صقر الجنوب
23/06/2005, 12:07 PM
ناقش الحاجز النفسي الذي ينتج عن عدم السماح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم
الحوار الوطني يدعو إلى تغيير الخطاب الذي يصف غير المسلم بالكافر في لقاء أبها
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-06-23/Pictures/2306.cul.p23.n100.jpg
جانب من اللقاء التحضيري الثاني للحوار الذي سيقام في أبها
أبها: عيسى سوادي، نادية الفواز
عقد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أمس في أبها لقاءه التحضيري الثاني للحوار الوطني الخامس والمقرر أن يعقد في أبها تحت عنوان "نحن والآخر" وأكد نائب رئيس اللقاء الدكتور عبدالله عمر نصيف في كلمته الافتتاحية على أهمية الحوار بين جميع أفراد المجتمع السعودي لمعرفة الأفكار حول علاقتنا مع الآخر، وما هو شعورنا نحوه وشعوره نحونا، وأن نعرف السلبيات الموجودة لدينا ونعمل على تفاديها وتطوير الإيجابيات في علاقتنا مع الآخر القريب والبعيد.
وأشار نصيف إلى أهمية إعطاء أكبر قدر ممكن من الناس فرصة للتعبير لنشر الرسالة الرئيسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهي نشر ثقافة الحوار وتوفير القناة المناسبة للحوار وطرح القضايا الوطنية، وأيضاً التفاعل والتواصل مع جميع المواطنين في مناطق السعودية من خلال هذه اللقاءات الحوارية، ومعرفة أكبر قدر من الأفكار والآراء وبلورتها إلى نتائج يمكن الاستفادة منها.
وشارك في اللقاء خمسون مشاركا ومشاركة من العلماء والمفكرين والشباب والمهتمين بالشأن العام من أبناء المنطقة.
وقد وزع اللقاء إلى ثلاثة محاور رئيسية تناوب المشاركون في طرح آرائهم في كل محور، والمحاور هي المحور الشرعي والمحور الثقافي الحضاري، والمحور السياسي الاقتصادي.
وشدد الدكتور عوض القرني في مداخلته على أهمية التمسك بالمنهج الشرعي في صياغة الهوية والتعاطي مع الآخر بما يضمن الاستفادة منه دون التفريط في خصوصيتنا الثقافية، كما أضاف القرني" ما الذي يمكن قوله في مسألة الحوار السياسي وحرمان الشعوب من الحوار السياسي الداخلي قبل أن نطالبها بالحوار مع الآخر.
وفي مداخلته قال الدكتور علي الشعبي إنه يجب أن يتوقف التكريس لثقافة الخصوصية، ووصف أن مثل هذه الدعوات تعد من المغالطات الكبرى فالشعب السعودي كبقية الشعوب المسلمة، وأضاف الشعبي أنه من الصعوبة بمكان إقناع الآخر بمحاورته في الوقت الذي نمارس معه العكس تماما في تعاملنا مع من يأتي من الآخر إلى السعودية.
ومن ضمن المداخلات النسائية قالت سيدة محسن آل طالب إن عدم السماح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية يخلق حاجزا نفسيا كبيرا لديهم تجاه الإسلام، ما يؤدي إلى صعوبة دعوتهم إلى الإسلام فيما بعد، وشددت آل طالب على أن ذلك يخلق نظرة فوقية لديهم تجاه الإسلام، وأضافت أنه ليس شرطاً أن يقيموا دور عبادة داخل السعودية. وقال الدكتور علي سعد الموسى إن الخطاب الديني أصبح بطاقة اجتماعية لتمرير الجهل والتطرف، وأدخلت الكثير تحت عباءة المشيخة دون الضلوع في العلم الشرعي، حتى وصلنا إلى مرحلة إخراج الدعاة الموثوقين من المساجد، في تصنيف وإقصاء وصل إلى منتهاه، وشدد الدكتور محمد آل هيازع على ضرورة تغيير لغة الخطاب الديني الحادة في وصف غير المسلم بالكافر، وقال هيازع إن خطابنا التعليمي يغرس بذرة الكراهية في النشء تجاه غير المسلمين، وأوضحت فاطمة الأحمري أنه يجب التسامح مع غير المسلم من أجل المصلحة الوطنية، وأكدت على ضرورة إيضاح أهمية وجود الآخر بيننا وهم العمالة الوافدة بشتى أنواعها لأنهم في مقدمة الآخرين الذين نتعامل معهم ونتناقش عنهم، وأنه من الضروري عدم تهميشهم ومحاولة الاستفادة منهم، وأن ننقل الصورة الجيدة والجميلة التي تهم الكثير منا عن مجتمعنا إنما تبدأ من خلال ما عرفه هؤلاء العمال عما لدينا عن طريق تعاملنا معهم. وشددت الأحمري على ضرورة الاعتراف بالأخطاء الواقعة في مؤسساتنا الشرعية وتصحيحها سواء في مجال القضاء والأحكام أو في المنابر والخطب، لكي لا تنقل صورة خاطئة وغير صحيحة للآخر أيا كان جنسه وبلده عن ما يدور في هذه المؤسسات ذات الأهمية والمرجعية الشرعية في هذا الوطن، وكذلك تحرير الدعوة الدينية من الدخلاء عليها وملاحظة تطوير آليات التواصل والتحاور في دعوتنا للآخرين.
كما أكدت الدكتورة لبنى العجمي على ضرورة استمرار الحوار مع الآخر، موضحة أن الحوار الثقافي سلاح مهم في عصر العولمة ووسائل نشر الثقافة، واعتبرت العجمي أن التعليم هو البيئة الحاضنة لأي مشروع وطني ويجب الابتعاد عن حشو العقول واستبدال ذلك بنشر الحوار الحضاري بين الطلاب، كما قال الدكتور محمد عبدالله آل عمرو إن مناهجنا الشرعية مازالت قاصرة على تدريبنا على التعامل مع متغيرات العصر أو معطيات الآخر، وأنه من الضرورة أيضا مراجعة صياغة المناهج التربوية في تعاملها مع الآخر، وذكر أن الغرب يسعى لمصلحته حتى وإن كان على حساب الإنسانية وأنه يجب علينا أيضا أن نسعى إلى مصالحنا معهم ومن خلالهم، بما يضمن تقدم أوطاننا، وقال مهدي إبراهيم الراقدي إن هنالك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها في تعاملنا مع الآخر، وضرب مثلا في تعامل البعض بفوقية مع العمالة الوافدة، وأيضا مشكلة التطرف وحواراتنا الداخلية التي يشوب جلها الإقصاء، ورفض الرأي الآخر. وركزت حنان عبدالخالق آل مانع على أهمية تأصيل الحوار في المجتمع بدءا من التعليم وانتهاء بكافة أطياف المجتمع.
وقال الدكتور مسفر الخثعمي إننا بحاجة إلى إعادة بناء المجتمع، وضرورة دراسة سلوك المجتمع الفوضوي في جميع مناحي الحياة، حيث أصبح يشار بالبنان إلى مجتمعنا في عدم احترامه للقوانين بكافة أشكالها.
وشدد الدكتور عبدالله محمد أبو داهش على ضرورة زرع الثقة في النشء وتدريبهم على الحوار لأنهم بالفعل قادرون على ذلك إذا ما أعطوا الثقة، وأوضح أننا لن نساير الآخر إلا بالعلم وليس التزمت.
كما شدد الدكتور عبدالله المصلح على احترام التخصص في العلم، وعدم الخلط بين المرجعيات مؤكدا على أن احترام المرجعية يعد جزءا من الهوية، بعيدا عن التزمت في الحوار والتعصب في الرأي عند التحاور مع الآخر بل السعي للاستفادة من ذلك الحوار، وليس لمجرد الانتصار.
كما أكد المصلح بأن الآخر هو أيضاً بأمس الحاجة لنا ولثقافتنا واقتصادنا، ولدينا ما نقدمه له ومن أبرز ذلك النظام الاقتصادي الإسلامي الذي أعجب به كثير من الاقتصاديين العالميين وأنه الحل لكل مشاكل الاقتصاد العالمية.
وأكد الدكتور محمد آل مزهر أن الحاجة كبيرة إلى الحرية والمعرفة الحقيقية للأوضاع السياسية إذا ما أردنا أن تتفاعل الشعوب في حوارها مع الآخر، وأكد على ضرورة قيام تكتلات اقتصادية، والابتعاد عن الأساليب التقليدية في الاقتصاد، وضرورة التحفيز للمستثمر الأجنبي لجلبه داخل البلاد، ومحاولة امتصاص السيولات النقدية، وتقنين الفوضى المالية في سوق ا لأسهم ، والسعي إلى تشجيع الصناعات الوطنية،
وتساءل محمد زايد الألمعي في مداخلته عن دور تمييع وسائل الفلكلور الجماعي في تشكيل الهوية بحجة التعالي على ماض لم نعد بحاجة إليه والخروج ببدائل أيديولوجية نعتقد أنها تشبع الفقدان الذي أصابنا،أيضا ما دور وسائل العولمة والاتصال في محاولة استئناف الجوانب المشكلة للهوية ، ووضعها في موضع الشريك أو العدو، وما دور المرحلة السابقة في بناء الشخصية السعودية، وكيف فشلنا في بناء مجتمع الدولة ولم نستطع التفريق بين الانضواء تحت مظلة المواطنة وبين أهمية النقد الذاتي ومواجهة الفساد لبناء الشخصية الوطنية، وما زلنا نخادع أنفسنا على أننا مجتمع دولة وفي الوقت نفسه نعود لمجتمع ما قبل الدولة بينما الآخر أصبح مجتمع ما بعد الدولة.
وفي نهاية اللقاء قرأ الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر البيان الختامي والتوصيات وهي:
ـ التنوع الثقافي والحضاري سنة كونية، وهناك قيم مشتركة مع الحضارات الأخرى، وأوجه الاختلاف معها. والفهم المتبادل هو الخطوة الأساسية في الحوار مع الآخر.
ـ الابتعاد عن العمومية في تحديد العلاقة مع الآخر والتركيز على أن تبنى العلاقة مع الآخر على المعرفة والاحترام والفهم والثقة وتبادل المنافع وإعمار الأرض.
ـ دور الخطاب الشرعي في صياغة الهوية والبعد عن الإشكاليات السلوكية والانعزالية التي قد تؤدي إلى العنف والاضطراب الاجتماعي وانعدام التناغم مع المجتمع والاغتراب الداخلي عنه.
ـ إحسان التعامل مع الآخرين خاصة ممن يعمل في السعودية، مع أهمية تضمين العقود مع العاملين في السعودية من المسلمين وغيرهم بنوداً تحدد العقوبات على من يقوم بالإساءة للعاملين تحت كفالته.
ـ دعم وتشجيع إقامة مراكز بحث وحوار حضاري مع الآخرين رسمية أو شعبية.
من جهة أخرى وعلى هامش اللقاء أقيمت دورة خاصة في مهارات الحوار والاتصال حضرها 25 شاباً وقدمها مدير إدارة التدريب وورش العمل بمركز الحوار الوطني عبدالله الصقهان شرح فيها آداب الحوار وتطبيقاته، والأساليب الحديثة في ممارسة الحوار والتركيز على مهارات الاتصال مع الآخرين، وعرض نماذج من الثقافة الإسلامية.
الحوار الوطني يدعو إلى تغيير الخطاب الذي يصف غير المسلم بالكافر في لقاء أبها
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-06-23/Pictures/2306.cul.p23.n100.jpg
جانب من اللقاء التحضيري الثاني للحوار الذي سيقام في أبها
أبها: عيسى سوادي، نادية الفواز
عقد مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني أمس في أبها لقاءه التحضيري الثاني للحوار الوطني الخامس والمقرر أن يعقد في أبها تحت عنوان "نحن والآخر" وأكد نائب رئيس اللقاء الدكتور عبدالله عمر نصيف في كلمته الافتتاحية على أهمية الحوار بين جميع أفراد المجتمع السعودي لمعرفة الأفكار حول علاقتنا مع الآخر، وما هو شعورنا نحوه وشعوره نحونا، وأن نعرف السلبيات الموجودة لدينا ونعمل على تفاديها وتطوير الإيجابيات في علاقتنا مع الآخر القريب والبعيد.
وأشار نصيف إلى أهمية إعطاء أكبر قدر ممكن من الناس فرصة للتعبير لنشر الرسالة الرئيسية لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وهي نشر ثقافة الحوار وتوفير القناة المناسبة للحوار وطرح القضايا الوطنية، وأيضاً التفاعل والتواصل مع جميع المواطنين في مناطق السعودية من خلال هذه اللقاءات الحوارية، ومعرفة أكبر قدر من الأفكار والآراء وبلورتها إلى نتائج يمكن الاستفادة منها.
وشارك في اللقاء خمسون مشاركا ومشاركة من العلماء والمفكرين والشباب والمهتمين بالشأن العام من أبناء المنطقة.
وقد وزع اللقاء إلى ثلاثة محاور رئيسية تناوب المشاركون في طرح آرائهم في كل محور، والمحاور هي المحور الشرعي والمحور الثقافي الحضاري، والمحور السياسي الاقتصادي.
وشدد الدكتور عوض القرني في مداخلته على أهمية التمسك بالمنهج الشرعي في صياغة الهوية والتعاطي مع الآخر بما يضمن الاستفادة منه دون التفريط في خصوصيتنا الثقافية، كما أضاف القرني" ما الذي يمكن قوله في مسألة الحوار السياسي وحرمان الشعوب من الحوار السياسي الداخلي قبل أن نطالبها بالحوار مع الآخر.
وفي مداخلته قال الدكتور علي الشعبي إنه يجب أن يتوقف التكريس لثقافة الخصوصية، ووصف أن مثل هذه الدعوات تعد من المغالطات الكبرى فالشعب السعودي كبقية الشعوب المسلمة، وأضاف الشعبي أنه من الصعوبة بمكان إقناع الآخر بمحاورته في الوقت الذي نمارس معه العكس تماما في تعاملنا مع من يأتي من الآخر إلى السعودية.
ومن ضمن المداخلات النسائية قالت سيدة محسن آل طالب إن عدم السماح لغير المسلمين بممارسة شعائرهم الدينية يخلق حاجزا نفسيا كبيرا لديهم تجاه الإسلام، ما يؤدي إلى صعوبة دعوتهم إلى الإسلام فيما بعد، وشددت آل طالب على أن ذلك يخلق نظرة فوقية لديهم تجاه الإسلام، وأضافت أنه ليس شرطاً أن يقيموا دور عبادة داخل السعودية. وقال الدكتور علي سعد الموسى إن الخطاب الديني أصبح بطاقة اجتماعية لتمرير الجهل والتطرف، وأدخلت الكثير تحت عباءة المشيخة دون الضلوع في العلم الشرعي، حتى وصلنا إلى مرحلة إخراج الدعاة الموثوقين من المساجد، في تصنيف وإقصاء وصل إلى منتهاه، وشدد الدكتور محمد آل هيازع على ضرورة تغيير لغة الخطاب الديني الحادة في وصف غير المسلم بالكافر، وقال هيازع إن خطابنا التعليمي يغرس بذرة الكراهية في النشء تجاه غير المسلمين، وأوضحت فاطمة الأحمري أنه يجب التسامح مع غير المسلم من أجل المصلحة الوطنية، وأكدت على ضرورة إيضاح أهمية وجود الآخر بيننا وهم العمالة الوافدة بشتى أنواعها لأنهم في مقدمة الآخرين الذين نتعامل معهم ونتناقش عنهم، وأنه من الضروري عدم تهميشهم ومحاولة الاستفادة منهم، وأن ننقل الصورة الجيدة والجميلة التي تهم الكثير منا عن مجتمعنا إنما تبدأ من خلال ما عرفه هؤلاء العمال عما لدينا عن طريق تعاملنا معهم. وشددت الأحمري على ضرورة الاعتراف بالأخطاء الواقعة في مؤسساتنا الشرعية وتصحيحها سواء في مجال القضاء والأحكام أو في المنابر والخطب، لكي لا تنقل صورة خاطئة وغير صحيحة للآخر أيا كان جنسه وبلده عن ما يدور في هذه المؤسسات ذات الأهمية والمرجعية الشرعية في هذا الوطن، وكذلك تحرير الدعوة الدينية من الدخلاء عليها وملاحظة تطوير آليات التواصل والتحاور في دعوتنا للآخرين.
كما أكدت الدكتورة لبنى العجمي على ضرورة استمرار الحوار مع الآخر، موضحة أن الحوار الثقافي سلاح مهم في عصر العولمة ووسائل نشر الثقافة، واعتبرت العجمي أن التعليم هو البيئة الحاضنة لأي مشروع وطني ويجب الابتعاد عن حشو العقول واستبدال ذلك بنشر الحوار الحضاري بين الطلاب، كما قال الدكتور محمد عبدالله آل عمرو إن مناهجنا الشرعية مازالت قاصرة على تدريبنا على التعامل مع متغيرات العصر أو معطيات الآخر، وأنه من الضرورة أيضا مراجعة صياغة المناهج التربوية في تعاملها مع الآخر، وذكر أن الغرب يسعى لمصلحته حتى وإن كان على حساب الإنسانية وأنه يجب علينا أيضا أن نسعى إلى مصالحنا معهم ومن خلالهم، بما يضمن تقدم أوطاننا، وقال مهدي إبراهيم الراقدي إن هنالك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى إعادة النظر فيها في تعاملنا مع الآخر، وضرب مثلا في تعامل البعض بفوقية مع العمالة الوافدة، وأيضا مشكلة التطرف وحواراتنا الداخلية التي يشوب جلها الإقصاء، ورفض الرأي الآخر. وركزت حنان عبدالخالق آل مانع على أهمية تأصيل الحوار في المجتمع بدءا من التعليم وانتهاء بكافة أطياف المجتمع.
وقال الدكتور مسفر الخثعمي إننا بحاجة إلى إعادة بناء المجتمع، وضرورة دراسة سلوك المجتمع الفوضوي في جميع مناحي الحياة، حيث أصبح يشار بالبنان إلى مجتمعنا في عدم احترامه للقوانين بكافة أشكالها.
وشدد الدكتور عبدالله محمد أبو داهش على ضرورة زرع الثقة في النشء وتدريبهم على الحوار لأنهم بالفعل قادرون على ذلك إذا ما أعطوا الثقة، وأوضح أننا لن نساير الآخر إلا بالعلم وليس التزمت.
كما شدد الدكتور عبدالله المصلح على احترام التخصص في العلم، وعدم الخلط بين المرجعيات مؤكدا على أن احترام المرجعية يعد جزءا من الهوية، بعيدا عن التزمت في الحوار والتعصب في الرأي عند التحاور مع الآخر بل السعي للاستفادة من ذلك الحوار، وليس لمجرد الانتصار.
كما أكد المصلح بأن الآخر هو أيضاً بأمس الحاجة لنا ولثقافتنا واقتصادنا، ولدينا ما نقدمه له ومن أبرز ذلك النظام الاقتصادي الإسلامي الذي أعجب به كثير من الاقتصاديين العالميين وأنه الحل لكل مشاكل الاقتصاد العالمية.
وأكد الدكتور محمد آل مزهر أن الحاجة كبيرة إلى الحرية والمعرفة الحقيقية للأوضاع السياسية إذا ما أردنا أن تتفاعل الشعوب في حوارها مع الآخر، وأكد على ضرورة قيام تكتلات اقتصادية، والابتعاد عن الأساليب التقليدية في الاقتصاد، وضرورة التحفيز للمستثمر الأجنبي لجلبه داخل البلاد، ومحاولة امتصاص السيولات النقدية، وتقنين الفوضى المالية في سوق ا لأسهم ، والسعي إلى تشجيع الصناعات الوطنية،
وتساءل محمد زايد الألمعي في مداخلته عن دور تمييع وسائل الفلكلور الجماعي في تشكيل الهوية بحجة التعالي على ماض لم نعد بحاجة إليه والخروج ببدائل أيديولوجية نعتقد أنها تشبع الفقدان الذي أصابنا،أيضا ما دور وسائل العولمة والاتصال في محاولة استئناف الجوانب المشكلة للهوية ، ووضعها في موضع الشريك أو العدو، وما دور المرحلة السابقة في بناء الشخصية السعودية، وكيف فشلنا في بناء مجتمع الدولة ولم نستطع التفريق بين الانضواء تحت مظلة المواطنة وبين أهمية النقد الذاتي ومواجهة الفساد لبناء الشخصية الوطنية، وما زلنا نخادع أنفسنا على أننا مجتمع دولة وفي الوقت نفسه نعود لمجتمع ما قبل الدولة بينما الآخر أصبح مجتمع ما بعد الدولة.
وفي نهاية اللقاء قرأ الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر البيان الختامي والتوصيات وهي:
ـ التنوع الثقافي والحضاري سنة كونية، وهناك قيم مشتركة مع الحضارات الأخرى، وأوجه الاختلاف معها. والفهم المتبادل هو الخطوة الأساسية في الحوار مع الآخر.
ـ الابتعاد عن العمومية في تحديد العلاقة مع الآخر والتركيز على أن تبنى العلاقة مع الآخر على المعرفة والاحترام والفهم والثقة وتبادل المنافع وإعمار الأرض.
ـ دور الخطاب الشرعي في صياغة الهوية والبعد عن الإشكاليات السلوكية والانعزالية التي قد تؤدي إلى العنف والاضطراب الاجتماعي وانعدام التناغم مع المجتمع والاغتراب الداخلي عنه.
ـ إحسان التعامل مع الآخرين خاصة ممن يعمل في السعودية، مع أهمية تضمين العقود مع العاملين في السعودية من المسلمين وغيرهم بنوداً تحدد العقوبات على من يقوم بالإساءة للعاملين تحت كفالته.
ـ دعم وتشجيع إقامة مراكز بحث وحوار حضاري مع الآخرين رسمية أو شعبية.
من جهة أخرى وعلى هامش اللقاء أقيمت دورة خاصة في مهارات الحوار والاتصال حضرها 25 شاباً وقدمها مدير إدارة التدريب وورش العمل بمركز الحوار الوطني عبدالله الصقهان شرح فيها آداب الحوار وتطبيقاته، والأساليب الحديثة في ممارسة الحوار والتركيز على مهارات الاتصال مع الآخرين، وعرض نماذج من الثقافة الإسلامية.