المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حرقة المعدة.. مرض مزمن قابل للعلاج


نهرالعسل
24/05/2005, 01:45 AM
يعاني العديد من الاشخاص من الشعور بالحموضة او حرقة المعدة، التي تحدث لفترات قصيرة عدة مرات في اليوم، وهذه يمكن اعتبارها ظاهرة طبيعية في بعض الاحيان، ولكن ان تكررت أو ترافقت باضطرابات اخرى لابد من استشارة الطبيب للتأكد من السبب ومعالجتها بالشكل الامثل، فقد تكون ناجمة عما يعرف بالارتجاع المعدي المريئي الذي يحدث بسبب التهاب المريء، وهو مرض شائع، فقد اثبتت الدراسات انه يصيب 3 في المئة الى 4 في المئة من الاشخاص عامة.

وحوالي 14 في المئة منهم مرة في الاسبوع و15 في المئة وهو من الامراض المزمنة التي تتميز بتكرار الاعراض لفترات مختلفة حيث يشتكي حوالي 7 في المئة من الاشخاص بشكل يومي.مرة واحدة بالشهر. اما المرأة الحامل فهي تتعرض يوميا للحموضة بنسبة قد تصل الى 79 في المئة.

ينتج هذا المرض بسبب حدوث اضطرابات في الآلية المضادة للارتجاع، اهمها الارتخاء في الصمام السفلي للمريء والذي عادة ما يحدث مؤقتاً مما يسمح لمحتويات المعدة بالرجوع الى المريء خاصة اثناء النوم، او ارتفاع ضغط البطن (حالة الحمل مثلا) بالاضافة الى نقص في وظيفة الموجات التشنجية للمريء ما يؤدي الى عدم عودة السائل الحمضي المرتد الى المعدة مرة اخرى وبالتالي بقاؤه لمدة اطول بالمريء، وينتج عنه التهاب الغشاء المخاطي للمريء.

وهناك اسباب اخرى للمرض مثل فتق الحجاب الحاجز او خلل في افراغ المعدة. كذلك ربما تنتج الاعراض عن تناول بعض العقاقير مثل اقراص منع الحمل، الوزن الزائد، الامساك المزمن، التدخين، تناول الكحوليات والانحناء او الاضطجاع بعد الاكل، او بسبب ارتداء الاحزمة الضيقة او تناول بعض المأكولات مثل الدهنيات والقهوة والشوكولاته والنعناع.


المظاهر السريرية

تختلف أعراض المرض من شخص لآخر، فالشكوى التقليدية هي الحرقة، وهي حرقة تتوسط الصدر حيث تبدأ من أسفله وتتجه الى الحلق أو ربما بين الكتفين، وتظهر عادة بعد الأكل، ويمكن ان تتحسن الحالة ببعض مضادات الحموضة أو شرب الحليب. كذلك هناك بعض المرضى قد تكون شكواهم هي زيادة كمية اللعاب بالفم أو رجوع الأكل والسائل الحامض الى الفم أو التجشؤ.

وهناك بعض الأعراض غير النمطية، والتي تأخذ شكل أعراض قلبية أوتنفسية أو التهاب بالحنجرة، وقد تظهر كآلام بالصدر مما يماثل الألم الناتج عن تضيق شرايين القلب. كذلك ربما يشتكي المريض من سعال ليلي وتضيّق بالتنفس خلال النوم، ربو مع تكرار الأزمات خلال الليل وصعوبة علاجها، التهاب الحنجرة مع بحة وتغيّر في الصوت، ألم بالأذنين، وجع بالمعدة مع تخمة، غثيان وتقيؤ. وهناك بعض الأعراض الناتجة عن حدوث مضاعفات مثل نقص الوزن أو تأخر النمو عند الطفل أو عن حدوث آفات بالمريء مثل صعوبة البلع أو نزف مريئي على شكل قيء دموي أو ظهور دم داكن بالبراز او فقر دم.

التشخيص

عندما تكون الأعراض نمطية وسن المريض أقل من خمسين سنة، يتم تشخيص المرض من خلال الفحص السريري فقط. اما اذا كان سن المريض يتجاوز الخمسين، أو حدثت بعض المضاعفات كالنزف الهضمي او نقص الوزن او لم يستجب المريض للعلاج فيجب القيام بالفحوصات. وأهمها هو التنظير الداخلي للمريء حيث يمكن ان يظهر التهابات أو وجود قرحة أو تضيّق بالمريء أو تغيرات في خلايا النسيج المخاطي المريئي وهو ما يسمى «مريء بارمي» الذي قد يكون مقدمة لسرطان المريء.

وقد يكون التنظير طبيعياً في 50 في المئة من الحالات رغم وجود أعراض وفي هذه الحالة يتم قياس نسبة الحموضة في المريء على 24 ساعة. ويمكن القيام بهذا الفحص أيضاً في الحالات الغير نمطية او عند عدم التحسن رغم العلاج. ومن الفحوصات أيضا قياس ضغط الصمام السفلي للمريء وتقييم الوظائف العضلية للمريء في الحالات المصحوبة بخلل في العضلات المريئية كجزء من مرض عام مثل تصلب الجلد «سكليرودرميا».

وفي بعض الحالات نقوم باختبارات دوائية نعتمد فيها على اعطاء الأدوية المضادة للافراز المعدي الحامض مثل مثبطات مضخات البروتون مع مراقبة تطور الأعراض.


العلاج

يعتمد علاج الارتجاع على الأدوية المضادة للافرازات الحمضية المعدية (وأهمها مثبطات مضخات البروتون) او الجراحة أو العلاج بالمنظار في حالة حدوث مضاعفات بالمريء. وقد تساعد بعض الوسائل الوقائية في العلاج مثل تخفيف الوزن في حالة زيادته، رفع مقدمة السرير بحوالي 15 سم، تجنب بعض الأطعمة مثل الدهون والشوكولا والوجبات الدسمة والتدخين، ويلعب حليب الأم دوراً أساسيا في وقاية الاطفال الرضع من الارتجاع.

اما وصف العلاج فانه يختلف من شخص لآخر حسب سنه، ونوع الاعراض التي يعاني منها، وظهور انتكاسات عند وقف الدواء، ووجود التهابات ومضاعفات في المريء


__________________