تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الاولمبياد:أبطال تصنعهم الدماء..وآخرون يخرجون بلا عناء


صقر الجنوب
08/08/2012, 04:24 AM
الاولمبياد:أبطال تصنعهم الدماء..وآخرون يخرجون بلا عناء



http://www.elnashrasports.com/files/middle_pictures/1343974838_children.jpg


في أماكن عديدة من هذا العالم يتفرغ كثيرون لتعداد الميداليات التي يحصل عليها أبطالهم في الألعاب الأولمبية،وفي دول أخرى هناك انتظار وترقب و"دعوات وصلوات" لتحقيق ميدالية أو اثنتين،فيما البقية تعيش الحلم كل أربع سنوات ثم تصحو على كابوس الخيبة والفشل.
بين الأمل والألم هناك خيط رفيع لا يقطعه التصميم والإرادة،ولكن يفتته الإحباط والإستسلام لواقع مخيب وتطلعات مفقودة وطموحات آنية.
في كثير من الدول يبدأون بصنع الأبطال من سن الخامسة والسادسة، بينما في دول أخرى يختلفون على حامل الراية في حفل الإفتتاح.
إنه واقع مرير لإنجازات أولمبية وأرقام قياسية تتحطم من خلال قفزة أو رمية أو ركضة،يقابله في الإتجاه الآخر سوء تخطيط وإعداد وتنفيذ.
لم يعد التدريب التقليدي كافياً لإعداد ابطال أولمبيين،لأن الفارق بين الرياضي العادي والبطل، يُصنع عبر التنّبه إلى أدق التفاصيل الصغيرة في الأداء والعلم والتغذية وحتى في ارتداء الملابس والظهور الإعلامي، كل ذلك وأكثر مقروناً باستخدام التكنولوجيا لتحليل اداء الرياضي واكتشاف نقاط قوته وضعفه.
ولم يعد للطبيعة وحدها الدور في بناء رياضيين أبطال،بقدر ما باتت العوامل السابقة تمثل عاملاً مؤثراً لا بل حقيقياً في هذا الأمر.
ولا يمكن لسباحة صينية لم تتجاوز السادسة عشر من العمر أن تنافس نجوم العالم وتخطف الذهب وتكسر الأرقام القياسية وتتحدى تشكيك واتهامات أعتى وسائل الإعلام العالمية،وتخرج من إختبار كشف المنشطات مرفوعة الرأس،ما لم تكن "مشروع بطل" تم الوقوف على أدق تفاصيله منذ الصغر وإعداده بالطريقة التي تحقق الإنجازات عند الكبر.
وقد يقال إن الدول المتفوقة أولمبياً لاسيما الصين تقوم بابتكار أساليب ربما تكون "وحشية" مع الأطفال الذين يتم تدريبهم في سن الطفولة، حين يتعلق الأمر بإعدادهم لألعاب الجمباز، الملاكمة ،السباحة،ورفع الاثقال،وهو ما غمزت من خلاله تقارير دولية واعتبرته منافيا لحقوق الطفل،لكن الرد كان دائما يكون بصعود هؤلاء الى منصات التتويج.
وعندما نتساءل لماذا لم تتجاوز ميداليات العرب جميعهم حاجز الثمانين،وندرك أن الولايات المتحدة لديها أكثر من الفي ميدالية مختلفة،فعلينا ان نعرف مثلاً ان جامعة لويزيانا دعت نحو عشرين عالما قبل انطلاق دورة الالعاب الاولمبية في لندن لتحليل أخطاء البطلة الأميركية جونز في اولمبياد بكين،ووضعت أكثر من ثلاثين كاميرا رقمية في ملعب للجري تلتقط حركة الجسم البشري بمعدل 1500 صورة في الثانية،لتحليل الخطوات التي تقوم بها اللاعبة،وتحديد أماكن الخلل في جريها.
ومع أن الأمر ليس بمستغرب إلا أنه يعطي صورة دقيقة عن الطريقة التي يتم التعامل بها مع الأخطاء والسعي لتلافيها بما يقدم أبطالا جاهزين للفوز بالذهب.
في الدورات الماضية كان المدربون يعتمدون على التدريب التقليدي وتكثيفه بغية تحقيق الإنجازات، لكن الامر اليوم بات مختلفاً، لأن الاتحادات الرياضية ترى أن إستخدام العلم مع التدريب الجسدي هو الطريقة المثلى لتقديم رياضيين يشار اليهم بالبنان.
ما نريد قوله هو إننا لسنا بوارد أن نرمي فلذات أكبادنا إلى معسكرات تختلط فيها الدموع مع الدماء،لكننا على الاقل بإمكاننا أن نعد جيلاً جديداً منذ الصغر بإشراف خبراء عالميين،بدلاً من أن نصرف أموال الإتحادات على البعثات الفضفاضة والمشاركات السياحية وحضور إجتماعات هدفها تطوير الرياضة بينما نحن لا نتعلم!.