نواف بيك البريدية
05/04/2012, 12:10 AM
http://www.yabdoo.com/gallery/watch.php?f=gWOPb9DNf9 (http://saudied.com)
دلل نفسك بنفسك
زينب البحراني
كم شخصًا منكم يتذكّر إعلاناتالقنوات الفضائيّة قبل الألفيّة الثالثة؟ عنّي أنا أذكر أكثرها، وعلى رأسها إعلان عنزبدة دانماركية شهيرة من بطولة بقرة حقيقيّة تقيم في قصر فاخر، وترتدي نظارةشمسيّة أنيقة وقبعة عريضة، يقوم على خدمتها عدد من الخدم المحترفين ذوي القمصانالمنشاة، يوقظونها من سريرها الحريري الواسع في الصباح برفق، يقدمون لها إفطارهاالشهي على أطباق فضية لامعة في حديقة القصر، ويرفهون عنها بدفعها على الأرجوحةالمستديرة إلى أن يشق ثغاءها حاجز الصوت من البهجة والانتعاش، وينتهي الإعلانبجُملة: "دلل نفسك بـ (زبدة كذا)".
بيني وبينكم؛ هذا الإعلان كانله دور في بناء فلسفتي تجاه الحياة، فبعد تجاوز مرحلة الدهشة الطفولية، ثم الغيرةمن تلك الرفاهية التي تتمتع بها البقرة أمام تجاهل الكون الشاسع لكياني الفقيرلمجرد أنني لا أتمتع بنجوميتها وبريقها التلفازي، وصلت إلى مرحلة الثقة بضرورةتدليل الذات، إذ مادامت "بقرة" تتمتع بكل هذا التدليل الفخم؛ لا شك أن"الإنسان" بغض النظر عن جنسه، أو ظروفه، أو طبقته، أو شهاداته، أو حتىمعدل ذكائه، يستحق معاملة أرقى بكثير من تلك التي يتلقاها في حياته، ولا بد أنينال كفايته من تدليل الذات حتى وإن اضطر هو لتدليل نفسه بنفسه. أي نعم يا أصدقائيالأعزّاء. ولمَ لا؟ دلل نفسك بنفسك قدر المستطاع، وبأقصى ما تصل إليه حدودإمكانياتك الشخصية مادام هذا التدليل لا يقضم فلذات من حقوق الآخرين أو يفسدعلاقتك بهم. اعتنِ بصحتك جيدا، أحبب نفسك، ادعمها، شجعها، واشترِ لها هدية بين حينوآخر لأنك تستحق. وإذا اكتشفك أحد السطحيين ورجمك بتهمة "النرجسية"؛ ولايهمك، ارجمه فورا بتهمتي "النكدية" و"السوداوية"، وعش حياتك بمنتهىالسعادة.
===
للتواصُل مع الكاتبة عبر تويتر:
https://twitter.com/#!/zainabahrani (https://twitter.com/#!/zainabahrani)
http://www.yabdoo.com/gallery/watch.php?f=VgAc8ooK3o (http://www.coalles.com/vb/f-187/t-60541)
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-5153.htm)
دلل نفسك بنفسك
زينب البحراني
كم شخصًا منكم يتذكّر إعلاناتالقنوات الفضائيّة قبل الألفيّة الثالثة؟ عنّي أنا أذكر أكثرها، وعلى رأسها إعلان عنزبدة دانماركية شهيرة من بطولة بقرة حقيقيّة تقيم في قصر فاخر، وترتدي نظارةشمسيّة أنيقة وقبعة عريضة، يقوم على خدمتها عدد من الخدم المحترفين ذوي القمصانالمنشاة، يوقظونها من سريرها الحريري الواسع في الصباح برفق، يقدمون لها إفطارهاالشهي على أطباق فضية لامعة في حديقة القصر، ويرفهون عنها بدفعها على الأرجوحةالمستديرة إلى أن يشق ثغاءها حاجز الصوت من البهجة والانتعاش، وينتهي الإعلانبجُملة: "دلل نفسك بـ (زبدة كذا)".
بيني وبينكم؛ هذا الإعلان كانله دور في بناء فلسفتي تجاه الحياة، فبعد تجاوز مرحلة الدهشة الطفولية، ثم الغيرةمن تلك الرفاهية التي تتمتع بها البقرة أمام تجاهل الكون الشاسع لكياني الفقيرلمجرد أنني لا أتمتع بنجوميتها وبريقها التلفازي، وصلت إلى مرحلة الثقة بضرورةتدليل الذات، إذ مادامت "بقرة" تتمتع بكل هذا التدليل الفخم؛ لا شك أن"الإنسان" بغض النظر عن جنسه، أو ظروفه، أو طبقته، أو شهاداته، أو حتىمعدل ذكائه، يستحق معاملة أرقى بكثير من تلك التي يتلقاها في حياته، ولا بد أنينال كفايته من تدليل الذات حتى وإن اضطر هو لتدليل نفسه بنفسه. أي نعم يا أصدقائيالأعزّاء. ولمَ لا؟ دلل نفسك بنفسك قدر المستطاع، وبأقصى ما تصل إليه حدودإمكانياتك الشخصية مادام هذا التدليل لا يقضم فلذات من حقوق الآخرين أو يفسدعلاقتك بهم. اعتنِ بصحتك جيدا، أحبب نفسك، ادعمها، شجعها، واشترِ لها هدية بين حينوآخر لأنك تستحق. وإذا اكتشفك أحد السطحيين ورجمك بتهمة "النرجسية"؛ ولايهمك، ارجمه فورا بتهمتي "النكدية" و"السوداوية"، وعش حياتك بمنتهىالسعادة.
===
للتواصُل مع الكاتبة عبر تويتر:
https://twitter.com/#!/zainabahrani (https://twitter.com/#!/zainabahrani)
http://www.yabdoo.com/gallery/watch.php?f=VgAc8ooK3o (http://www.coalles.com/vb/f-187/t-60541)
المزيد... (http://www.nawafnet.ws/msg-5153.htm)