها البط ، والأولاد

صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء ،

وثمة رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في

البحيرة. والجميع يتمشى حول حافة البحيرة ، وهناك أيضا آخرون

جلسوا في ظلال الأشجار أو بجانب الزهور ذات الألوان الجذابة ،

ومنظر السماء بديع يسر الناظرين ..

وفيما يقوم الأول بعملية الوصف هذه ينصت الآخر في ذهول لهذا

الوصف الدقيق الرائع ، ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك

المنظر البديع للحياة خارج المستشفى .

وفي أحد الأيام وصف له عرضاً عسكريا ، ورغم أنه لم يسمع

عزف الفرقة الموسيقية إلا أنه كان يراها بعيني عقله من خلال

وصف صاحبه لها .

ومرت الأيام والأسابيع وكل منهما سعيد بصاحبه ، وفي أحد الأيام

جاءت الممرضة فجراً لخدمتهما كعادتها ، فوجدت المريض الذي

بجانب النافذة قد قضى نحبه خلال الليل ، ولم يعلم الآخر بوفاته إلا

من خلال حديث الممرضة عبر الهاتف وهي تطلب المساعدة

لإخراجه من الغرفة ، فحزن على صاحبه أشد الحزن .


وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره

إلى جانب النافذة ، ولما لم يكن هناك مانع فقد أجابت طلبه. ولما

حانت ساعة بعد العصر وتذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به

صاحبه انتحب لفقده ، ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما

فاته في هذه الساعة ، وتحامل على نفسه وهو يتألم ، ورفع رأسه

رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ، ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار

وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي ، وهنا كانت

المفاجأة!!. لم ير أمامه إلا جداراً أصم من جدران المستشفى ، فقد

كانت النافذة على ساحة داخلية .

نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه

ينظر من خلالها ، فأجابت إنها هي !! فالغرفة ليس فيها سوى

نافذة واحدة ، ثم سألته عن سبب تعجبه، فقص عليها ما كان يرى

صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له .

كان تعجب الممرضة أكبر ،


إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى

ولم يكن يرى حتى هذا الجدار الأصم ..!!! ولعله أراد أن يجعل

حياتك سعيدة حتى لا تُصاب باليأس فتتمنى الموت

آميــر الكـونـ
12/10/2011, 12:09 AM
جزاك ربي خير الجزاء قصة رائعه ومؤثرة
لك مني خالص الود
آمير الكونــ

صمت الرعد
12/10/2011, 10:13 AM
وتبقى دائما مثاليا
ميه ميــــهميه ميــــه

مثالي
12/10/2011, 11:58 PM
أمير الكون , صمت الرعد,,,

يشرفني مروركم الدائم على مواضيعي ,

ودي,,,

الخنساء
14/10/2011, 02:57 PM
الله يعطيك العافية تسلم يمينك

لؤلؤة زهران
14/10/2011, 10:00 PM
مثالي
جزاك الله كل خير وبارك الله فيك
قصه مؤثره اشكرك على اختيارها ونقلها
لاعدمنا تواجدك العطر

سمو انسان
16/10/2011, 07:47 PM
سبحان الله ...كم نحن بحاجه لمثل هولاء
حتى في المرض وقف جانب صاحبه
لكن اين نحن من هذا ...عندما يرى احدنا المريض يتأفف
فما بالك ان يحاول ان يخفف عنه.....

اسال الله ان يديم على الجميع الصحه والعافيه
وان يرزقنا ...محبة الاخرين
كعادتك ..مثالي ..لك حبي وتقديري

احلى الديار
18/10/2011, 12:38 AM
بارك الله فيك اخي العزيز مثالي
قصة رااائعة
واروع ما فيها ناقلها
دمت ودام قلمك ينبض بكل خير

مثالي
25/10/2011, 03:08 AM
الخنساء ,,

لؤاؤة زهران ,,

سمو انسان ,,

أحلى الديار,,

نورتو الموضوع ,, خالص حبي وتقديري لكم,,,