طير حلحال
22/03/2012, 07:50 AM
هذه قصة جرت أحداثها قبل أكثر من 50 سنة تقريباً وأبطالها 4 رجال من أفراد قريتي منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وقد حدثني بها أحد شيبان القرية الموجودين حالياً على قيد الحياة وهو من رعيل أولئك الرجال ، فقد قرروا أن يذهبوا إلى تهامة ( الخبت ) عن طريق العقبة لطلب الرزق مشياً على الأقدام .
تجهزوا في صباح أحد الأيام وودعوا أهلهم وكان معهم شئ يسير من الطعام يتقوتوا به حتى وصولهم إلى تهامة علماً أن الطريق التي سيسلكونها لا تخلوا من القرى .
كان من ضمن هذه القرى قرية تقع في الطريق إلى تهامة تبعد عن قريتنا قرابة العشرة كيلو متر أو أكثر وكان فيها رجل صديق لجميع أولئك الشيبان وكان بيته على الطريق للنازل إلى تهامة وكان هذا الشائب تاجر في التمر .
طرأت عليهم فكرة أن يمروا للسلام عليه وتناول ما قسم الله لهم عنده ، وفعلاً مروا على هذا الرجل وكان معه غرفة في طرف ركيب كان معه وكان فيها مجلسة وعِدَل التمر التي يبيع منها وميزان حديدي .
رحّب وسّهل الرجل بأصدقائه وأجلسهم في مجلسه وقام بإكرامهم وتقديم طعام الإفطار لهم من خبز وسمن ولبن وتمر مع القهوة .
عندما هموا بالرحيل طرأت عليهم فكرة أن يشتروا من عنده أقتين تمر للتقوت بها أثناء طريقهم إلى تهامة ، وفعلاً طلبوا من الرجل أن يوزن لهم أوقيتين من التمر .
قام الرجل ووزن لهم أوقيتين ولفها في ورق جنوي كان يستعمل قديماً في حفظ التمر وخلافه .
كان من ضمن أولئك الشيبان شائب داهية ومحنك ، وقد طرأت عليه فكرة جهنمية قرر تنفيذها على الشائب من تلقاء نفسه دون مشورة رفاقه .
طلب هذا الشائب المحنك من الرجل قبل أن يرحلوا أن يحظر لهم ماء ليشربوا وكان موقع الماء يبعد عن مجلسهم عدة أمتار في قربة معلقة في شجرة طرف الركيب .
رحب الشائب بهذا الطلب وانطلق لإحضار الماء ، قام هذا الشائب المحنك وأخذ الأوقيتين الحديد والتي كانت بجوار الميزان ولف عليها كامل التمرة التي معهم لفاً محكماً وبقية رفاقه يتعجبوا مما سيصنع وقال لهم لا أحد يتكلم .
حظر الشائب بالماء وناولهم إياه وشربوا جميعاً ، وعندما هموا بالرحيل قال هذا الشائب الداهية لبقية رفاقه هاااااه وش رأيكم الأوقيتين التمر تكفينا حتى نصل تهامة وإلا لا ، قالوا والله ما ندري يمكن تكفي ويمكن ما تكفي قال لهم طيب وش رأيكم نأخذ أوقيتين ثانية من باب الإحتياط ، قالوا شورك وهداية الله ، طلبوا من الشائب أن يوزن لهم أوقيتين أخرى ، رحب الشائب بالفكرة وأخذ يبحث عن الأوقيتين الحديد يمين شمال وسألهم هل أحد رأها ولكنهم أنكروا ذلك ، ولم يكن لديه إلا وزنة واحدة فئة أوقيّة ووزنة واحدة فئة أوقيتين ، وبعد محاولات مضنية في البحث قرر أن يوزن لهم على أوقيّة أوقيّة مفردة ، ولكن الشائب الداهية قال له ، ليش تـتعب نفسك وتوزن أوقيّة ثم توزن أوقيّة ثانية ، أليست التمرة هذه اللي معنا وزنها أوقيتين قال لهم نعم ، قال ضعها في كفة الميزان وأوزن لنا بها أوقيتين ثانية ، أستحسن الشائب الفكرة ، ووضع التمرة بقراطيسها في كفة الميزان ثم أخذ يقطع من التمر ويضع في الكفة الأخرى ، قطع ثم قطع ثم قطع ولكن الشائب تكاثر التمرة ، وقال لهم أنا أشوف أن التمرة أكثر من أوقيتين وأنا ما يخفاني بهذا الشئ وتوقف عن مواصلة الوزن ولكنهم تصايحوا عليه بصوت واحد وقالوا له فكنا يا إبن الحلال من الهروج تيه وخلّصنا ترانا تأخرنا نبغى نمشي قبل الليل مشوارنا طويل وأخذوه في الطوشة ، الرجل لف التمرة في قرطاس جنوي جديد وهو مستصيب من حجم التمرة لأنه بحكم الخبرة يعرف وزن الأوقيتين ، أعطاهم التمرة ، وقبل أن يمشوا وفي غفلة منه قام الشائب المحنك وأخرج الأوقيتين الحديد من التمرة الأولى ونظفها من آثار التمر ورمى بهم في طرف من المجلس دون أن يشعر الشائب ، وعندما تحركوا بعد أن كثروا بالخير ، قال لهم الشائب المغدور على الطلاق بالثلاث إنكم سحره وعلى الطلاق بالثلاث يا الأوقيتين الأخيرة إنها تجي أربع أوقيات أنا ما يخفاني بهذا الشئ وإنكم لطلمستوا على عيوني وقمّرتوا عليّه ، تضاحكوا جميعاً وكثروا بالخير وكلاً راح في سبيله ، رحم الله من مات منهم وأحسن خاتمة من بقي .
تجهزوا في صباح أحد الأيام وودعوا أهلهم وكان معهم شئ يسير من الطعام يتقوتوا به حتى وصولهم إلى تهامة علماً أن الطريق التي سيسلكونها لا تخلوا من القرى .
كان من ضمن هذه القرى قرية تقع في الطريق إلى تهامة تبعد عن قريتنا قرابة العشرة كيلو متر أو أكثر وكان فيها رجل صديق لجميع أولئك الشيبان وكان بيته على الطريق للنازل إلى تهامة وكان هذا الشائب تاجر في التمر .
طرأت عليهم فكرة أن يمروا للسلام عليه وتناول ما قسم الله لهم عنده ، وفعلاً مروا على هذا الرجل وكان معه غرفة في طرف ركيب كان معه وكان فيها مجلسة وعِدَل التمر التي يبيع منها وميزان حديدي .
رحّب وسّهل الرجل بأصدقائه وأجلسهم في مجلسه وقام بإكرامهم وتقديم طعام الإفطار لهم من خبز وسمن ولبن وتمر مع القهوة .
عندما هموا بالرحيل طرأت عليهم فكرة أن يشتروا من عنده أقتين تمر للتقوت بها أثناء طريقهم إلى تهامة ، وفعلاً طلبوا من الرجل أن يوزن لهم أوقيتين من التمر .
قام الرجل ووزن لهم أوقيتين ولفها في ورق جنوي كان يستعمل قديماً في حفظ التمر وخلافه .
كان من ضمن أولئك الشيبان شائب داهية ومحنك ، وقد طرأت عليه فكرة جهنمية قرر تنفيذها على الشائب من تلقاء نفسه دون مشورة رفاقه .
طلب هذا الشائب المحنك من الرجل قبل أن يرحلوا أن يحظر لهم ماء ليشربوا وكان موقع الماء يبعد عن مجلسهم عدة أمتار في قربة معلقة في شجرة طرف الركيب .
رحب الشائب بهذا الطلب وانطلق لإحضار الماء ، قام هذا الشائب المحنك وأخذ الأوقيتين الحديد والتي كانت بجوار الميزان ولف عليها كامل التمرة التي معهم لفاً محكماً وبقية رفاقه يتعجبوا مما سيصنع وقال لهم لا أحد يتكلم .
حظر الشائب بالماء وناولهم إياه وشربوا جميعاً ، وعندما هموا بالرحيل قال هذا الشائب الداهية لبقية رفاقه هاااااه وش رأيكم الأوقيتين التمر تكفينا حتى نصل تهامة وإلا لا ، قالوا والله ما ندري يمكن تكفي ويمكن ما تكفي قال لهم طيب وش رأيكم نأخذ أوقيتين ثانية من باب الإحتياط ، قالوا شورك وهداية الله ، طلبوا من الشائب أن يوزن لهم أوقيتين أخرى ، رحب الشائب بالفكرة وأخذ يبحث عن الأوقيتين الحديد يمين شمال وسألهم هل أحد رأها ولكنهم أنكروا ذلك ، ولم يكن لديه إلا وزنة واحدة فئة أوقيّة ووزنة واحدة فئة أوقيتين ، وبعد محاولات مضنية في البحث قرر أن يوزن لهم على أوقيّة أوقيّة مفردة ، ولكن الشائب الداهية قال له ، ليش تـتعب نفسك وتوزن أوقيّة ثم توزن أوقيّة ثانية ، أليست التمرة هذه اللي معنا وزنها أوقيتين قال لهم نعم ، قال ضعها في كفة الميزان وأوزن لنا بها أوقيتين ثانية ، أستحسن الشائب الفكرة ، ووضع التمرة بقراطيسها في كفة الميزان ثم أخذ يقطع من التمر ويضع في الكفة الأخرى ، قطع ثم قطع ثم قطع ولكن الشائب تكاثر التمرة ، وقال لهم أنا أشوف أن التمرة أكثر من أوقيتين وأنا ما يخفاني بهذا الشئ وتوقف عن مواصلة الوزن ولكنهم تصايحوا عليه بصوت واحد وقالوا له فكنا يا إبن الحلال من الهروج تيه وخلّصنا ترانا تأخرنا نبغى نمشي قبل الليل مشوارنا طويل وأخذوه في الطوشة ، الرجل لف التمرة في قرطاس جنوي جديد وهو مستصيب من حجم التمرة لأنه بحكم الخبرة يعرف وزن الأوقيتين ، أعطاهم التمرة ، وقبل أن يمشوا وفي غفلة منه قام الشائب المحنك وأخرج الأوقيتين الحديد من التمرة الأولى ونظفها من آثار التمر ورمى بهم في طرف من المجلس دون أن يشعر الشائب ، وعندما تحركوا بعد أن كثروا بالخير ، قال لهم الشائب المغدور على الطلاق بالثلاث إنكم سحره وعلى الطلاق بالثلاث يا الأوقيتين الأخيرة إنها تجي أربع أوقيات أنا ما يخفاني بهذا الشئ وإنكم لطلمستوا على عيوني وقمّرتوا عليّه ، تضاحكوا جميعاً وكثروا بالخير وكلاً راح في سبيله ، رحم الله من مات منهم وأحسن خاتمة من بقي .