عبد الله الشدوي
30/05/2012, 08:22 PM
قبل الحافة :
مطر هناك وجدب هنا ..
...
هذه أحداثٌ مبعثرةٌ ،أخترتها لكم من " يومياتي " مع بعض التعديلات البسيطة.. رفقاً بها وبي ..
(1)
أبي
أعلم جيدا أنك الآن تـتـناول قهوتك ،
وتسرح بفكرك ، وتتساءل : ما الذي أفعله الآن ؟
ليتك تعلم أنني في هذهاللحظة تماما أكتب عنك ،
أكتب عن سيرة إنسان لن يهتم الآخرون كثيرا لمعرفته،
ولكنه يعني لي كل شيء .
..
اليوم استيقظت صباحا ، وأنا أتذكر موقفاواحدا فقط ،
كنت أنا حينها في الصف الثاني الابتدائي ،
وكان وقتها موعدعودتنا من المدرسة ،أذكر أنه كان يوم أربعاء ،
وكان من المفترض أن نذهب للطائف،
كانت حقيبتي تحتل موقعا كبيرا على ظهري وتزيد من الجانبين ،
كنت أركض خارجا باتجاه بوابة المدرسة البعيدة جدا عن الفصول ،
قبل أن أصل البوابة بخمسين مترا تقريبا ،
رأيتك تنتظرني هناك .. ليتك تعلم حجم ابتسامة قلبي حينها ،
كنت خجولا منك لأنك
كنت تحذرني دائما من الركض - يا لهذا القلب - تباطأت خطواتي قليلا ،
ارتسمت على شفتي ابتسامة خجل ، حينما رأيت ضحكتك ،
كدت أموت من الفرح ، عدت للركض من جديد ،
وأنت تبتسم وتصرخ " لا تجري "
أذكر كأنهالآن أنك جلست على ركبة واحدة واستقبلتني بذراعيك ،
لا أذكر ما قلتي لي حينها،
ولكن ما أذكره جيدا أنك وضعت يدك على قلبي ،
وقلت " اسم الله عليك "،
الآن يا أبتي أذكر هذا الموقف ،
واحتضانك لي ، في وقت كان الآباء لايحتضنون أبناءهم ، إلا القلة .
أذكر هذا الموقف ، وأود لو يعود الزمن إلى ذلك الوقت ، لأقول لك " أنا بدونك لا شيء " .
الأحد 23 محرم 1423هـ
( 2 )
إلى غائب .. !!
أقسم لك هذا ما أفعله كل ليلة !!
أذهبإلى فراشي ، استدعيك في مخيلتي ، ابتسم قليلا ،
أتذكر آخر حديث بيننا ، أتمنىلو تعود لخمس دقائق فقط ،
أغرق في وسادتي ، وانتحب .( رحمك الله )
الخميس 7 شوال 1424 هـ
( 3 )
إلى فاطمة ..
لم يتسن لي أن أراك ، وهم يودعونك الوداع الأخير ،
لا زلت أذكرركضي في فنائكم ، يدك الحنونة وهي تعبث بشعري ،
صراخك وقلقك دائما " انتبهلاتطيح يمة " ،
لازلت أذكر إلى الآن صوتك وأنت تـناديني ،
أقسم لك لا زلت أذكر نظراتك ،
وأنت تضعين فنجال الشاي أمامي وتقولين :
" انتبه يمه .. تراهحار .. خله يبرد شوية " ،
أذكر أنك مرة أهديتني نرجسة في مركن فخاري صغير ،
ليتك تعلمين كم أحببتها ، كنت أسميها " نرجسة خالتي فاطمة " ،
حينما ماتت تلك النرجسة أذكر أنني ببراءة سنواتي الخمس أتيت إليك وبكيت ..
قلتي حينها "خلاصلازم تكبر عشان ما تبكي " .
لقد كبرت اليوم ياخالتي ، إلا أنك لست هنا لتريني،
لقد كبرت إلا أنني لا زلت أبكي ،
أذكر أنني بعد وفاتك بفترة اتصلت بأختي الكبرى وبكيت ،
قلت لها أني افتقدك كثيرا ، سألتها لماذا ماتت ؟ لم تجبنِ .. وغرقنا في البكاء .
13 ربيع الثاني 1425هـ
(4)
قينس أقينس
كان الدكتور الأمريكي " ماك نيل " ينادي على الأسماء كل يوم ،
وفي كل مرة ينادي على "قينس أقينس" ولا أحد يرد ،
كنت أقول لخالد بجواري ،
وينه ذاقينس .. يا أخي يعجبوني اللي يطنـشون المحاضرات الأولى وما يحضرون ،
كان " قينس" بالنسبة لي أسطورة ، فمن خلال الأسم لا يمكن لأي أحد أن يحدد هويته ،
في الأسبوع الثاني أحضر الدكتور القائمة الجديدة بأسماء الطلاب ،
نادى عليهم جميعا بما فيهم " قينس أقينس " إلا أن أحدا لم يرد ،
صرخ الدكتور مرة أخرى بإسمه ، لم يرد أحدأيضا ،
ثم قال هل يعرفه أحد منكم ، أجاب البعض : لا ، وسكت الآخرون .
في اليوم التالي نادى الدكتور على الجميع بأسمائهم ،
طبعا لم يحضر " قينس" ،
ثم أعاد الدكتور المناداة على الجميع ولكن هذه المرة بالرقم الجامعي ،
وحينما وصل إلى رقم معين : أجاب أحد الطلبة : yes .
صمت الدكتور قليلا ، ثم أعاد النظر إلى القائمة أمامة وصرخ : أنت " قينس اقينس "
فرد الطالب : no
أعاد الدكتور الرقم الجامعي ، فقال الطالب : yes
قال له مرة أخرى بعصبيةشديدة : أنت " قينس أقينس " ؟؟!!
قال الطالب : no
سأله الدكتور : what is your name
أجاب الطالب بلهجة بدوية عميقة : قرنااااااس القرناااااس
حينهاتبادلنا نظرات الدهشة أنا وخالد ، ثم انفجرنا ضاحكين
.
الأحد 3 ذو القعدة 1996 هـ
على الحافة :
نصف قلبي معك
ونصفه مات ..
منقوووووووووول
</I></B></I>
مطر هناك وجدب هنا ..
...
هذه أحداثٌ مبعثرةٌ ،أخترتها لكم من " يومياتي " مع بعض التعديلات البسيطة.. رفقاً بها وبي ..
(1)
أبي
أعلم جيدا أنك الآن تـتـناول قهوتك ،
وتسرح بفكرك ، وتتساءل : ما الذي أفعله الآن ؟
ليتك تعلم أنني في هذهاللحظة تماما أكتب عنك ،
أكتب عن سيرة إنسان لن يهتم الآخرون كثيرا لمعرفته،
ولكنه يعني لي كل شيء .
..
اليوم استيقظت صباحا ، وأنا أتذكر موقفاواحدا فقط ،
كنت أنا حينها في الصف الثاني الابتدائي ،
وكان وقتها موعدعودتنا من المدرسة ،أذكر أنه كان يوم أربعاء ،
وكان من المفترض أن نذهب للطائف،
كانت حقيبتي تحتل موقعا كبيرا على ظهري وتزيد من الجانبين ،
كنت أركض خارجا باتجاه بوابة المدرسة البعيدة جدا عن الفصول ،
قبل أن أصل البوابة بخمسين مترا تقريبا ،
رأيتك تنتظرني هناك .. ليتك تعلم حجم ابتسامة قلبي حينها ،
كنت خجولا منك لأنك
كنت تحذرني دائما من الركض - يا لهذا القلب - تباطأت خطواتي قليلا ،
ارتسمت على شفتي ابتسامة خجل ، حينما رأيت ضحكتك ،
كدت أموت من الفرح ، عدت للركض من جديد ،
وأنت تبتسم وتصرخ " لا تجري "
أذكر كأنهالآن أنك جلست على ركبة واحدة واستقبلتني بذراعيك ،
لا أذكر ما قلتي لي حينها،
ولكن ما أذكره جيدا أنك وضعت يدك على قلبي ،
وقلت " اسم الله عليك "،
الآن يا أبتي أذكر هذا الموقف ،
واحتضانك لي ، في وقت كان الآباء لايحتضنون أبناءهم ، إلا القلة .
أذكر هذا الموقف ، وأود لو يعود الزمن إلى ذلك الوقت ، لأقول لك " أنا بدونك لا شيء " .
الأحد 23 محرم 1423هـ
( 2 )
إلى غائب .. !!
أقسم لك هذا ما أفعله كل ليلة !!
أذهبإلى فراشي ، استدعيك في مخيلتي ، ابتسم قليلا ،
أتذكر آخر حديث بيننا ، أتمنىلو تعود لخمس دقائق فقط ،
أغرق في وسادتي ، وانتحب .( رحمك الله )
الخميس 7 شوال 1424 هـ
( 3 )
إلى فاطمة ..
لم يتسن لي أن أراك ، وهم يودعونك الوداع الأخير ،
لا زلت أذكرركضي في فنائكم ، يدك الحنونة وهي تعبث بشعري ،
صراخك وقلقك دائما " انتبهلاتطيح يمة " ،
لازلت أذكر إلى الآن صوتك وأنت تـناديني ،
أقسم لك لا زلت أذكر نظراتك ،
وأنت تضعين فنجال الشاي أمامي وتقولين :
" انتبه يمه .. تراهحار .. خله يبرد شوية " ،
أذكر أنك مرة أهديتني نرجسة في مركن فخاري صغير ،
ليتك تعلمين كم أحببتها ، كنت أسميها " نرجسة خالتي فاطمة " ،
حينما ماتت تلك النرجسة أذكر أنني ببراءة سنواتي الخمس أتيت إليك وبكيت ..
قلتي حينها "خلاصلازم تكبر عشان ما تبكي " .
لقد كبرت اليوم ياخالتي ، إلا أنك لست هنا لتريني،
لقد كبرت إلا أنني لا زلت أبكي ،
أذكر أنني بعد وفاتك بفترة اتصلت بأختي الكبرى وبكيت ،
قلت لها أني افتقدك كثيرا ، سألتها لماذا ماتت ؟ لم تجبنِ .. وغرقنا في البكاء .
13 ربيع الثاني 1425هـ
(4)
قينس أقينس
كان الدكتور الأمريكي " ماك نيل " ينادي على الأسماء كل يوم ،
وفي كل مرة ينادي على "قينس أقينس" ولا أحد يرد ،
كنت أقول لخالد بجواري ،
وينه ذاقينس .. يا أخي يعجبوني اللي يطنـشون المحاضرات الأولى وما يحضرون ،
كان " قينس" بالنسبة لي أسطورة ، فمن خلال الأسم لا يمكن لأي أحد أن يحدد هويته ،
في الأسبوع الثاني أحضر الدكتور القائمة الجديدة بأسماء الطلاب ،
نادى عليهم جميعا بما فيهم " قينس أقينس " إلا أن أحدا لم يرد ،
صرخ الدكتور مرة أخرى بإسمه ، لم يرد أحدأيضا ،
ثم قال هل يعرفه أحد منكم ، أجاب البعض : لا ، وسكت الآخرون .
في اليوم التالي نادى الدكتور على الجميع بأسمائهم ،
طبعا لم يحضر " قينس" ،
ثم أعاد الدكتور المناداة على الجميع ولكن هذه المرة بالرقم الجامعي ،
وحينما وصل إلى رقم معين : أجاب أحد الطلبة : yes .
صمت الدكتور قليلا ، ثم أعاد النظر إلى القائمة أمامة وصرخ : أنت " قينس اقينس "
فرد الطالب : no
أعاد الدكتور الرقم الجامعي ، فقال الطالب : yes
قال له مرة أخرى بعصبيةشديدة : أنت " قينس أقينس " ؟؟!!
قال الطالب : no
سأله الدكتور : what is your name
أجاب الطالب بلهجة بدوية عميقة : قرنااااااس القرناااااس
حينهاتبادلنا نظرات الدهشة أنا وخالد ، ثم انفجرنا ضاحكين
.
الأحد 3 ذو القعدة 1996 هـ
على الحافة :
نصف قلبي معك
ونصفه مات ..
منقوووووووووول
</I></B></I>