المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإرهابيون الأربعة وصلوا لندن يوم الاعتداءات و مداهمات في شمال بريطانيا


صقر الجنوب
13/07/2005, 11:22 AM
إخلاء محطة قطارات في لوتن وتذمر من البطء في إعلان أسماء الضحايا

الإرهابيون الأربعة وصلوا لندن يوم الاعتداءات و مداهمات في شمال بريطانيا



http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-07-13/Pictures/1307.pol.p2.n61.jpg

منظر عام لمنطقة عملية مداهمة الشرطة البريطانية في مدينة ليدز البريطانية أمس

صحيفة الوطن السعودية
لندن: نزار عبود
كشفت الشرطة البريطانية أمس معلومات جديدة حول هوية منفذي تفجيرات لندن التي وقعت الخميس الماضي ، وأدت إلى مقتل أكثر من 50 شخصا وإصابة 700 آخرين.
و أعلن قائد عمليات مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية بيتر كلارك أن الإرهابيين الأربعة الذين شاركوا في تنفيذ الاعتداءات وصلوا إلى العاصمة البريطانية في قطار صباح نفس اليوم الذي وقعت فيه تلك الاعتداءات.
وقال: تعرفنا على صور التقطتها كاميرات المراقبة يظهر فيها الرجال الأربعة في محطة كينغس كروس (شمال لندن) قبيل الساعة الثامنة والنصف صباح يوم الاعتداءات .
وتابع: إن عائلة المنفذ الذي انطلق من غرب يوركشير (شمال) أبلغت عن اختفائه بعد الساعة العاشرة من صباح الخميس، مضيفا : توصلنا إلى إثبات أن الرجال الثلاثة الآخرين انضموا إليه في طريقه إلى لندن.
و أوضحت الشرطة أنه من المحتمل جدا" أن يكون أحدهم قتل في أحد القطارات التي انفجرت بدون أن تتحدث عن فرضية حدوث عملية انتحارية.
من جهة ثانية أعلنت الشرطة أنها اعتقلت رجلا في غرب يوركشير في إطار التحقيق. وقالت الشرطة إن الرجل نقل إلى لندن لاستجوابه.
وقال مصدر في الشرطة إن أجهزة تفكيك المتفجرات فجرت سيارة في موقف محطة لوتن شمال لندن يشتبه بأن منفذي الاعتداءات استخدموها، وذلك بعد أن تم إخلاء المحطة والموقف.
وقد أجلت الشرطة البريطانية أمس 500 شخص في حي بمدينة ليدز (شمال) حيث قامت بعملية تفجير موجهة في إطار عملية مداهمة واسعة على خلفية اعتداءات لندن، كما أخلت محطة للقطارات وموقف سيارات في لوتن، لفحص سيارة يشتبه بصلتها بالتفجيرات لندن.
وقال المحقق في شرطة وست يوكشير مايلز هيمسوورث إنه تم إخلاء منازل في طريق هايد بارك في ليدز وإن ضباطا من الجيش قاموا بعملية تفجير موجهة للدخول إلى مسكن. وكانت الشرطة فجرت أيضا في المكان نفسه جسما مشبوها بواسطة رجل آلي.
وقال تلفزيون سكاي إن المفجرين الأربعة قتلوا كلهم في الهجمات، فيما نقل تقرير بريطاني عن مسؤول أوروبي قوله أن الشرطة أوشكت على التعرف على هوية أحد منفذي التفجيرات.
وذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أن أخصائيي الطب الشرعي يولون انتباها شديدا لجثتين تم العثور عليهما داخل حطام حافلة لتحديد ما إذا كانت إحداهما لمنفذ التفجير.
وواصلت الشرطة مداهمة أماكن أخرى بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. وقال رئيس الشرطة في لندن إيان بلير إن المعلومات التي تم الحصول عليها مهمة للغاية.
وتشير المعلومات الأولية التي تسربت من الشرطة إلى أن مرتكبي هجمات الخميس الماضي جاؤوا من مقاطعة غرب يوركشير التي تضم مدنا ذات أقليات إسلامية كبيرة مثل ليدز وبرادفورد. وانتقلوا إلى لندن بالقطار، حيث وصلوا إلى محطة كنجز كروس. وهي إحدى المحطات التي كانت عرضة للهجمات. وأعلنت تقارير تلفزيونية أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص.
وإذا كانت المقارنة مع ما جرى في مدريد جائزة في هذه القضية، فإن الإرهابيين قد يكونوا أعدوا منزلا أو شقة يختبئون فيها بعيدا عن الأعين.
لكن عندما اكتشف أمرهم في إسبانيا، كان الرد بتفجير كل شيء وقضى ضباط الشرطة المهاجمين فضلا عن أعضاء القاعدة أنفسهم. وهذا ما تخشاه قوى الأمن البريطانية. كما تخشى أمورا أخرى من نوع أن تكون لديهم مواد أكثر فتكا من المتفجرات الشديدة. والحديث عما يسمى بالقنبلة القذرة كان سائدا في الأشهر الماضية. وكان الخوف من أن تستهدف مدن كبرى بمثل هذا النوع من الإرهاب.
حتى دوائر التأمين حذرت قبل أسبوع تقريبا من أنها قد تكون عاجزة عن تلبية تعويضات التأمين في حال حدوث عمل إرهابي كبير قد تصل قيمتها إلى 250 مليار دولار.
وقال خبير أمني إن 20 دولة قدمت معلومات مختلفة ساعدت المباحث والشرطة البريطانية للقيام بالمداهمات الأخيرة. كما أن بريطانيا تراجع إجراءاتها للتصدي لهجمات نووية أو بيولوجية محتملة.
وتهدف المداهمات حسب تقدير الخبير الأمني للحصول على معلومات على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الجوالة والحسابات المصرفية، وعن كتب وأدلة تشير إلى التدريب على أعمال إرهابية.
وعندما سألت قناة "بي بي سي" إيان بلير عن سبب السماح لطارق رمضان المصري المطلوب في الولايات المتحدة والممنوع من زيارة عدة دول أوروبية قال: رمضان دخل البلاد بطريقة شرعية وأدان هجمات الخميس دون تحفظ، مشددا على ضرورة الاستماع لآراء المسلمين.
إلى ذلك، تواصلت أعمال الإنقاذ في لندن التي وصفها رئيس الوزراء توني بلير بأنها "أكبر مسرح جريمة عرفه التاريخ" حيث حوصرت أجزاء كبيرة منها لمواصلة التحقيق وإجلاء الحطام من الأنفاق العميقة. وشمل التحقيق حتى أمس مراجعة 2500 ساعة من تسجيلات الفيديو.
وبدأ ذوو الضحايا يتذمرون من بطء الإعلان عن أسماء المفقودين بعد 5أيام من وقوع الاعتداءات. وردت الشرطة بأن التعرف على هويات الضحايا ليس سهلا نظرا لأن الانفجار قطعهم إلى أشلاء، والتعرف يتم بتحليل الحمض النووي أو ببصمات الأصابع. وهذا ما جعل الشرطة تتعرف على خمسة من أصل 52 قضوا في الاعتداءات.
وتعرض المسلمون لمزيد من أعمال العنف والتعديات والإهانات التي سجلتها دوائر الشرطة. وقال رفيق أحمد من مسجد مظهر العلوم في لندن إن 12 من نوافذ المسجد تعرضت لهجوم. وقال إن المسلمين يعيشون حالة حيرة وقلق، فهم يخشون الخروج في الشارع كالمعتاد، مما أدى لانخفاض عدد المصلين.
وسجلت الشرطة عشرات الشكاوى من مواطنين مسلمين وآسيويين بالتعرض للإهانة والتعدي في الشارع، أو في محلاتهم التجارية.
وهاجمت عناصر عنصرية مسجداً في مدينة برادفورد ذات الأقلية الإسلامية الكبيرة. وفيما استمر التوتر والقلق في من احتمال التعرض لضربات أخرى طالما أن العناصر المنفذة للعمليات الإرهابية لا تزال طليقة، تسعى الحكومة إلى التعجيل بإصدار التشريعات اللازمة لمنح الشرطة الصلاحيات الواسعة لمراقبة العناصر المشبوهة بشكل لم تكن القوانين تتيحها من قبل. لكن التشريعات تلقى معارضة نيابية، حيث ترى نسبة كبيرة من المشرعين أنها تمنح الإرهابيين نصرا كونها تقلص الحريات الشخصية التي حققتها المجتمعات الديموقراطية بعد نضال شعبي طويل. وأن التفريط بها يشكل طعنة للحرية والديموقراطية.
من جهة ثانية، توجه وزير المالية البريطاني جوردون براون إلى بروكسيل أمس حيث اجتمع مع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي في موضوع ملاحقة أموال المنظمات الإرهابية وحجزها. فيما يسعى جاك سترو وزير الخارجية لإقناع الشركاء الأوروبيين بالقبول بالتنازل عن بعض الحريات الشخصية في إطار مواجهة الإرهاب.