المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آيه وتفسير


الرميصاء
18/12/2011, 04:56 PM
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً ، فله الحمد أنا جعلنا مسلمين ، وله

الحمد أن أكرمنا بقراءة كلامه ، اللهم لك الحمد يا الله أن جعلت القرآن بِلغتنا حيث يسهل فهمها ..

ولك الحمد أن جعلت القرآن هداية للناس ، ونبراساً يضيء لنا الطريق وصلي اللهم وسلم على

نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..



ف السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


أيها الأحبة من إخوة / وأخوات .. من أحب الله وصدق في حبه وجدته من أحرص الناس على فهم القرآن

وتدبره ، كيف لا وهو كلام الله ! قال تعالى : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى

النُّورِ "، لذا حري بنا أن نفهم معانيه ونكرر قراءة تفسيره فكلام ربنا لا يستطيع فهمه إلا الربانين


من أهل العلم الذين صدقوا واخلصوا وتركوا الدنيا رغبة في الآخرة فأكرمهم الفتاح بفتح من عنده

حتى فهموه ، فالقرآن منهج وقد قال أحد أهل العلم عن القرآن :


وقد أودع الله فيه علم كل شىء ، ففيه الأحكام والشرائع ، والأمثال والحكم ، والمواعظ والتأريخ ،

والقصص ونظام الأفلاك ، فما ترك شيئا من الأمور إلا وبينها ، وما أغفل من نظام في الحياة إلا

أوضحه ..


لذلك سيكون هذا الموضوع (( آية وتفسير )) .. فكل عضو

أحب الله وكلامه سيفيد نفسه وغيره بوضع آية أثرت

فيه سواء أكانت تفسيراً أو تدبر أو تفسير سورةً بكاملها .. وأحياناً تكون قرآءة التفسير
كاملاً عليك شاقة ، لذا هنا سنضع الآيات وما يدريكم لعلنا نختم القرآن في هذا
الموضوع ، ولن يجدي ولن ينفع إلا بتفاعلكم ..


ومن أراد أن يضع تفسير آية ( صوتية أو مرئية ) فلا بأس شريطة أن الا يزيد المقطع عن 5 1 دقيقة ..


إليكم موقع يعينك لتفسير آيات القرآن الكريم :



http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002 (http://quran.muslim-web.com/sura.htm?aya=002)





معاني كلمات القرآن الكريم :



http://www.sattarsite.com/qword.asp (http://www.sattarsite.com/qword.asp)



***********************



أرجو من الجميع عدم الإكتفاء بكلمة الشكر ، كي يكون الموضوع متسلسل ومنظم ، كما أنني

أذكر نفسي وإياكم بالتفسير الصحيح وأخذها من المواقع التي تثقون بها كي لا ندخل

في محذور شرعي ..





إني داعية فأمنوا :


اللهم أجعل القرآن ربيع قلوبنا ونور أبصارنا وجلا ءهمنا وطريقنا الذى نمشى عليه اللهم آمين ياله

وفق من كتب معنا وأثراه ونشره وقرأه وكتبه اللهم آمي واسألك ياكريم أن تجعل هذا الموضوع

بميزان من اقترح علي كتابه علمه ربي ولم يعلم به غيره سبحانه ..




وأختم بقول الله :



(( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا )

الفكره منقوله من أحد المنتديات

آميــر الكـونـ
18/12/2011, 05:03 PM
جزاكِ ربي خير الجزاء أختي الغالية الرميصاء
فكرة ممتازة وموضوع رائع ومفيد
لكي مني خالص الدعاء
ولي عودة هنا
آمير الكونــ

الرميصاء
18/12/2011, 05:16 PM
جزاك الله خير أمير الكون

الرميصاء
18/12/2011, 05:19 PM
اكثر آية أثرت فيني..

{ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ }



أي: هل جزاء من أحسن في عبادة الخالق ونفع عبيده، إلا أن يحسن إليه بالثواب الجزيل، والفوز الكبير، والنعيم المقيم، والعيش السليم، فهاتان الجنتان العاليتان للمقربين.

الرميصاء
19/12/2011, 10:28 PM
]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ[/size]

أَخْبَرَنَا تَعَالَى أَنَّهُ يَبْتَلِي عِبَاده : أَيْ يَخْتَبِرهُمْ وَيَمْتَحِنهُمْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " وَلَنَبْلُوَنَّكُم حَتَّى نَعْلَم الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُو أَخْبَاركُمْ " فَتَارَة بِالسَّرَّاءِ وَتَارَة بِالضَّرَّاءِ مِنْ خَوْفٍ وَجُوعٍ كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَأَذَاقَهَا اللَّه لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف" فَإِنَّ الْجَائِع وَالْخَائِف كُلّ مِنْهُمَا يَظْهَر ذَلِكَ عَلَيْهِ وَلِهَذَا قَالَ لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف وَقَالَ هَاهُنَا " بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْف وَالْجُوع " أَيْ بِقَلِيلٍ مِنْ ذَلِكَ " وَنَقْص مِنْ الْأَمْوَال " أَيْ ذَهَاب بَعْضهَا " وَالْأَنْفُس " كَمَوْتِ الْأَصْحَاب وَالْأَقَارِب وَالْأَحْبَاب " وَالثَّمَرَات " أَيْ لَا تُغِلّ الْحَدَائِق وَالْمَزَارِع كَعَادَتِهَا قَالَ بَعْض السَّلَف : فَكَانَتْ بَعْض النَّخِيل لَا تُثْمِر غَيْر وَاحِدَة وَكُلّ هَذَا وَأَمْثَاله مِمَّا يَخْتَبِر اللَّه بِهِ عِبَاده فَمَنْ صَبَرَ أَثَابَهُ وَمَنْ قَنَطَ أَحَلَّ بِهِ عِقَابه وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ" وَقَدْ حَكَى بَعْض الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ الْمُرَاد مِنْ الْخَوْف هَاهُنَا خَوْف اللَّه وَبِالْجُوعِ صِيَام رَمَضَان وَبِنَقْصِ الْأَمْوَال الزَّكَاة وَالْأَنْفُس الْأَمْرَاض وَالثَّمَرَات الْأَوْلَاد وَفِي هَذَا نَظَرٌ وَاَللَّه أَعْلَم .

لؤلؤة زهران
19/12/2011, 11:08 PM
الرميصاء
جزاك الله كل خير اختي الغاليه
وجعل ماتقدمين في موازين حسناتك

الرميصاء
21/12/2011, 01:43 AM
تسلمين أختي لؤلؤه شرفني مرورك

الرميصاء
21/12/2011, 12:44 PM
قال تعالى (كذب قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد)
الأوتاد :قيل أنها أهرامات مصر الآن. لأنها كالاوتاد في الارض . وقيل أنها أوتاد كان يعذب بها فرعون زوجته آسيا بنت مزاحم

الرميصاء
25/12/2011, 02:42 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1)

سورة الفاتحة سميت هذه السورة بالفاتحة; لأنه يفتتح بها القرآن العظيم, وتسمى المثاني; لأنها تقرأ في كل ركعة, ولها أسماء أخر. أبتدئ قراءة القرآن باسم الله مستعينا به, (اللهِ) علم على الرب -تبارك وتعالى- المعبود بحق دون سواه, وهو أخص أسماء الله تعالى, ولا يسمى به غيره سبحانه. (الرَّحْمَنِ) ذي الرحمة العامة الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ) بالمؤمنين, وهما اسمان من أسمائه تعالى، يتضمنان إثبات صفة الرحمة لله تعالى كما يليق بجلاله.

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)

(الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ) الثناء على الله بصفاته التي كلُّها أوصاف كمال, وبنعمه الظاهرة والباطنة، الدينية والدنيوية، وفي ضمنه أَمْرٌ لعباده أن يحمدوه, فهو المستحق له وحده, وهو سبحانه المنشئ للخلق, القائم بأمورهم, المربي لجميع خلقه بنعمه, ولأوليائه بالإيمان والعمل الصالح.

الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3)

(الرَّحْمَنِ) الذي وسعت رحمته جميع الخلق, (الرَّحِيمِ), بالمؤمنين, وهما اسمان من أسماء الله تعالى.

مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

وهو سبحانه وحده مالك يوم القيامة, وهو يوم الجزاء على الأعمال. وفي قراءة المسلم لهذه الآية في كل ركعة من صلواته تذكير له باليوم الآخر, وحثٌّ له على الاستعداد بالعمل الصالح, والكف عن المعاصي والسيئات.

إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)

إنا نخصك وحدك بالعبادة, ونستعين بك وحدك في جميع أمورنا, فالأمر كله بيدك, لا يملك منه أحد مثقال ذرة. وفي هذه الآية دليل على أن العبد لا يجوز له أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة كالدعاء والاستغاثة والذبح والطواف إلا لله وحده, وفيها شفاء القلوب من داء التعلق بغير اله, ومن أمراض الرياء والعجب, والكبرياء.

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

دُلَّنا, وأرشدنا, ووفقنا إلى الطريق المستقيم, وثبتنا عليه حتى نلقاك, وهو الإسلام، الذي هو الطريق الواضح الموصل إلى رضوان الله وإلى جنته, الذي دلّ عليه خاتم رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم, فلا سبيل إلى سعادة العبد إلا بالاستقامة عليه.

صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)

طريق الذين أنعمت عليهم من النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين, فهم أهل الهداية والاستقامة, ولا تجعلنا ممن سلك طريق المغضوب عليهم, الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به, وهم اليهود, ومن كان على شاكلتهم, والضالين, وهم الذين لم يهتدوا, فضلوا الطريق, وهم النصارى, ومن اتبع سنتهم. وفي هذا الدعاء شفاء لقلب المسلم من مرض الجحود والجهل والضلال, ودلالة على أن أعظم نعمة على الإطلاق هي نعمة الإسلام, فمن كان أعرف للحق وأتبع له, كان أولى بالصراط المستقيم, ولا ريب أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم أولى الناس بذلك بعد الأنبياء عليهم السلام, فدلت الآية على فضلهم, وعظيم منزلتهم, رضي الله عنهم. ويستحب للقارئ أن يقول في الصلاة بعد قراءة الفاتحة: (آمين), ومعناها: اللهم استجب, وليست آية من سورة الفاتحة باتفاق العلماء; ولهذا أجمعوا على عدم كتابتها في المصاحف.

الرميصاء
25/12/2011, 05:55 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)

أرأيت حال ذلك الذي يكذِّب بالبعث والجزاء؟

فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2)

فذلك الذي يدفع اليتيم بعنف وشدة عن حقه؛ لقساوة قلبه.

وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (3)

ولا يحضُّ غيره على إطعام المسكين, فكيف له أن يطعمه بنفسه؟

فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)

فعذاب شديد للمصلين الذين هم عن صلاتهم لاهون, لا يقيمونها على وجهها, ولا يؤدونها في وقتها.

الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6)

الذين هم يتظاهرون بأعمال الخير مراءاة للناس.

وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (7)
ويمنعون إعارة ما لا تضر إعارته من الآنية وغيرها, فلا هم أحسنوا عبادة ربهم, ولا هم أحسنوا إلى خلقه

الرميصاء
27/12/2011, 06:17 PM
{الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلاَ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ} أي الذين يتعاملون بالربا ويمتصون دماء الناس لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إِلا كما يقوم المصروع من جنونه، يتعثر ويقع ولا يستطيع أن يمشي سوياً، يقومون مخبلين كالمصروعين تلك سيماهم يعرفون بها عند الموقف هتكاً لهم وفضيحة {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا} أي ذلك التخبط والتعثر بسبب استحلالهم ما حرّمه الله، وقولهم: الربا كالبيع فلماذا يكون حراماً؟ قال تعالى ردّاً عليهم {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا} أي أحل الله البيع لما فيه من تبادل المنافع، وحرّم الربا لما فيه من الضرر الفادح بالفرد والمجتمع، لأن فيه زيادة مقتطعةً من جهد المدين ولحمه .

{فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ} أي من بلغه نهيُ الله عن الربا فانتهى عن التعامل به فله ما مضى قبل التحريم {وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ} أي أمره موكول إِلى الله إِن شاء عفا عنه وإِن شاء عاقبه {وَمَنْ عَادَ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} أي ومن عاد إِلى التعامل بالربا واستحله بعد تحريم الله له فهو من المخلدين في نار جهنم .

الرميصاء
27/12/2011, 06:22 PM
ورد في سورة القصص قوله تعالى : (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء )

( تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء ) ما أجمله من وصف ! فهي من شدة حيائها لم تمش على قدميها بل( على حيائها) الحياء في الكلمة والنظرة والحركة بالنسبة للمرأة خصوصا هو لحاؤها الذي لاتزدهر أغصان الورد بدونه ..

الرميصاء
30/12/2011, 05:46 PM
وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2)
أقسم الله بالدهر على أن بني آدم لفي هلكة ونقصان. ولا يجوز للعبد أن يقسم إلا بالله, فإن القسم بغير الله شرك.
إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)
إلا الذين آمنوا بالله وعملوا عملا صالحًا, وأوصى بعضهم بعضًا بالاستمساك بالحق, والعمل بطاعة الله, والصبر على ذلك.

الرميصاء
30/12/2011, 05:48 PM
وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (1)
شر وهلاك لكل مغتاب للناس, طعان فيهم.
الَّذِي جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ (2)
الذي كان همُّه جمع المال وتعداده.
يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3)
يظن أنه ضَمِنَ لنفسه بهذا المال الذي جمعه, الخلود في الدنيا والإفلات من الحساب.
كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)
ليس الأمر كما ظن, ليُطرحنَّ في النار التي تهشم كل ما يُلْقى فيها.
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)
وما أدراك -أيها الرسول- ما حقيقة النار؟
نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7)
إنها نار الله الموقدة التي من شدتها تنفُذ من الأجسام إلى القلوب.
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9)
إنها عليهم مطبَقة في سلاسل وأغلال مطوَّلة؛ لئلا يخرجوا منها.

زهراني كح
30/12/2011, 09:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى:

" مَآ أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَآ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَآ ءاتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ".

[ الحديد 22-23 ].





تفسير الآيات للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله رحمة واسعة:

{ مآ أصاب من مصيبة في الأَرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأهآ إن ذلك على الله يسير } يعني جميع المصائب التي تصيب الإنسان في الأرض أو في نفسه قد كتبت من قبل. والمصيبة في الأرض كالجدب، وقلة الأمطار، وغور المياه وصعوبة منالها، وربما يقال أيضاً الفتن والحروب وغيرها { ولا في أنفسكم } أي: في نفس الإنسان ذاته من مرض، أو فقد حبيب، أو فقد مال، أو نحو ذلك، حتى الشوكة يشاكها { إلا في كتاب }، هذا الكتاب هو اللوح المحفوظ، كتب الله فيه مقادير كل شئ، لما خلق الله سبحانه وتعالى القلم قال له: اكتب قال: ربي وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة (49) . سبحان الله ما أعظم هذا اللوح الذي يسع كل شئ إلى يوم القيامة، ولكن ليس هذا بغريب على قدرة الله عز وجل، لأن أمر الله تعالى إذا أراد شيئاً، يقول له: كن. فيكون، ولقد كان الإنسان يتعجب من قبل ولكن لا يستبعد أن يكتب في هذا اللوح مقادير كل شئ، فقد ظهر الآن من صنع الآدمي قطعة صغيرة يسجل فيها آلاف الكلمات وهي عبارة عن لوحة صغيرة كالقرص تسجل فيها آلاف الكلمات، وقد يسجل فيها جميع كتب الحديث المؤلفة، أو جميع التفاسير، أو جميع كتب الفقهاء وهي من صنع الآدمي، فكيف بصنع من يقول للشئ كن فيكون، ولما قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة. كتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، فالمصائب التي تصيب الناس هي في أمر سابق، ولهذا قال: { إلا في كتاب من قبل أن نبرأهآ }، وقوله: { نبرأهآ } قيل: إنها تعود على المصيبة، وقيل: على الأرض، وقيل: على النفس، وقيل: على الجميع، والصحيح أنها على الجميع، أي من قبل أن نبرأ كل هذه الأشياء، أي: أن نخلقها، وذلك لأن الله كتب مقادير كل شئ قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، { إن ذلك على الله يسير } يعني إن كتابة هذه المصائب يسير على الله - عز وجل - لأنه قال للقلم اكتب فكتب وهذا يسير، كلمة واحدة حصل بها كل شئ { إن ذلك على الله يسير }، كل شئ فهو يسير على الله، لأن الأمر كلمة واحدة كن فيكون، أرأيتم الخلائق يوم القيامة تبعث بكلمة واحدة، قال الله عز وجل: { إن كانت إلا صيحةً واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } وقال عز وجل: { فإنما هي زجرة واحدة } أي: على وجه الأرض خرجوا من القبور، هذا يسير، ولما قال زكريا لله عز وجل حين بشره بالولد قال: { قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم أكن بدعآئك رب شقياً } يعني من الكبر { وقد بلغت من الكبر عتياً } قال الله عز وجل: { كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئاً } فالله عز وجل لا يعجزه شئ، ولا يستعصي عنه شئ، ولا يتأخر عن أمره الكوني شئ، { لكيلا تأسوا على ما فاتك } أي: أخبرناكم بأن كل مصيبة تقع فهي في كتاب، { لكيلا تأسوا } اللام للتعليل، وكي بمعنى أن، أي: لأن لا تأسوا، ومعنى تأسوا تندمواعلى ما فاتكم مما تحبون { ولا تفرحوا بما آتاكم } أي: لا تفرحوا فرح بطر واستغناء عن الله بما آتاكم من فضله، فإذا علمت أن الشئ مكتوب من قبل فلا تندم على ما فات لأنه مكتوب، والمكتوب لابد أن يقع، ولا تفرح فرح بطر واستغناء إذا آتاك الله الفضل، لأنه من الله مكتوب من قبل، فكن متوسطاً لا تندم على ما مضى، ولا تفرح فرح بطر واستغناء بما آتاك الله من فضله، لأنه من الله، وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ». القوي في إيمانه وليس القوي في بدنه، وأصحاب الرياضة يجعلون هذا عنواناً: « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف » ويقول: المراد بالمؤمن القوي في بدنه. وهذا غلط، ( المؤمن القوي ) هنا وصف يعود إلى ما سبقه وهو الإيمان، « المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير »، وهذا يسميه البلاغيون الاحتراس، بمعنى أنه قد يظن الظان أن الضعيف لا خير فيه، قال: « وفي كل خير » ثم قال: « احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شئ فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان » والإنسان إذا علم أن كل شئ مقدر ولابد أن يقع رضي بما وقع، وعلم أنه لا يمكن رفع ما وقع أبداً، ولهذا يقال: دوام الحال من المحال، وتغيير الحال - بمعنى رفع الشئ بعد وقوعه - من المحال، { والله لا يحب كل مختال فخور }، مختال في فعله، فخور في قوله، ومن الاختيال في الفعل أن يجر ثوبه، أو مشلحه، أو عباءته، أو غير ذلك مما يدل على الخيلاء، حتى وإن لبس ثوباً وإن لم يكن نازلاً لكنه يعد خيلاء فهو خيلاء، الفخور هو المعجب بنفسه الذي يقول: فعلت وفعلت وفعلت، يفخر به على الناس، لأنك مادمت فاعلاً الشئ تريد ثواب الله فلا حاجة أن تفخر به على الناس، بل اشكر الله عليه، وحدِّث به على أنه من نعمة الله عليك.



- فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

منقول

شموخ الجنوب
30/12/2011, 11:56 PM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

صمت الرعد
31/12/2011, 12:05 AM
موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
الله يعطيك العافية

آميــر الكـونـ
31/12/2011, 12:39 AM
جزاك ربي خير الجزاء أخي زهراني كح
سورة الحديد سورة عظيمة وفيها آيات تقطع نياط القلوب
وهذه الآية عظيمة قد أحسنت الأختيار وفقك الله
جعلها الله في ميزان حسناتك يوم القيامة يارب

الرميصاء
31/12/2011, 01:34 AM
جزاك الله خير

الرميصاء
02/01/2012, 12:34 AM
لما كان بقية الإخوه غير راضين عن صنيع أبيهم
يعقوب وتقريبه لأبنه يوسف عليهما الصلاة والسلام
ذكروا فيما أخبر الله جل وعلا عنهم :(إن أبانا لفي ضلال مبين)
لم يقصدوا بالضلال ماهو ضد الإمان ،لآن ذلك كفر وإنما القصد أن أباهم لا يحسن أمور الدنيا لتقريبه يوسف وإبعاده لهم وهم له الأنفع في نظرهم
فليتنبه المسلم لذلك ,

فنانه تشكيليه
02/01/2012, 12:48 AM
يعطيك العافيه ولو اخوت يوسف قصدو الضلال في الدين لكفرو به ولكن الضلال في امور الدنيا لكي مني كل الاحترام

الرميصاء
04/01/2012, 06:26 PM
((لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ))، "لا" للنفي، وقد سبق أن الإتيان بها لنكتة مليحة، هي أن الحالف يريد أن يبين ويؤكد المطلب غير حالف مع الإيماء إلى الحلف، كما تقول: "لا أقسم بحياتك إلا أن الأمر كذا،" تريد أن لا تحلف به - لأمر - مع الإلماع إلى الحلف ليحصل فائدة التأكيد.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
2
((وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)) وهي النفس اليقظة التي تلوم صاحبها على التقصير في خدمة الله سبحانه - وإن كان الإنسان في أرقى درجات الطاعة، وقيل أن جهة نفي القسم أن الكفار لم يكونوا يقرون بالمقسمين، فكأنه قيل لا أحلف بهما لأنكم لا تقرون بذلك.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
3
((أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ))، أي يظن ((أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ)) بعد الموت لأن يحشر؟ والمعنى أنه لا قيامة ولا معاد...
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
4
وقد كان زعم الإنسان بعد الجمع من جهة حسبانه أنه تعالى غير قادر على ذلك، ولذا جاء السياق لدفع هذا الزعم الباطل يقوله: ((بَلَى)) نجمع عظامه، فإنا نكون ((قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ))، أي رؤوس أصابعه، وهذا في غاية القدرة، لأن خطوط أصابع الناس يختلف بعضها مع بعض وإن كان البشر عشرات الآلاف من الملايين، ومن يقدر على صنع وإعادة أدق أجزاء الإنسان قادرا على إعادة غير ذلك من سائر أجزائه، قالوا: وأعجب ما في الإنسان أربعة: اختلاف الأصوات والوجوه وخطوط البنان وذبذبات الخطوط حتى أن إنسانين لو خطا كان من المستحيل عادة أن يتساوى خطهما، وإنما يعرف الاختلاف بالمجاهر والآلات الحديثة.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
5
إن الإنسان لا بكفر بالمعاد لأنه ينكر في قلبه قدرة الله سبحانه على البعث ((بَلْ)) إنما ينكر لأنه ((يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ))، أي يعصي ((أَمَامَهُ))، أي في مستقبل عمره، وحيث أن الاعتراف بالآخرة يمنع عن فجوره ينكر حتى يكون الطريق مفتوحاً لفجوره، وإذ <وإذا؟؟> خُوِّفَ من الآخرة أنكرها ليسكت المنكر له.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
6
فـ((يَسْأَلُ)) سؤال منكر ((أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ))؟ أي متى يكون؟ بمعنى أنه لا يكون وإلا فأين هو؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
7
ثم يأتي السياق ليبين وقت القيامة، ((فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ))، أي شخص عند معاينة الأهوال أو تلقب البرق أو خرج منه البرق، فإن الإنسان لدى الاصطدام يخرج من عينه البرق.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
8
((وَخَسَفَ الْقَمَرُ))، أي ذهب نوره فظهر جرماً كمداً بلا نور.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
9
((وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)) بأن يختل نظامها الفلكي فيرى كل واحد منهما بجنب الآخر.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
10
((يَقُولُ الْإِنسَانُ)) المكذب بيوم القيامة: ((يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم ((أَيْنَ الْمَفَرُّ))، أي إلى أين يمكن الفرار من هذه الأهوال؟ وهذا استفهام للإنكار والتحسر بأنه لا يمكن الفرار.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
11
((كَلَّا)) فإنه لا يمكن الفرار، ((لَا وَزَرَ)) وهو ما يتحصن به الإنسان من جبل ونحوه، أي لا ملجأ للفرار والهرب.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
12
((إِلَى)) حساب ((رَبِّكَ)) أيها الإنسان ((يَوْمَئِذٍ))، أي في هذا اليوم ((الْمُسْتَقَرُّ))، أي المنتهى، فالصالحون إلى جنته والطالحون إلى ناره.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
13
((يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ))، أي يخبر الإنسان، والمخبر هو الله سبحانه بواسطة الأنبياء والشهداء ((يَوْمَئِذٍ))، أي يوم القيامة ((بِمَا قَدَّمَ)) إلى الآخرة في حياته من الأعمال الصالحة ((وَ)) ما((أَخَّرَ))، كما لو وقف ومات فجرت الصدقة بعد مماته، وإنما يخبر بذلك للجزاء والثواب أو النكال، فإن المحسن أو المجرم يقرأ أولاً ما عمل ثم يجازى.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
14
ومهما اعتذر الإنسان بشتى الأعذار فإنه مما لا يقبل منه، ((بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ)) وما عمل في الدنيا ((بَصِيرَةٌ))، التاء للمبالغة، أي كامل العلم والعرفان، أو تاء التأنيث، أي حجة بصيرية، فإن الأعضاء تشهد بما صدر منه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
15
((وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ))، أي ولو اعتذر لم ينفعه عذره، أو يعلم ما صنع وإن اعتذر في ظاهر لفظه، فإن الإلقاء بمعنى الإعطاء، كما يقال فلان ألقى بحجته، و"معاذيره" جمع معذرة أو معذار.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
16
ثم يأتي السياق لتوجيه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في كيفية تحمل القرآن إذا ما يوحى إليه، ولعل المناسبة: الربط بين أحوال القيامة وبين العمل الذي يوجه إليه القرآن. قال ابن العباس: "كان النبي إذا نزل عليه القرآن عجل بتحريك لسانه لحبه إياه وحرصه على أخذه وضبطه مخافة أن ينساه." ونحوه نقل عن سعيد بن جبير، أقول: ولعل هذا العمل كان منه (صلى الله عليه وآله وسلم) أثناء هذه السورة، ولذا جاء هذا التوجيه في الأثناء. ((لَا تُحَرِّكْ)) يا رسول الله ((بِهِ))، أي بالقرآن ((لِسَانَكَ)) بأن تقرأه كلمة بمجرد قراءة جبرائيل قبل أن يتم الوحي ((لِتَعْجَلَ بِهِ))، أي لتأخذه على عجلة مخافة أن تنساه.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
17
((إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ)): أن نجمعه ونؤلفه ((وَقُرْآنَهُ))، أي أن نقرأه عليك.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
18
((فَإِذَا قَرَأْنَاهُ)) وذلك بقراءة جبرائيل لك ((فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ))، أي قراءته.
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
19
((ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ))، أي إيضاحه وتفسيره في مجملاته ومتشابهاته، فعلينا الجمع والقراءة والبيان، وعليك الرسالة والتبليغ، وفي الحقيقة الأمر من المدهشات لولا الرسالة، فإنه كيف يتسنى للشخص أن يحفظ هذا المقدار الكبير من الكلام بدون تكرار في القراءة عن كتاب؟ ألا ترى أن أبلغ الخطباء وأذكرهم إذا صعد المنبر وقرأ مقدار صفحتين وكان عرفه <عرضه؟؟> على حفظه لم يتمكن من قراءته مرة ثانية كما قرأه أولاً؟ لكن وعد الله سبحانه للرسول بقوله: (فلا تنسى) هو الذي أوجب حفظه بمجرد قراءة جبرائيل، ولو كان الرسول غير صادق في دعواه - كما زعم الكفار - كيف تسنى له هذا الحفظ المدهش؟
تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان
سورة القيامة
20
ثم رجع السياق إلى الكلام السابق بقوله: ((كَلَّا)) لا تتدبرون القرآن، ولا تتفكرون في المعاد، "إرادة لأن تفجروا أمامكم،" ((بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ))، أي الدنيا الحاضرة.

حسن القرشي
04/01/2012, 08:26 PM
جزاك الله كل خير ويعطيك العافيه لاعدمناك

الرميصاء
05/01/2012, 01:32 AM
جزاك الله خير ومشكور على تواجدك

جنون أنثى
05/01/2012, 02:15 AM
الرميصاء
جزاك الله كل خير اختي الغاليه
وجعل ماتقدمين في موازين حسناتك
http://up.arab-x.com/Dec11/m1B13720.jpg (http://up.arab-x.com/)

عاشق القصيد
05/01/2012, 02:44 AM
جزاك الله خير الجزاء وجعله في ميزان حسناتك
ونسأله الله الثبات وحسن الخاتمه
سبحانك لا الله لا انت اني كنت من الظالمين

الرميصاء
06/01/2012, 12:21 AM
جزاك الله خير
مرورك شرف لي

احمد العفيفي
12/01/2012, 06:39 PM
جزاكم الله حير على هذا الطرح المفيد

الرميصاء
12/01/2012, 07:16 PM
احمد العفيفي بارك الله فيك

الرميصاء
12/01/2012, 07:22 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)
تكاثر خير الله وبرُّه على جميع خلقه, الذي بيده مُلك الدنيا والآخرة وسلطانهما, نافذ فيهما أمره وقضاؤه, وهو على كل شيء قدير. ويستفاد من الآية ثبوت صفة اليد لله سبحانه وتعالى على ما يليق بجلاله.
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2)
الذي خلق الموت والحياة؛ ليختبركم - أيها الناس-: أيكم خيرٌ عملا وأخلصه؟ وهو العزيز الذي لا يعجزه شيء, الغفور لمن تاب من عباده. وفي الآية ترغيب في فعل الطاعات, وزجر عن اقتراف المعاصي.
الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3)
الذي خلق سبع سموات متناسقة, بعضها فوق بعض, ما ترى في خلق الرحمن- أيها الناظر- من اختلاف ولا تباين, فأعد النظر إلى السماء: هل ترى فيها مِن شقوق أو صدوع؟
ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4)
ثم أعد النظر مرة بعد مرة, يرجع إليك البصر ذليلا صاغرًا عن أن يرى نقصًا, وهو متعب كليل.
وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)
ولقد زيَّنا السماء القريبة التي تراها العيون بنجوم عظيمة مضيئة, وجعلناها شهبًا محرقة لمسترقي السمع من الشياطين, وأعتدنا لهم في الآخرة عذاب النار الموقدة يقاسون حرها.
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6)
وللكافرين بخالقهم عذاب جهنم, وساء المرجع لهم جهنم.
إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ (7)
إذا طُرح هؤلاء الكافرون في جهنم سمعوا لها صوتًا شديدًا منكرًا, وهي تغلي غليانًا شديدًا.
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنْ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
تكاد جهنم تتمزق مِن شدة غضبها على الكفار, كلما طُرح فيها جماعة من الناس سألهم الموكلون بأمرها على سبيل التوبيخ: ألم يأتكم في الدنيا رسول يحذركم هذا العذاب الذي أنتم فيه؟
قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9)
أجابوهم قائلين: بلى قد جاءنا رسول مِن عند الله وحذَّرنا, فكذَّبناه, وقلنا فيما جاء به من الآيات: ما نزَّل الله على أحد من البشر شيئًا, ما أنتم - أيها الرسل- إلا في ذهاب بعيد عن الحق.
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)
وقالوا معترفين: لو كنا نسمع سماع مَن يطلب الحق, أو نفكر فيما نُدْعى إليه, ما كنا في عداد أهل النار.
فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)
فاعترفوا بتكذيبهم وكفرهم الذي استحقوا به عذاب النار, فبعدًا لأهل النار عن رحمة الله.
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
إن الذين يخافون ربهم, فيعبدونه, ولا يعصونه وهم غائبون عن أعين الناس, ويخشون العذاب في الآخرة قبل معاينته, لهم عفو من الله عن ذنوبهم, وثواب عظيم وهو الجنة.

وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13)
وأخفوا قولكم- أيها الناس- في أي أمر من أموركم أو أعلنوه, فهما عند الله سواء, إنه سبحانه عليم بمضمرات الصدور, فكيف تخفى عليه أقوالكم وأعمالكم؟
أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
ألا يعلم ربُّ العالمين خَلْقه وشؤونهم، وهو الذي خَلَقهم وأتقن خَلْقَهُمْ وأحسنه؟ وهو اللطيف بعباده, الخبير بهم وبأعمالهم.
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها, فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها, وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء. وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب, وفيها دلالة على أن الله هو الإله الحق وحده لا شريك له، وعلى قدرته, والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا.
أَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)
هل أمنتم- يا كفار "مكة"- الله الذي فوق السماء أن يخسف بكم الأرض, فإذا هي تضطرب بكم حتى تهلكوا؟ هل أمنتم الله الذي فوق السماء أن يرسل عليكم ريحا ترجمكم بالحجارة الصغيرة, فستعلمون- أيها الكافرون- كيف تحذيري لكم إذا عاينتم العذاب؟ ولا ينفعكم العلم حين ذلك. وفي الآية إثبات العلو لله تعالى, كما يليق بجلاله سبحانه.
وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18)
ولقد كذَّب الذين كانوا قبل كفار "مكة" كقوم نوح وعاد وثمود رسلهم, فكيف كان إنكاري عليهم, وتغييري ما بهم من نعمة بإنزال العذاب بهم وإهلاكهم؟
أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَكُمْ يَنصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنْ الْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ (20) أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21)
أغَفَل هؤلاء الكافرون, ولم ينظروا إلى الطير فوقهم, باسطات أجنحتها عند طيرانها في الهواء, ويضممنها إلى جُنوبها أحيانًا؟ ما يحفظها من الوقوع عند ذلك إلا الرحمن. إنه بكل شيء بصير لا يُرى في خلقه نقص ولا تفاوت. بل مَن هذا الذي هو في زعمكم- أيها الكافرون- حزب لكم ينصركم من غير الرحمن, إن أراد بكم سوءًا؟ ما الكافرون في زعمهم هذا إلا في خداع وضلال من الشيطان. بل مَن هذا الرازق المزعوم الذي يرزقكم إن أمسك الله رزقه ومنعه عنكم؟ بل استمر الكافرون في طغيانهم وضلالهم في معاندة واستكبار ونفور عن الحق, لا يسمعون له, ولا يتبعونه.
أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22)
أفمن يمشي منكَّسًا على وجهه لا يدري أين يسلك ولا كيف يذهب, أشد استقامة على الطريق وأهدى, أم مَن يمشي مستويًا منتصب القمة سالمًا على طريق واضح لا اعوجاج فيه؟ وهذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن.
قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)
قل لهم -أيها الرسول-: الله هو الذي أوجدكم من العدم, وجعل لكم السمع لتسمعوا به, والأبصار لتبصروا بها, والقلوب لتعقلوا بها, قليلا- أيها الكافرون- ما تؤدون شكر هذه النعم لربكم الذي أنعم بها عليكم. قل لهم: الله هو الذي خلقكم ونشركم في الأرض, وإليه وحده تُجمعون بعد هذا التفرق للحساب والجزاء.
وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26)
ويقول الكافرون: متى يتحقق هذا الوعد بالحشر يا محمد؟ أخبرونا بزمانه أيها المؤمنون, إن كنتم صادقين فيما تدَّعون, قل -أيها الرسول- لهؤلاء: إن العلم بوقت قيام الساعة اختصَّ الله به, وإنما أنا نذير لكم أخوِّفكم عاقبة كفركم, وأبيِّن لكم ما أمرني الله ببيانه غاية البيان.
فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)
فلما رأى الكفار عذاب الله قريبًا منهم وعاينوه، ظهرت الذلة والكآبة على وجوههم، وقيل توبيخًا لهم: هذا الذي كنتم تطلبون تعجيله في الدنيا.
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي اللَّهُ وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء الكافرين: أخبروني إن أماتني الله ومَن معي من المؤمنين كما تتمنون، أو رحمنا فأخَّر آجالنا، وعافانا مِن عذابه، فمَن هذا الذي يحميكم، ويمنعكم من عذاب أليم موجع؟
قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (29)
قل: الله هو الرحمن صدَّقنا به وعملنا بشرعه، وأطعناه، وعليه وحده اعتمدنا في كل أمورنا، فستعلمون- أيها الكافرون- إذا نزل العذاب: أيُّ الفريقين منا ومنكم في بُعْدٍ واضح عن صراط الله المستقيم؟
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)
قل -أيها الرسول- لهؤلاء المشركين: أخبروني إن صار ماؤكم الذي تشربون منه ذاهبًا في الأرض لا تصلون إليه بوسيلة، فمَن غير الله يجيئكم بماء جارٍ على وجه الأرض ظاهر للعيون؟

الرميصاء
13/01/2012, 03:51 PM
بسم اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
يس (1)
(يس) سبق الكلام على الحروف المقطَّعة في أول سورة البقرة (http://www.s3udy.net/tafseer/2.htm#1). (http://www.s3udy.net/tafseer/2.htm#الم (1))
وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)
يقسم الله تعالى بالقرآن المحكم بما فيه من الأحكام والحكم والحجج, إنك -أيها الرسول- لمن المرسلين بوحي الله إلى عباده, على طريق مستقيم معتدل, وهو الإسلام.
تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5)
هذا القرآن تنزيل العزيز في انتقامه من أهل الكفر والمعاصي, الرحيم بمن تاب من عباده وعمل صالحًا.
لِتُنذِرَ قَوْماً مَا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6)
أنزلناه عليك -أيها الرسول- لتحذر به قومًا لم يُنْذَرْ آباؤهم من قبلك, وهم العرب, فهؤلاء القوم ساهون عن الإيمان والاستقامة على العمل الصالح. وكل أمة ينقطع عنها الإنذار تقع في الغفلة, وفي هذا دليل على وجوب الدعوة والتذكير على العلماء بالله وشرعه; لإيقاظ المسلمين من غفلتهم.
لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (7)
لقد وجب العذاب على أكثر هؤلاء الكافرين, بعد أن عُرِض عليهم الحق فرفضوه, فهم لا يصدقون بالله ولا برسوله, ولا يعملون بشرعه.
إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8)
إنا جعلنا هؤلاء الكفار الذين عُرض عليهم الحق فردُّوه, وأصرُّوا على الكفر وعدم الإيمان, كمن جُعِل في أعناقهم أغلال, فجمعت أيديهم مع أعناقهم تحت أذقانهم, فاضطروا إلى رفع رؤوسهم إلى السماء, فهم مغلولون عن كل خير, لا يبصرون الحق ولا يهتدون إليه.
وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (9)
وجعلنا من أمام الكافرين سدًّا ومن ورائهم سدًّا, فهم بمنزلة من سُدَّ طريقه من بين يديه ومن خلفه, فأعمينا أبصارهم; بسبب كفرهم واستكبارهم, فهم لا يبصرون رشدًا, ولا يهتدون. وكل من قابل دعوة الإسلام بالإعراض والعناد, فهو حقيق بهذا العقاب.
وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (10)
يستوي عند هؤلاء الكفار المعاندين تحذيرك لهم -أيها الرسول- وعدم تحذيرك, فهم لا يصدِّقون ولا يعملون.
إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11)
إنما ينفع تحذيرك مَن آمن بالقرآن, واتبع ما فيه من أحكام الله, وخاف الرحمن, حيث لا يراه أحد إلا الله, فبشِّره بمغفرة من الله لذنوبه, وثواب منه في الآخرة على أعماله الصالحة, وهو دخوله الجنة.
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12)
إنا نحن نحيي الأموات جميعًا ببعثهم يوم القيامة, ونكتب ما عملوا من الخير والشر, وآثارهم التي كانوا سببًا فيها في حياتهم وبعد مماتهم من خير, كالولد الصالح, والعلم النافع, والصدقة الجارية, ومن شر, كالشرك والعصيان, وكلَّ شيء أحصيناه في كتاب واضح هو أمُّ الكتب, وإليه مرجعها, وهو اللوح المحفوظ. فعلى العاقل محاسبة نفسه; ليكون قدوة في الخير في حياته وبعد مماته.
وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14)
واضرب -أيها الرسول- لمشركي قومك الرادِّين لدعوتك مثلا يعتبرون به, وهو قصة أهل القرية, حين ذهب إليهم المرسلون, إذ أرسلنا إليهم رسولين لدعوتهم إلى الإيمان بالله وترك عبادة غيره, فكذَّب أهل القرية الرسولين, فعزَّزناهما وقويناهما برسول ثالث, فقال الثلاثة لأهل القرية: إنا إليكم -أيها القوم- مرسلون.
قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15)
قال أهل القرية للمرسلين: ما أنتم إلا أناس مثلنا، وما أنزل الرحمن شيئًا من الوحي, وما أنتم -أيها الرسل- إلا تكذبون.
قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (17)
قال المرسلون مؤكدين: ربُّنا الذي أرسلنا يعلم إنا إليكم لمرسلون, وما علينا إلا تبليغ الرسالة بوضوح, ولا نملك هدايتكم, فالهداية بيد الله وحده.
قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18)
قال أهل القرية: إنا تَشَاءَمْنا بكم, لئن لم تكُفُّوا عن دعوتكم لنا لنقتلنكم رميًا بالحجارة, وليصيبنكم منَّا عذاب أليم موجع.
قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)
قال المرسلون: شؤمكم وأعمالكم من الشرك والشر معكم ومردودة عليكم, أإن وُعظتم بما فيه خيركم تشاءمتم وتوعدتمونا بالرجم والتعذيب؟ بل أنتم قوم عادتكم الإسراف في العصيان والتكذيب.
وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21)
وجاء من مكان بعيد في المدينة رجل مسرع (وذلك حين علم أن أهل القرية هَمُّوا بقتل الرسل أو تعذيبهم), قال: يا قوم اتبعوا المرسلين إليكم من الله, اتبعوا الذين لا يطلبون منكم أموالا على إبلاغ الرسالة, وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده. وفي هذا بيان فضل مَن سعى إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وَمَا لِي لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22)
وأيُّ شيء يمنعني مِن أن أعبد الله الذي خلقني, وإليه تصيرون جميعًا؟
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِي الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلا يُنقِذُونِ (23) إِنِّي إِذاً لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25)
أأعبد من دون الله آلهة أخرى لا تملك من الأمر شيئًا, إن يردني الرحمن بسوء فهذه الآلهة لا تملك دفع ذلك ولا منعه, ولا تستطيع إنقاذي مما أنا فيه؟ إني إن فعلت ذلك لفي خطأ واضح ظاهر. إني آمنت بربكم فاستمعوا إلى ما قُلْته لكم, وأطيعوني بالإيمان. فلما قال ذلك وثب إليه قومه وقتلوه, فأدخله الله الجنة.
قِيلَ ادْخُلْ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26)
قيل له بعد قتله: ادخل الجنة, إكرامًا له.
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُكْرَمِينَ (27)
قال وهو في النعيم والكرامة: يا ليت قومي يعلمون بغفران ربي لي وإكرامه إياي; بسبب إيماني بالله وصبري على طاعته, واتباع رسله حتى قُتِلت, فيؤمنوا بالله فيدخلوا الجنة مثلي.

الرميصاء
04/03/2012, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {34} البقرة

صدق الله العظيم


واذكر -أيها الرسول- للناس تكريم الله لآدم حين قال سبحانه للملائكة: اسجدوا لآدم إكرامًا له وإظهارًا لفضله, فأطاعوا جميعًا إلا إبليس امتنع عن السجود تكبرًا وحسدًا, فصار من الجاحدين بالله, العاصين لأمره.

==============
(و) اذكر (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) سجود تحيةٍ بالانحناء (فسجدوا إلا إبليس) هو أبو الجن كان بين الملائكة (أبى) امتنع عن السجود (واستكبر) تكبّر عنه وقال : أنا خير منه (وكان من الكافرين) في علم الله

الرميصاء
04/03/2012, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم



{ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ } .البقرة 158


صدق الله العظيم




إن الصفا والمروة- وهما جبلان صغيران قرب الكعبة من جهة الشرق- من معالم دين الله الظاهرة التي تعبَّد الله عباده بالسعي بينهما. فمَن قصد الكعبة حاجًّا أو معتمرًا, فلا إثم عليه ولا حرج في أن يسعى بينهما, بل يجب عليه ذلك, ومن فعل الطاعات طواعية من نفسه مخلصًا بها لله تعالى, فإن الله تعالى شاكر يثيب على القليل بالكثير, عليم بأعمال عباده فلا بضيعها, ولا يبخس أحدًا مثقال ذرة.


=============================
(إن الصفا والمروة) جبلان بمكة (من شعائر الله) أعلام دينه جمع شعيرة (فمن حج البيت أو اعتمر) أي تلبس بالحج أو العمرة ، وأصلهما القصد والزيارة (فلا جناح عليه) إثم عليه (أن يطَّوف) فيه إدغام التاء في الأصل في الطاء (بهما) بأن يسعى بينهما سبعا ، نزلت لما كره المسلمون ذلك لأن أهل الجاهلية كانوا يطوفون بهما وعليهما صنمان يمسحونهما ، وعن ابن عباس أن السعي غير فرض لما أفاده رفع الإثم من التخيير وقال الشافعي وغيره ركن ، وبين صلى الله عليه وسلم فريضته بقوله "إن الله كتب عليكم السعي" رواه البيهقي وغيره وقال "ابدؤوا بما بدأ الله به" يعني الصفا. رواه مسلم (ومن تطوع) وفي قراءة بالتحتية وتشديد الطاء مجزوما وفيه إدغام التاء فيها{يطَّوعْ} (خيرا) أي بخير ، أي عمل ما لم يجب عليه من طواف وغيره (فإن الله شاكر) لعمله بالإثابة عليه (عليم) به

الرميصاء
04/03/2012, 09:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


{ إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ } سورة يوسف آيه 4

صدق الله العظيم






اذكر -أيها الرسول- لقومك قول يوسف لأبيه: إني رأيت في المنام أحد عشر كوكبًا, والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين. فكانت هذه الرؤيا بشرى لِمَا وصل إليه يوسف عليه السلام من علوِّ المنزلة في الدنيا والآخرة.

اذكر (إذ قال يوسف لأبيه) يعقوب (يا أبت) بالكسر دلالة على ألف محذوفة قلبت عن الياء (إني رأيت) في المنام (أحد عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم) تأكيد (لي ساجدين) جمع بالياء والنون للوصف بالسجود الذي هو من صفات العقلاء

الرميصاء
09/03/2012, 06:12 PM
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (1)
هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطَّعة في أوائل السور فيها إشارة إلى إعجاز القرآن; فقد وقع به تحدي المشركين, فعجزوا عن معارضته, وهو مركَّب من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب. فدَلَّ عجز العرب عن الإتيان بمثله -مع أنهم أفصح الناس- على أن القرآن وحي من الله.
ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)
ذلك القرآن هو الكتاب العظيم الذي لا شَكَّ أنه من عند الله, فلا يصح أن يرتاب فيه أحد لوضوحه, ينتفع به المتقون بالعلم النافع والعمل الصالح وهم الذين يخافون الله, ويتبعون أحكامه.
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3)
وهم الذين يُصَدِّقون بالغيب الذي لا تدركه حواسُّهم ولا عقولهم وحدها; لأنه لا يُعْرف إلا بوحي الله إلى رسله, مثل الإيمان بالملائكة, والجنة, والنار, وغير ذلك مما أخبر الله به أو أخبر به رسوله، (والإيمان: كلمة جامعة للإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وتصديق الإقرار بالقول والعمل بالقلب واللسان والجوارح) وهم مع تصديقهم بالغيب يحافظون على أداء الصلاة في مواقيتها أداءً صحيحًا وَفْق ما شرع الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم, ومما أعطيناهم من المال يخرجون صدقة أموالهم الواجبة والمستحبة.
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)
والذين يُصَدِّقون بما أُنزل إليك أيها الرسول من القرآن, وبما أنزل إليك من الحكمة, وهي السنة, وبكل ما أُنزل مِن قبلك على الرسل من كتب, كالتوراة والإنجيل وغيرهما, ويُصَدِّقون بدار الحياة بعد الموت وما فيها من الحساب والجزاء، تصديقا بقلوبهم يظهر على ألسنتهم وجوارحهم وخص يوم الآخرة; لأن الإيمان به من أعظم البواعث على فعل الطاعات, واجتناب المحرمات, ومحاسبة النفس.
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (5)
أصحاب هذه الصفات يسيرون على نور من ربهم وبتوفيق مِن خالقهم وهاديهم, وهم الفائزون الذين أدركوا ما طلبوا, ونَجَوا من شرِّ ما منه هربوا.

الرميصاء
09/03/2012, 06:15 PM
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ ءأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (6)
إن الذين جحدوا ما أُنزل إليك من ربك استكبارًا وطغيانًا, لن يقع منهم الإيمان, سواء أخوَّفتهم وحذرتهم من عذاب الله, أم تركت ذلك؛ لإصرارهم على باطلهم.
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)
طبع الله على قلوب هؤلاء وعلى سمعهم, وجعل على أبصارهم غطاء; بسبب كفرهم وعنادهم مِن بعد ما تبيَّن لهم الحق, فلم يوفقهم للهدى, ولهم عذاب شديد في نار جهنم.
وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)
ومن الناس فريق يتردد متحيِّرًا بين المؤمنين والكافرين, وهم المنافقون الذين يقولون بألسنتهم: صدَّقْنَا بالله وباليوم الآخر, وهم في باطنهم كاذبون لم يؤمنوا.
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9)
يعتقدون بجهلهم أنهم يخادعون الله والذين آمنوا بإظهارهم الإيمان وإضمارهم الكفر, وما يخدعون إلا أنفسهم; لأن عاقبة خداعهم تعود عليهم. ومِن فرط جهلهم لا يُحِسُّون بذلك; لفساد قلوبهم.
فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10)
في قلوبهم شكٌّ وفساد فابْتُلوا بالمعاصي الموجبة لعقوبتهم, فزادهم الله شكًا, ولهم عقوبة موجعة بسبب كذبهم ونفاقهم.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)
وإذا نُصحوا ليكفُّوا عن الإفساد في الأرض بالكفر والمعاصي, وإفشاء أسرار المؤمنين, وموالاة الكافرين, قالوا كذبًا وجدالا إنما نحن أهل الإصلاح.
أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12)
إنَّ هذا الذي يفعلونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد, لكنهم بسبب جهلهم وعنادهم لا يُحِسُّون.
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ (13)
وإذا قيل للمنافقين: آمِنُوا -مثل إيمان الصحابة، وهو الإيمان بالقلب واللسان والجوارح-, جادَلوا وقالوا: أَنُصَدِّق مثل تصديق ضعاف العقل والرأي, فنكون نحن وهم في السَّفَهِ سواء؟ فردَّ الله عليهم بأن السَّفَهَ مقصور عليهم, وهم لا يعلمون أن ما هم فيه هو الضلال والخسران.
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14)
هؤلاء المنافقون إذا قابلوا المؤمنين قالوا: صدَّقنا بالإسلام مثلكم, وإذا انصرفوا وذهبوا إلى زعمائهم الكفرة المتمردين على الله أكَّدوا لهم أنهم على ملة الكفر لم يتركوها, وإنما كانوا يَسْتَخِفُّون بالمؤمنين, ويسخرون منهم.
اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15)
الله يستهزئ بهم ويُمهلهم; ليزدادوا ضلالا وحَيْرة وترددًا, ويجازيهم على استهزائهم بالمؤمنين.
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (16)
أولئك المنافقون باعوا أنفسهم في صفقة خاسرة, فأخذوا الكفر, وتركوا الإيمان, فما كسبوا شيئًا, بل خَسِروا الهداية. وهذا هو الخسران المبين.

إْلــــً/ــــم
10/03/2012, 08:09 PM
أللــه يجزـآك خير ع التنوير
وهذ1 والله مأنفتقر لـه فـ حيـآتنـآ وفـ ألمنتديـآت وغيرهـ

ألله يكثر لنـآ من أمثـآلك ي الرميصـآء ولايحرمك ألأجر

الرميصاء
11/03/2012, 03:30 PM
آآآآآآمين أخي آلم
وأياك
شرفني مرورك

صمت الرعد
11/03/2012, 10:45 PM
اللهم حقق لها ما تتمنى
آآآمييين

جنون أنثى
11/03/2012, 10:47 PM
جزاكم الله خير

عاشق القصيد
12/03/2012, 02:31 AM
اسال الله ان يجعله في ميزان حسناتك

الرميصاء
21/03/2012, 12:08 AM
جزاك الله خير

الرميصاء
11/04/2012, 03:14 PM
قال تعالى:(( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ماقنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد))
التفسير: ذكر الله تعالى هنا ((الولي الحميد))
ليبين المناسبه , الولي لا يضيع أولياءه
ولهذا من الدعاء في الإستسقاء أن يقول المرء :
ياولي ياحميد

روحي بسوريا
30/07/2012, 07:59 AM
أختي الرميصاء جزاك الله خيراً ونفع بك وزادك من فضلهوردة

الرميصاء
02/09/2012, 12:47 AM
آآآآمين وأياك

الرميصاء
02/09/2012, 12:49 AM
نص الآية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A9)

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/69/Ra_bracket.png/12px-Ra_bracket.png اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/e/e3/Aya-255.png/20px-Aya-255.png http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/18/La_bracket.png/12px-La_bracket.png[1] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3% D9%8A#cite_note-0) سورة البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9), الآية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A9) 255.
[عدل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9 %83%D8%B1%D8%B3%D9%8A&action=edit&section=2)]فضلها

قال النبي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A) محمد صلى الله عليه وسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF_%D8%B5%D9%84%D9%89_%D8%A7 %D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D9%88 %D8%B3%D9%84%D9%85): " أفضل القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) سورة البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9)، وأعظم آية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9) فيه آية الكرسي، وإن الشيطان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B7%D8%A7%D9%86) ليفرّ من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9) "[2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3% D9%8A#cite_note-1).
روي عن علي بن أبي طالب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%84%D9%8A_%D8%A8%D9%86_%D8%A3%D8%A8%D9%8A _%D8%B7%D8%A7%D9%84%D8%A8) عن النبي صلى الله عليه وسلم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D8%B5%D9%84%D9%89_ %D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_ %D9%88%D8%B3%D9%84%D9%85): " من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%A9) مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%86%D8%A9) إلا الموت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%AA)، ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه أمنه الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85)) على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله ".
وقال عليه السلام: " سيد البشر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B4%D8%B1) آدم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D8%AF%D9%85)، وسيد العرب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8) محمد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF) ولا فخر، وسيد الفرس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D8%B3_(%D9%82%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9 )) سلمان (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%A7%D8%B1%D8%B3%D9%8A)، وسيد الروم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88%D9%85) صهيب (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%87%D9%8A%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%88% D9%85%D9%8A)، وسيد الحبشة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%B4%D8%A9) بلال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A8%D9%86_%D8%B1%D8%A8 %D8%A7%D8%AD)، وسيد الجبال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D9%84) الطور (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%88%D8%B1)، وسيد الأيام يوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D9%85) الجمعة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%85%D8%B9%D8%A9)، وسيد الكلام القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86)، وسيد القرآن (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86) البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9)، وسيد البقرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82% D8%B1%D8%A9) آية الكرسي ".
وقال: " ما قرئت هذه الآية في دار إلا هجرتها الشياطين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D9%8A%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D9%86) ثلاثين يوماً، ولا يدخلها ساحر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AD%D8%B1) ولا ساحرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D8%AD%D8%B1) أربعين ليلة ".
وقال: " من قرأ آية الكرسي عند منامه بعث إليه ملك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%A6%D9%83%D8%A9) يحرسه حتى يصبح ".
وقال: " من قرأ هاتين الآيتين حين يمسي حفظ بهما حتى يصبح، وإن قرأهما حين يصبح حفظ بهما حتى يمسي: آية الكرسي وأول «حم المؤمن» إلى { إِلَيْهِ المصير } ".
[عدل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9 %83%D8%B1%D8%B3%D9%8A&action=edit&section=3)]تفسيرها

{ القيوم }: الدائم القيام بتدبير الخلق وحفظه.
{ سِنَةٌ }: نعاس وهو ما يتقدم النوم من الفتور.
{ وَلاَ نَوْمٌ }: عن المفضل : السنة ثقل في الرأس ، والنعاس في العين ، والنوم في القلب وهو تأكيد للقيوم، لأن من جاز عليه ذلك استحال أن يكون قيوماً
{ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السموات والأرض }: أي علمه ومنه الكراسة لتضمنها العلم والكراسي العلماء ، وسمي العلم كرسياً تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم وهو كقوله تعالى : {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَىْء رَّحْمَةً وَعِلْماً }[3] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3% D9%8A#cite_note-2) سورة غافر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%BA%D8%A7%D9%81%D8%B1) , الآية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%8A%D8%A9) 7. أو ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك أو عرشه كذا عن الحسن، أو هو سرير دون العرش في الحديث " ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بفلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة " أو قدرته بدليل قوله { وَلاَ يَئُودُهُ } ولا يثقله ولا يشق عليه {حِفْظُهُمَا } حفظ السموات والأرض[4] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3% D9%8A#cite_note-3).
الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85)) هو الذى يستحق أن يُعبد دون سواه، وهو الباقي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%82%D9%8A) القائم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85) على شؤون خلقه دائماً، الذي لا يغفل أبداً، فلا يصيبه فتور ولا نوم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D9%88%D9%85) ولا ما يشبه ذلك لأنه لا يتصف بالنقص في شيء، وهو المختص بملك السموات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1) والأرض (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6) لا يشاركه في ذلك أحد، وبهذا لا يستطيع أى مخلوق كان أن يشفع لأحد إلا بإذن الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85))، وهو محيط بكل شيء عالم بما كان وما سيكون، ولا يستطيع أحد أن يدرك شيئاً من علم الله (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87_(%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7 %D9%85)) إلا ما أراد أن يعلم به من يرتضيه، وسلطانه واسع يشمل السموات (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1) والأرض (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%B6)، ولا يصعب عليه تدبير ذلك لأنه المتعالي (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D8% A7%D9%84%D9%8A&action=edit&redlink=1) عن النقص والعجز، العظيم بجلاله وسلطانه[5] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A2%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3% D9%8A#cite_note-4).

لؤلؤة زهران
02/09/2012, 06:30 AM
اختي الفاضله الرميصاء
جزاك الله خير على ماقدمتي وجعله في موازين حسناتك

الرميصاء
01/02/2013, 10:10 PM
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} "النور : 39"

التفسير:


(والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة) جمع قاع أي فلاة وهي شعاع يرى فيها نصف النهار في شدة الحر يشبه الماء الجاري (يحسبه) يظنه
(الظمآن) أي العطشان
(ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا) مما حسبه كذلك الكافر يحسب أن عمله كصدقة ينفعه حتى إذا مات وقدم على ربه يجد عمله أي لم ينفعه
(ووجد الله عنده) أي عند عمله
(فوفاه حسابه) أي جازاه عليه في الدنيا
(والله سريع الحساب) أي المجازاة

حسن القرشي
01/02/2013, 10:54 PM
جعلها الله في موازين حسناتك ونفع بك وبارك فيك

الرميصاء
17/02/2013, 08:16 PM
جزاكم الله خير

أبو أنــس
17/02/2013, 11:51 PM
فكرة الموضوع ممتازة جداً بإذن الله نشارك معكم
جزاكم الله خير الجزاء

زهراني زهران
25/12/2013, 10:59 PM
يقول الله تعالى:
فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ *
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ *
وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ هل يفهم من هذا أن من دخل الجنة يخرج منها إذا شاء الله ؟ وهل نسخت هاتان الآيتان بشيء من القرآن إذ أنهما وردتا في سورة مكية؟

الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فالآيتان ليستا منسوختين بل هما محكمتان، وقوله جل وعلا: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ اختلف أهل العلم في بيان معنى ذلك، مع إجماعهم بأن نعيم أهل الجنة دائم أبدا لا ينقضي ولا يزول ولا يخرجون منها، ولهذا قال بعده سبحانه: عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ لإزالة ما قد يتوهم بعض الناس أن هناك خروجا، فهم خالدون فيها أبدا، وأن هذا العطاء غير مجذوذ أي غير مقطوع، ولهذا في الآيات الأخرى يبين هذا المعنى فيقول سبحانه: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ آمِنِينَ[1] فبين سبحانه أنهم آمنون - أي آمنون من الموت وآمنون من الخروج وآمنون من الأمراض والأحزان وكل كدر - ثم قال سبحانه وتعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ لا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ[2] فبين سبحانه أنهم فيها دائمون لا يخرجون وقال عز وجل: إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الْمَوْتَةَ الْأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ فَضْلًا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[3] فأخبر سبحانه أن أهل الجنة في مقام أمين لا يعترضهم خوف ولا زوال نعمة وأنهم آمنون أيضا، فلا خطر عليهم من موت ولا مرض ولا خروج منها ولا حزن ولا غير ذلك من المكدرات، وأنهم لا يموتون أبدا، ومعنى ذلك أن أهل الجنة يخلدون فيها أبد الآباد. وقوله: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ[4] قال بعض أهل العلم معناه: مدة بقائهم بالقبور وإن كان المؤمن في روضة من رياضها ونعيم من نعيمها، لكن ذلك ليس هو الجنة، ولكن هو شيء من الجنة، فيفتح على المؤمن في قبره باب إلى الجنة يأتيه من ريحها وطيبها ونعيمها ولينه ليس المحل الجنة بل ينقل إليها بعد ذلك إلى الجنة فوق السموات في أعلى شيء، وقال بعضهم معنى: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ[5] أي مدة مقامهم في موقف القيامة للحساب والجزاء بعد خروجهم من القبور ثم ينقلون بعد ذلك إلى الجنة. وقال بعضهم المراد جميع الأمرين مدة مقامهم في القبور ومدة مقامهم في الموقف ومرورهم على الصراط كل هذه الأوقات هم فيها ليسوا في الجنة لكن ينقلون منها إلى الجنة وقوله: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ[6] يعني إلا وقت مقامهم في القبور، وإلا وقت مقامهم في الموقف وإلا وقت مرورهم على الصراط فهم في هذه الحالة ليسوا في الجنة ولكنهم منقولون إليها، وسائرون إليها، وبهذا يعلم أن الأمر واضح ليس فيه شبهة ولا شك ولا ريب فالحمد لله.
فأهل الجنة ينعمون فيهل وخالدون أبد الآباد. لا موت ولا مرض، ولا خروج، ولا كدر، ولا حزن، ولا حيض، ولا نفاس، ولا شيء من الأذى أبدا، بل في نعيم دائم وخير دائم.
وهكذا أهل النار مخلدون فيها أبد الآباد ولا يخرجون منها ولا تخرب أيضا هي بل تبقى وهم باقون فيها وقوله: إِلا مَا شَاءَ رَبُّكَ[7] قيل مدة مقامهم في المقابر، أو مدة مقامهم في الموقف كما تقدم في أهل الجنة، وهم بعد ذلك يساقون إلى النار ويخلدون فيها أبد الآباد ونسأل الله العافية، وكما قال عز وجل في سورة البقرة: كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ[8] وقال عز وجل في سورة المائدة في حق الكفرة: يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ[9] وقال بعض السلف إن النار لها أمد ولها نهاية بعد ما يمضي عليها آلاف السنين والأحقاب الكثيرة وأنهم يموتون أو يخرجون منها وهذا قول ليس بشيء عند جمهور أهل السنة والجماعة بل هو باطل ترده الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة كما تقدم وقد استقر قول أهل السنة والجماعة إنها باقية أبد الآباد وأنهم لا يخرجون منها وأنها لا تخرب أيضا، بل هي باقية أبد الآباد في ظاهر القرآن الكريم وظاهر السنة الثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام، ومن الأدلة على ذلك مع ما تقدم قوله سبحانه في شأن النار: كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا[10]، وقوله سبحانه في سورة النبأ يخاطب أهل النار: فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلا عَذَابًا[11] نسأل الله السلامة والعافية منها ومن حال أهلها