صقر الجنوب
05/07/2005, 02:07 PM
بعض المواضع التاريخية في زهران أبيدة
قال ابن دريد : أبيدة موضع ، قال الشاعر [1] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn1).
فما أبيدة من أرضي فأسكنها وإن تجاور فيها الماء والشجر
عده الهمداني في عهده من ديار بني هلال، يقول في ذلك: بلد هلال: الواديان: رنية وأبيدة[2] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn2). وذكر في موضع أخر أنه لعدوان وفهم ونبت بن عكل فقال: ثم بلد عدوان وفهم ونبت بن عكل في صدور أبيدة[3] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn3).
وعند ذكر محجة صنعاء عن طريق السراة، يقول: ومن كرا إلى تربة وهي أبيدة، خمسة عشر ميلاً[4] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn4). وقد أورده الرداعي في أرجوزته، و هو يصف طريق الحج من صنعاء إلى مكة المكرمة عن طريق جبال السراة فقال[5] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn5):
ثـم الكراع ولهـن ريـده ينسلن للمعلـف من أبيـدة
وأوضحه الهمداني بقوله: أبيدة ما بين الحرة وناهية، وبها واد عظيم من أعظم أعراض نجد يسمى تربة إذا سال (مكث سيله) مدة[6] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn6). وورد عند ياقوت على أنه منزل من منازل أزد السراة، وفي قول ابن موسى أنه من ديار اليمانيين بين تهامة واليمن[7] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn7). كما عده أبو داود من أرض خثعم وأنشد لعامر بن الطفيل[8] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn8):
ونحن صبحنا حي أسماء غارة أبالت حبالى الحي من وقعها دما
وبالنقـع من وادي أبيدة جاهرت أنيسـا وقـد أردين سـادة خثعما
وقال البكري: أبيدة: بفتح أوله وبالدال المهملة منزل بني سلامان من الأزد بالسرا ة[9] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn9).
يؤخذ مما تقدم أن وادي أبيدة كان من الأودية المعروفة الشهيرة لدى عرب الجزيرة، وأنه كان موطناً لعدة قبائل قبل أن تنزله قبيلة زهران، وقد تطرق الشيخ حمد الجاسر، إلى كل هذه الأقوال، وصدق قائليها. موضحاً ذلك بقوله: كل هذه الأقوال صحيحة، فأعلاه (أي أعلى وادي أبيدة) لعدوان وفهم، وأسفله لبني هلال، ويذكر البكري والحموي أنه من منازل أزد السراة وهذا صحيح، إذ أن زهران، وغامد من هؤلاء، أما القول بأنه من بلاد خثعم، فهو صحيح أيضاً، لأن خثعم كانت بجوار إخوانها من بجيلة، ثم حدثت أمور دفعت بخثعم إلى النزوح من السراة إلى سفوحها، فأقوال المتقدمين ينبغي أن ينظر إليها باعتبار أزمانها[10] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn10).
وعند مجئ الأزد ومن بينها زهران وغامد إلى هذه الديار قاتلت خثعم، وأجلوها عن ديارها وسكنوها من بعدها وذلك قبل مجيء الإسلام ومن تلك المواضع أبيدة، فأصبح هذا الوادي وغيره من ديار الأزد. ونتيجة لرغبة القبائل في التوسع فقد جرت فيما يبدو حروب بين القبائل المتجاورة آنذاك خثعم وزهران وغامد وبنو هلال، نزلت بعدها غامد في منازل بني هلال في معشوقة وما حولها، وارتفعت زهران عن الناصف إلى منازل خثعم في أعلى الوادي.
ولعل قبيلة سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران، هي القبيلة الأزدية الوحيدة بين قبائل الأزد التي سكنت وادي أبيدة في العصر الجاهلي، ففي قصة الشنفرى، ما يدل على أنه كان يتردد على هذا الوادي مغيراً على بني سلامان بن مفرج بن زهران، حيث ورد في كتاب الأغاني: فلما ترعرع الشنفرى جعل يغير على الأزد مع فهم فيقتل من أدرك منهم، ثم قدم منى وبها حرام بن جابر فقيل: هذا قاتل أبيك، فشد عليه فقتله ثم سبق الناس على رجليه فقال:
قتلت حـرامــاً مهديـا بملبد ببطن منى وسط الحجيج المصوت
ثم إن رجلاً من الأزد أتى أسيد بن جابر، وهو أخو حرام المقتول فقال: تركت الشنفرى بسوق حباشة، فقال أسيد بن جابر : والله لئن كنت صادقاً لا يرجع حتى يأكل من جنى أليف أبيده، فقعد له على الطريق هو و ابنا حرام، فلما أحسوه في جوف الليل وقد نزع نعلاً ولبس نعلاً ليخفي وطأه، فلما سمع الغلامان وطأه قالا: هذه الضبع، فقال أسيد: ليست الضبع
ولكنه الشنفرى[11] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn11)..
ومما يدل أيضاً على أن وادي أبيدة كان في الزمن القديم من ديار بني سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران، تلك الحروب والغارات، التي تحدث عنها حاجز بن عوف السلاماني الزهراني، والتي جرت بين قبيلته بني سلامان وقبيلتي بني هلال بن عامر في شمال الوادي وخثعم في جنوبه والله أعلم[12] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn12).
ويعرف صدره في الوقت الحاضر باسم: بيدة، وبطحان، وهما بدلان عن اسمه القديم (أبيدة ) ولا يكاد يعرف لدى العامة وفي أوساط الدوائر الحكومية إلا بهذين الاسمين، وليت الدولة تتبنى مشروعاً تعيد به الأسماء التاريخية القديمة لمنازل ومناهل الجزيرة العربية، ففيها أصالة وتذكير بأمجاد الغابرين وبطولات الفاتحين.
ويقع هذا الوادي في الطرف الشمالي الشرقي من سراة زهران، و يحده من الشمال ديار غامد، ومن الجنوب ديار بني عامر وبني حسن من زهران، ومن الشرق ديار غامد، ومن الغرب ديار قبيلة قريش الزهرانية وبعض ديار بني قومهم ، ويرتفع عن سطح البحر بألف وستمائة متر.
وتنتشر على جنباته عدة قرى لقبيلة بني بشير، التابع لها الوادي، ونفر من أفراد قبيلتي قريش وبني جندب، يتجمع أكثرهم في مكان منه يسمى الحازم، بينما يتبع جزؤه الأسفل لقبيلة الزُّهْران الغامدية، ومن قراها فيه: الغتامية ومعشوقة الواقعتان في جهته الشمالية.
وهو واد زراعي خصيب ، تكثر فيه النباتات ، والأشجار المثمرة و غير المثمرة ، وتحيط به الجبال من جهاته الشرقية، والغربية، والجنوبية، ومياهه عذبة وفيرة، ومناخه يختلف قليلاً عن مناخ بقية أرض السراة، فهو يميل إلى الدفء في فصل الشتاء، لتطامن أرضه.
ويشتهر بزراعة كثير من الحبوب، والفواكه، والخضر، ويتميز بإنتاج الرمان، والخوخ والأعناب، وإنتاجه منها في غاية الجودة، ويصدر بعضه إلى جهات كثيرة في المملكة.
وقد أقامت الحكومة سداً في أعلاه، يحفظ مياه الأمطار والسيول، لتغذية آباره العديدة بالمياه اللازمة لاستمرار سقي المزروعات على مدار السنة.
وقد أخذ هذا الوادي ببعض نصيبه من التطور والعمران، فحلت العمائر الحديثة ذات الطوابق المتعددة محل البيوتات القديمة، المبنية من الحجارة والمسقوفة بالأخشاب، وتم ربطه بطريق -الطائف أبها- بعدة طرق إحداها معبَّد، تنحدر إليه من مكان في جنوبه الغربي، يسمى الحصحص، شرقي قرية القوارير، كما ربطت قراه ومزارعها بخطوط ترابية عُبِّد أكثرها دائمة الصيانة، وفتح فيه أكثر من مدرسة ابتدائية ومتوسطة و ثانوية لكلا الجنسين، وعمته الكهرباء وشملت أفراده الرعاية الصحية، كما أنشئت فيه العديد من الدوائر الحكومية لخدمة سكانه.
[1] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref1) جمهرة اللغة : 3/140
[2] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref2) صفة جزيرة العرب : 258 .
[3] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref3) المصدر السابق : 262 .
[4] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref4) المصدر السابق : 340 .
[5] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref5) المصدر السابق : 434 .
[6] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref6) المصدر السابق : 434 وما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق .
[7] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref7) معجم البلدان : 1/85 .
[8] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref8) معجم ما استعجم : 1/102 ، 103 .
[9] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref9) معجم ما استعجم : 1/102 ، 103 .
[10] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref10) في سراة غامد وزهران : 23 .
[11] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref11) انظر الأغاني : 21/207 . وانظر تحقيقا عن الشنفرى في الجزء الأول من كتاب : التبيان في تاريخ أنساب زهران .
[12] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref12) انظر أخبار حاجز وبعض شعره في كتاب : التبيان في تاريخ أنساب زهران: 2/21. وما بعدها .
منقول
قال ابن دريد : أبيدة موضع ، قال الشاعر [1] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn1).
فما أبيدة من أرضي فأسكنها وإن تجاور فيها الماء والشجر
عده الهمداني في عهده من ديار بني هلال، يقول في ذلك: بلد هلال: الواديان: رنية وأبيدة[2] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn2). وذكر في موضع أخر أنه لعدوان وفهم ونبت بن عكل فقال: ثم بلد عدوان وفهم ونبت بن عكل في صدور أبيدة[3] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn3).
وعند ذكر محجة صنعاء عن طريق السراة، يقول: ومن كرا إلى تربة وهي أبيدة، خمسة عشر ميلاً[4] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn4). وقد أورده الرداعي في أرجوزته، و هو يصف طريق الحج من صنعاء إلى مكة المكرمة عن طريق جبال السراة فقال[5] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn5):
ثـم الكراع ولهـن ريـده ينسلن للمعلـف من أبيـدة
وأوضحه الهمداني بقوله: أبيدة ما بين الحرة وناهية، وبها واد عظيم من أعظم أعراض نجد يسمى تربة إذا سال (مكث سيله) مدة[6] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn6). وورد عند ياقوت على أنه منزل من منازل أزد السراة، وفي قول ابن موسى أنه من ديار اليمانيين بين تهامة واليمن[7] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn7). كما عده أبو داود من أرض خثعم وأنشد لعامر بن الطفيل[8] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn8):
ونحن صبحنا حي أسماء غارة أبالت حبالى الحي من وقعها دما
وبالنقـع من وادي أبيدة جاهرت أنيسـا وقـد أردين سـادة خثعما
وقال البكري: أبيدة: بفتح أوله وبالدال المهملة منزل بني سلامان من الأزد بالسرا ة[9] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn9).
يؤخذ مما تقدم أن وادي أبيدة كان من الأودية المعروفة الشهيرة لدى عرب الجزيرة، وأنه كان موطناً لعدة قبائل قبل أن تنزله قبيلة زهران، وقد تطرق الشيخ حمد الجاسر، إلى كل هذه الأقوال، وصدق قائليها. موضحاً ذلك بقوله: كل هذه الأقوال صحيحة، فأعلاه (أي أعلى وادي أبيدة) لعدوان وفهم، وأسفله لبني هلال، ويذكر البكري والحموي أنه من منازل أزد السراة وهذا صحيح، إذ أن زهران، وغامد من هؤلاء، أما القول بأنه من بلاد خثعم، فهو صحيح أيضاً، لأن خثعم كانت بجوار إخوانها من بجيلة، ثم حدثت أمور دفعت بخثعم إلى النزوح من السراة إلى سفوحها، فأقوال المتقدمين ينبغي أن ينظر إليها باعتبار أزمانها[10] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn10).
وعند مجئ الأزد ومن بينها زهران وغامد إلى هذه الديار قاتلت خثعم، وأجلوها عن ديارها وسكنوها من بعدها وذلك قبل مجيء الإسلام ومن تلك المواضع أبيدة، فأصبح هذا الوادي وغيره من ديار الأزد. ونتيجة لرغبة القبائل في التوسع فقد جرت فيما يبدو حروب بين القبائل المتجاورة آنذاك خثعم وزهران وغامد وبنو هلال، نزلت بعدها غامد في منازل بني هلال في معشوقة وما حولها، وارتفعت زهران عن الناصف إلى منازل خثعم في أعلى الوادي.
ولعل قبيلة سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران، هي القبيلة الأزدية الوحيدة بين قبائل الأزد التي سكنت وادي أبيدة في العصر الجاهلي، ففي قصة الشنفرى، ما يدل على أنه كان يتردد على هذا الوادي مغيراً على بني سلامان بن مفرج بن زهران، حيث ورد في كتاب الأغاني: فلما ترعرع الشنفرى جعل يغير على الأزد مع فهم فيقتل من أدرك منهم، ثم قدم منى وبها حرام بن جابر فقيل: هذا قاتل أبيك، فشد عليه فقتله ثم سبق الناس على رجليه فقال:
قتلت حـرامــاً مهديـا بملبد ببطن منى وسط الحجيج المصوت
ثم إن رجلاً من الأزد أتى أسيد بن جابر، وهو أخو حرام المقتول فقال: تركت الشنفرى بسوق حباشة، فقال أسيد بن جابر : والله لئن كنت صادقاً لا يرجع حتى يأكل من جنى أليف أبيده، فقعد له على الطريق هو و ابنا حرام، فلما أحسوه في جوف الليل وقد نزع نعلاً ولبس نعلاً ليخفي وطأه، فلما سمع الغلامان وطأه قالا: هذه الضبع، فقال أسيد: ليست الضبع
ولكنه الشنفرى[11] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn11)..
ومما يدل أيضاً على أن وادي أبيدة كان في الزمن القديم من ديار بني سلامان بن مفرج بن مالك بن زهران، تلك الحروب والغارات، التي تحدث عنها حاجز بن عوف السلاماني الزهراني، والتي جرت بين قبيلته بني سلامان وقبيلتي بني هلال بن عامر في شمال الوادي وخثعم في جنوبه والله أعلم[12] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftn12).
ويعرف صدره في الوقت الحاضر باسم: بيدة، وبطحان، وهما بدلان عن اسمه القديم (أبيدة ) ولا يكاد يعرف لدى العامة وفي أوساط الدوائر الحكومية إلا بهذين الاسمين، وليت الدولة تتبنى مشروعاً تعيد به الأسماء التاريخية القديمة لمنازل ومناهل الجزيرة العربية، ففيها أصالة وتذكير بأمجاد الغابرين وبطولات الفاتحين.
ويقع هذا الوادي في الطرف الشمالي الشرقي من سراة زهران، و يحده من الشمال ديار غامد، ومن الجنوب ديار بني عامر وبني حسن من زهران، ومن الشرق ديار غامد، ومن الغرب ديار قبيلة قريش الزهرانية وبعض ديار بني قومهم ، ويرتفع عن سطح البحر بألف وستمائة متر.
وتنتشر على جنباته عدة قرى لقبيلة بني بشير، التابع لها الوادي، ونفر من أفراد قبيلتي قريش وبني جندب، يتجمع أكثرهم في مكان منه يسمى الحازم، بينما يتبع جزؤه الأسفل لقبيلة الزُّهْران الغامدية، ومن قراها فيه: الغتامية ومعشوقة الواقعتان في جهته الشمالية.
وهو واد زراعي خصيب ، تكثر فيه النباتات ، والأشجار المثمرة و غير المثمرة ، وتحيط به الجبال من جهاته الشرقية، والغربية، والجنوبية، ومياهه عذبة وفيرة، ومناخه يختلف قليلاً عن مناخ بقية أرض السراة، فهو يميل إلى الدفء في فصل الشتاء، لتطامن أرضه.
ويشتهر بزراعة كثير من الحبوب، والفواكه، والخضر، ويتميز بإنتاج الرمان، والخوخ والأعناب، وإنتاجه منها في غاية الجودة، ويصدر بعضه إلى جهات كثيرة في المملكة.
وقد أقامت الحكومة سداً في أعلاه، يحفظ مياه الأمطار والسيول، لتغذية آباره العديدة بالمياه اللازمة لاستمرار سقي المزروعات على مدار السنة.
وقد أخذ هذا الوادي ببعض نصيبه من التطور والعمران، فحلت العمائر الحديثة ذات الطوابق المتعددة محل البيوتات القديمة، المبنية من الحجارة والمسقوفة بالأخشاب، وتم ربطه بطريق -الطائف أبها- بعدة طرق إحداها معبَّد، تنحدر إليه من مكان في جنوبه الغربي، يسمى الحصحص، شرقي قرية القوارير، كما ربطت قراه ومزارعها بخطوط ترابية عُبِّد أكثرها دائمة الصيانة، وفتح فيه أكثر من مدرسة ابتدائية ومتوسطة و ثانوية لكلا الجنسين، وعمته الكهرباء وشملت أفراده الرعاية الصحية، كما أنشئت فيه العديد من الدوائر الحكومية لخدمة سكانه.
[1] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref1) جمهرة اللغة : 3/140
[2] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref2) صفة جزيرة العرب : 258 .
[3] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref3) المصدر السابق : 262 .
[4] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref4) المصدر السابق : 340 .
[5] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref5) المصدر السابق : 434 .
[6] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref6) المصدر السابق : 434 وما بين القوسين زيادة يقتضيها السياق .
[7] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref7) معجم البلدان : 1/85 .
[8] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref8) معجم ما استعجم : 1/102 ، 103 .
[9] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref9) معجم ما استعجم : 1/102 ، 103 .
[10] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref10) في سراة غامد وزهران : 23 .
[11] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref11) انظر الأغاني : 21/207 . وانظر تحقيقا عن الشنفرى في الجزء الأول من كتاب : التبيان في تاريخ أنساب زهران .
[12] (http://history.albahah.net:9090/admin.php?module=Sections&op=secartedit&artid=54&authid=79074c39964096de6b5111347de977d9#_ftnref12) انظر أخبار حاجز وبعض شعره في كتاب : التبيان في تاريخ أنساب زهران: 2/21. وما بعدها .
منقول