صقر الجنوب
23/05/2012, 03:31 PM
الباحة نجحت في المجموع ولم تَجتَـزْ القياس !
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/Ali%20Al-rabi%20new.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=17)
علي محمد الرابغي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=17)
كانت الباحة مختزنة في ذاكرتي منذ السبعينات وعلى وجه التحديد في صيف 75 ميلادي.. لقيتها ونخبة من الطلاب كنت فيها رئيسا للرحلات الطلابية التي كانت من أبرز نشاطات رعاية الشباب (المعارف) لتعريف الشباب بأرجاء الوطن وتعميق الصلات بين الجسد الواحد.. لقيتها منطقة حالمة وديعة تسكن السكون ويسكنها.. تؤطرها جبال شم شامخات.. أمضيت فيها 50 يوما.. وكتبت عنها خمسة مقالات متتاليات.. كان أبرز معالمها رجالها عرفت فيها عثمان بن سعيد بن صقر وشقيقه صقر (يرحمه الله) وعبدالرحمن عصيدان، وأميرها في ذلك الوقت سعود السديرى.. كانت سماتها وملامحها البارزة الطابع الفطري.. وكان حظها من البنى التحتية قليلا لم تمتد إليها يد التطوير.. رغم أنها كانت رحما منتجا ضخ في شرايين الوطن وفي جسده الكبير كفاءات ذات قدرات عالية (غامد وزهران) فرضت مكانتها من خلال القدرات المتفوقة في مجالات الاقتصاد والطب والعلوم.. الأمر الذي شد الانتباه واستطاعت أن تحتل مراكز قيادية كبيرة.
الباحة ومشاري بن سعود:
جاء هذا الفارس القادم من الشرق.. الرجل الذي عاش في كنف العسكرية وقاد فريقا من حماة الوطن.. جاء يحمله حلم مجنح ومعه أجندة كبيرة وبرامج عمل تحتاج إلى خطوات وأساليب كي تظهر على السطح وكي لا يتحول الاستقرار إلى جمود ولكي يحرك الهمة والحيوية في شباب الباحة ليكونوا معه جنبا إلى جنب لتحديث وتطوير وتلبية الطموحات المشروعة لمنطقة الباحة في العيش والكرامة الإنسانية. والبناة دائما هم الذين يضعون في البداية هدفا أساسيا من خلال إصلاح جوهري شامل يتلاءم مع المعطيات المتوفرة. من أجل ذلك دعا أمير الباحة إلى منتدى الباحة للاستثمار في نطاق سياسته لجلب رؤوس الأموال لتوظيفها في مشاريع اقتصادية واجتماعية وثقافية تهدف إلى تراكم رأسمال جديد وأوعية تكون نبضا حيويا يسهم في رفع القدرة الإنتاجية ويقف جنبا إلى جنب مع خطط الدولة في حراك يجند كافة طاقات المنطقة ويركز على فتح قنوات استثمار جديدة بحسب معطيات المنطقة.. يشمل ذلك تطوير المشروع الفردي أو العائلي ويتعداها إلى شركات ومؤسسات تتضافر فيها جهود المستثمرين من كافة الأطياف الاجتماعية في سبيل الارتقاء بمستوى الدخل وفتح مجالات جديدة للتنمية وسد فجوات النقص الهائل في رأس المال من خلال الفوائض التي بكل أسف تعرف طريقها جيدا إلى الخارج ولكنها تفر من الداخل كفرار الفريسة من الأسد.
أنا والباحة:
كان التنظيم في هذا المؤتمر وبكل أسف يعاني من فقر الدم وقد كانت البداية في ترتيب السفر فقد أمضينا نحو أربع ساعات بين جدة والباحة وكانت من الأخطاء أن بعض الضيوف قد تسلموا بطاقة ركوب الطائرة والآخرين (كحجاج الفلت ) وكنت أضحك على زميلي الدكتور واصف الكابلي.. ثم كانت المفاجأة عندما وصلنا إلى الباحة لم يكن اسمى ضمن الموزعين على السكن ومعي أكثر من واحد.. وأصبحت أنا من الفلت وتذكرت الأغنية الشعبية:
ولـد الهـوى دائمـا تعبـان
مـكتــوب لـــه قـلـــة الــراحــة
مثـل السفيـنـة بــــــــــلا ربـان
يلعب بها الموج في الباحة.
وإن كانت الباحة في أعماق البحر ولكني على اليابسة أمضيت ليلة ليلاء غادرتها مع تباشير الصباح إلى الرياض وتعلمت أن التجربة مفيدة رغم قسوتها في البداية.. فإنها تمنحك القوة والثقة في النهاية.
رجال من معالم الباحة:
حفتني رعاية كريمة من الشيخ عثمان بن صقر ومن الشيخ عثمان بن سويعد شيخ قبيلة ابن كبير ويحيى صالح الغامدي أبو فريد الذي كان نعم الواجهة والسفير للباحة وكذلك كان أحد رجالات الباحة الصديق على سعيد الغامدى أبو هاني.. وجميعهم أشرعوا بيوتهم لاستقبالي ولهم الشكر.. وأتمنى في المناسبات القادمة أن يكون لرجالات الباحة المرموقين من هؤلاء والدكتور أبو عالي والدكتور منصور كدسة وعبدالعزيز بن عثمان بن صقر لأنهم يعرفون أقدار الناس.. وصدق من قال من لا يعرفك لا يثمنك ..
وحسبي الله ونعم الوكيل.
وردة
http://www.okaz.com.sa/new/myfiles/authors/Ali%20Al-rabi%20new.jpg (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=17)
علي محمد الرابغي (http://www.okaz.com.sa/new/index.cfm?method=home.authors&authorsID=17)
كانت الباحة مختزنة في ذاكرتي منذ السبعينات وعلى وجه التحديد في صيف 75 ميلادي.. لقيتها ونخبة من الطلاب كنت فيها رئيسا للرحلات الطلابية التي كانت من أبرز نشاطات رعاية الشباب (المعارف) لتعريف الشباب بأرجاء الوطن وتعميق الصلات بين الجسد الواحد.. لقيتها منطقة حالمة وديعة تسكن السكون ويسكنها.. تؤطرها جبال شم شامخات.. أمضيت فيها 50 يوما.. وكتبت عنها خمسة مقالات متتاليات.. كان أبرز معالمها رجالها عرفت فيها عثمان بن سعيد بن صقر وشقيقه صقر (يرحمه الله) وعبدالرحمن عصيدان، وأميرها في ذلك الوقت سعود السديرى.. كانت سماتها وملامحها البارزة الطابع الفطري.. وكان حظها من البنى التحتية قليلا لم تمتد إليها يد التطوير.. رغم أنها كانت رحما منتجا ضخ في شرايين الوطن وفي جسده الكبير كفاءات ذات قدرات عالية (غامد وزهران) فرضت مكانتها من خلال القدرات المتفوقة في مجالات الاقتصاد والطب والعلوم.. الأمر الذي شد الانتباه واستطاعت أن تحتل مراكز قيادية كبيرة.
الباحة ومشاري بن سعود:
جاء هذا الفارس القادم من الشرق.. الرجل الذي عاش في كنف العسكرية وقاد فريقا من حماة الوطن.. جاء يحمله حلم مجنح ومعه أجندة كبيرة وبرامج عمل تحتاج إلى خطوات وأساليب كي تظهر على السطح وكي لا يتحول الاستقرار إلى جمود ولكي يحرك الهمة والحيوية في شباب الباحة ليكونوا معه جنبا إلى جنب لتحديث وتطوير وتلبية الطموحات المشروعة لمنطقة الباحة في العيش والكرامة الإنسانية. والبناة دائما هم الذين يضعون في البداية هدفا أساسيا من خلال إصلاح جوهري شامل يتلاءم مع المعطيات المتوفرة. من أجل ذلك دعا أمير الباحة إلى منتدى الباحة للاستثمار في نطاق سياسته لجلب رؤوس الأموال لتوظيفها في مشاريع اقتصادية واجتماعية وثقافية تهدف إلى تراكم رأسمال جديد وأوعية تكون نبضا حيويا يسهم في رفع القدرة الإنتاجية ويقف جنبا إلى جنب مع خطط الدولة في حراك يجند كافة طاقات المنطقة ويركز على فتح قنوات استثمار جديدة بحسب معطيات المنطقة.. يشمل ذلك تطوير المشروع الفردي أو العائلي ويتعداها إلى شركات ومؤسسات تتضافر فيها جهود المستثمرين من كافة الأطياف الاجتماعية في سبيل الارتقاء بمستوى الدخل وفتح مجالات جديدة للتنمية وسد فجوات النقص الهائل في رأس المال من خلال الفوائض التي بكل أسف تعرف طريقها جيدا إلى الخارج ولكنها تفر من الداخل كفرار الفريسة من الأسد.
أنا والباحة:
كان التنظيم في هذا المؤتمر وبكل أسف يعاني من فقر الدم وقد كانت البداية في ترتيب السفر فقد أمضينا نحو أربع ساعات بين جدة والباحة وكانت من الأخطاء أن بعض الضيوف قد تسلموا بطاقة ركوب الطائرة والآخرين (كحجاج الفلت ) وكنت أضحك على زميلي الدكتور واصف الكابلي.. ثم كانت المفاجأة عندما وصلنا إلى الباحة لم يكن اسمى ضمن الموزعين على السكن ومعي أكثر من واحد.. وأصبحت أنا من الفلت وتذكرت الأغنية الشعبية:
ولـد الهـوى دائمـا تعبـان
مـكتــوب لـــه قـلـــة الــراحــة
مثـل السفيـنـة بــــــــــلا ربـان
يلعب بها الموج في الباحة.
وإن كانت الباحة في أعماق البحر ولكني على اليابسة أمضيت ليلة ليلاء غادرتها مع تباشير الصباح إلى الرياض وتعلمت أن التجربة مفيدة رغم قسوتها في البداية.. فإنها تمنحك القوة والثقة في النهاية.
رجال من معالم الباحة:
حفتني رعاية كريمة من الشيخ عثمان بن صقر ومن الشيخ عثمان بن سويعد شيخ قبيلة ابن كبير ويحيى صالح الغامدي أبو فريد الذي كان نعم الواجهة والسفير للباحة وكذلك كان أحد رجالات الباحة الصديق على سعيد الغامدى أبو هاني.. وجميعهم أشرعوا بيوتهم لاستقبالي ولهم الشكر.. وأتمنى في المناسبات القادمة أن يكون لرجالات الباحة المرموقين من هؤلاء والدكتور أبو عالي والدكتور منصور كدسة وعبدالعزيز بن عثمان بن صقر لأنهم يعرفون أقدار الناس.. وصدق من قال من لا يعرفك لا يثمنك ..
وحسبي الله ونعم الوكيل.
وردة