تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الباحة تقول لا للانهزامية


صقر الجنوب
30/06/2005, 01:19 PM
لقاء الباحة للحوار الوطني يتحول إلى جدل حول
الانهزامية وعدم إمكانية محاورة الآخر الذي يكرس الحقد والكراهية ضدنا


http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-06-30/Pictures/3006.cul.p19.n100.jpg



جانب من اللقاء التحضيري للحوار الوطني في الباحة

الباحة: جمعان الكرت
كاد ختام المرحلة الثانية ـ التي استضافتها الباحة أمس ـ من اللقاءات التحضيرية للحوار الوطني الخامس الذي سيعقد في أبها تحت عنوان: "نحن والآخر: رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية"، أن يتحول إلى ما يشبه الهجوم على " الآخر " بدلا من الحوار معه،والتأكيد على أن الخلاف معه قائم ـ حسب تعبير أحد المداخلين ـ، وتحدث آخرون قائلين إن مثل هذا النقاش نوع من "الانهزامية " واستشهد أحدهم بالمناهج اليهودية التي" تؤكد على نبذ الآخر"، مما جعل بعض المداخلين بعده يتفقون معه ويتساءلون عن جدوى الحوار مع الآخر في ظل " اعتدائه علينا،وتكريسه للحقد والكراهية ضد مناهجنا وضدنا حسب بعض الآراء. وتعددت الاقتراحات ومنها اقتراح بتقديم ماء زمزم في المطارات المحلية كجزء من التعامل مع الآخر.
إلا أن ذلك لم يمنع 50 مشاركا ومشاركة في الحوار،من الخروج بعدة توصيات تدعو إلى إجراءات فكرية وإجرائية للحوار مع الآخر منها
" دعوة الجهات المتخصصة في الفتوى بالسعودية إلى تحديد الضوابط والمنطلقات الشرعية للتعامل مع الآخر وصولا إلى توحيد الأطر والمنطلقات في تعاملنا مع الآخر"، إلى جانب " تفعيل النصوص الشرعية الواردة في الكتاب والسنة في الحوار والتعامل مع الآخر لتصبح واقعا ممارسا في المجتمع ".
كذلك دعا المشاركون إلى دعم وتشجيع برامج الابتعاث والتبادل الثقافي مع الثقافات والحضارات الأخرى كإحدى الوسائل المهمة في التواصل الحضاري "وفي الجانب الاقتصادي ركزت التوصيات على " تشجيع برامج الاستثمار والتبادل الاقتصادي بين السعودية والدول الأخرى، لما في ذلك من تطوير لوسائل الإنتاج وتنويع مصادر الدخل وتوفير الفرص الوظيفية للشباب.
وكان الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر قد أكد على نجاح اللقاءات الحوارية التحضيرية للقاء الوطني الخامس للحوار الفكري في المرحلتين الأولى والثانية, وقال إن المركز يسعى إلى توسيع مشاركة جميع أفراد المجتمع عبر هذه اللقاءات لاستطلاع آراء المشاركين والمشاركات ويعمل على أن يصبح الحوار الأسلوب الأمثل ومنهج الحياة في المجتمع السعودي من خلال اللقاءات الوطنية. وأشار إلى أن المركز يسعى إلى تكريس الوحدة الوطنية والاهتمام بصياغة الخطاب الإسلامي المعتدل ومعالجة القضايا الوطنية وتعزيز دور المؤسسات المدنية في المجتمع.
وفي بداية اللقاء أكد المشاركون والمشاركات على ضرورة الاعتزاز بالهوية الإسلامية في علاقتنا بالآخر وبيان ثقافتنا الأصيلة مع الانفتاح على الثقافات العالمية وأهمية التوقف عند الحدود والضوابط الشرعية التي ينص عليها الدين الإسلامي في تعاملنا مع الآخر وعدم تجاوزها أو إلغائها أو الإخلال بها, يجب أن نظهر الصورة الحقيقية الإسلامية والاهتمام بالسلوكيات الإيجابية في تعاملنا مع الآخر ومبادئنا في علاقتنا بالآخر... وأشار الدكتور هجاد الغامدي إلى أهمية تطوير الفتوى مع التطور المستقبلي, أما نورة الغامدي فأشارت إلى أهمية عدم الانسياق والانقياد للآخر بل ضرورة التعامل بندية, عبدالله غريب قال, إن هناك نقاط التقاء واختلاف مع الآخر.. وينبغي التعامل وفقاً للمنهج الرباني, سعيد محمد الزهراني, مدير التعليم بالمخواة, يقول إن جميع الأديان تدعو للسلام والتعايش وترفض العنف والإرهاب. وقال إن الإسلام يرفض الظلم ويدعو للتسامح, مطر رزق الله, مدير تعليم الباحة, يقول إن الإسلام صالح لكل زمان ومكان, والنصوص القرآنية موجودة وينبغي أن تكون سلوكاً للجميع. وفاء الغامدي دعت إلى أسلوب الإقناع مع الآخر, أما الدكتور علي حامد الغامدي, مدير عام الشؤون الصحية, فأشار إلى أهمية التعامل مع الفئة الموجودة بيننا والمساواة بينهم كي يعطوا صورة نقية عن هذا البلد, وركز الدكتور حامد متولي على الشباب وإعطائهم الفرصة الجيدة من خلال توفير رغباتهم، وقال إن الشباب مثل الذهب قد تغطيه الشوائب, إلا أنه سرعان ما ينجلي عن لمعان.
وفاء حامد دعت إلى التعامل مع الآخر, وفقاً لكتاب الله وسنة رسوله, أما الدكتور مزهر القرني فانتقد بعض الأنظمة المحلية وقال إنها تهدم الوطنية فبعض الشباب - حسب القرني - يحظى بتميز وتمييز كقبوله في الدراسة بمكافأة وزميله الآخر محروم من هذه المزايا, حيث تفرض عليه الرسوم وفي بعض الأماكن يقبل الفرد ليكون مؤهلاً لرتبة عسكرية جيدة وزميله الآخر بنفس المؤهل والمستوى, يوضع في مرتبة أقل وبراتب ضئيل, وكل ذلك يفرز لنا احتقاناً لدى بعض الشباب, إذا رأى مثل هذا التمايز وسيولد شعوراً بعدم الاهتمام فيما يوكل إليه مستقبلاً وسيقلل من محبة الوطن, واقترح الدكتور مزهر القرني المساواة بين الطلبة في التعليم العام والتعليم الموازي ودمجه حتى نقضي على الحرمان, وكذلك عمل مكافآت مالية مجزية لمن يحقق نجاحاً وانضباطاً في عمله للحفاظ على الشعور بالوحدة الوطنية لدى من لم تستوعبه الكليات العسكرية وتوعية من ميزه الله بمال أو منصب أو مؤهل علمي ألا ينظر للطرف الآخر بنظرة استعلاء وتكبر, وبهذا سنتمكن من تحقيق الهدف الذي نسعى إليه داخلياً وسنوحد الصف للحوار الخارجي مع الآخر بنجاح بعيداً عن مصادرة الرأي الآخر.
أما عبدالناصر الكرت فقال إننا نتغاضى عن أخطائنا ونضخم أخطاء الآخرين.. لذا ينبغي أن ننظر إلى ذواتنا بموضوعية وفي الوقت ذاته نتقبل الآخر ونحاوره ونناقشه بشفافية. ودعت منيرة الحسني إلى وضع برامج خاصة لتوعية الشباب بأهمية الحوار, يحيى مرضي الزهراني, دعا إلى تقديم ماء زمزم كهدايا للأطفال والعوائل عند خروجهم من المطارات السعودية كجزء من التعامل الإنساني مع الآخر.
الدكتور محمد سعد الغامدي قال إننا نعاني من ازدواجية واضحة في سلوكياتنا ويعود ذلك لعدم فهمنا للإسلام بشكل صحيح وأيضاً للتنشئة الاجتماعية.
أمل الجارالله دعت إلى فتح قنوات حوار مع العمالة وأبدى أحمد السياري استغرابه من قيام البعض برفع ستار العداوة مع الآخر علماً بأن دين الإسلام دين نقاء وطهر وجمال. الدكتور جمعان الغامدي يقول إن أسباب الخلاف قائمة إلا أننا نلحظ في كثير من نقاشاتنا بأننا نؤكد للعالم بأننا متهمون.. هم يشرعون القوانين الدولية حسب أهوائهم.. لذا ينبغي ألا نصبح مدافعين وكأننا في موطن الجريمة, حسب - رأيه - لدرجة أن البعض تبرأ من مناهجنا, نوال علي أشارت إلى قصور الإعلام في إعطاء صورة حقيقية عن مجتمعنا, أما الدكتور علي حامد الغامدي, فاتفق مع الدكتور جمعان الغامدي على انسياق البعض لاتهام مناهجنا ومعلمينا, وأضاف نحن رضينا بهذه الانهزامية, ولكي يحترمنا الآخرون لا بد أن نحترم أنفسنا, وأشار إلى أن المناهج اليهودية تؤكد نبذ الآخر والوقوف ضد المسلمين, وانتقد دور الصحافة في هذا الخصوص.
وشدد عبدالعزيز الزهراني على عدم إمكانية الحوار مع الآخر, ويقول كيف نتحاور معهم وهم الذين يعتدون على مناهجنا بالحقد والكراهية ويبرزون الصور الخاطئة عنا ويستخدمون المصطلحات ضدنا.
وركز أحمد حامد على شيئين: الحصيلة الثقافية والقدوة الصالحة ولوحظ على معظم الحوارات الإنشائية والأسلوب الوعظي, وفي الوقت الذي أخذ فيه البعض فرصته مرتين نجد أن بعض المشاركين لم تتح له المشاركة إلا بعد الدورة الأولى, كذلك أشاد فيصل بن معمر بالمداخلات النسائية من حيث مجال الطرح أو عمق الأفكار.