بنت الباحة
20/08/2012, 01:40 PM
احلى الصباحات....صباحاتها..
http://files2.fatakat.com/2010/12/12934775201575.gif
احلى الصباحات....صباحاتها..
الشرفة أدنى اهتمام ، مع أنها كانت تقابل شرفتي ، كانت الشرفة الوحيدة الدائمة الخضرة في اكتشفت شرفتها بالصدفة .. حين كنت أسقي نباتاتي .. ولأول مرة شعرت أني لم أكن أعي تلك بناء رمادي اللون كئيب ، كانت العمارة شبه فارغة من ساكنيها ،ودهشت أن تكون تلك الشرفة الصغيرة مفعمة بالحياة .
أصبح لدي هوس كل مساء ان اجلس في شرفتي أراقب نباتاتها وهي تنمو ببطء ، ارشف قهوتي على صوت ( الست ) وهي تصدح برائعتها ( الأطلال ) لم يكن يظهر أحدا من الإنس ، لا احد يفتح ذلك الباب الخشبي الموصد منذ أيام ..لا أنوار مضاءة في الليل .. فقط ثمة شبح غريب يتجول في المنزل ثم يختفي فجأة .
أشعلت سيجارتي وبدأت انسج خيالات وقصص عن تلك الشرفة النائية .. من تراه يكون ذلك المختفي وراء الستائر ويأبى أن يظهر ؟كان الشبح الغريب يظهر كل ثلاثة أيام ثم يختفي كعادته بسرعة دون اثر ،جعلني ذلك الشبح في حالة استنفار وتساؤل ، لماذا يأبى الخروج في هذا الطقس الحار ؟ .
ذات لحظة لا متناهية ..أسطورية ..خارجة عن اللازمان و اللا مكان .. بينما كنت مسترخياً بطولي على الأريكة متلذذا ً بنسيم الأصيل القادم من البساتين القريبة ،رأيتها تفتح الباب وت خرج لأول مرة ، كانت طويلة القامة تختال بثوبها الأزرق كحورية بحر ..أمسكت بدلو السقاية وبدأت تسقي نباتاتها ،لحظات لم اشبع منها لأنها فجأة أنهت عملها دون أن تلتفت إلي على الأقل وغادرت كطيف رقيق يلاحقها طرف ثوبها الذي يتأرجح مع النسيم .
انتظرتها أن تخرج في الليل .. وعند حدود الفجر ..في آخر النهار ..لكنها لم تخرج ، شبحها هو الذي كان يتجول عند حدود الستائر الشفافة .
كانت مساءاتي كلها متشابهة قبل أن أعرفها ..اليوم يجر نفسه كل مرة حتى أضجرني ، بدأت أحصي عدد النباتات التي بدأت تزهر بفضل رعايتها ،وأتلصص إلى نافذتها علهاّ تضاء ولو لدقائق .
أحببت شرفتها كثيرة الألوان وأحببتها دون أن ادري ، كان شغفاً من نوع آخر ، شغف لم اختبره من قبل ،كانت نظراتها تخترقني كسهم حارق ..أوهذا ما خيل إلي .. بدأت أشعر إني متيم بها وأية حركة منها كانت تعني لي شيئا ً .
كانت مشاعري مختلطة ولم أكن انتبه إلى كونها مشاعر حقيقية أم أن تأثير البطالة والجلوس الطويل في الشرفة هو الذي يوحي لي بأوهام وخيالات ! .
ذات صباح محمل ّ بالحب والاشتياق عقدت العزم على دخول عمارتها والصعود إلى الطابق الثاني المواجه لشقتي وطرق الباب ،ومن حسن الحظ أن العمارة شبه فارغة حتى لا يرى احد ارتجافي وهلعي .
كانت أطرافي ترتجف .. واشعر بالخدر يشلني ، طرقت الباب وأنا مسلّح بآلاف الأعذار وسأدعّي أني أخطأت بالعنوان أمام احد غريب غيرها يفتح الباب ،كانت لحظة طويلة مثقلة بالرهبة والخوف ، طرقت الباب مرة ثانية وثالثة حتى تعبت ، فجأة يفتح باب الشقة المقابلة لها ويطل وجه أنثوي تقول لي :
(عفواً هل تبحث عن أحد ! ).
( أنا ..في الواقع .. هذه الشقة .. ) .
قاطعتني منقذة إياي من ارتباكي وخجلي قائلة :
( هل أنت السيد الذي اتصل البارحة من اجل شرائها ؟ ).
( شرائها ؟ ولكن يبدو لي أنها مسكونة ) .
( لا .. إنها معروضة للبيع منذ عدة شهور وأنا أتفقدها كل يومين من اجل سقاية النباتات ..) .
بدا لي أني سيغمى علي من فرط كآبتي وحزني ، أصبحت شرفتها تشبه كل شرفات الحي وشعرت أني أريد أن ابكي لأنها لم تعد تعني لي شيئا ً.
http://files2.fatakat.com/2010/12/12934775201575.gif
احلى الصباحات....صباحاتها..
الشرفة أدنى اهتمام ، مع أنها كانت تقابل شرفتي ، كانت الشرفة الوحيدة الدائمة الخضرة في اكتشفت شرفتها بالصدفة .. حين كنت أسقي نباتاتي .. ولأول مرة شعرت أني لم أكن أعي تلك بناء رمادي اللون كئيب ، كانت العمارة شبه فارغة من ساكنيها ،ودهشت أن تكون تلك الشرفة الصغيرة مفعمة بالحياة .
أصبح لدي هوس كل مساء ان اجلس في شرفتي أراقب نباتاتها وهي تنمو ببطء ، ارشف قهوتي على صوت ( الست ) وهي تصدح برائعتها ( الأطلال ) لم يكن يظهر أحدا من الإنس ، لا احد يفتح ذلك الباب الخشبي الموصد منذ أيام ..لا أنوار مضاءة في الليل .. فقط ثمة شبح غريب يتجول في المنزل ثم يختفي فجأة .
أشعلت سيجارتي وبدأت انسج خيالات وقصص عن تلك الشرفة النائية .. من تراه يكون ذلك المختفي وراء الستائر ويأبى أن يظهر ؟كان الشبح الغريب يظهر كل ثلاثة أيام ثم يختفي كعادته بسرعة دون اثر ،جعلني ذلك الشبح في حالة استنفار وتساؤل ، لماذا يأبى الخروج في هذا الطقس الحار ؟ .
ذات لحظة لا متناهية ..أسطورية ..خارجة عن اللازمان و اللا مكان .. بينما كنت مسترخياً بطولي على الأريكة متلذذا ً بنسيم الأصيل القادم من البساتين القريبة ،رأيتها تفتح الباب وت خرج لأول مرة ، كانت طويلة القامة تختال بثوبها الأزرق كحورية بحر ..أمسكت بدلو السقاية وبدأت تسقي نباتاتها ،لحظات لم اشبع منها لأنها فجأة أنهت عملها دون أن تلتفت إلي على الأقل وغادرت كطيف رقيق يلاحقها طرف ثوبها الذي يتأرجح مع النسيم .
انتظرتها أن تخرج في الليل .. وعند حدود الفجر ..في آخر النهار ..لكنها لم تخرج ، شبحها هو الذي كان يتجول عند حدود الستائر الشفافة .
كانت مساءاتي كلها متشابهة قبل أن أعرفها ..اليوم يجر نفسه كل مرة حتى أضجرني ، بدأت أحصي عدد النباتات التي بدأت تزهر بفضل رعايتها ،وأتلصص إلى نافذتها علهاّ تضاء ولو لدقائق .
أحببت شرفتها كثيرة الألوان وأحببتها دون أن ادري ، كان شغفاً من نوع آخر ، شغف لم اختبره من قبل ،كانت نظراتها تخترقني كسهم حارق ..أوهذا ما خيل إلي .. بدأت أشعر إني متيم بها وأية حركة منها كانت تعني لي شيئا ً .
كانت مشاعري مختلطة ولم أكن انتبه إلى كونها مشاعر حقيقية أم أن تأثير البطالة والجلوس الطويل في الشرفة هو الذي يوحي لي بأوهام وخيالات ! .
ذات صباح محمل ّ بالحب والاشتياق عقدت العزم على دخول عمارتها والصعود إلى الطابق الثاني المواجه لشقتي وطرق الباب ،ومن حسن الحظ أن العمارة شبه فارغة حتى لا يرى احد ارتجافي وهلعي .
كانت أطرافي ترتجف .. واشعر بالخدر يشلني ، طرقت الباب وأنا مسلّح بآلاف الأعذار وسأدعّي أني أخطأت بالعنوان أمام احد غريب غيرها يفتح الباب ،كانت لحظة طويلة مثقلة بالرهبة والخوف ، طرقت الباب مرة ثانية وثالثة حتى تعبت ، فجأة يفتح باب الشقة المقابلة لها ويطل وجه أنثوي تقول لي :
(عفواً هل تبحث عن أحد ! ).
( أنا ..في الواقع .. هذه الشقة .. ) .
قاطعتني منقذة إياي من ارتباكي وخجلي قائلة :
( هل أنت السيد الذي اتصل البارحة من اجل شرائها ؟ ).
( شرائها ؟ ولكن يبدو لي أنها مسكونة ) .
( لا .. إنها معروضة للبيع منذ عدة شهور وأنا أتفقدها كل يومين من اجل سقاية النباتات ..) .
بدا لي أني سيغمى علي من فرط كآبتي وحزني ، أصبحت شرفتها تشبه كل شرفات الحي وشعرت أني أريد أن ابكي لأنها لم تعد تعني لي شيئا ً.