صقر الجنوب
28/06/2005, 01:33 PM
بيوتنا وحضر التجول
بقلم: صالح الدقلة
لم يكن في بيوت الأولين كثير من اللعب المجلوبة من خارج المنزل فكل ما في البيت من أدوات وأثاث بسيط تم إحضاره للاستعمال المنزلي فالوسادة واللحاف والإبريق والمقشة كانت عهدة على ربة المنزل تستخدمها و تحافظ عليها لكن ذلك لا يعني منع الأطفال من اللعب بها وبغيرها من الأدوات التي لا تتضرر باللعب أو تؤذي الطفل
ولك أخي القارئ أن تعود بذاكرتك لأيام الطفولة ستجد أن لك مع كل زاوية في البيت وقطعة منه ذكرى جميلة حين كان (المتكى ) حصانا و(المساند ) جدران بيت صغير لك وعصى الجد فرسا مغتصبا .....
وحين تمل من هذا كله تجد في الخارج مساحة آمنة لتكمل مشوار متعتك واكتشاف ما حولك . من الأحجار والأشجار وغرائب الإشياء التي ليست ألعابا إلا في خيال الطفل الذي يجعلها عالما ممتعا
أما الآن فقد تحولت البيوت إلى متاحف يمنع لمس شيء منها ولكل قطعة في البيت غرض خاص لا يتعداه إلى غيرة وللجميع الحق في استخدام مقتنيات المنزل باستثناء الأطفال فهم عادة من يوصمون بالتطرف وتمتد إليهم أصابع التهمة في كل مرة يحاولون فيها الاقتراب من شيء
فيمنع الأكل في الغرفة ويمنع الجري في الصالة ويمنع الدخول للمجلس ويمنع الاختباء خلف المقاعد والطاولات ويمنع التأرجح في مقبض الباب ويمنع الشرب في أكواب الضيوف ويمنع العبث ببعض المعلبات (المغلقة ) ويمنع فتح النافذة ويمنع منعا باتا الخروج أمام باب المنزل لرؤية الشارع ويمنع ويمنع ويمنع .................
ثم نقول هذا البيت من أجلكم مع أن كل ما فيه من أجل عيون الضيوف !!
وحين نحاول أن نختار لهم ما يلعبون به فسرعان ما نختار ما يناسب رغباتنا في ضبط حركتهم وليس رغباتهم في الاستمتاع !!! ونعتبر أنفسنا قد قمنا بالدور الواجب في العناية بالجانب الترفيهي للطفل !!.
بالله أي شخصية يمكن بناءها في جو المنع وحضر التجول وانعدام أو شبه انعدام الجلسة الأسرية المثمرة وحصر مفهوم التربية في ضبط حركة الأطفال ومستوى أصواتهم فقط
في زمن لم يعد هناك مجال يتيح للطفل فرصة الخروج من المنزل خوفا من مخاطر الشارع ناهيك عن ندرة الحدائق الملائمة ومراكز الترفيه المناسبة لحاجات الطفل الحقيقية .
لا زلت أذكر ذلك الأب الذي يقول لي صرفت على أولادي مبلغ ثلاثة آلاف ريال في الترفيه لليلة واحدة وحين عدنا للبيت ظهر من كلامهم أنهم لم يستمتعوا ولازالت مشاعر الملل لم تتبدد من صدورهم !!!
ما كان مني إلا أن قلت وأقول ( كثيرا ما نبذل في سبيل التربية لكننا نكتشف في النهاية أننا نلعب لكن خارج خط التماس ونرسم لكن خارج اللوحة )
ما المانع لوكان غالب أثاث البيت مما يراعى فيه إمكانية استفادة الأطفال منه في الترفيه والتعلم وما المانع لوكان ذوق بعض المقتنيات ذوقا طفوليا ليكون مصدر متعة لعيون ومشاعر صغارنا الأحباب ولو لم يعجب ذوق السيدة الزائرة وزوجها الباشا اللذان سيزوران البيت (مرة واحدة في السنة )
لقد تأملت الفرصة التي يمكن فيها أن نتيح لأطفالنا حرية الحركة واللعب في البيت فوجدت أن غالب المجتمع خاصة من سكان (الشقق) لن يتمكنوا من ذلك إلا في حالة امتلاك منزل مستقل له فناء جيد ومرافق واسعة وهذا بلا شك لن يكون إلا في مرحلة متقدمة من العمل عندها يكون الأطفال قد أصبحو كبارا وأصبح هم الأبناء هو البحث عن عمل بعد أن فشلوا صغارا في البحث عن لعبة وهم البنات انتظار عريس بعد طول انتظارهن في الصغر بحثا عن (عروسة ) !
ومن هنا أود أن أوجه النداء التالي لكل أب وأم يريد تربية طفل سعيد :
لندع فرصة لأطفالنا ليعيشوا طفولتهم فربما لا يسعفنا الوقت لتعويضهم
ضبط المنزل لا يعني حضر التجول في البيت وكتم أنفاس الحوار
اجعل من الترفيه مجالا لملء القلوب بالحب والأنس وتنمية قدرات الشخصية
لا زال الوقت مبكرا لشحن نفوس أولادنا بهموم الحياة
امنحهم الثقة وساعدهم في التعلم من المواقف بدلا من توجيه البيانات الرسمية ...الإنسان هو أعظم بناء شيده الإنسان ؛ فضع لبنة فيه .............
منقول
بقلم: صالح الدقلة
لم يكن في بيوت الأولين كثير من اللعب المجلوبة من خارج المنزل فكل ما في البيت من أدوات وأثاث بسيط تم إحضاره للاستعمال المنزلي فالوسادة واللحاف والإبريق والمقشة كانت عهدة على ربة المنزل تستخدمها و تحافظ عليها لكن ذلك لا يعني منع الأطفال من اللعب بها وبغيرها من الأدوات التي لا تتضرر باللعب أو تؤذي الطفل
ولك أخي القارئ أن تعود بذاكرتك لأيام الطفولة ستجد أن لك مع كل زاوية في البيت وقطعة منه ذكرى جميلة حين كان (المتكى ) حصانا و(المساند ) جدران بيت صغير لك وعصى الجد فرسا مغتصبا .....
وحين تمل من هذا كله تجد في الخارج مساحة آمنة لتكمل مشوار متعتك واكتشاف ما حولك . من الأحجار والأشجار وغرائب الإشياء التي ليست ألعابا إلا في خيال الطفل الذي يجعلها عالما ممتعا
أما الآن فقد تحولت البيوت إلى متاحف يمنع لمس شيء منها ولكل قطعة في البيت غرض خاص لا يتعداه إلى غيرة وللجميع الحق في استخدام مقتنيات المنزل باستثناء الأطفال فهم عادة من يوصمون بالتطرف وتمتد إليهم أصابع التهمة في كل مرة يحاولون فيها الاقتراب من شيء
فيمنع الأكل في الغرفة ويمنع الجري في الصالة ويمنع الدخول للمجلس ويمنع الاختباء خلف المقاعد والطاولات ويمنع التأرجح في مقبض الباب ويمنع الشرب في أكواب الضيوف ويمنع العبث ببعض المعلبات (المغلقة ) ويمنع فتح النافذة ويمنع منعا باتا الخروج أمام باب المنزل لرؤية الشارع ويمنع ويمنع ويمنع .................
ثم نقول هذا البيت من أجلكم مع أن كل ما فيه من أجل عيون الضيوف !!
وحين نحاول أن نختار لهم ما يلعبون به فسرعان ما نختار ما يناسب رغباتنا في ضبط حركتهم وليس رغباتهم في الاستمتاع !!! ونعتبر أنفسنا قد قمنا بالدور الواجب في العناية بالجانب الترفيهي للطفل !!.
بالله أي شخصية يمكن بناءها في جو المنع وحضر التجول وانعدام أو شبه انعدام الجلسة الأسرية المثمرة وحصر مفهوم التربية في ضبط حركة الأطفال ومستوى أصواتهم فقط
في زمن لم يعد هناك مجال يتيح للطفل فرصة الخروج من المنزل خوفا من مخاطر الشارع ناهيك عن ندرة الحدائق الملائمة ومراكز الترفيه المناسبة لحاجات الطفل الحقيقية .
لا زلت أذكر ذلك الأب الذي يقول لي صرفت على أولادي مبلغ ثلاثة آلاف ريال في الترفيه لليلة واحدة وحين عدنا للبيت ظهر من كلامهم أنهم لم يستمتعوا ولازالت مشاعر الملل لم تتبدد من صدورهم !!!
ما كان مني إلا أن قلت وأقول ( كثيرا ما نبذل في سبيل التربية لكننا نكتشف في النهاية أننا نلعب لكن خارج خط التماس ونرسم لكن خارج اللوحة )
ما المانع لوكان غالب أثاث البيت مما يراعى فيه إمكانية استفادة الأطفال منه في الترفيه والتعلم وما المانع لوكان ذوق بعض المقتنيات ذوقا طفوليا ليكون مصدر متعة لعيون ومشاعر صغارنا الأحباب ولو لم يعجب ذوق السيدة الزائرة وزوجها الباشا اللذان سيزوران البيت (مرة واحدة في السنة )
لقد تأملت الفرصة التي يمكن فيها أن نتيح لأطفالنا حرية الحركة واللعب في البيت فوجدت أن غالب المجتمع خاصة من سكان (الشقق) لن يتمكنوا من ذلك إلا في حالة امتلاك منزل مستقل له فناء جيد ومرافق واسعة وهذا بلا شك لن يكون إلا في مرحلة متقدمة من العمل عندها يكون الأطفال قد أصبحو كبارا وأصبح هم الأبناء هو البحث عن عمل بعد أن فشلوا صغارا في البحث عن لعبة وهم البنات انتظار عريس بعد طول انتظارهن في الصغر بحثا عن (عروسة ) !
ومن هنا أود أن أوجه النداء التالي لكل أب وأم يريد تربية طفل سعيد :
لندع فرصة لأطفالنا ليعيشوا طفولتهم فربما لا يسعفنا الوقت لتعويضهم
ضبط المنزل لا يعني حضر التجول في البيت وكتم أنفاس الحوار
اجعل من الترفيه مجالا لملء القلوب بالحب والأنس وتنمية قدرات الشخصية
لا زال الوقت مبكرا لشحن نفوس أولادنا بهموم الحياة
امنحهم الثقة وساعدهم في التعلم من المواقف بدلا من توجيه البيانات الرسمية ...الإنسان هو أعظم بناء شيده الإنسان ؛ فضع لبنة فيه .............
منقول