طير حلحال
05/03/2012, 12:27 AM
إخواني وأخواتي الكرام جميعنا نخوض في المنتديات للبحث عن الفائدة أو لتبادل الأفكار ، لكننا نـتساهل أحياناً في الكلام خاصة مع الجنس الآخر ، وقد تكون بقصد أو بدون قصد لكنها كلها تـؤدي إلى نـتـيجة واحدة لا تُحمد عقباها ، فقد لاحظت في بعض أقسام هذا المنتدى الغالي أن بعض الأعضاء ( ذكور ) يتساهلون في مخاطبة الفتيات بقولهم أختي الغالية أو أختي العزيزة وما شابهما ، ولو إستمروا على هذا المنوال فقد نرى يوماً ما عبارة أختي الحبيبة وما شابهها ، وبعض العضوات الكريمات ترد على عضو ما فـتُـطلق قهقة كقولها هههههههه أو خخخخخخخ أو ولووووووووووول وما شابهها ، أو تبتسم للعضو وتغمز له بإستعمال الوجوه التعبـيـرية أو تبالغ في شُكره ومدحه ، وأي رجل هنا في هذا المنتدى لن يرضى لأمه أو لأخته أو لزوجته أو لبنته أبداً أن تُحادث وتضحك مع الرجال بهذه الطريقة ، فلـنـتـقي الله فيما نكتبه في المنتديات فوالله أننا سنُسأل عن كل كبيرة وصغيرة وعن كل ضحكة أو بسمة أو مدح كتبناه هنا وهناك وعن كل شخص تأثّر عقله واستمال قلبه ، ولتحذر كل أخت من كل هذا ولا تُسجّل بإسم فيه دلع أو ميوعة ، وإن تكلّمت بكلمة أو كتبت حرفاً فلتضع قول الله تعالى نصب عينيها حين أدّب أمهات المؤمنين عليهن رضوان الله جميعاً بقوله تعالى ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَعْرُوفًا ) وهُنّ القدوة والأُسوة لنساء الأمّة ، وإن كتبت لأخواتها ومازحتهن ، فلـتـتذكر أن في المنتدى رجال يقرأون ما تكتب ، ويراقبون ما سطّرت .
وحتى لا أطيل عليكم فهذه بعض الفتاوى أضعها بين أيديكم عن حكم المشاركة في المنتديات وحدود التعامل والتواصل بين الجنسين ، فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
السؤال:
ماحكم مشاركة المرأة في المنتديات ؟ وردها على الرجال ومناقشتها مواضيع معهم ؟ وهل المزح مع الرجال في المنتديات يُعتبر حراماً ؟ وما حكم إستخدام الأيقونات التعبيرية مثل الإبتسامات وغيرها ؟ وهل إستخدام الرسائل الخاصة بين المرأة والرجل للإستفسار عن أمر أو طلب مساعدة يجوز ؟ وهل يجوز للمرأة أن تكتب كلمة " هههههههه " ؟ وجزاكم الله خيراً .
الجواب : الحمد لله .
أولاً :
يجوز للمرأة أن تُشارك في المنتديات العامة إذا تقيّدت بالضوابط التالية :
1- أن تكون مشاركتها على قدر الحاجة ، فتطرح سؤالها أو موضوعها وتـنصرف ولا تعلّق إلا على ما لابد منه ، لأن الأصل هو صيانتها عن الكلام مع الرجال والإختلاط بهم .
2- ألاّ يكون في كلامها ما يُثير الفـتـنة كالمزاح ولين الكلام والضحك كأن تكتب : ( هههههههه ) كما في السؤال أو تستخدم الأيقونات المعبرة عن الإبتسامات لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض ، كما قال سبحانه وتعالى : (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )) .
3- تجنُّب إعطاء البريد أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال ولو كان ذلك لطلب مساعدة لما تـؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفـتـنة غالباً .
4- الأولى والأفضل ألاّ تُشارك المرأة إلا في المنتديات النسائية فهذا أسلم لها وقد كثرت هذه المنتديات وفيها خير وغنى عن المنتديات المختلطة .
السؤال:
الشيخ الكريم / عبد الرحمن السحيم لدي بعض الفتاوى التي أرجو أن تجـيـبـوا عنها وهي :
ما حكم مزاح النساء بينهن الـبـيـن المنتشرة في جميع المنتديات ومناداتهن بعضهن البعض بأسماء الدلع أمام الأعضاء الرجال ؟؟
الجواب :
إذا كان المنتدى خاصاً بالنساء فالأمر فيه واسع ، وكأنهن في مجتمع نسائي ، أما إذا كان ذلك أمام الرّجال فقد يقع بسبب ذلك فـتـنة وإفـتـتان ، فيُمنع من باب سدّ الذرائع ، والقاعدة عند أهل العِلْم : ما أفضى إلى مُحرّم فهو مُحرّم ، والله تعالى أعلم .
السؤال:
أنا عضوة مسجلة في أحد المنتديات وأحياناً يوجد مواضيع بها نقاش ومحاورة فأشارك بها بحسب وجهة نظري وقد يكون كاتب الموضوع عضو أو عضوة فهل أتحمّل إثماً إذا شاركت بموضوع كاتبه عضو ؟
وسؤال آخر : إذا أضفت رداً على مشاركة لعضو ، ماهي حدود الرد عليه ، سواءً كان الموضوع ديني أو ثقافي ؟ مع العلم أنني أخاطب الجميع دائماً بكلمة أخي وأختي ولايتعدى الرد كلمة شكر أو جزاك الله خيراً والدعاء لنا ولهم ، فهل أتحمّل إثم أو ذنب على ذلك ؟ وفي النهاية أتمنى أن تـبـيّـن لنا فضيلة الشيخ ، ماهي شروط وحدود مشاركة الفتاة في المنتديات ؟ أفيدوني بذلك بارك الله فيكم حتى أستفيد وتستفيد إخواتي المسلمات من هذه الفتوى .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نـبـيـنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
قد بـيّـن الله تعالى لنا في آيـتـين من كتابه الكريم آداب المحادثة بين الرجل والمرأة :
الآية الأولى : قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) .
والآية الثانية : قوله تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) .
وتدل الآيتان الكريمتان على ثلاثة آداب ، وهدفين مقصودين من تشريع هذه الآداب :
الأدب الأول: أن يكون الخطاب عند الحاجة ( إذا سألتموهن متاعاً ) .
والأدب الثاني : يكون من وراء حجاب أي تكون المرأة متحجّبة غير متبرّجة .
والأدب الثالث: أن تـتحدث المرأة حديثاً جاداً مُحتشماً ليس فيه تميـيـع ولا تجميل وترقيق للصوت .
أما الهدفان المقصودان من هذه الآداب ، فهما :
* تطهير قلوب المؤمنين من دنس الفواحش .
* تحذير المرأة المحتشمة من الذين في قلوبهم مرض .
إذاً يجب أن يكون الحديث عند الحاجة فقط ، وعلى قدرها ، بلا خضوع من القول ، فالواجب أن يتحلّى المسلم وكذا المسلمة بالأدب والوقار والحشمة في الحديث ، ويختار كل منهما الأسماء الدالة على ذلك في المنتديات ، ويجب الإبتعاد عما يُـثـيـر الشبهة والريـبة ، وما يستميل القلوب من الكلمات والألفاظ التي يزيّنها الشيطان ، ولو تذكّر الإنسان أنه لا يرضى لأمه أو لأخته أو لزوجته أو لإبنته أن تُخاطَب بلفظ ما أو حتى بطريقة ما فيها إثارة ، لأحجمه ذلك أن يسلك هذا السبيل مع بنات الناس .
وننوه هنا إلى أن الرجل الذي يعرف معنى العفة ، والذي تـلّقى أدب الإسلام وعرف قيمة الأخت المسلمة ومكانتها في الإسلام ، يترفّع بفطرته عن أن يبدو منه أي لفظ أو لهجة أو أسلوب خطاب يبدو فيه أنه يستميل بخضوع وميوعة فتاة أو إمرأة لا تحل له ، وكذلك المرأة التي فقهت طهارة الإسلام ، ولا يسلك ذلك السبيل المشين إلا من في قلبه مرض ومن إنحطّت مرتبته في العفة ، فهو يـتـطـلّع بقلب مريض ، قد زيّن فيه الشيطان حب المعصية .
وبهذا يـتـبـيـن أنه إن إحتاجت المسلمة أن تُشارك في منتدى ليس خاصاً بالنساء ، فليكن ذلك بنشر المواضيع المفيدة ، وإن أرادت أن ترد على موضوع يكون الرد خالياً مما يُـثـيـر من الألفاظ التي تُـنافي ما أُمرت به من الوقار في القول ، والحشمة في الخطاب الجاد مع الرجل ، وكذلك ينبغي على الرجــل أيضاً .
السؤال:
ما حكم المزاح بين الرجل والمرأة من جهة أو المرأة والمرأة في وجود رجال ؟
الجواب :
أما مزاح المرأة مع الرجل الأجنبي فهذا لا يجوز ، وأن ذلك من الأمور التي تـؤدي إلى كسر الحاجز بين الرجال والنساء ونحن أمام تجرئة للنساء بالخروج والتبرج والسفور وهـتـك ما تـبـقى من حياء وحشمة ، فتكون المرأة كالمرأة الغربـيـة تُضاحك الرجل وتُحادثه وتُخالطه ولا تجد غضاضة في ذلك ، وإذا إعتاد الناس هذا فإنهم إذا تطاول بهم الزمان أصبح هذا هو المعروف وترحّـلَ الحياء من القلوب بحيث لا يكاد الإنسان يجد إمرأة كأولئك النسوة اللاتي تجد الواحدة منهن حرجاً عظيماً إذا سمع الرجل صوتها أو رآها من غير قصد تـتـمنى لو أن الأرض إبـتـلعتها ولم يحصل ذلك .
ونحن نشاهد في مشارق الأرض ومغاربها من أحوال النساء ممن يـنـتـسبن إلى الإسلام ، فضلاً عن غيرهن ممن تجرأن على هذه الأمور وتسارعن فيها وأصبح ذلك لا يـمثّـل حرجاً بالنسبة إليهن ، بل لربما إستحى الرجل وانقبض لشدة ما يرى من جرأة النساء وهذا لا يقف عند حد ، حتى أنه قد وصل بـبـعضهن إلى البجاحة في أمور يستحي العاقل من ذكرها فضلاً عن أن يقوم بها في مثل هذه المقامات .
وأما ممازحة المرأة للمرأة أمام الرجال فإن ذلك لا يفـتـرق كثيراً عن سابقه لأن المرأة التي يكون لها صيانة وحشمة وحياء لا تفعل ذلك أمام الرجال لأنهم يقرأون هذا الكلام وكأنها توجه ذلك لهم فهم يضحكون مما يضحكن منه ويتعجبون مما يتعجبن منه و لربما يستحلّون ظُرفها أو دماثة خُـلُـقها أو سرعة بديهتها أو ما يحمله أسلوبها من السخرية أو الإثارة أو غير ذلك .
وقد سُئل الشيخ إبن جبرين رحمه الله : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علماً بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب رحمه الله :
لا يجوز لأي إنسان أن يُراسل إمرأة أجـنـبـية عنه لما في ذلك من فـتـنة وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فـتـنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يُغريه بها ويغريها به ، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من سمع بالدجال فعليه أن يـبـتـعـد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتـيـه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفـتـنـه .
ففي مراسلة الشبان للشابات فـتـنة عظيمة وخطر كبـيـر يجب الإبتعاد عنها وإن كان السائل يقول :
إنه ليس فيها فسق ولا عشق ولا غرام .
وحتى لا أطيل عليكم فهذه بعض الفتاوى أضعها بين أيديكم عن حكم المشاركة في المنتديات وحدود التعامل والتواصل بين الجنسين ، فمن يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
السؤال:
ماحكم مشاركة المرأة في المنتديات ؟ وردها على الرجال ومناقشتها مواضيع معهم ؟ وهل المزح مع الرجال في المنتديات يُعتبر حراماً ؟ وما حكم إستخدام الأيقونات التعبيرية مثل الإبتسامات وغيرها ؟ وهل إستخدام الرسائل الخاصة بين المرأة والرجل للإستفسار عن أمر أو طلب مساعدة يجوز ؟ وهل يجوز للمرأة أن تكتب كلمة " هههههههه " ؟ وجزاكم الله خيراً .
الجواب : الحمد لله .
أولاً :
يجوز للمرأة أن تُشارك في المنتديات العامة إذا تقيّدت بالضوابط التالية :
1- أن تكون مشاركتها على قدر الحاجة ، فتطرح سؤالها أو موضوعها وتـنصرف ولا تعلّق إلا على ما لابد منه ، لأن الأصل هو صيانتها عن الكلام مع الرجال والإختلاط بهم .
2- ألاّ يكون في كلامها ما يُثير الفـتـنة كالمزاح ولين الكلام والضحك كأن تكتب : ( هههههههه ) كما في السؤال أو تستخدم الأيقونات المعبرة عن الإبتسامات لأن ذلك يؤدي إلى طمع من في قلبه مرض ، كما قال سبحانه وتعالى : (( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا )) .
3- تجنُّب إعطاء البريد أو المراسلة الخاصة مع أحد من الرجال ولو كان ذلك لطلب مساعدة لما تـؤدي إليه هذه المراسلة من تعلق القلب وحدوث الفـتـنة غالباً .
4- الأولى والأفضل ألاّ تُشارك المرأة إلا في المنتديات النسائية فهذا أسلم لها وقد كثرت هذه المنتديات وفيها خير وغنى عن المنتديات المختلطة .
السؤال:
الشيخ الكريم / عبد الرحمن السحيم لدي بعض الفتاوى التي أرجو أن تجـيـبـوا عنها وهي :
ما حكم مزاح النساء بينهن الـبـيـن المنتشرة في جميع المنتديات ومناداتهن بعضهن البعض بأسماء الدلع أمام الأعضاء الرجال ؟؟
الجواب :
إذا كان المنتدى خاصاً بالنساء فالأمر فيه واسع ، وكأنهن في مجتمع نسائي ، أما إذا كان ذلك أمام الرّجال فقد يقع بسبب ذلك فـتـنة وإفـتـتان ، فيُمنع من باب سدّ الذرائع ، والقاعدة عند أهل العِلْم : ما أفضى إلى مُحرّم فهو مُحرّم ، والله تعالى أعلم .
السؤال:
أنا عضوة مسجلة في أحد المنتديات وأحياناً يوجد مواضيع بها نقاش ومحاورة فأشارك بها بحسب وجهة نظري وقد يكون كاتب الموضوع عضو أو عضوة فهل أتحمّل إثماً إذا شاركت بموضوع كاتبه عضو ؟
وسؤال آخر : إذا أضفت رداً على مشاركة لعضو ، ماهي حدود الرد عليه ، سواءً كان الموضوع ديني أو ثقافي ؟ مع العلم أنني أخاطب الجميع دائماً بكلمة أخي وأختي ولايتعدى الرد كلمة شكر أو جزاك الله خيراً والدعاء لنا ولهم ، فهل أتحمّل إثم أو ذنب على ذلك ؟ وفي النهاية أتمنى أن تـبـيّـن لنا فضيلة الشيخ ، ماهي شروط وحدود مشاركة الفتاة في المنتديات ؟ أفيدوني بذلك بارك الله فيكم حتى أستفيد وتستفيد إخواتي المسلمات من هذه الفتوى .
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على نـبـيـنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد :
قد بـيّـن الله تعالى لنا في آيـتـين من كتابه الكريم آداب المحادثة بين الرجل والمرأة :
الآية الأولى : قوله تعالى ( وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن ) .
والآية الثانية : قوله تعالى ( فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) .
وتدل الآيتان الكريمتان على ثلاثة آداب ، وهدفين مقصودين من تشريع هذه الآداب :
الأدب الأول: أن يكون الخطاب عند الحاجة ( إذا سألتموهن متاعاً ) .
والأدب الثاني : يكون من وراء حجاب أي تكون المرأة متحجّبة غير متبرّجة .
والأدب الثالث: أن تـتحدث المرأة حديثاً جاداً مُحتشماً ليس فيه تميـيـع ولا تجميل وترقيق للصوت .
أما الهدفان المقصودان من هذه الآداب ، فهما :
* تطهير قلوب المؤمنين من دنس الفواحش .
* تحذير المرأة المحتشمة من الذين في قلوبهم مرض .
إذاً يجب أن يكون الحديث عند الحاجة فقط ، وعلى قدرها ، بلا خضوع من القول ، فالواجب أن يتحلّى المسلم وكذا المسلمة بالأدب والوقار والحشمة في الحديث ، ويختار كل منهما الأسماء الدالة على ذلك في المنتديات ، ويجب الإبتعاد عما يُـثـيـر الشبهة والريـبة ، وما يستميل القلوب من الكلمات والألفاظ التي يزيّنها الشيطان ، ولو تذكّر الإنسان أنه لا يرضى لأمه أو لأخته أو لزوجته أو لإبنته أن تُخاطَب بلفظ ما أو حتى بطريقة ما فيها إثارة ، لأحجمه ذلك أن يسلك هذا السبيل مع بنات الناس .
وننوه هنا إلى أن الرجل الذي يعرف معنى العفة ، والذي تـلّقى أدب الإسلام وعرف قيمة الأخت المسلمة ومكانتها في الإسلام ، يترفّع بفطرته عن أن يبدو منه أي لفظ أو لهجة أو أسلوب خطاب يبدو فيه أنه يستميل بخضوع وميوعة فتاة أو إمرأة لا تحل له ، وكذلك المرأة التي فقهت طهارة الإسلام ، ولا يسلك ذلك السبيل المشين إلا من في قلبه مرض ومن إنحطّت مرتبته في العفة ، فهو يـتـطـلّع بقلب مريض ، قد زيّن فيه الشيطان حب المعصية .
وبهذا يـتـبـيـن أنه إن إحتاجت المسلمة أن تُشارك في منتدى ليس خاصاً بالنساء ، فليكن ذلك بنشر المواضيع المفيدة ، وإن أرادت أن ترد على موضوع يكون الرد خالياً مما يُـثـيـر من الألفاظ التي تُـنافي ما أُمرت به من الوقار في القول ، والحشمة في الخطاب الجاد مع الرجل ، وكذلك ينبغي على الرجــل أيضاً .
السؤال:
ما حكم المزاح بين الرجل والمرأة من جهة أو المرأة والمرأة في وجود رجال ؟
الجواب :
أما مزاح المرأة مع الرجل الأجنبي فهذا لا يجوز ، وأن ذلك من الأمور التي تـؤدي إلى كسر الحاجز بين الرجال والنساء ونحن أمام تجرئة للنساء بالخروج والتبرج والسفور وهـتـك ما تـبـقى من حياء وحشمة ، فتكون المرأة كالمرأة الغربـيـة تُضاحك الرجل وتُحادثه وتُخالطه ولا تجد غضاضة في ذلك ، وإذا إعتاد الناس هذا فإنهم إذا تطاول بهم الزمان أصبح هذا هو المعروف وترحّـلَ الحياء من القلوب بحيث لا يكاد الإنسان يجد إمرأة كأولئك النسوة اللاتي تجد الواحدة منهن حرجاً عظيماً إذا سمع الرجل صوتها أو رآها من غير قصد تـتـمنى لو أن الأرض إبـتـلعتها ولم يحصل ذلك .
ونحن نشاهد في مشارق الأرض ومغاربها من أحوال النساء ممن يـنـتـسبن إلى الإسلام ، فضلاً عن غيرهن ممن تجرأن على هذه الأمور وتسارعن فيها وأصبح ذلك لا يـمثّـل حرجاً بالنسبة إليهن ، بل لربما إستحى الرجل وانقبض لشدة ما يرى من جرأة النساء وهذا لا يقف عند حد ، حتى أنه قد وصل بـبـعضهن إلى البجاحة في أمور يستحي العاقل من ذكرها فضلاً عن أن يقوم بها في مثل هذه المقامات .
وأما ممازحة المرأة للمرأة أمام الرجال فإن ذلك لا يفـتـرق كثيراً عن سابقه لأن المرأة التي يكون لها صيانة وحشمة وحياء لا تفعل ذلك أمام الرجال لأنهم يقرأون هذا الكلام وكأنها توجه ذلك لهم فهم يضحكون مما يضحكن منه ويتعجبون مما يتعجبن منه و لربما يستحلّون ظُرفها أو دماثة خُـلُـقها أو سرعة بديهتها أو ما يحمله أسلوبها من السخرية أو الإثارة أو غير ذلك .
وقد سُئل الشيخ إبن جبرين رحمه الله : ما حكم المراسلة بين الشبان والشابات علماً بأن هذه المراسلة خالية من الفسق والعشق والغرام ؟
فأجاب رحمه الله :
لا يجوز لأي إنسان أن يُراسل إمرأة أجـنـبـية عنه لما في ذلك من فـتـنة وقد يظن المراسل أنه ليست هناك فـتـنة ، ولكن لا يزال به الشيطان حتى يُغريه بها ويغريها به ، وقد أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من سمع بالدجال فعليه أن يـبـتـعـد عنه ، وأخبر أن الرجل قد يأتـيـه وهو مؤمن ولكن لا يزال به الدجال حتى يفـتـنـه .
ففي مراسلة الشبان للشابات فـتـنة عظيمة وخطر كبـيـر يجب الإبتعاد عنها وإن كان السائل يقول :
إنه ليس فيها فسق ولا عشق ولا غرام .