سنوايت
20/11/2011, 06:02 PM
الحمد لله ربالعالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبهأجمعين وبعد:
فإن من نعم الله على عباده
أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور
ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله،
فما أن انقضى موسم الحجالمبارك إلا وتبعه شهر كريم،
هو شهر الله المحرم،
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنهقال:
{ أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضلالصلاة بعد الفريضة قيام الليل }
وقد سمى النبي المحرم.. شهرالله دلالة على شرفه وفضله،
فإن الله تعالى يخص بعضمخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها علىبعض.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:
(
إن الله افتتحالسنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عندالله من شده تحريمه ).
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم،
ونصرمبين، ظهر فيه الحق على الباطل،
حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلاموقومه وأغرق فرعون وقومه،
فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة،
هذا اليومالعاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.
فضل يوم عاشوراء وصيامه
وردت أحاديث كثيرة عن فضل يومعاشوراء والصوم فيه
وهي ثابتة عن رسول الله نذكر منها على سبيل المثال مايلي:
في الصحيحين عن ابن عباس أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال:
(
ما رأيترسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذاالشهر يعني رمضان ).
وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمةوحرمة قديمة،
وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله،
وليس هذا فحسب بلكان أهل الكتاب يصومونه،
وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.
كان يصوميوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم،
فلما قدم المدينة ورأى صيام أهلالكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به،
صامه وأمر الناسبصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه، حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم.
وفيالصحيحين عن ابن عباس قال:
(
قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يومعاشوراء، فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه }
قالوا: ( هذا يومعظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحننصومه )،
فقال : { فنحن أحق وأولى بموسى منكم } فصامه رسول الله وأمر بصيامه ).
وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت:
(
أرسل رسول الله غداةعاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: { من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه،ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه }.
فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبيانناالصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن،
فإذا بكى أحدهم علىالطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ).
وفي رواية: ( فإذا سألونا الطعامأعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صمومهم ).
فلما فرض صيام شهر رمضان تركالنبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه،
لما في الصحيحين من حديث ابنعمر قال:
(
صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي تركأمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ).
وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال: سمعت رسولالله يقول:
{
هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاءفليصم ومن شاء فليفطر }.
وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.
منفضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله،
فقدروى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء فقال:
{
أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.
أخي المسلم.. أختيالمسلمة:
عزم النبي في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخرمخالفةً لأهل الكتاب في صومه،
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(
حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمهاليهود والنصارى )،
فقال : { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع } [أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب]
قال: ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسولالله ).
قالى ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76]:
(
مراتب الصوم ثلاثة:
أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصامالتاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ).
والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يومعاشوراء.
بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم
اعلم أخي المسلمأنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله ،
ومن المخالفات التي تقع من بعضالناس في هذا اليوم:
الاكتحال، والاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأهلوالعيال وكذلك صنع طعام خاص بهذا اليوم.
كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديثموضوعة وضعيفة.
وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها:
تخصيص هذا اليوم بدعاء معين،
وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء،
وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع.
كما وأن منالأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا والورود واتخاذه عيداًسنوياً.
العام الجديد ومحاسبة النفس
حريٌبالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعةدقيقة.
وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعدالموت،
والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع.
والإنسان لايخلو من حالين، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال اللهتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌمَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
(
أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحةليوم معادكم وعرضكم على ربكم ).
وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبةالنفس وكيفيتها فقال:
(
جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكرفيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح،
ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنهارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية،
ثم يحاسب نفسهعلى الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله ).
فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد
بالتوبة والإقبالعلى الله فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء.
فالله الله أن تسودهابالذنوب والمعاصي.
وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأكثر من ذكر الله عز وجلوالاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير.
جعل الله هذا العام عام خيرعلى الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته
والبعد عن معصيته
وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار.
وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فإن من نعم الله على عباده
أن يوالي مواسم الخيرات عليهم على مدار الأيام والشهور
ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله،
فما أن انقضى موسم الحجالمبارك إلا وتبعه شهر كريم،
هو شهر الله المحرم،
فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي أنهقال:
{ أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم، وأفضلالصلاة بعد الفريضة قيام الليل }
وقد سمى النبي المحرم.. شهرالله دلالة على شرفه وفضله،
فإن الله تعالى يخص بعضمخلوقاته بخصائص ويفضل بعضها علىبعض.
وقال الحسن البصري رحمه الله تعالى:
(
إن الله افتتحالسنة بشهر حرام واختتمها بشهر حرام، فليس شهر في السنة بعد شهر رمضان أعظم عندالله من شده تحريمه ).
وفي هذا الشهر يوم حصل فيه حدث عظيم،
ونصرمبين، ظهر فيه الحق على الباطل،
حيث أنجى الله فيه موسى عليه الصلاة والسلاموقومه وأغرق فرعون وقومه،
فهو يوم له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة،
هذا اليومالعاشر من شهر الله المحرم وهو ما يسمى بيوم عاشوراء.
فضل يوم عاشوراء وصيامه
وردت أحاديث كثيرة عن فضل يومعاشوراء والصوم فيه
وهي ثابتة عن رسول الله نذكر منها على سبيل المثال مايلي:
في الصحيحين عن ابن عباس أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال:
(
ما رأيترسول الله يوماً يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم - يعني يوم عاشوراء - وهذاالشهر يعني رمضان ).
وكما أسلفنا من قبل أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمةوحرمة قديمة،
وكان موسى عليه الصلاة والسلام يصومه لفضله،
وليس هذا فحسب بلكان أهل الكتاب يصومونه،
وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه.
كان يصوميوم عاشوراء بمكة ولا يأمر الناس بالصوم،
فلما قدم المدينة ورأى صيام أهلالكتاب له وتعظيمهم له، وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر به،
صامه وأمر الناسبصيامه، وأكد الأمر بصيامه والحث عليه، حتى كانوا يصوّمونه أطفالهم.
وفيالصحيحين عن ابن عباس قال:
(
قدم رسول الله المدينة فوجد اليهود صياماً يومعاشوراء، فقال لهم رسول الله : { ما هذا اليوم الذي تصومونه }
قالوا: ( هذا يومعظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً لله فنحننصومه )،
فقال : { فنحن أحق وأولى بموسى منكم } فصامه رسول الله وأمر بصيامه ).
وفي الصحيحين أيضاً عن الربيع بنت معوذ قالت:
(
أرسل رسول الله غداةعاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: { من كان أصبح منكم صائماً فليتم صومه،ومن كان أصبح منكم مفطراً فليتم بقية يومه }.
فكنا بعد ذلك نصوم ونصوّم صبيانناالصغار منهم، ونذهب إلى المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن،
فإذا بكى أحدهم علىالطعام أعطيناه إياها حتى يكون عند الإفطار ).
وفي رواية: ( فإذا سألونا الطعامأعطيناهم اللعبة نلهيهم حتي يتموا صمومهم ).
فلما فرض صيام شهر رمضان تركالنبي أمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء وتأكيده فيه،
لما في الصحيحين من حديث ابنعمر قال:
(
صام النبي عاشوراء وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك ذلك - أي تركأمرهم بذلك وبقي على الاستحباب ).
وفي الصحيحين أيضاً عن معاوية قال: سمعت رسولالله يقول:
{
هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم، فمن شاءفليصم ومن شاء فليفطر }.
وهذا دليل على نسخ الوجوب وبقاء الاستحباب.
منفضائل شهر الله المحرم أن صيام يوم عاشوراء فيه يكفر ذنوب السنة التي قبله،
فقدروى مسلم في صحيحه عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي عن صيام يوم عاشوراء فقال:
{
أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله }.
أخي المسلم.. أختيالمسلمة:
عزم النبي في آخر عمره على أن لا يصومه مفرداً بل يضم إليه يوماً آخرمخالفةً لأهل الكتاب في صومه،
ففي صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(
حين صام رسول الله عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمهاليهود والنصارى )،
فقال : { فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع } [أي مع العاشر مخالفةً لأهل الكتاب]
قال: ( فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسولالله ).
قالى ابن القيم رحمه الله تعالى في زاد المعاد [2/76]:
(
مراتب الصوم ثلاثة:
أكملها أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك أن يصامالتاسع والعاشر، وعليه أكثر الأحاديث، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ).
والأحوط أن يصام التاسع والعاشر والحادي عشر حتى يدرك صيام يومعاشوراء.
بعض البدع والمخالفات التي تقع في هذا اليوم
اعلم أخي المسلمأنه لا يشرع لك أي عمل لم يثبت عن رسول الله ،
ومن المخالفات التي تقع من بعضالناس في هذا اليوم:
الاكتحال، والاختضاب، والاغتسال، والتوسعة على الأهلوالعيال وكذلك صنع طعام خاص بهذا اليوم.
كل هذه الأعمال وردت فيها أحاديثموضوعة وضعيفة.
وهناك أيضاً بدع تقع من بعض الناس في هذا اليوم منها:
تخصيص هذا اليوم بدعاء معين،
وكذلك ما يعرف عند أهل البدع برقية عاشوراء،
وأيضاً ما تفعله الرافضة في هذا اليوم لا أصل له في الشرع.
كما وأن منالأمور المنكرة الاحتفال ببداية العام الهجري وتوزيع الهدايا والورود واتخاذه عيداًسنوياً.
العام الجديد ومحاسبة النفس
حريٌبالمسلم مع بداية العام الهجري الجديد أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة سريعة ومراجعةدقيقة.
وفي تلك الوقفة طريق نجاة وسبيل هداية، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعدالموت،
والفطن من ألزم نفسه طريق الخير وخطمها بخطام الشرع.
والإنسان لايخلو من حالين، فإن كان محسناً ازداد إحساناً وإن كان مقصراً ندم وتاب قال اللهتعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌمَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الحشر:18].
قال ابن كثير في تفسير هذه الآية:
(
أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحةليوم معادكم وعرضكم على ربكم ).
وقد أجمل ابن قيم الجوزية طريقة محاسبةالنفس وكيفيتها فقال:
(
جماع ذلك أن يحاسب نفسه أولاً على الفرائض، فإن تذكرفيها نقصاً تداركه، إما بقضاء أو إصلاح،
ثم يحاسب نفسه على المناهي فإن عرف أنهارتكب منها شيئاً تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية،
ثم يحاسب نفسهعلى الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله ).
فبادر أخي المسلم مع فجر هذا العام الجديد
بالتوبة والإقبالعلى الله فإن صحائفك أمامك بيضاء لم يكتب بعد فيها شيء.
فالله الله أن تسودهابالذنوب والمعاصي.
وحاسب نفسك قبل أن تحاسب وأكثر من ذكر الله عز وجلوالاستغفار واحرص علي رفقة صالحة تدلك على الخير.
جعل الله هذا العام عام خيرعلى الإسلام والمسلمين وأطال أعمارنا ومد آجالنا في حسن طاعته
والبعد عن معصيته
وجعلنا ممن يتبوأ من الجنة غرفاً تجرى من تحتها الأنهار.
وصلى الله علىنبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.