تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العقول الكبيرة تناقش الأفكار والمتوسطة تناقش الأشياء أما العقول الصغيرة فهي التي تناقش


عاشق القصيد
30/04/2012, 11:40 PM
العقول الكبيرة تناقش الأفكار والمتوسطة تناقش الأشياء أما العقول الصغيرة فهي التي تناقش

الأشخاص , وتلك هي أحد أهم ما يتصف به أولئك , لذا فإن من سخافة عقل المرء أن يلتفت بنقده إلى

ذوات الأشخاص حيث أن ذلك يعتبر دليلا على عدم القدرة على مناقشة الأفكار .


وللأسف فقد أصبحنا نعاني من توسع وجود أصحاب تلك العقول في كثير من المنافذ التي تطل على

المجتمع , تلك العقول التي تعود بنا إلى الوراء كثيرا , ففي زمن التخلف المعرفي والانحطاط الثقافي

يبرز الكثير منهم حيث قد ينظر إليهم السذج من أفراد المجتمع على أنهم ألووا الألباب الرصينة والعقول

العظيمة.


إن كثيرا من هؤلاء لم يفهموا حتى الآن العلاقة بين الذات والموضوع وبين المنهج و الأشخاص, لذا

فإننا نلحظ أن الرؤى و الأفكار لا تجد في الغالب من يناقشها بل يتم تركها والانتقال إلى ذات الشخص

وهذا في الحقيقة يعد جبنا وخورا فصاحب العقل الصغير حين يجد أن الفكرة أكبر منه ومن تفكيره فإنه

يلجأ مباشرة إلى التهجم على الشخص لأنه يجد في ذلك تنفيسا لنفسه المريضة .


و من صفات أولئك أنهم يمتلكون قدرا كبيرا من التخلف الذاتي والذي يكتشفه بسرعة كل من يقترب

منهم ويتحدث إليهم في حين أننا نتابعهم في المنافذ العامة فنجد الكلام المنمق والمزخرف الذي لا

يعكس حقيقتهم .


و من صفاتهم تقديس الأقدمية في كل شيء , فمثلا إذا كان أحدهم مسئولا قديما في إدارة ما فسوف

يعتبر نفسه أنه الأكثر قدرة على الأداء ولا يسمح للآخرين ممن أتوا بعده أن يطوروا ويجددوا , حتى في

التدين فالبعض يعتبر أن الذي يتدين أولا هو دوما الأكثر فهما للدين ولا يعلموا أن ذلك مخالفة للمنهج

النبوي , ففي سرية ذات السلاسل عين نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – عمرو بن العاص –رضي

الله عنه- قائدا للجيش بعد إسلامه بخمسة أشهر وفي الجيش أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما - .


ومن صفاتهم اللهث الشديد لتذوق لذة الشهرة ولو على حساب المبادئ والقيم , فتجد الواحد منهم لا

يرى بأسا في أن يتنازل عن مبادئه الإسلامية وقيمه الأصيلة من أجل أن ينتشر اسمه في أي من

القوالب الحديثة , بل ويعتز ويفتخر حينما يمر بمكان ما ويجد أن الأنظار تلتفت إليه , و هو من جهله لا

يعلم أن الناس بطبعهم لابد أن يلتفتوا ليروا مصدر الرائحة الكريهة .


هذه بعض صفات صغار العقول والتي قد تكون متفرقة في عدد من الناس و قد يجتمع بعضها لدى

البعض , وإننا محتاجون دوما أن نعتني بتحسين نمط تفكيرنا بشكل مستمر حتى لا نكون كهؤلاء .
منقول
بتصميم العاشق

د.ليل الوعد
01/05/2012, 01:06 AM
يقول الله تعالى :

{ يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَى الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا } [ البقرة : 269] .


قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في تفسيره :
وقوله : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } : قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : يعني المعرفة بالقرآن : ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله .
وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس مرفوعا : " الحكمة القرآن " : يعني تفسيره ؛ قال ابن عباس : " فإنه قد قرأه البر والفاجر " ، رواه ابن مردويه .

وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد : يعني بالحكمة : الإصابة في القول .

وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } ؛ ليست بالنبوة ، ولكن العلم والفقه والقرآن .

وقال أبو العالية : الحكمة خشية الله ؛ فإن خشية الله رأس كل حكمة .
وقد روى ابن مردويه من طريق بقية عن عثمان بن زفر الجهني عن أبي عمار الأسدي عن ابن مسعود مرفوعا :

" رأس الحكمة ؛ مخافة الله " .

وقال أبو العالية ـ في رواية عنه ـ : الحكمة :

الكتاب والفهم .

وقال إبراهيم النخعي : الحكمة : الفهم .

وقال أبو مالك : الحكمة : السنة .

وقال أبن وهب عن مالك ، قال زيد بن أسلم :

الحكمة : العقل .

وقال مالك : وإنه ليقع في قلبي أن الحكمة هو الفقه في دين الله ، وأمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله ، ومما يبين ذلك أنك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها ، وتجد آخر ضعيفا في أمر الدنيا ، عالما بأمر دينه ، بصيرا به ، يؤتيه الله إياه ، ويحرمه هذا .

فالحكمة : الفقه في دين الله .

وقال السدي : الحكمة : النبوة .

والصحيح : أن الحكمة ـ كما قال الجمهور ـ :
لا تختص بالنبوة ، بل هي أعم منها ، وأعلاها النبوة ، والرسالة أخص ، ولكن لأتباع الأنبياء حظ من الخير على سبيل التبع ، كما جاء في بعض الأحاديث :

" من حفظ القرآن ؛ فقد أدرجت النبوة بين كتفيه ، غير أنه لا يوحى إليه " رواه وكيع بن الجراح في تفسيره عن إسماعيل بن رافع عن رجل لم يسمه عن عبد الله بن عمر .

وقوله : وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ويزيد قالا : حدثنا إسماعيل يعني ابن أبي خالد عن قيس ـ وهو ابن أبي حازم ـ عن ابن مسعود قال :


سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول :

" لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا ؛ فسلطه على هلكته في الحق . ورجل آتاه الله حكمة ؛ فهو يقضي بها ، ويعلمها " ، وهكذا رواه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه من طرق متعددة عن إسماعيل بن أبي خالد به .
[تفسير القرآن العظيم لابن كثير].


قال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "فتح القدير" :

قوله : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ } : هي العلم ، وقيل : الفهم ، وقيل : الإصابة في القول .


ولا مانع نم الحمل على الجميع شمولا أو بدلا .
وقيل : إنها النبوة ، وقيل : العقل ، وقيل : الخشية ، وقيل : الورع.

وأصل الحكمة : ما يمنع من السفه ، وهو كل قبيح .

والمعنى : أن من أعطاه الله الحكمة ؛ فقد أعطاه خيرا كثيرا ، أي عظيما قدره جليلا خطره .

وقرأ الزهري ويعقوب :

{ وَمَنْ يُؤْتِ الْحِكْمَةَ } : على البناء للفاعل ، وقرأ الجمهور على البناء للمفعول .
و { الْأَلْبَاب } : العقول ، واحدها (لب) ...
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ } :
قال : المعرفة بالقرآن : ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله .

عاشق القصيد
01/05/2012, 01:14 AM
ماشاء الله عليك ما خليت شي
يعطيك العافيه

د.ليل الوعد
01/05/2012, 02:26 AM
تحياتى وتقديرى وفقك الله لكل خير تتمناه العلم الاخضر

زهراني زهران
01/05/2012, 10:27 AM
إن الإنسان بطبيعته التي خلق عليها لا يبصر في الظلام بعينيه إلا إذا كان ينظر ببصيرته فبصيرة قلب المؤمن تشع نوراً ..
ومن المعروف أن كفيف البصر هو من فقد بصرهـ أما كفيف القلب هو من ذهبت بصيرته .. فيرى و لا يرى ما يجب أن يراهـ شحبت الرؤيا من قلبه ولم يعد يرى إلا بعينيه ، والبصيرة تعني " قوة الإدراك و الفطنة و العلم و الخبرة " لذا فإن الحكماء و العقلاء يرون ببصيرتهم وينظرون للأمور ليس بمجرد النظر بالعين بل يتطلعون لمدى أبعد من ذلك إنهم يبصرون ويثبتون على الحق لأن لدى قلوبهم نظرة ثاقبة تحميهم من الضلال ويقول المولى عز وجل" فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "
وهنيئاً لمن تبصر بقلبه قبل فوات الأوان لأن الرجوع في كثير من الأمور يكاد أن يكون مستحيلاً .. وبالتأكيد
لن يفيد ذلك الندم الناتج عن ضعف البصيرة الذي يجعلنا نرى السراب ماء .. والوهم .. حلم نسعى لتحقيقه ...!
و النظر بالعين المجردة من البصيرة يسلط الرؤية على زاوية واحدة ويجعل النظرة سطحية فلا يكون تقييم الأمور دقيقاً ولا يمكن أن توفى قدرها وغالباً ما يساء الاختيار أما البصير بالقلب يستطيع التمييز بين الأمور دون أن تختلط عليه أو تتشابك مع بعضها وبطبيعته البصيرية لا ينظر لبريق الإناء وزهوه إنما يتطلع لقيمة ما بداخله .. فهو على يقين بأن" ليس كل ما يلمع ذهب ولا كل ما يبرق فضه ". وهنا نستشف الفرق بين أعمى البصر وكفيف البصيرة فكم من كفيف تبصر و"رأى ببصيرته فاهتدى " وكم من بصير نظر وكأنه أعمى .
ووورد

عاشق القصيد
01/05/2012, 11:49 PM
منور يا الزهراني وفيت وكفيت لاعدمنا مروروك المميز