تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معركة بدر الكبرى


متعب الزهراني
01/07/2005, 09:01 AM
{بسـم الله الرحمن الرحيم}

والصلاة والسلام على من لا نبي بعده/ هذه صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي ومعركة خالدة خلّدها المولى عز وجل يوم انتصر فيه الحق على الباطل يوم سطر نبي هذه ألامه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم ومن معه من صحابته رضوان الله عليهم أجمعين اللذين توالت عليهم الأحداث،والمحن فخاضوا غمار الحروب،فلم يهِنوا ولم يضعفوا
أقدّمها على حلقات ارجوا المولى عز وجل إن ينفعنا بها

معركة بدر
يوم نصر الله فيه الإسلام واعزّه قدِم رسول الله من غزوة العشيرة(1) ولم يمكث بالمدينة الغ أياماً قلائل،حتى اغار كُرز بن جابرالِفهريّ على سْرح(2)المدينة
فخرج رسول الله في طلبه حتى بلغ سفوان(3)وفاته كُرزفلم يدُْركه(4)

ثم بعث رسول الله عبدالله بن جحش(5)مع رهط من المهاجرين وكتب له كتابا وامره إلا يفتحه حتى يسير يومين، ثم ينظر فيه

فيمضي لما أمره بت ولايستكره احداًمن اصحابه.

فسارعبدالله يومين،وفتح الكتاب،فإذا فيه:اذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل نخله،بين مكة والطائف_فترصدبهاقريش

وتعلّم لنا قريش فلما نظرعبدالله بن جحش في الكتاب قال:سمعاًوطاعه.ثم قال لأصحابه:قد امرني رسول الله أن

امضي إلى نخل ارصد بها قريشا حتى آتيه منهم بخبر،وقدنهاني ان استكره أحدا منكم،فمن كان منكم يريد الشهادة

ويرغب فيها فلينطلق،ومن كره ذلك فليرجع،فإما أنافماض لأمر رسول الله،

معاني الكلمات(1)قبل هذا اليوم غزوة ودان قرية جامعه بين مكةوالمدينه،وتسمى أيظاًغزوةالابوا،وخرج فيها
النبي يريد قريشا وبني ضمره،فوداعته فيهابني ضمره ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حربا.ثم غزوة العشيرة(بطن ينبع)
وقد خرج لغزو قريش،وودع فيها بني مدلج وحلفاءهم ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حرباً(2)السرح المال السائم
الإبل والغنم(3)سفوان:واد من ناحية الحجاز(4)هذه غزوة بدر الأولى(5)سرية عبدا لله بن جحش


فمضى ومضى معه أصحابه،لم يتخلّف منهم احد،وسلك على طريق الحجاز حتى إذا كان ببعض

الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبه ابن غزوان بعيراً لهما كانا يعتقبانه فتخلفا في طلبه

.ومضى عبدا لله بن جحش وبقية أصحابه حتى نزل نخلة فمرت عير لقريش فيها عمرو بن

الحضرمي::فلنا رآهم القوم قد نزلوا قريبا ًمنهم هابوهم،وتشاوراصحاب النبي في الأمر،

وقالوا:لئن تركنا القوم هذه الليلة ليدخلنّ الحرم،وليمتنعنّ بت منكم،ولئن قتلناهم لنقتلهم في

الشهر الحرام.وتردّدوا وهابوا الإقدام عليهم،ثم شجّعوا أنفسهم،واجمعوا على قتل من قدروا

على قتله منهم،واخذ مامعهم.وقتلوا عمرو الحضرمي واسروا أسيرين.

واقبل عبدا لله بن جحش وأصحابه بالعير وبالأسيرين حتى قدموا على رسول الله بالمدينة،فلما

رآهم النبي قال:ماامرتكم بقتال في الشهر الحرام.

فلما سمعوا مقالة النبي سقط في أيديهم،وظنوا أنهم قدهلكوا،وعنفّهم إخوانهم من المسلمين فيما صنعوا:
وقالت قريش:قد استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام،وسفكوا فيه الدم،واخذوا فيه الأموال،واسروا الرجال.واكثرالناس في ذلك،فأنزل الله على رسوله

يَسْأَلونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:217)

فلما انزل الله فيهم هذا ألقرآن،وفرج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الخوف قبض رسول الله العير والأسيرين.

وبعثت إليه قريش في فدا أسيريها،

فقال الرسول:لانفديكموهما حتى يقدم صاحبانا فإنّ نخشاكم عليهما،فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم.وقدم صاحبا الرسول،فقبل رسول الله الفداء

ثم إن رسول الله سمع بأبي سفيان بن حرب مقبلاً من الشام في عير عظيمه لقريش،فيها أموال وتجاره،فندب المسلمين إليها،وقال:هذه عير لقريش فيها أموالهم،فاخرجوا إليها.فانتدب الناس


وكان ابوسفيان،حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار،ويسأل من لقي من الركبان،تخوّفاً على

أموال قريش،حتى أصاب خبرا من بعض الناس،أن محمداً قد استنفر أصحابه له ولعيره،فحذر عند ذلك،
واستأجرضمضم بن عمرو الغفاري،وبعثه إلى مكة،وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم إلى أموالهم،
واخبرهم، أن محمداً قد عرض له في أصحابه.فخرج ضمضم مسرعاًالى مكة.

هذا ما كان من أبي سفيان،أما في مكة فقد كان حديث الناس فيها يتصل بالعير بسبب آخر،

فقد رأت عاتكه بنت عبد المطلب_قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليال_رؤيا أفزعتها،

فبعثت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب،فقالت له:بأخي،إني رأيت الليلة رؤيا تخوفت ان يدخل

على قومك منها شر ومصيبة،فأكتم عني ماأحدثك بت،قال لها،وما رأيت؟قالت:رأيت راكباً أقبل

على بعير له حتى وقف بالأبطح ثم صرخ بأعلى صوته:ألا انفروا لمصارعكم في ثلاث!فأرى

الناس اجتمعوا له.ثم دخل المسجد والناس يتبعونه،فبينما هم حوله مثُل بت بعيره على رأس

أبي قبيس فصرخ بمثلها،ثم اخذصخرةفأرسلها،فأقبلت تهوي حتى إذا كانت بأسفل الجبل ارفضّت

فما بقي بيت من بيوت مكة ولا دار الادخلها منها فِلقة:قال العباس:والله إن هذه لرؤيا!وأنت فاكتميها،
ولا تذكريها لأحد ثم خرج العباس فلقي الوليد بن عتبه_وكان صديقا له_فذكرها له،واستكتمه إياها،
ولكن الوليد ذكرها لأبيه عتبه،ففشا الحديث بمكة،وتحدثت بها قريش في أنديتها،وغدا العباس بن عبد المطلب
يطوف بالبيت،وابوجهل بن هشام في رهط من قريش قعود يتحدثون برؤيا عاتكه،فلما رآه أبو جهل قال:
ياأبا الفضل،
إذا فرغت من طوافك فأقبل ألينا،فلما فرغ العباس أقبل حتى جلس معهم،فقال:يابني عبد المطلب،
متى حدثت فيكم هذه، النبيه؟
قال العباس:وما ذاك،قال:تلك الرؤيا التي رأت عاتكه،قال:وما رأت؟ قال:يابني عبد المطلب،أما ر

ضيتم أن يتنبّأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم!لقد زعمت عاتكه في رؤيا ها ان راكبا أقبل إلى مكة فقال:
انفروا في ثلاث!فسنتربص بكم هذه الثلاث،فإن يك حقّا ما تقول فسيكون،وأن تمض الثلاث ولم

يكن من ذلك شيء نكتب عليكم كتابا أنكم أكذب أهل بيت في العرب،

فلم يكن من العباس إليه شيء إلا أنه جحد ذلك،وانكرأن تكون قدرات شياً.ثم تفرقوا،وفي المساء لم تبقى امرأة من بني عبد المطلب إلا أتت العباس،فقلن:
أقررتم لهذا الفاسق الخبيث، أن يقع في رجالكم،ثم قد تناول النساء وأنت تسمع،ثم لم يكن عندك

غيرة لشيءٍ مما سمعت!فقال:قد فعلت:وايم الله لأتعر ضن له،فإن عاد لأقتصّن.

وغدا العباس في اليوم الثالث من رؤيا عاتكه،وهو مغضب،ودخل المسجد فرأى أبا جهل،ومشى نحوه يتعرضّه ليعود لبعض ماقال فيقع بت،فإذا بت يخرج نحو باب المسجد يشتّد،فقال في نفسه:
أكلّ هذا فرقا مني ولم يكن فزعا منه،ولكنه كان قد سمع صوتاً لم يسمعه،ذلك صوت ضمضم الغفاري وهو
يصرخ ببطن الوادي،واقفا على بعيره،قدحوّل رحله،وشق قميصه،وهو يقول:
يامعشرقريش،اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان،قدعرض لها محمد في أصحابه،لا أرى أن تدركوها!
الغوث الغوث وشغل الناس بما جاء بت ضمضم الغفاري،وتجهزوا سِراعاً وقالوا،أيظن محمد وأصحابه أنهاعير أبن الحضرمي كلا ليعلمن غير ذلك،وكانوا بين رجلين:إما خارج،وإما باعث مكانه رجلا.
فلم يتخلف من أشرافها.أحداً:إلا أنّ أبالهلب تخلّف وبعث مكانه العاص بن هشام ابن المغيرة:

على أربعة ألاف درهم كانت له عليه،أفلس بها.فأستأجره بها على أن يكون عنه في هذا البعث

ولما فرغت قريش من جهازهم واجمعوا ألمسيره،ذكروا ماكان بينهم وبين بني بكر بن عبد مناه من الحرب فقالوا:إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا!وكاد ذلك يثنيهم،فتبدّى لهم سراقة ابن مالك_من أشراف كنانة_
فقال لهم_أنالكم جار من أن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه،فخرجوا سراعاً.

وخرج رسول الله في أصحابه وأمامه رايتان:أحداهما مع علي بن طالب في المهاجرين،والأخرى مع سعد بن معاذ في الأنصار.

وكانت الإبل سبعين وسار النبي في طريقه إلى مكة،حتى إذا كان قريباً من الصفراء بعث بسبس بن عمرو،وعدي بن الزغّباءالجهنين
إلى بدر يتحسّسان له الأخبار عن أبي سفيان وقافلته،

وسار حتى نزل وادي الذّفران وهناك أتاه الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم،

فأستشار الناس وأخبرهم عن قريش،فقام أبوبكر فقال وأحسن.ثم قام عمرين الخطاب فقال فأحسن،
وقام المقداد بن عمرو فقال.يارسول الله،امض لِما أراك الله فنحن معك،والله لانقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى

(قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَداً مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:24)

ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكم مقاتلون،فوالدي بعثك بالحق لوسرت بِنا إلى برك الغماد لجادلنا معك من دونه حتى تبلغه،فقال له رسول الله خيراً،ودعا له،

ثم قال رسول الله:أشيروا عليّ أيها الناس_وإنما يريد الأنصار.

فقال سعد بن معاذ:والله لكأنّك تريدنا يا رسول الله:قال:اجل:قال:قدآمنا بك وصدقناك،وشهدنا أنّ ماجئت بت هوا لحق،
وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة،فأمض يارسول الله لما أردت،فنحن معك،
فوالدي بعثك بالحق لوأستعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك،ماتخلف منا رجل واحد،وما نكره ان تلقى بنا عدونا غدا،إنا لصبر في الحرب صدق في اللقاء،ولعل الله يريك منا ماتقرّبه عينك،فسربنا على بركة الله.

فسر رسول الله بقول سعد،ونشّطه ذلك ثم قال:سيروا وابشروا فإن الله تعالى قد وعدني إحدى الطائفتين،
والله لكأني انظر إلى مصارع القوم,ثم ارتحل رسول الله من ذفران حتى نزل قريباً من بدر،وركب رسول الله هو وابوبكر،وسارا حتى وقفا على شيخ من العرب،فسأله رسول الله عن قريش وعن محمد وأصحابه،وما بلغه عنهم،
فقال الشيخ:لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟فقال رسول الله:أذا أخبرتنا أخبرناك،قال:اوذاك بذاك!قال:نعم,قال الشيخ فإنه بلغني ان محمداً وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا_للمكان الذي بت رسول الله_
وانه بلغني أن قريشاً خرجوا يوم كذا وكذا،فإن الذي اخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا_

للمكان الذي بت قريش.فلمّا فرغ من خبره قال:ممّن أنتما؟فقال له رسول الله نحن من ماء.ثم انصرف عنه.
ورجع رسول الله إلى أصحابه،فلما أمسى بعث علي بن أبي طالب،والزبير بن العوام،وسعد بن

أبي وقاص،في نفر من أصحابه إلى ماء بدر يتلمسون الخبر عليه،فأصابوا راوية يستقي الماء لقريش،فيها أسلم_غلام بني الحجاج_وعريض أبو يسار غلام العاص ابن سعيد_
فأتوا بهما،وسألوهما،ورسول الله قائم يصلي،فقالا:
نحن سقاة قريش،بعثونا نسقيهم من الماء.
فكره القوم خبرهما،ورجوا ان يكونا

لأبي سفيان،فضربوهما،فلما أذلقوهما قالا:نحن لأبي سفيان،فتركوهما،وركع رسول الله وسجد سجدتين،ثم سلم وقال:إذا صدقاكم

ضربتموهما،وإذا كّذباكم تركتموهما!صدقا والله،أنهما لقريش،أخبراني عن قريش،قالا،هم والله وراء الكثيب الذي ترى بالغدوة القصوى فقال لهما رسول الله:
كم القوم؟قالا،كثير،قال:ماعِِد تهم؟قالا:لاندري.قال:كم ينحرون كل يوم؟قالا؟يوماً تسعا ويوما عشرا

فقال القوم فيما بين التسعمائة والألف.ثم قال لهما:فمن فيهم من أشراف قريش؟قالا:عتبة بن ربيعة،وشيبة بن ربيعة،وأبوالبختري بن هشام،وعّداً كثير من رجال قريش.

فأقبل رسول الله على الناس فقال:هذه مكة قدالقت إليكم أفلاذ كبدها،ومضى بسبس بن عمرو،عدي بن الزّغباء،حتى نزلا بدراً

فأناخا إلى تل قريب من الماء،ثم أخذا شنّا لهما يستقيان فيه،فسمعا جاريتين من جواري الحاضر وهما تتلازمان والملزومة تقول لصاحبتها،
إنما تأتي العير غداً أوبعد غد،فأعمل لهم،ثم أقضيك الذي لك،فركبا بعيرهما،ثم انطلقا حتى أتيا رسول الله،فأخبراه بما سمعا،

وأقبل أبو سفيان بن حرب يتقدم العير،حذرا حتى ورد الماء،فرأى رجلا،فقال له:هل أحسست أحدا؟فقال:
مارأيت أحداً أنكره،إلا أني قد رأيت راكبين قد أناخا إلى هذا التل،ثم استقيا في شن لهما،ثم انطلقا.
فأتى ابوسفيان مناخهما فأخذ من أبعار بعيرهما ففته،فإذا فيه النوى،فقال هذه علائف يثرب ورجع إلى أصحابه سريعاً فضرب وجه عيره عن الطريق فساحل بها وترك بدراً يساراً،وانطلق مسرعاً،
وأقبلت قريش حتى نزلوا الجحفه ولما رأى ابوسفيان انه قد أحرز عيره أرسل إلى قريش،إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم وقد نجونا بها فأرجعوا.

فقال ابوجهل بن هشام:والله لانرجع حتى نرد بدراً.فنقيم عليه ثلاث،فتنحر الجزر،ونطعم الطعام ونسقي الخمر،وتعزف علينا القيان،وتسمع بنا العرب وبمسيرنا وجمعنا،فلا يزالون يهابوننا أبدا بعدها،فأمضوا.
فقال الاخنس بن شريق يابني زهره،قدنجىّ الله لكم أموالكم وخلّص لكم صاحبكم_مخرمة بن نوفل_وإنما نفرتم لتمنعوه وماله،فاجعلوا بي جبنها،وارجعوا،فإنه لاحاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعةٍ لا ما يقول هذا_يعني اباجهل.فرجعوا ولم يشهدها زهري واحد.

ومضت قريش حتى نزلوا بالغدوة القصوى من الوادي،وكان الوادي دهساً وبعث الله السماء،فأصاب رسول الله وأصاحبه منها ماء لبّد الأرض،ولم يمنعهم عن المسير،وأصاب قريشاً منها ماء لم يقدروا على أن يرتحلوا معه.

وخرج رسول الله يبادرهم إلى الماء،حتى إذا جاء أدنى ماء من بدر نزل بت،فقال الحبّاب بن المنذر:يارسول الله،أرأيت هذا المنزل

أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر،

ام هوا ألرأي والحرب والمكيدة!قال رسول الله:بل هو الرأي والحرب والمكيدة:فقال يارسول الله:فإنّ هذا ليس بمنزل،فانهض بالناس حتى تأتي أدنى ماء من القوم فتنزله،ثم نغوّر ماوراءه من القٌلب ونبني عليه حوضاً فنملؤه ماء،ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون.فقال رسول الله:
لقد أشرت بالرأي.
ونهض من معه مِن الناس،فسار حتى إذا حتى أتى ماء من القوم نزل عليه فُملئ ماء.ثم قال سعد بن معاذ:
يانبي الله،ألا نبني لك عريشاً تكون فيه،ونعدّ لك ركائبك ثم نلقى عدونا،فإن اعزّنا الله وأظهرنا على عدونا كان ذلك ما أحببنا،وإن كانت الأخرى جلست على ركائبك فلحقت بمن وراءنا من قومنا،فقد تخلف عنك أقوام_
يانبي الله_مانحن بأشد لك حباًّ منهم،ولو ظنوا تلقى حرباً ماتخلفوا عنك،يمنعُك الله بهم،يناصحونك ويجاهدون معك.

فأثنى عليه النبيّ ودعا له بالخير.ثم بُني لرسول الله عريش فكان فيه.

نهاية الجزء الأول