صقر الجنوب
17/01/2012, 02:11 PM
اسطورةنساءالامازون، Amazons warrior, ، تعود بتاريخها عميقا في قلب الحضارة الاغريقية، غير ان الاكتشافات الحديثة لاتظهر فقط ان من الممكن ان يكون لها اساسا حقيقيا، وانما ايضا ان وهم ضعف المرأة هو خرافة ابتكرها الرجل لاقناع المرأة بقبول هيمنته، انتهت بإعطاء الاسطور مباركة الهية، لتثبيت صورة المرأة الضعيفة والمكسورة الجناح.
http://i299.photobucket.com/albums/mm287/doctorjim51/WarriorMaiden3.gif (http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=72224)
عندما اراد البطل الاغريقي هيركوليس (هرقل) Herakles, or Herkules, البرهنة على آهليته وقدرته كان مضطرا للخضوع لاثنى عشرة اختباراً، حسب الاسطورة. الاختبار التاسع اوصله الى معبد الاله القمر والذي لم يكن كبقية المعابد. في هذا المعبد لم يكن يوجد رجال وانما فقط نساء يرتدون ملابس الحرب، هؤلاء كانوا الامازونات. كانت مهمة هيركوليس اختطاف نطاق ملكة الامازونات هيبولتيس Hippolytes, الذي كان يملك قوة سحرية يسيطر فيها على الرجال. هرقل نجح في سرقة الحزام، بعد ان قتل الملكة وغادر المعبد تاركا الامازونيات بدون ملكة.
حسب الاسطورة الاغريقية، كانت نساء الامازون من نسل إله الحرب اريس مع ربة الصيد والقنص ارتيميس. غير ان مكان سكنهم كان على الدوام موضع خلاف. المؤرخين الاغريقين القدما مثل هوميروس وهيرودتوس كان كل منهم يملك قصته الخاصة. بعض المؤلفين ادعى ان الامازونيات كانوا يعيشون في افريقيا والبعض الاخر اشار الى ضفاف البحر الاسود او القوقاز. هيرودوتوس ، والذي يعتبر المؤرخ الاول، كان يؤكد انهم عاشوا شمال البحر الاسود في سهول اوكراينيا وروسيا وكازاخستان حالياً.
الاسطورة تصور لنا البنية الاجتماعية لقبائل الامازونات مجتمعات تقف على قمة هرمها النساء وحدهن. الرجال كانوا يعاملون كالعبيد وليس لهم اي رأي او قيامة، وغالبا كان يجري قطع احد اطرافهم من اجل ان لايفروا او حتى لايستخدموا السلاح. من اجل الحصول على اطفال كانت نساء القبيلة تزور القبائل المجاورة مرة في السنة لممارسة الجنس مع الذكور. في حال انجابهن ذكور، لقسم منهم يجري قطع احد اطرافهم والقسم الباقي إما يقتل او يرسلوهم الى آبائهم.
http://1.bp.blogspot.com/_VOmwOJFtz7I/SV5_hKZ00lI/AAAAAAAAAWU/E8w8t8cFc3A/S430/Amazons%20Vs.%20Greeks.jpg (http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=72224)
إضافة الى ذلك تروي الاسطورة ان الامازونات كانوا ومنذ الصغر يباشرون التدرب على الرماية والسباحة وركوب الخيل وفن الحرب والكر والفر. وترسم لنا صور ابداعاتهن في فنون القتال والحرب. بعض الروايات وصلت في تطرفها الى حد القول ان الامازونات كانوا يقومون بقطع الثدي الايمن من اجل تحسين القدرة لديهن على شدَ السهام الى الحد الاقصى، غير ان الاغريق رسموا صور الامازونات على اوانيهم وكانوا على الدوام يملكون زوج من الاثداء. تصوير الاواني على الاغلب هو الذي يعكس الصورة الحقيقية، لان عملية اجتثاث احد الاثداء ، في ذلك العصر، سيعرض المرأة لمخاطر التلوث والالتهابات والنزيف والموت.
لايوجد اي شك ان اسطورة نساء الامازون اصبحت جزء راسخا من ثقافة اوروبا بحيث ان نهر الامازون في البرازيل حصل على اسمه بسبب انه شاع ان احد الرحالة في مجاهل الامازون التقى بقبيلة نساءها مقاتلات.
لااحد يعلم مقدارالحقيقة في هذا الادعاء الذي انتشر على شكل شعر. بشكل عام يعتبر يتعامل الباحثون مع الاساطير على انها خيال محض، جرى ابداعهم وتأطيرهم بملحمة فنية وشعرية رائعة من اجل ان تصبح قطعة تعليمية ولحفظ الخبرات التاريخية للجماعة، او للاجابة على الاسئلة العظيمة، مثل: لماذا نحن موجودين، ولماذا نختلف عن البقية؟ ملحمة هرقل تنتمي الى الاسطورة، ولذلك يفترض ان احداثها ليست تاريخية.
ومع ذلك فإن مجموعة من اللقى الاركيولوجية تشير الى ان اسطورة نساء الامازون تملك جزء من الحقيقة. الاركيولوجيين الالمان والروس والامريكان ، والذين استغلوا في السنوات الاخيرة شمال البحر الاسود، عثروا على مقبرة تعود الى 2500 سنة ممتلئة بعظام النساء والسلاح. هذا الامر خروج عن المألوف، إذ ان القاعدة ان السلاح يمكن العثور عليه في قبور الرجال.
http://popgen.well.ox.ac.uk/eurasia/htdocs/daviskim/gold.JPG (http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=72224)
لاحقا تم العثور على 50 قبرا على رقعة تمتد بين اوكراينيا وكازاخستان، وبعضها تحتوي على رماح واجربتها وسهام وخناجر وسيوف ودروع وملابس حديدية. بعض الباحثين حاولوا تفسير الامر انه لاغراض طقوسية وان بعض اللقى في بعض القبور تشير الى ان لبعض النساء وظيفة كهنوتية. غير انه جرى العثور على رأس سهم في صدر احدى النساء، مما يشير الى انها ماتت اثناء معركة. إضافة الى ذلك نجد ان مقابض الخناجر والسيوف اصغر مما يستخدمه الرجال، الامر الذي يحسم لصالح ان الاسلحة في المقابر جرى تصميمها خصيصا للنساء. إضافة الى ذلك جرى العثور على عظام ساقين من هيكل لفتاة في عمر الثالثة عشرة كانت الساقين ملتويتان الى الخارج مما يدل على ان الفتاة ركبت الخيول في سنوات مبكرة. مجموعة الادلة تجعل الباحثين واثقين من ان النساء كانوا محاربات تحديدا.
هذه النساء تنتمي الى قبيلتين بدويتين تسميان sauromatian & sarmatian. هاتان القبيلتان كانتا تعيشان متنقلاتان في السهول ويرعون القطعان. وكلا القبيلتان ينتميان الى شعب skyter, وهو شعب من الفرسان المقاتلة ، واصله مجهول حتى الان. هؤلاء كانوا ينتشرون في سهول اسيا الوسطى في القرن 800 قبل الميلاد. لم يكن هذا الشعب يملك لغة مكتوبة وارثه الوحيد الذي خلفه لنا هو مجموعة كبيرة من المقابر المدورة تسمى كورغان. Kurgan.
المؤرخ هيرودوتوس الذي قضى جزءً كبيرا من عمره بالترحال، وصف هذا الشعب بأنه " بربري بشكل خاص ومتعطش للدماء". يذكر ، من بين اعمالهم، انهم قاموا بسلخ جلد اعدائهم وقطع رؤوسهم من اجل استخدام جماجمهم ليشربوا بها. الاكتشافات في قبور هذا الشعب تشير الى ان كتابات هيرودوتوس لربما كانت الاقرب الى وصف الواقع، بما فيه عن نساء الامازون وموقع هذا الشعب الجغرافي.
حسب الاسطورة الاغريقية قاتل نساء الامازون الى جانب ملكة طروادة عام 1180 قبل الميلاد. ملكتهم السابقة كان اسمها بنثيسيليا Penthesileia, وصادف انها قاتلت مباشرة مع اعظم ابطال الاغريق آخيل. كان قتال الملكة شجاعا وعظيما ولكنها بالطبع لن تستطيع الانتصار على افضل ابطال ذكور الاغريق. وكما هو منتظر غرز رمحه في صدرها. بعد ذلك رفع خوذتها عن وجهها ليقع على الفور في حبها ولكن بعد فات اوان انقاذها. في رواية اخرى سارع آكيل الى اغتصابها قبل ان يبرد جثمانها.
يشير الباحثين الى ان الاسطورة لها جذور في ماضي سحيق عندما كانت المراة تتمتع بسلطة عظيمة. في العصر البرونزي والعصر الحجري كان الناس يعبدون الربة الكبرى الخالقة بالولادة. كان الخلق يتساوى لديهم مع الولادة ولذلك كان الخالقة بالضرورة ربة انثى. ذلك يتطابق ايضا مع كون المراة في ذلك العصر لازالت تقف على قمة المجتمع-العائلة، والمراة هي التي كانت الشيخة والكاهنة والاكثر حظوة وممثلة الربة على الارض. مع الزمن وكبر العشيرة والتحول الى النهب والسلب بعد ان قامت بعض القبائل بمصادرة الاراضي المشاعية وتحويلها الى الزراعة، الامر الذي اضر بالقبائل المتنقلة، انتقلت وظيفة المراة الى الرجل المقاتل ليصبح ممثل الله على الارض. الصراعات الناشئة رفعت من قيمة الذكر على حساب المراة التي سقطت قيمتها القيادية. غير ان بعض القبائل المتنقلة حافظت على عاداتها القديمة، وهو الامر الذي تشهد عليه حفريات القبور ولربما الاساطير الباقية هي محاولة من الذكور لتنظيف ضميرهم وتخديره على مايفعلوه بالمراة.
تختلف العادات والتقاليد بين الشعوب..يثير بعضها الكثير من الاستغراب وعلامات الاستفهام..ولعل أكثر ماأثااار استغراب الكثيرين هم شعب نساء الأمازون..عاشوا على ضفاف نهر الامازون في امريكا الجنوبية قبل حوالي 300 سنة..تتميز مدنهم انها للنساء فقط ولا يوجد بها الا عدد محدود جدااا من الرجال..
واي رجل يتجرأ بالدخول الى المدينة بدون اذن من الملكة..يحكم عليه بالموت..ثم يقطع رأسه ويرمى في بئر الجماجم(وهو بئر ملئ بجماجم الرجاااال يدل على قوة وسطوة النساء الامازونيات)..
نشأتهم
قبل اكتشاااف أمريكا (أو العالم الجديد في ذلك الوقت)..كان سكانها من قبائل الهنود الحمر..ولم يكن لهم دين او شريعة تحكمهم..ومثلهم مثل باقي الشعوب كانت المرأة عندهم مظلومة..وكانت بنات الشيوخ يستخدموا كوسيلة للتحالف بين القبائل..فيتزوج شيخ القبيلة من ابنة الشيخ الاخر..لتصير القبيلتين قبيلة واحدة..اما باقي النساء فتباع وتشترى في الاسواااق..وكان للرجل مطلق الحرية في التعدد الغير محدود في الزوجات..فبعض الرجااال كانوا يتزوجوا 50 امرأة وأكثر..ثم تورث لأخوانه وأبناءه من بعده..وفي ظل هذه الحياة القاسية..قررت امرأة اسمها (اوكتافيا) وهي ابنة شيخ احد القبائل الهندية..ان تفعل شيئا لتغيير هذا الوضع..وضمان حياة افضل للنساء..خاصة بعد ان اجبرها والدها على الزواج من احد شيوخ القبائل المتحالفة مع قبيلتها..فقررت يوما الهرب من بيتها..كخطوة اولى..وبدأت تتجول في الغابات بدون هدف..تقابلت مصادفة من امرأة اسمها(زينا) في الغابة..وكانت زينا فارسة محاربة تشترك مع قبيلتها في الحروب..وكانت في رحلة صيد برية عندما قابلتها (اوكتافيا)..وعرضت عليها فكرتها وهي انشاء قرية مستقلة للنساء..لهم فيها الحرية في فعل مايشاءون بعيدا عن استبداد الرجل..ويكون لهم حكم مستقل..اعجبتها الفكرة وبدئوا فكرة التأسيس بارسااال رسائل سرية للنساء في القبائل يدعوهم فيها للانضمام اليهن..فتجمع لهم عدد كبير من النساء وصل للآلاف..واختاروا أن تكون اول مدينة لهم في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول اليها..وطبعااا لم تقف قبائل الهنود الحمر تتفرج..بل طلبوا من نساءهم العودة او الاستعداد للحرب..فاختار النساء الحرب..وبدأت المعارك بين الطرفين بقرب مدينة النساء..وقادت (زينا) و(اوكتافيا) جيش النساء..واستطااااعوا هزيمة جيش الهنود الحمر بعد محاصرتهم في احد الاودية واشعال النيران بهم..وبعد اقامة الاحتفالات بالنصر تم تنصيب (اوكتافيا) ملكة للامازونيات..و(زينا) قائدة للجيش الامازوني..
دولتهم
أمرت الملكة بتحصين مدينتها بالأسوار..واستطاعت ان تهزم الكثير من القبائل المجاورة واستولت على مدنهم وضمتهم لمملكتها..واسرت الكثير من الرجاااال واجبرتهم على العمل كخدم لها ولشعبها..وكانت مهمة الرجل الاسير تقتصر في الاعمال الشاقة مثل البناء وصناعة الاسلحة..وكانت لهم مهمة تلقيح اكبر عدد من نساء الامازون حتى يزداد نسلهم..ومن يرفض او يعترض يتعرض لأنواع التعذيب..ثم يقطع رأسه ويرمى في بئر الجماجم..وفي حالة كبر الرجل في السن او اصيب بمرض يحكم عليه بالاعدام..
اما المواليد الجدد..فإذا كانوا بنات يتربوا على مبادئ الشعب..واذا كانوا اولاد يتربوا للخدمة وللمهمات السابق ذكرها..وكانت تحية الرجل للمرأة الامازونية ان ينحني لها ثم يقبل قدميها ويمنع له النظر في وجهها حتى تأذن له..وطبعااا اذا لم يقم بذلك..يتعرض للسجن والتعذيب ثم قطع الرأس..
وكانت الملكة هي المتحكمة بزمام الامور وعلى جميع شعبها الطاعة في جميع قرارتها..
المستشارات وكانوا ممن يعين الملكة في ادارة شؤون البلاد..
قائدة الجيش ومهمتها تدريب البنات على فنون القتال وعلى استخدام السلاح..
السجانات ومهمتهم تعذيب الاسرى الرجااال بطرق وحشية..
المزارعات ومهمتهم الزراعة والبحث عن مصادر الغذاء..
البناءات ومهمتهم الاشراف على الابنية التي يقوم بها الاسرى الرجال..
الطباخات ومهمتهم تجهيز الطعام لكل الشعب وللاسرى..
المربيات ومهمتهم تربية الاطفال على مبادئ الشعب الامازوني..
توسعة مملكة الأمازون/
لم تكتفي الملكة أوكتافيا بمدينتها التي بنتها..بل توسعت وغزت القرى والمدن المجاورة وأدخلتهم في مملكتها..وكان ذلك بفضل قائدة جيشها زينا..التي لم تكن مجرد امرأة شجااعة..بل كانت مخططة حريية من الطراز الرفيع..واستطاعت بمهارتها العسكرية أن تؤسس جيشاً كبيراً مدرب على القتااال استطاعت به هزيمة الكثير من القبائل الهندية..فقتلت منهم الكثيرين وأسرت منهم..وأدخلت مدنهم لمملكة الامازون..
الرجال الأسرى في مملكة الأمازون/
كان الرجال الهنود أسرى حرب في مملكة الأمازون..وكانوا يسكننون في سجون ضيقة على شكل أقفاص..وكان لا يسمح لهم إلا بأكل بقايا الطعام..وكانوا لا يخرجون من أقفاصهم إلا عندما يستدعون للعمل..وكانت أعمالهم شاااقة..فكانوا يعملون بنقل المعدات الثقيلة..ويقومون بأعمال البناء وصناعة الأسلحة..وكان خلفهم جلادات يضربوهم بالسوط اذا تكاسلوا عن العمل..اضافة الى عملهم كخدم لنساء الامازون ينفذون كل مايطلب منهم..وبحكم عددهم القليل مقارنة بالنساء..امرتهم الملكة بالمبيت عند اكبر عدد من النساء في المدينة..مما اصابهم بالارهاق الشديد..واختارت الملكة لنفسها اجمل الاسرى واكثرهم حيوية وشبابا ليكونوا خدماً لها..
تعذيب الاسرى/
كان من الطبيعي ان يتذمر الاسرى من المعاملة القاسية والعمل الشاق..فحاول بعضهم الهررب..ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب تكثيف الحراسة على اسوار المدينة..واعلن بعضهم اضرابهم عن العمل..فأمرت الملكة بتعذيبهم بطرقف وحشية منهاا.
>جلدهم بالسوط في ظهورهم..
>حرق جلودهم واعضاءهم بالحديد المحمى بالنار..
>غرس الدبابيس والغرز في شفاههم وتحت اظافرهم..
>طلي جلودهم بالعسل لتعريضهم للدغ الحشرات..
>اجبارهم على الاستحمام بالماء المغلي..
محاولة اغتيال الملكة/
تآمر خدم الملكة على قتلها شنقاً بعدما طلبت من احدهم المبيت عندها..فأدخل رفاقه سراً الى غرفة نوم الملكة..وهجموا عليها..فصرخت الملكة تطلب النجدة..ومن سوء حظهم كانت قائدة الجيش تطلب لقاء الملكة عندما سمعت صراخها..فهجمت مع بعض الحرس وقبضت على المتآمرين..وأمرت بصلبهم وتقطيع أيديهم وأرجلهم لينزفوا حتى الموت..ليكونوا عبرة لمن يعتبر..
الاستعمار الاوروبي/
في تلك الفترة اكتشف كريستوف كولوبوس العالم الجديد..وصارت الدول الاوروبية ترسل حملات مسلحة لاستعمار القارتين الامريكيتين..وكانت بريطانيا واسبانيا من اوائل هذه الدول..
وصول المستعمر الاسباني/
وصلت الحملة الاسبانية الى امريكا الجنوبية..وكان هدفهم بناء مستعمرات..والاستيلاء على الذهب..والثروات الطبيعية..حاول الهنود الحمر طردهم..ولكنهم فشلوا بسبب وضعهم المزري بعد هزيمتهم امام نساء الامازون..فبنى الاسبان اول مستعمراتهم..وبدئوا يفكرون بالتوسع..وعلمت ملكة الامازون بقدومهم ومايريدون فصممت على طردهم ولو بالقوة..فأصبحت المواجهة بينهما قريبة جداً...
الاستعداد لمواجهة الاسبان/
أرسلت الملكة فرقة استطلاعية لمتابعة تحركات الاسبان،ولاحظوا انهم يتفوقون عليهم في التسليح،فكان الاسبان مزودين بالمسدسات والبنادق والبارود والمدافع،اضافة الى السيوف والرماح.اجتمعت الملكة مع مستشاريها فاقترح بعضهم الاستسلام بشروط،واقترح البعض الآخر التحصن في المدينة الرئيسية التي تقع في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول اليها.ولكن قائدة الجيش زينا كانت مصرة على الحرب..واستطاعت أن تقنع الملكة بالحرب فإما النصر او الموت.
الحرب/
خرج الجيش الامازوني بقيادة زينا..فكانت أول خطوة أن أمرت باخلاء جميع المدن ونقل السكان الى المدينة الجبلية وتحصينها بالكمائن والأفخاخ..واقتربت من الحصن الاسباني..وقسمت جيشها إلى قسمين..القسم الأول يقوم بحفر نفق تحت الأرض حتى تهاجم الحصن من الاسفل..والقسم الثاني يهاجم الاسبان..فكانت تهاجم بالقسم الثاني فيضربها الاسبان بالمدافع..فتتظاهر بالهزيمة والتراجع..وكان القسم الثاني ينسحب الى مخابئ سرية تحت الارض اعدوها مسبقاٌ..فيتبعه الاسبان حتى يصلوا الى المدن الخالية من السكان..سقط الكثير من الضحايا من الجيش الامازوني..وتوقفوا عن الهجوم عن الحصن..حتى ظن الاسبان انهم انتصروا وبدئوا بالبحث عن الذهب والمعادن الثمينة..وفي هذه الاثناء اكتمل حفر النفق حتى وصل الجيش الامازوني تحت الحصن الاسباني..فهاجموا الحصن في الليل واشعلوا النيران في البيوت..حيث كان أغلب السكان نائمين ماعدا الحراس على الاسوار..فاحترق بعضهم..وحاول البعض الآخر الخروج خارج الجصن..ولكن زينا وفرقة من جيشها كانوا في انتظارهم..فاشتبكت معهم وتمكنت من قتل قائدهم..ولم ينجوا الا عدد قليل منهم هربوا الى السفينة.
الاحتفال ببطلة الأمازون/
كان شعب الامازون خائفاً وغير مطمئن بسبب طول أمد المعركة..فانتشرت اشاعة بهزيمة الجيش وهرب القائدة من ارض المعركة..فجمعتهم الملكة يوماً وقالت لهم:انتم لا تعرفون قائدة جيشنا كما أعرفها..فمنذ رأيتها للمرة الأولى في الغابة وأنا أرى في بريق عينيها تصميماً وقوة لا توجد في أقوى الر جاال..فاطمئنوا وأبشروا بالنصر..
لم يطل انتظارهم حتى عادت زينا منتصرة وقد علقت رأس قائد الأسبان في رمحها..ففرح بها الشعب الامازوني وحملوها على الأكتاف..وألبستها الملكة درعاً من الذهب وأسمتها زينا(أميرة المحاربين وقاهرة الرجال)..
ضيف جديد/
بعد هزيمتهم الأخيرة أمام الاسبان وقبلها امام الجيش الامازوني..تشردت القبائل الهندية في الغابات بحثاُ عن ملجأ آمن..فتعرضوا للكثير من المصاعب..فالحيوانات المفترسة تهاجمهم من جهة..والامازونيات يطاردوهم من جهة أخرى..فقرر بعضهم اللجوء الى الشواطئ..وتمنوا أن يأتي من ينقذهم..وفي أحد الأيام رأوا سفناً عظيمة لم يروا مثلها تحمل العلم البريطاني..كان يقودها الكونت برنارد مبعوث ملك بريطانيا..فمنذ أن وصل الى الشاطئ حتى أقام له الهنود الولائم والاحتفالات،وأعلنوا ولائهم للعرش البريطاني..أظهر الكونت تعاطفه وأوهمهم أنه لم يأتي إلا لتحريرهم واعادتهم لأراضيهم ولا يريد منهم شيئاُ بالمقابل(كما تلاحظون التاريخ يعيد نفسه نفس الكلام قااالوه الانجليز لما استعمروا بعض الدول العربية) والحقيقة لم يكن يهمه الا بناء المستعمرات والحصول على الذهب..
رسالة إلى ملكة الأمازون/
أرسل الكونت مبعوثاً الى الملكة..يطلب منها الاستسلام وتسليم كل الذهب الموجود عندها..وكان الخطاب يحمل تهديداً شديد اللهجة..فغضبت الملكة وقطعت رأس المبعوث وقالت لحرسها:أرسلوا الرأس إلى ذلك المغرور..هذا جوابي دون كلااام!!!!!!!
الهجوم المتهور/
غضب الكونت برنارد من هذا الرد..وهجم بتهور على المدينة الرئيسية..ولكن فوجئ بالكمين المعد له..وهجمت عليه زينا وجيشها..واستمات رجاله في الدفاع عنه..واستطاع بصعوبة الافلات من الحصار..والعودة الى الشاطئ..
تحالف وتخطيط/
تحالف الكونت برنارد مع شيوخ القبائل الهندية..وارسل منهم مبعوثين الى مناطق مجاورة للاستعانة بالقبائل الاخرى..وتمكن من بناء حصن صغير بالقرب من الشاطئ..وقاام بتشديد الحراسة عليه بعد ماعلم ماجرى للاسبان..
جاسوسة الانجليز/
ارسلت الملكة كعادتها فرقاً استطلاعية..وكان الكونت مستعداً لهذا الأمر فتمكن من اسر بعضهم..وحبسهم..وخيرهم بين التعاون معه بالقوة او الموت..فاختاروا الموت..فعندما امر بقتلهم..تدخل احد رجاله الخبثاء اسمه آدامز..وامر بامهالهم يوماُ واحداً..حاول آدامز استمالة الأسرى بأسلبوه الخاص..ولم يتمكن من استمالة إلا وااحدة منهم اسمها لودا..فكان حارساُ لسجنها..فبدأ يحكي لها عن الحياة المرفهة في لندن..وكيف يعيش الناس هناك..ثم بدأ بالتغزل بها وبمفاتنها بكلامه المعسول..واعترفت له انه ملت من الحرب وانها ترغب بالاستقرار..فوعدها بالزواج وأخذها لتعيش معه في لندن إذا تعاونت معهم..فوافقت!!!وفي اليوم التالي أعدم باقي الاسرى..وبقيت لودا في ضيافة آدمز أياماُ..
جهز الكونت خطة خبيثة بالتعاون مع الجاسوسة واصدقاءه الهنود لانهاء اسطورة الجيش الامازوني الذي لا يقهر.....
الهجوم المفاجئ/
أقام الكونت برنارد ومساعده آدامز..اجتماعات سرية مع عميلتهم لودا ومع حلفاءهم الهنود،للتخطيط لهزيمة نساء الأمازون.وفي هذه الأثناء قامت زينا مع فرقة صغيرة من جيشها بالتسلل للحصن الانجليزي،بهدف تحرير الأسرى ولكنها لم تجد إلا لودا فأخذتها معها وانسحبت..لم تعلم زينا أن لودا لم تعد جندية في جيشها بل عميلة للانجليز..
التخلص من قائدة الجيش/
بدأت الرسائل السرية بين لودا والانجليز عن طريق الحمام الزاجل..وكانت خطتهم الأولى التخلص من أحد الاثنين الملكة وقائدة الجيش..وقرروا البدء بقائدة الجيش بسبب تشديد الحراسة على قصر الملكة واستحالة الانفراد بها..كانت لودا تعرف مدى قوة زينا وأنها اذا فشلت فتذبحها زينا بلا تردد..فقررت وضع سم الأفاعي في طعامها..ونجحت في ذلك..ولكن الغريب أن زينا لم تتأثر..فجن جنون لودا!!!!فهي لم تكن تعرف أن زينا منذ كانت طفلة صغيرة كانت تشرب جرعات قليلة من سم الأفاعي حتى يتعود جسدها عليه ولا تأثر من لدغاتها..
الحرب الأهلية داخل مدينة الأمازون/
كان من عادة الانجليز في الحروب شراء الذمم وارسال الجواسيس وزرع الانقسامات الداخلية عند أعداءهم..وهذا مافعلوه مع نساء الأمازون..فبعد أن خرجت زينا لحماية القرى الأمازونية..قامت لودا داخل المدينة بالدعوة لخلع الملكة أوكتافيا وتنصيب زينا مكانها..فأيدها الكثير من النساء..وبدأت الحرب الأهلية وكثر القتل بين أتباع الملكة من جهة..والثوار من جهة أخرى..في هذه الأثناء هجم الانجليز والهنود الحمر على القرى الامازونية..ولم ترسل الملكة قوات الدعم لقائدة جيشها..بسبب الحروب داخل المدينة..فسقطت القرى الامازونية في ايديهم..وانسحبت زينا وماتبقى من جيشها الى المدينة الرئيسية..
الحصار والموقف البطولي/
عادت زينا إلى المدينة..ورأت ماحل بها من الدمار بسبب الحرب الاهلية..فأرادت أن تنهي الأمر..فذهبت إلى الملكة وحدها..ولما قابلتها..خلعت درعها وانحنت وأعطت سيفها للملكة وقالت:مولاتي الملكة إن كنتي تشكين في ولائي واخلاصي لك..فأدخلي سيفك في صدري..وأنا راضية إن كان هذا يرضيك ويريحك..فتأثرت الملكة من هذا الموقف ودمعت عيناها..وقالت لمن حولها:لم تكن لمملكة الأمازون أن تقوم لولا شجاعة هذه المرأة..وإني مستعدة للتنازل للعرش لها متى أرادت ذلك..
تم الصلح وعااد الأمازونيات صفاً واحداً..واستعدوا لمواجهة الحصار..ولكنهم لم يلاحظوا أن ذلك كان بسبب مؤامرة خبيثة دبرتها لودا عميلة الانجليز..
المواجهة/
تظاهرت زينا وجيشها بالهزيمة امام الانجليز والهنود..فانسحبوا الى المدينة..فتبعوهم..فخرج الشعب الأمازوني بالكامل من بيوتهم وحاصروهم..وكان رماة السهام والرماح والأحجار قد استعدوا فوق البيوت والأشجار..فوقع الانجليز والهنود في الفخ وكثر القتلى بينهم..وقتلت زينا الكثير من رجالهم ممن بارزوها..وهرب الكونت برنارد مع من تبقى من رجاااله الى احد القرى التي استولى عليها.
اعتراف/
يقول الكونت برنارد في مذكراته عن زينا(رأيت امرأة تلبس درعاً وخوذة من الذهب،لم أرى امرأة في حياتي أجمل منها ولا رجلاً أشجع منها،ولكنها كانت كالشيطان لا تقدر عليها سيوف الرجال ولا سم الأفاعي)..
خطة الملاذ الأخير/
طالت الحرب بين الانجليز والهنود وبين الامازون..ولم يحسمها احد الطرفين لصالحه..حتى بدأت المفاوضات على انهاء الحرب..بمبارزة واحدة..بين الملكة اوكتافيا والكونت برنارد..فإذا انتصرت الملكة يعود الانجليز الى بلادهم فوراً..وتقسم المدن بين الامازون والهنود الحمر..وإذا انتصر الكونت تعلن الملكة وشعبها الولاء للعرش البريطاني..اضافة لتسليمهم ماعندهم من الذهب والثروات.
الحرب خدعة/
تقررت المبارزة في مكان محايد بعيد عن الحصن الانجليزي..ومدينة الامازون..فخرجت الملكة وقائدة الجيش الى هناك..وبقيت لودا في المدينة..وبعد ان تأكدت من ابتعاد الملكة..أخرجت الأسرى الرجال من السجن..فاشتبكوا من تبقى في المدينة من الأمازونيات..وهجم الهنود الحمر على المدينة..فسقطت في ايديهم..ولم تعلم الملكة بذلك..
المبارزة/
التقى الانجليز والامازونيات في المكان المتفق عليه..فتقدمت الملكة للمبارزة..فحاول الكونت استخدام نفس اسلوب مساعده..فقال للملكة:سيدتي لا اريد ان اشهر سيفي امام هذا الوجه المشرق..فردت عليه:وانا لا اريد ان الوث سيفي بدمك القذرر..بدأت المبارزة وكادت تنتهي لصالح الملكة..ولكن حدث ماهو متوقع من الانجليز..فقد اطلق احد قناصيهم رصاصة من بندقيته استقرت بظهر الملكة..فسقطت تتخبط بدمائها..لم يمهلها الكونت كثيراً..حتى قطع رأسها بسيفه..صدم الجيش الامازوني من المنظر..وبدأ الانجليز بقصفهم بالمدافع حتى سقط الكثير من الضحايا..وهرب القليل الى المدينة..ولكن كان الهنود و لودا بانتظارهم فأكثروا فيهم القتل..وبذلك انتهت اسطورة الجيش الامازوني..
مصير العميلة والهنود وبطلة الأمازون/
انتهت مملكة الامازون..وحكم بالموت على اغلب شعبها..باستثناء من هربوا..أما الهنود الحمر فلم يفي الانجليز بوعدهم لهم..وعاملوهم كالعبيد..وقتلوا من اعترض منهم..
أما لودا فعندما اجتمعت بحبيبها آدامز تطلب منه الوفاء بوعده بالزواج وأخذها الى لندن..قال العبارة الشهيرة التي يقولها الذئاب البشرية للبنات بعد أن يحصلوا على مايريدون(لم أعد بحاجة إليك)..صدمت لودا من هذا الرد..وبدأت بالصراخ..فأسكتها آدامز للأبد برصاصة من مسدسه..
أما زينا قائدة الجيوش فقد اختفت بعد المعركة الأخيرة ولم يعثر على جثتها ولم يعرف الى اين ذهبت؟؟
اقام لها من تبقى من النساء تمثالاً من الذهب ليتذكروها به..وكانوا يأملون بعودتها لانقاذهم..ولكنها لم تعد..
في حين جاءت بقية الدول الاوروبية واقامت المستعمرات حتى صاار طردهم امراً مستحيلاً..
خاتمة/
صارت زينا اسطورة كتبت عنها الكثير من القصص والروايات الخيالية..حتى صارت مثل هرقل ملك روما وأسطورة الرجال..وانتجت هوليوود مسلسل زينا الاميرة المحاربة عام 1992 ولكن مع تحريف القصة الى قصة خيالية..تظهر فيها زينا تحارب الوحوش وغيرها من خرافات الامريكان..
وفي عام 2008 افتتحت قرية سياحية في الصين للنساء فقط .. أخذوا الفكرة من نساء الامازون ولكن اكييد من غير حروب او تعذيب للرجل..
وفي الختام اشكركم عالمتابعة الكريمة التي اثرت الموضوع..
منقول
http://i299.photobucket.com/albums/mm287/doctorjim51/WarriorMaiden3.gif (http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=72224)
عندما اراد البطل الاغريقي هيركوليس (هرقل) Herakles, or Herkules, البرهنة على آهليته وقدرته كان مضطرا للخضوع لاثنى عشرة اختباراً، حسب الاسطورة. الاختبار التاسع اوصله الى معبد الاله القمر والذي لم يكن كبقية المعابد. في هذا المعبد لم يكن يوجد رجال وانما فقط نساء يرتدون ملابس الحرب، هؤلاء كانوا الامازونات. كانت مهمة هيركوليس اختطاف نطاق ملكة الامازونات هيبولتيس Hippolytes, الذي كان يملك قوة سحرية يسيطر فيها على الرجال. هرقل نجح في سرقة الحزام، بعد ان قتل الملكة وغادر المعبد تاركا الامازونيات بدون ملكة.
حسب الاسطورة الاغريقية، كانت نساء الامازون من نسل إله الحرب اريس مع ربة الصيد والقنص ارتيميس. غير ان مكان سكنهم كان على الدوام موضع خلاف. المؤرخين الاغريقين القدما مثل هوميروس وهيرودتوس كان كل منهم يملك قصته الخاصة. بعض المؤلفين ادعى ان الامازونيات كانوا يعيشون في افريقيا والبعض الاخر اشار الى ضفاف البحر الاسود او القوقاز. هيرودوتوس ، والذي يعتبر المؤرخ الاول، كان يؤكد انهم عاشوا شمال البحر الاسود في سهول اوكراينيا وروسيا وكازاخستان حالياً.
الاسطورة تصور لنا البنية الاجتماعية لقبائل الامازونات مجتمعات تقف على قمة هرمها النساء وحدهن. الرجال كانوا يعاملون كالعبيد وليس لهم اي رأي او قيامة، وغالبا كان يجري قطع احد اطرافهم من اجل ان لايفروا او حتى لايستخدموا السلاح. من اجل الحصول على اطفال كانت نساء القبيلة تزور القبائل المجاورة مرة في السنة لممارسة الجنس مع الذكور. في حال انجابهن ذكور، لقسم منهم يجري قطع احد اطرافهم والقسم الباقي إما يقتل او يرسلوهم الى آبائهم.
http://1.bp.blogspot.com/_VOmwOJFtz7I/SV5_hKZ00lI/AAAAAAAAAWU/E8w8t8cFc3A/S430/Amazons%20Vs.%20Greeks.jpg (http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=72224)
إضافة الى ذلك تروي الاسطورة ان الامازونات كانوا ومنذ الصغر يباشرون التدرب على الرماية والسباحة وركوب الخيل وفن الحرب والكر والفر. وترسم لنا صور ابداعاتهن في فنون القتال والحرب. بعض الروايات وصلت في تطرفها الى حد القول ان الامازونات كانوا يقومون بقطع الثدي الايمن من اجل تحسين القدرة لديهن على شدَ السهام الى الحد الاقصى، غير ان الاغريق رسموا صور الامازونات على اوانيهم وكانوا على الدوام يملكون زوج من الاثداء. تصوير الاواني على الاغلب هو الذي يعكس الصورة الحقيقية، لان عملية اجتثاث احد الاثداء ، في ذلك العصر، سيعرض المرأة لمخاطر التلوث والالتهابات والنزيف والموت.
لايوجد اي شك ان اسطورة نساء الامازون اصبحت جزء راسخا من ثقافة اوروبا بحيث ان نهر الامازون في البرازيل حصل على اسمه بسبب انه شاع ان احد الرحالة في مجاهل الامازون التقى بقبيلة نساءها مقاتلات.
لااحد يعلم مقدارالحقيقة في هذا الادعاء الذي انتشر على شكل شعر. بشكل عام يعتبر يتعامل الباحثون مع الاساطير على انها خيال محض، جرى ابداعهم وتأطيرهم بملحمة فنية وشعرية رائعة من اجل ان تصبح قطعة تعليمية ولحفظ الخبرات التاريخية للجماعة، او للاجابة على الاسئلة العظيمة، مثل: لماذا نحن موجودين، ولماذا نختلف عن البقية؟ ملحمة هرقل تنتمي الى الاسطورة، ولذلك يفترض ان احداثها ليست تاريخية.
ومع ذلك فإن مجموعة من اللقى الاركيولوجية تشير الى ان اسطورة نساء الامازون تملك جزء من الحقيقة. الاركيولوجيين الالمان والروس والامريكان ، والذين استغلوا في السنوات الاخيرة شمال البحر الاسود، عثروا على مقبرة تعود الى 2500 سنة ممتلئة بعظام النساء والسلاح. هذا الامر خروج عن المألوف، إذ ان القاعدة ان السلاح يمكن العثور عليه في قبور الرجال.
http://popgen.well.ox.ac.uk/eurasia/htdocs/daviskim/gold.JPG (http://vb.we3rb.com/showthread.php?t=72224)
لاحقا تم العثور على 50 قبرا على رقعة تمتد بين اوكراينيا وكازاخستان، وبعضها تحتوي على رماح واجربتها وسهام وخناجر وسيوف ودروع وملابس حديدية. بعض الباحثين حاولوا تفسير الامر انه لاغراض طقوسية وان بعض اللقى في بعض القبور تشير الى ان لبعض النساء وظيفة كهنوتية. غير انه جرى العثور على رأس سهم في صدر احدى النساء، مما يشير الى انها ماتت اثناء معركة. إضافة الى ذلك نجد ان مقابض الخناجر والسيوف اصغر مما يستخدمه الرجال، الامر الذي يحسم لصالح ان الاسلحة في المقابر جرى تصميمها خصيصا للنساء. إضافة الى ذلك جرى العثور على عظام ساقين من هيكل لفتاة في عمر الثالثة عشرة كانت الساقين ملتويتان الى الخارج مما يدل على ان الفتاة ركبت الخيول في سنوات مبكرة. مجموعة الادلة تجعل الباحثين واثقين من ان النساء كانوا محاربات تحديدا.
هذه النساء تنتمي الى قبيلتين بدويتين تسميان sauromatian & sarmatian. هاتان القبيلتان كانتا تعيشان متنقلاتان في السهول ويرعون القطعان. وكلا القبيلتان ينتميان الى شعب skyter, وهو شعب من الفرسان المقاتلة ، واصله مجهول حتى الان. هؤلاء كانوا ينتشرون في سهول اسيا الوسطى في القرن 800 قبل الميلاد. لم يكن هذا الشعب يملك لغة مكتوبة وارثه الوحيد الذي خلفه لنا هو مجموعة كبيرة من المقابر المدورة تسمى كورغان. Kurgan.
المؤرخ هيرودوتوس الذي قضى جزءً كبيرا من عمره بالترحال، وصف هذا الشعب بأنه " بربري بشكل خاص ومتعطش للدماء". يذكر ، من بين اعمالهم، انهم قاموا بسلخ جلد اعدائهم وقطع رؤوسهم من اجل استخدام جماجمهم ليشربوا بها. الاكتشافات في قبور هذا الشعب تشير الى ان كتابات هيرودوتوس لربما كانت الاقرب الى وصف الواقع، بما فيه عن نساء الامازون وموقع هذا الشعب الجغرافي.
حسب الاسطورة الاغريقية قاتل نساء الامازون الى جانب ملكة طروادة عام 1180 قبل الميلاد. ملكتهم السابقة كان اسمها بنثيسيليا Penthesileia, وصادف انها قاتلت مباشرة مع اعظم ابطال الاغريق آخيل. كان قتال الملكة شجاعا وعظيما ولكنها بالطبع لن تستطيع الانتصار على افضل ابطال ذكور الاغريق. وكما هو منتظر غرز رمحه في صدرها. بعد ذلك رفع خوذتها عن وجهها ليقع على الفور في حبها ولكن بعد فات اوان انقاذها. في رواية اخرى سارع آكيل الى اغتصابها قبل ان يبرد جثمانها.
يشير الباحثين الى ان الاسطورة لها جذور في ماضي سحيق عندما كانت المراة تتمتع بسلطة عظيمة. في العصر البرونزي والعصر الحجري كان الناس يعبدون الربة الكبرى الخالقة بالولادة. كان الخلق يتساوى لديهم مع الولادة ولذلك كان الخالقة بالضرورة ربة انثى. ذلك يتطابق ايضا مع كون المراة في ذلك العصر لازالت تقف على قمة المجتمع-العائلة، والمراة هي التي كانت الشيخة والكاهنة والاكثر حظوة وممثلة الربة على الارض. مع الزمن وكبر العشيرة والتحول الى النهب والسلب بعد ان قامت بعض القبائل بمصادرة الاراضي المشاعية وتحويلها الى الزراعة، الامر الذي اضر بالقبائل المتنقلة، انتقلت وظيفة المراة الى الرجل المقاتل ليصبح ممثل الله على الارض. الصراعات الناشئة رفعت من قيمة الذكر على حساب المراة التي سقطت قيمتها القيادية. غير ان بعض القبائل المتنقلة حافظت على عاداتها القديمة، وهو الامر الذي تشهد عليه حفريات القبور ولربما الاساطير الباقية هي محاولة من الذكور لتنظيف ضميرهم وتخديره على مايفعلوه بالمراة.
تختلف العادات والتقاليد بين الشعوب..يثير بعضها الكثير من الاستغراب وعلامات الاستفهام..ولعل أكثر ماأثااار استغراب الكثيرين هم شعب نساء الأمازون..عاشوا على ضفاف نهر الامازون في امريكا الجنوبية قبل حوالي 300 سنة..تتميز مدنهم انها للنساء فقط ولا يوجد بها الا عدد محدود جدااا من الرجال..
واي رجل يتجرأ بالدخول الى المدينة بدون اذن من الملكة..يحكم عليه بالموت..ثم يقطع رأسه ويرمى في بئر الجماجم(وهو بئر ملئ بجماجم الرجاااال يدل على قوة وسطوة النساء الامازونيات)..
نشأتهم
قبل اكتشاااف أمريكا (أو العالم الجديد في ذلك الوقت)..كان سكانها من قبائل الهنود الحمر..ولم يكن لهم دين او شريعة تحكمهم..ومثلهم مثل باقي الشعوب كانت المرأة عندهم مظلومة..وكانت بنات الشيوخ يستخدموا كوسيلة للتحالف بين القبائل..فيتزوج شيخ القبيلة من ابنة الشيخ الاخر..لتصير القبيلتين قبيلة واحدة..اما باقي النساء فتباع وتشترى في الاسواااق..وكان للرجل مطلق الحرية في التعدد الغير محدود في الزوجات..فبعض الرجااال كانوا يتزوجوا 50 امرأة وأكثر..ثم تورث لأخوانه وأبناءه من بعده..وفي ظل هذه الحياة القاسية..قررت امرأة اسمها (اوكتافيا) وهي ابنة شيخ احد القبائل الهندية..ان تفعل شيئا لتغيير هذا الوضع..وضمان حياة افضل للنساء..خاصة بعد ان اجبرها والدها على الزواج من احد شيوخ القبائل المتحالفة مع قبيلتها..فقررت يوما الهرب من بيتها..كخطوة اولى..وبدأت تتجول في الغابات بدون هدف..تقابلت مصادفة من امرأة اسمها(زينا) في الغابة..وكانت زينا فارسة محاربة تشترك مع قبيلتها في الحروب..وكانت في رحلة صيد برية عندما قابلتها (اوكتافيا)..وعرضت عليها فكرتها وهي انشاء قرية مستقلة للنساء..لهم فيها الحرية في فعل مايشاءون بعيدا عن استبداد الرجل..ويكون لهم حكم مستقل..اعجبتها الفكرة وبدئوا فكرة التأسيس بارسااال رسائل سرية للنساء في القبائل يدعوهم فيها للانضمام اليهن..فتجمع لهم عدد كبير من النساء وصل للآلاف..واختاروا أن تكون اول مدينة لهم في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول اليها..وطبعااا لم تقف قبائل الهنود الحمر تتفرج..بل طلبوا من نساءهم العودة او الاستعداد للحرب..فاختار النساء الحرب..وبدأت المعارك بين الطرفين بقرب مدينة النساء..وقادت (زينا) و(اوكتافيا) جيش النساء..واستطااااعوا هزيمة جيش الهنود الحمر بعد محاصرتهم في احد الاودية واشعال النيران بهم..وبعد اقامة الاحتفالات بالنصر تم تنصيب (اوكتافيا) ملكة للامازونيات..و(زينا) قائدة للجيش الامازوني..
دولتهم
أمرت الملكة بتحصين مدينتها بالأسوار..واستطاعت ان تهزم الكثير من القبائل المجاورة واستولت على مدنهم وضمتهم لمملكتها..واسرت الكثير من الرجاااال واجبرتهم على العمل كخدم لها ولشعبها..وكانت مهمة الرجل الاسير تقتصر في الاعمال الشاقة مثل البناء وصناعة الاسلحة..وكانت لهم مهمة تلقيح اكبر عدد من نساء الامازون حتى يزداد نسلهم..ومن يرفض او يعترض يتعرض لأنواع التعذيب..ثم يقطع رأسه ويرمى في بئر الجماجم..وفي حالة كبر الرجل في السن او اصيب بمرض يحكم عليه بالاعدام..
اما المواليد الجدد..فإذا كانوا بنات يتربوا على مبادئ الشعب..واذا كانوا اولاد يتربوا للخدمة وللمهمات السابق ذكرها..وكانت تحية الرجل للمرأة الامازونية ان ينحني لها ثم يقبل قدميها ويمنع له النظر في وجهها حتى تأذن له..وطبعااا اذا لم يقم بذلك..يتعرض للسجن والتعذيب ثم قطع الرأس..
وكانت الملكة هي المتحكمة بزمام الامور وعلى جميع شعبها الطاعة في جميع قرارتها..
المستشارات وكانوا ممن يعين الملكة في ادارة شؤون البلاد..
قائدة الجيش ومهمتها تدريب البنات على فنون القتال وعلى استخدام السلاح..
السجانات ومهمتهم تعذيب الاسرى الرجااال بطرق وحشية..
المزارعات ومهمتهم الزراعة والبحث عن مصادر الغذاء..
البناءات ومهمتهم الاشراف على الابنية التي يقوم بها الاسرى الرجال..
الطباخات ومهمتهم تجهيز الطعام لكل الشعب وللاسرى..
المربيات ومهمتهم تربية الاطفال على مبادئ الشعب الامازوني..
توسعة مملكة الأمازون/
لم تكتفي الملكة أوكتافيا بمدينتها التي بنتها..بل توسعت وغزت القرى والمدن المجاورة وأدخلتهم في مملكتها..وكان ذلك بفضل قائدة جيشها زينا..التي لم تكن مجرد امرأة شجااعة..بل كانت مخططة حريية من الطراز الرفيع..واستطاعت بمهارتها العسكرية أن تؤسس جيشاً كبيراً مدرب على القتااال استطاعت به هزيمة الكثير من القبائل الهندية..فقتلت منهم الكثيرين وأسرت منهم..وأدخلت مدنهم لمملكة الامازون..
الرجال الأسرى في مملكة الأمازون/
كان الرجال الهنود أسرى حرب في مملكة الأمازون..وكانوا يسكننون في سجون ضيقة على شكل أقفاص..وكان لا يسمح لهم إلا بأكل بقايا الطعام..وكانوا لا يخرجون من أقفاصهم إلا عندما يستدعون للعمل..وكانت أعمالهم شاااقة..فكانوا يعملون بنقل المعدات الثقيلة..ويقومون بأعمال البناء وصناعة الأسلحة..وكان خلفهم جلادات يضربوهم بالسوط اذا تكاسلوا عن العمل..اضافة الى عملهم كخدم لنساء الامازون ينفذون كل مايطلب منهم..وبحكم عددهم القليل مقارنة بالنساء..امرتهم الملكة بالمبيت عند اكبر عدد من النساء في المدينة..مما اصابهم بالارهاق الشديد..واختارت الملكة لنفسها اجمل الاسرى واكثرهم حيوية وشبابا ليكونوا خدماً لها..
تعذيب الاسرى/
كان من الطبيعي ان يتذمر الاسرى من المعاملة القاسية والعمل الشاق..فحاول بعضهم الهررب..ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب تكثيف الحراسة على اسوار المدينة..واعلن بعضهم اضرابهم عن العمل..فأمرت الملكة بتعذيبهم بطرقف وحشية منهاا.
>جلدهم بالسوط في ظهورهم..
>حرق جلودهم واعضاءهم بالحديد المحمى بالنار..
>غرس الدبابيس والغرز في شفاههم وتحت اظافرهم..
>طلي جلودهم بالعسل لتعريضهم للدغ الحشرات..
>اجبارهم على الاستحمام بالماء المغلي..
محاولة اغتيال الملكة/
تآمر خدم الملكة على قتلها شنقاً بعدما طلبت من احدهم المبيت عندها..فأدخل رفاقه سراً الى غرفة نوم الملكة..وهجموا عليها..فصرخت الملكة تطلب النجدة..ومن سوء حظهم كانت قائدة الجيش تطلب لقاء الملكة عندما سمعت صراخها..فهجمت مع بعض الحرس وقبضت على المتآمرين..وأمرت بصلبهم وتقطيع أيديهم وأرجلهم لينزفوا حتى الموت..ليكونوا عبرة لمن يعتبر..
الاستعمار الاوروبي/
في تلك الفترة اكتشف كريستوف كولوبوس العالم الجديد..وصارت الدول الاوروبية ترسل حملات مسلحة لاستعمار القارتين الامريكيتين..وكانت بريطانيا واسبانيا من اوائل هذه الدول..
وصول المستعمر الاسباني/
وصلت الحملة الاسبانية الى امريكا الجنوبية..وكان هدفهم بناء مستعمرات..والاستيلاء على الذهب..والثروات الطبيعية..حاول الهنود الحمر طردهم..ولكنهم فشلوا بسبب وضعهم المزري بعد هزيمتهم امام نساء الامازون..فبنى الاسبان اول مستعمراتهم..وبدئوا يفكرون بالتوسع..وعلمت ملكة الامازون بقدومهم ومايريدون فصممت على طردهم ولو بالقوة..فأصبحت المواجهة بينهما قريبة جداً...
الاستعداد لمواجهة الاسبان/
أرسلت الملكة فرقة استطلاعية لمتابعة تحركات الاسبان،ولاحظوا انهم يتفوقون عليهم في التسليح،فكان الاسبان مزودين بالمسدسات والبنادق والبارود والمدافع،اضافة الى السيوف والرماح.اجتمعت الملكة مع مستشاريها فاقترح بعضهم الاستسلام بشروط،واقترح البعض الآخر التحصن في المدينة الرئيسية التي تقع في منطقة جبلية وعرة يصعب الوصول اليها.ولكن قائدة الجيش زينا كانت مصرة على الحرب..واستطاعت أن تقنع الملكة بالحرب فإما النصر او الموت.
الحرب/
خرج الجيش الامازوني بقيادة زينا..فكانت أول خطوة أن أمرت باخلاء جميع المدن ونقل السكان الى المدينة الجبلية وتحصينها بالكمائن والأفخاخ..واقتربت من الحصن الاسباني..وقسمت جيشها إلى قسمين..القسم الأول يقوم بحفر نفق تحت الأرض حتى تهاجم الحصن من الاسفل..والقسم الثاني يهاجم الاسبان..فكانت تهاجم بالقسم الثاني فيضربها الاسبان بالمدافع..فتتظاهر بالهزيمة والتراجع..وكان القسم الثاني ينسحب الى مخابئ سرية تحت الارض اعدوها مسبقاٌ..فيتبعه الاسبان حتى يصلوا الى المدن الخالية من السكان..سقط الكثير من الضحايا من الجيش الامازوني..وتوقفوا عن الهجوم عن الحصن..حتى ظن الاسبان انهم انتصروا وبدئوا بالبحث عن الذهب والمعادن الثمينة..وفي هذه الاثناء اكتمل حفر النفق حتى وصل الجيش الامازوني تحت الحصن الاسباني..فهاجموا الحصن في الليل واشعلوا النيران في البيوت..حيث كان أغلب السكان نائمين ماعدا الحراس على الاسوار..فاحترق بعضهم..وحاول البعض الآخر الخروج خارج الجصن..ولكن زينا وفرقة من جيشها كانوا في انتظارهم..فاشتبكت معهم وتمكنت من قتل قائدهم..ولم ينجوا الا عدد قليل منهم هربوا الى السفينة.
الاحتفال ببطلة الأمازون/
كان شعب الامازون خائفاً وغير مطمئن بسبب طول أمد المعركة..فانتشرت اشاعة بهزيمة الجيش وهرب القائدة من ارض المعركة..فجمعتهم الملكة يوماً وقالت لهم:انتم لا تعرفون قائدة جيشنا كما أعرفها..فمنذ رأيتها للمرة الأولى في الغابة وأنا أرى في بريق عينيها تصميماً وقوة لا توجد في أقوى الر جاال..فاطمئنوا وأبشروا بالنصر..
لم يطل انتظارهم حتى عادت زينا منتصرة وقد علقت رأس قائد الأسبان في رمحها..ففرح بها الشعب الامازوني وحملوها على الأكتاف..وألبستها الملكة درعاً من الذهب وأسمتها زينا(أميرة المحاربين وقاهرة الرجال)..
ضيف جديد/
بعد هزيمتهم الأخيرة أمام الاسبان وقبلها امام الجيش الامازوني..تشردت القبائل الهندية في الغابات بحثاُ عن ملجأ آمن..فتعرضوا للكثير من المصاعب..فالحيوانات المفترسة تهاجمهم من جهة..والامازونيات يطاردوهم من جهة أخرى..فقرر بعضهم اللجوء الى الشواطئ..وتمنوا أن يأتي من ينقذهم..وفي أحد الأيام رأوا سفناً عظيمة لم يروا مثلها تحمل العلم البريطاني..كان يقودها الكونت برنارد مبعوث ملك بريطانيا..فمنذ أن وصل الى الشاطئ حتى أقام له الهنود الولائم والاحتفالات،وأعلنوا ولائهم للعرش البريطاني..أظهر الكونت تعاطفه وأوهمهم أنه لم يأتي إلا لتحريرهم واعادتهم لأراضيهم ولا يريد منهم شيئاُ بالمقابل(كما تلاحظون التاريخ يعيد نفسه نفس الكلام قااالوه الانجليز لما استعمروا بعض الدول العربية) والحقيقة لم يكن يهمه الا بناء المستعمرات والحصول على الذهب..
رسالة إلى ملكة الأمازون/
أرسل الكونت مبعوثاً الى الملكة..يطلب منها الاستسلام وتسليم كل الذهب الموجود عندها..وكان الخطاب يحمل تهديداً شديد اللهجة..فغضبت الملكة وقطعت رأس المبعوث وقالت لحرسها:أرسلوا الرأس إلى ذلك المغرور..هذا جوابي دون كلااام!!!!!!!
الهجوم المتهور/
غضب الكونت برنارد من هذا الرد..وهجم بتهور على المدينة الرئيسية..ولكن فوجئ بالكمين المعد له..وهجمت عليه زينا وجيشها..واستمات رجاله في الدفاع عنه..واستطاع بصعوبة الافلات من الحصار..والعودة الى الشاطئ..
تحالف وتخطيط/
تحالف الكونت برنارد مع شيوخ القبائل الهندية..وارسل منهم مبعوثين الى مناطق مجاورة للاستعانة بالقبائل الاخرى..وتمكن من بناء حصن صغير بالقرب من الشاطئ..وقاام بتشديد الحراسة عليه بعد ماعلم ماجرى للاسبان..
جاسوسة الانجليز/
ارسلت الملكة كعادتها فرقاً استطلاعية..وكان الكونت مستعداً لهذا الأمر فتمكن من اسر بعضهم..وحبسهم..وخيرهم بين التعاون معه بالقوة او الموت..فاختاروا الموت..فعندما امر بقتلهم..تدخل احد رجاله الخبثاء اسمه آدامز..وامر بامهالهم يوماُ واحداً..حاول آدامز استمالة الأسرى بأسلبوه الخاص..ولم يتمكن من استمالة إلا وااحدة منهم اسمها لودا..فكان حارساُ لسجنها..فبدأ يحكي لها عن الحياة المرفهة في لندن..وكيف يعيش الناس هناك..ثم بدأ بالتغزل بها وبمفاتنها بكلامه المعسول..واعترفت له انه ملت من الحرب وانها ترغب بالاستقرار..فوعدها بالزواج وأخذها لتعيش معه في لندن إذا تعاونت معهم..فوافقت!!!وفي اليوم التالي أعدم باقي الاسرى..وبقيت لودا في ضيافة آدمز أياماُ..
جهز الكونت خطة خبيثة بالتعاون مع الجاسوسة واصدقاءه الهنود لانهاء اسطورة الجيش الامازوني الذي لا يقهر.....
الهجوم المفاجئ/
أقام الكونت برنارد ومساعده آدامز..اجتماعات سرية مع عميلتهم لودا ومع حلفاءهم الهنود،للتخطيط لهزيمة نساء الأمازون.وفي هذه الأثناء قامت زينا مع فرقة صغيرة من جيشها بالتسلل للحصن الانجليزي،بهدف تحرير الأسرى ولكنها لم تجد إلا لودا فأخذتها معها وانسحبت..لم تعلم زينا أن لودا لم تعد جندية في جيشها بل عميلة للانجليز..
التخلص من قائدة الجيش/
بدأت الرسائل السرية بين لودا والانجليز عن طريق الحمام الزاجل..وكانت خطتهم الأولى التخلص من أحد الاثنين الملكة وقائدة الجيش..وقرروا البدء بقائدة الجيش بسبب تشديد الحراسة على قصر الملكة واستحالة الانفراد بها..كانت لودا تعرف مدى قوة زينا وأنها اذا فشلت فتذبحها زينا بلا تردد..فقررت وضع سم الأفاعي في طعامها..ونجحت في ذلك..ولكن الغريب أن زينا لم تتأثر..فجن جنون لودا!!!!فهي لم تكن تعرف أن زينا منذ كانت طفلة صغيرة كانت تشرب جرعات قليلة من سم الأفاعي حتى يتعود جسدها عليه ولا تأثر من لدغاتها..
الحرب الأهلية داخل مدينة الأمازون/
كان من عادة الانجليز في الحروب شراء الذمم وارسال الجواسيس وزرع الانقسامات الداخلية عند أعداءهم..وهذا مافعلوه مع نساء الأمازون..فبعد أن خرجت زينا لحماية القرى الأمازونية..قامت لودا داخل المدينة بالدعوة لخلع الملكة أوكتافيا وتنصيب زينا مكانها..فأيدها الكثير من النساء..وبدأت الحرب الأهلية وكثر القتل بين أتباع الملكة من جهة..والثوار من جهة أخرى..في هذه الأثناء هجم الانجليز والهنود الحمر على القرى الامازونية..ولم ترسل الملكة قوات الدعم لقائدة جيشها..بسبب الحروب داخل المدينة..فسقطت القرى الامازونية في ايديهم..وانسحبت زينا وماتبقى من جيشها الى المدينة الرئيسية..
الحصار والموقف البطولي/
عادت زينا إلى المدينة..ورأت ماحل بها من الدمار بسبب الحرب الاهلية..فأرادت أن تنهي الأمر..فذهبت إلى الملكة وحدها..ولما قابلتها..خلعت درعها وانحنت وأعطت سيفها للملكة وقالت:مولاتي الملكة إن كنتي تشكين في ولائي واخلاصي لك..فأدخلي سيفك في صدري..وأنا راضية إن كان هذا يرضيك ويريحك..فتأثرت الملكة من هذا الموقف ودمعت عيناها..وقالت لمن حولها:لم تكن لمملكة الأمازون أن تقوم لولا شجاعة هذه المرأة..وإني مستعدة للتنازل للعرش لها متى أرادت ذلك..
تم الصلح وعااد الأمازونيات صفاً واحداً..واستعدوا لمواجهة الحصار..ولكنهم لم يلاحظوا أن ذلك كان بسبب مؤامرة خبيثة دبرتها لودا عميلة الانجليز..
المواجهة/
تظاهرت زينا وجيشها بالهزيمة امام الانجليز والهنود..فانسحبوا الى المدينة..فتبعوهم..فخرج الشعب الأمازوني بالكامل من بيوتهم وحاصروهم..وكان رماة السهام والرماح والأحجار قد استعدوا فوق البيوت والأشجار..فوقع الانجليز والهنود في الفخ وكثر القتلى بينهم..وقتلت زينا الكثير من رجالهم ممن بارزوها..وهرب الكونت برنارد مع من تبقى من رجاااله الى احد القرى التي استولى عليها.
اعتراف/
يقول الكونت برنارد في مذكراته عن زينا(رأيت امرأة تلبس درعاً وخوذة من الذهب،لم أرى امرأة في حياتي أجمل منها ولا رجلاً أشجع منها،ولكنها كانت كالشيطان لا تقدر عليها سيوف الرجال ولا سم الأفاعي)..
خطة الملاذ الأخير/
طالت الحرب بين الانجليز والهنود وبين الامازون..ولم يحسمها احد الطرفين لصالحه..حتى بدأت المفاوضات على انهاء الحرب..بمبارزة واحدة..بين الملكة اوكتافيا والكونت برنارد..فإذا انتصرت الملكة يعود الانجليز الى بلادهم فوراً..وتقسم المدن بين الامازون والهنود الحمر..وإذا انتصر الكونت تعلن الملكة وشعبها الولاء للعرش البريطاني..اضافة لتسليمهم ماعندهم من الذهب والثروات.
الحرب خدعة/
تقررت المبارزة في مكان محايد بعيد عن الحصن الانجليزي..ومدينة الامازون..فخرجت الملكة وقائدة الجيش الى هناك..وبقيت لودا في المدينة..وبعد ان تأكدت من ابتعاد الملكة..أخرجت الأسرى الرجال من السجن..فاشتبكوا من تبقى في المدينة من الأمازونيات..وهجم الهنود الحمر على المدينة..فسقطت في ايديهم..ولم تعلم الملكة بذلك..
المبارزة/
التقى الانجليز والامازونيات في المكان المتفق عليه..فتقدمت الملكة للمبارزة..فحاول الكونت استخدام نفس اسلوب مساعده..فقال للملكة:سيدتي لا اريد ان اشهر سيفي امام هذا الوجه المشرق..فردت عليه:وانا لا اريد ان الوث سيفي بدمك القذرر..بدأت المبارزة وكادت تنتهي لصالح الملكة..ولكن حدث ماهو متوقع من الانجليز..فقد اطلق احد قناصيهم رصاصة من بندقيته استقرت بظهر الملكة..فسقطت تتخبط بدمائها..لم يمهلها الكونت كثيراً..حتى قطع رأسها بسيفه..صدم الجيش الامازوني من المنظر..وبدأ الانجليز بقصفهم بالمدافع حتى سقط الكثير من الضحايا..وهرب القليل الى المدينة..ولكن كان الهنود و لودا بانتظارهم فأكثروا فيهم القتل..وبذلك انتهت اسطورة الجيش الامازوني..
مصير العميلة والهنود وبطلة الأمازون/
انتهت مملكة الامازون..وحكم بالموت على اغلب شعبها..باستثناء من هربوا..أما الهنود الحمر فلم يفي الانجليز بوعدهم لهم..وعاملوهم كالعبيد..وقتلوا من اعترض منهم..
أما لودا فعندما اجتمعت بحبيبها آدامز تطلب منه الوفاء بوعده بالزواج وأخذها الى لندن..قال العبارة الشهيرة التي يقولها الذئاب البشرية للبنات بعد أن يحصلوا على مايريدون(لم أعد بحاجة إليك)..صدمت لودا من هذا الرد..وبدأت بالصراخ..فأسكتها آدامز للأبد برصاصة من مسدسه..
أما زينا قائدة الجيوش فقد اختفت بعد المعركة الأخيرة ولم يعثر على جثتها ولم يعرف الى اين ذهبت؟؟
اقام لها من تبقى من النساء تمثالاً من الذهب ليتذكروها به..وكانوا يأملون بعودتها لانقاذهم..ولكنها لم تعد..
في حين جاءت بقية الدول الاوروبية واقامت المستعمرات حتى صاار طردهم امراً مستحيلاً..
خاتمة/
صارت زينا اسطورة كتبت عنها الكثير من القصص والروايات الخيالية..حتى صارت مثل هرقل ملك روما وأسطورة الرجال..وانتجت هوليوود مسلسل زينا الاميرة المحاربة عام 1992 ولكن مع تحريف القصة الى قصة خيالية..تظهر فيها زينا تحارب الوحوش وغيرها من خرافات الامريكان..
وفي عام 2008 افتتحت قرية سياحية في الصين للنساء فقط .. أخذوا الفكرة من نساء الامازون ولكن اكييد من غير حروب او تعذيب للرجل..
وفي الختام اشكركم عالمتابعة الكريمة التي اثرت الموضوع..
منقول