طير حلحال
02/05/2012, 01:44 PM
إخواني وأخواتي الأكارم أسعد الله أوقاتكم بكل خير وبعد :
كان للمرأة قبل نصف قرن من الزمان سجل حافل بالكدح والكفاح والتضحية والعطاء ، إذ كانت كالنحلة العاملة لا تهدأ عن الحركة ، ولا تـتـوقف عن النشاط ، قدّمت جهدهاً ، وبذلت وقتهاً في خدمة زوجها ، ورعاية أبنائها ، فحافظت بذلك على نفسها ، وارتقت بأسرتها ، وساهمت في بناء مجتمعها .
كانت المرأة ( القروية والبدوية ) تقوم بالأعمال الشاقة ، وتـتولى المهام الصعبة ، وتـتحمل المسؤوليات الكبيرة ، وتقضي الأشغال الكثيرة ، خذوا مثلاً :
كانت تجلب الحطب .
وتوقد النار للطبخ والتدفئة .
وتجهّز الأكل والقهوة .
وتطحن الحب بالرحاة .
وتصنع الخبز .
وتحبس البهم .
وترعى الغنم .
وتلقّم البقر .
وتحلب الشاة .
وتمخض الحليب .
وتطرح العلف للدواب .
وتدهن البيت ، وتصلّح تراب سقفه وجدرانه وأرضيته .
وتشارك في الحرث والتسميد والري والصرام والدياس .
وتجلب الماء من البئر .
وتـنظف البيت بمحقة من أغصان الشجر .
وتخيط الملابس .
وتنسج الصوف .
وتعـتـني بالعيال .
وتصنع كل شيء ، ورضيعها في جنبها بالميزب.
وقبل كل هذا ، تهتم بإرضاء بعلها ، وتسعى في خدمته ، وتحرص على إسعاده ولا تغضبه بأي كلمه أو تـنغّص حياته .
عملت المرأة قديماً بهمّة متوثبة ، وروح متحمّسة ، ونفس راضية ، كان عليها لباس الحشمة ، ورداء العِفة ، ووشاح الطهارة ، يساعدها الرجل في أعمالها ، ويساندها في تنفيذ مهامها ، إلا إنها كانت تشتكي من الضنك ، والجور ، والإذلال ، وكان في زمنها بعض البدع والخرافات ، وذلك نـتـيجةً لضعف الإلتزام الديني ، وقلة الوعي الثقافي ، وشيوع الأميّة والفقر بين أفراد المجتمع .
وأما حالها مع حال المرأة في زماننا هذا ، فلا مجال للمقارنة بـيـنهما ، المرأة اليوم محمولة ، مكفولة ، مخدومة ، ومعززة ومكرمة ، لا نصب ، ولا تعب ، ولا جور ، ولا معاناة .
وكان للنساء فيما مضى ، عطاء أدبي مميــز ، له خصائصه وسماته وموضوعاته الخاصة التي لا يمكن للرجل أن يصل إليها ، فالعاطفة لدى المرأة أكثر غزارة من الرجل ، إذ نجد في أشعارها هواجس وهموم ، وحب وحنين ، وتوجيه ومناصحة ، وفيها كذلك صورة لبعض الجوانب الثقافية والإجتماعية للبـيـئة التي عاشت فيها .
وكانت ألسنة النساء تردد الشعر في مواقف كثيرة ، وفي مناسبات عديدة ، فهو أسلوب إتصال ، وناقل أفكار ، وناشر أخبار ، فكان له من الإهتمام الحيّز الوفير ، وكان للشاعرات المكانة المرموقة ، والكلمة المسموعة .
وفيما يلي مقتطفات موجزة ، من أبـيات وأهازيج شعرية ، كانت تُقال في بعض المواقف النسائية ، والمناسبات الإجتماعية ، والتي نلمس فيها معانٍ قيّمة ، وإبداعات جميلة .
صلوا على المصطفى واقروا معي سورة الناس * شريفة يا خاتم الفضة ويا خاتم الماس
سلام يا صُـفّـة البسكوت ومهلبـيّه * ياليـتـني مثلكم والشّيب ما حَـنّ فـيّـه
شَـرَط لنا في دارنا ذبْـح ناقة * وآثاره ما يلقى لثوبه بناقة
إلعبن يازينات يا سمن عُـكّـه * وإن كان ماجا صيف فالجغن لُـكّـه
إلعبن يا سلحات تحت الحماطة * وبعضكنه ما يمش المخاطة
والله لو نغسل بصابون مكة * يا خِلقة الله ما معي مِـنـك فـكّـه
صفيّه يا مَحسَن الحِـنّـا في أقدامك * أهلك حكومة وباقي الناس خُـدامك
ياويل ذي تأخذ منـكِّـس عِـقـاله * خذي من الزُّراع مستـور حاله
رفيعة يا كادي الأصدار لا فاح ريحه * أمك تقل لا رِضِي بالك فأنا مستريحة
يا ما طردنا في الدنيا ويا كم لحقنا * ماهـيـب قواتـنا لكن ربي رزقنا
أما بنات السوق ما يـنـقـرِبـنه * إن جِعن صِحنه و إن شبعن أنبطحنه
يا تاج لا تبكين ينهل كُحلك * والكحل غالي ما يجي إلا لمثلك.
شريفة يا سيف مطـلي بالذهب ينبدا به * أبوك مثل الملك فيصل في أول شبابه
أمك تقل يا قازتي وين تغدين * ودّعـتـك الرحمن من حيث تلفين
بالله يا كُلّ شاعر تـبـتـعد عن طريقي * خلّوني أمدح في الأبطال حتى الغروبي
والله ما دوّر الفـتـنه ولا ابغي المشاكِل * واقول ياذا سترت اليوم تستر لباكر
ملحوظة مهمة :
هذه المقالة بـيان عن حُقبة زمنية قديمة ، لكنها ليست دعوة إلى إقحام النساء في أعمال تخص الرجال ، وإنما هي دعوة إلى زيادة تحمّل المسؤولية الأسرية والإجتماعية ، راجياً أن نجد في بناتـنا وأخواتـنا من تهتم بدراسة هذا المجال ، وذلك بإبراز الجوانب المضيئة من حياة الأمهات في الزمن الماضي .
كان للمرأة قبل نصف قرن من الزمان سجل حافل بالكدح والكفاح والتضحية والعطاء ، إذ كانت كالنحلة العاملة لا تهدأ عن الحركة ، ولا تـتـوقف عن النشاط ، قدّمت جهدهاً ، وبذلت وقتهاً في خدمة زوجها ، ورعاية أبنائها ، فحافظت بذلك على نفسها ، وارتقت بأسرتها ، وساهمت في بناء مجتمعها .
كانت المرأة ( القروية والبدوية ) تقوم بالأعمال الشاقة ، وتـتولى المهام الصعبة ، وتـتحمل المسؤوليات الكبيرة ، وتقضي الأشغال الكثيرة ، خذوا مثلاً :
كانت تجلب الحطب .
وتوقد النار للطبخ والتدفئة .
وتجهّز الأكل والقهوة .
وتطحن الحب بالرحاة .
وتصنع الخبز .
وتحبس البهم .
وترعى الغنم .
وتلقّم البقر .
وتحلب الشاة .
وتمخض الحليب .
وتطرح العلف للدواب .
وتدهن البيت ، وتصلّح تراب سقفه وجدرانه وأرضيته .
وتشارك في الحرث والتسميد والري والصرام والدياس .
وتجلب الماء من البئر .
وتـنظف البيت بمحقة من أغصان الشجر .
وتخيط الملابس .
وتنسج الصوف .
وتعـتـني بالعيال .
وتصنع كل شيء ، ورضيعها في جنبها بالميزب.
وقبل كل هذا ، تهتم بإرضاء بعلها ، وتسعى في خدمته ، وتحرص على إسعاده ولا تغضبه بأي كلمه أو تـنغّص حياته .
عملت المرأة قديماً بهمّة متوثبة ، وروح متحمّسة ، ونفس راضية ، كان عليها لباس الحشمة ، ورداء العِفة ، ووشاح الطهارة ، يساعدها الرجل في أعمالها ، ويساندها في تنفيذ مهامها ، إلا إنها كانت تشتكي من الضنك ، والجور ، والإذلال ، وكان في زمنها بعض البدع والخرافات ، وذلك نـتـيجةً لضعف الإلتزام الديني ، وقلة الوعي الثقافي ، وشيوع الأميّة والفقر بين أفراد المجتمع .
وأما حالها مع حال المرأة في زماننا هذا ، فلا مجال للمقارنة بـيـنهما ، المرأة اليوم محمولة ، مكفولة ، مخدومة ، ومعززة ومكرمة ، لا نصب ، ولا تعب ، ولا جور ، ولا معاناة .
وكان للنساء فيما مضى ، عطاء أدبي مميــز ، له خصائصه وسماته وموضوعاته الخاصة التي لا يمكن للرجل أن يصل إليها ، فالعاطفة لدى المرأة أكثر غزارة من الرجل ، إذ نجد في أشعارها هواجس وهموم ، وحب وحنين ، وتوجيه ومناصحة ، وفيها كذلك صورة لبعض الجوانب الثقافية والإجتماعية للبـيـئة التي عاشت فيها .
وكانت ألسنة النساء تردد الشعر في مواقف كثيرة ، وفي مناسبات عديدة ، فهو أسلوب إتصال ، وناقل أفكار ، وناشر أخبار ، فكان له من الإهتمام الحيّز الوفير ، وكان للشاعرات المكانة المرموقة ، والكلمة المسموعة .
وفيما يلي مقتطفات موجزة ، من أبـيات وأهازيج شعرية ، كانت تُقال في بعض المواقف النسائية ، والمناسبات الإجتماعية ، والتي نلمس فيها معانٍ قيّمة ، وإبداعات جميلة .
صلوا على المصطفى واقروا معي سورة الناس * شريفة يا خاتم الفضة ويا خاتم الماس
سلام يا صُـفّـة البسكوت ومهلبـيّه * ياليـتـني مثلكم والشّيب ما حَـنّ فـيّـه
شَـرَط لنا في دارنا ذبْـح ناقة * وآثاره ما يلقى لثوبه بناقة
إلعبن يازينات يا سمن عُـكّـه * وإن كان ماجا صيف فالجغن لُـكّـه
إلعبن يا سلحات تحت الحماطة * وبعضكنه ما يمش المخاطة
والله لو نغسل بصابون مكة * يا خِلقة الله ما معي مِـنـك فـكّـه
صفيّه يا مَحسَن الحِـنّـا في أقدامك * أهلك حكومة وباقي الناس خُـدامك
ياويل ذي تأخذ منـكِّـس عِـقـاله * خذي من الزُّراع مستـور حاله
رفيعة يا كادي الأصدار لا فاح ريحه * أمك تقل لا رِضِي بالك فأنا مستريحة
يا ما طردنا في الدنيا ويا كم لحقنا * ماهـيـب قواتـنا لكن ربي رزقنا
أما بنات السوق ما يـنـقـرِبـنه * إن جِعن صِحنه و إن شبعن أنبطحنه
يا تاج لا تبكين ينهل كُحلك * والكحل غالي ما يجي إلا لمثلك.
شريفة يا سيف مطـلي بالذهب ينبدا به * أبوك مثل الملك فيصل في أول شبابه
أمك تقل يا قازتي وين تغدين * ودّعـتـك الرحمن من حيث تلفين
بالله يا كُلّ شاعر تـبـتـعد عن طريقي * خلّوني أمدح في الأبطال حتى الغروبي
والله ما دوّر الفـتـنه ولا ابغي المشاكِل * واقول ياذا سترت اليوم تستر لباكر
ملحوظة مهمة :
هذه المقالة بـيان عن حُقبة زمنية قديمة ، لكنها ليست دعوة إلى إقحام النساء في أعمال تخص الرجال ، وإنما هي دعوة إلى زيادة تحمّل المسؤولية الأسرية والإجتماعية ، راجياً أن نجد في بناتـنا وأخواتـنا من تهتم بدراسة هذا المجال ، وذلك بإبراز الجوانب المضيئة من حياة الأمهات في الزمن الماضي .