المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (البابا والماما)..


صقر الجنوب
05/07/2005, 08:22 PM
بعض الفتيات أصبحن أفضل لأسرهن من الشباب





محمد علي البريدي - رجال ألمع


في درب الحياة.. كل شيء وارد بما في ذلك السقوط والصعوبات.. والسقوط وحده ليس مشكلة.. لكن أخذ وضعية السقوط بصفة دائمة هو المشكلة التي يعاني منها أغلب الشباب.. فجأة تجد الشاب يترك الوظيفة - المشروع - الحلم.. ويتهاوى في منتصف الطريق.. وينام بلا سبب واضح.. لا توجد مقاومة داخلية لدى البعض منهم وإصرار على الصمود في وجه المصاعب.. إما أن تأتي الحياة سهلة وميسرة على يد (البابا والماما).. وإما أن ينحرف بانتظار حل يأتي من السماء.. الواقع أن هذا العصر ليس عصر الاسترخاء والحضانة حتى الثلاثين من العمر.. لكنه عصر الحفر في الحجر من أجل فرصة قد لا تأتي إلا مرة واحدة.. وبالتالي فلا مكان في عالم اليوم للمعتمدين على آبائهم وأمهاتهم في كل شيء.. آلاف الأمهات في بلادنا يمسحن الدموع صباح مساء على الأبناء الذين أدمنوا والذين تركوا وظائفهم وهجروا أسرهم وصاروا اضحوكة لكل الناس.. آلاف البيوت الطيبة الكريمة.. التي تنتظر بين الثواني والدقائق مكالمة هاتفية من ابن عاق أدمن التشرد ولطخ سمعة العائلة بسفاهته وسفالته.. غير مبال بكدح الوالدين وسهرهما من أجله.. آلاف الزوجات الشابات يتحرقن شوقاً لعودة الزوج الشاب إلى داره.. لكنه لا يطل إلا مع تباشير الصباح عابساً متجهماً وكأنه عنتر زمانه.. مثل هذه النماذج (الداجنة) التافهة خطر على أبناء وبنات الغد.. لأنها تحولت إلى أعلام للفشل والفاشلين.. تتصيد الصغار والمراهقين وتسير بهم إلى نفس طريقها المظلم.. دون أدنى إحساس بالمسؤولية أو حساب للعواقب.. ومن هنا يمكنني القول وبمنتهى الارتياح: إن البنات كسبن الرهان.. وأصبحن أفضل بمليون مرة من بعض الشباب.. فياليت بعض الشباب يقتدون بأخواتهم الناجحات المثابرات.. اللواتي صرن فخراً لعوائلهن وعلامة خلاقة ومضيئة للطموح.. بل بلا مبالغة صرن فخراً للوطن.