المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بريطانيا تسعى لدى أمريكا لكشف الحلقة الباكستانية في تفجيرات لندن


صقر الجنوب
13/07/2005, 11:36 AM
محمد جنيد بابار يعترف للمحققين في واشنطن بأنه جزء من الخلية

بريطانيا تسعى لدى أمريكا لكشف الحلقة الباكستانية في تفجيرات لندن


واشنطن: أحمد عبدالهادي
قالت تقارير متداولة في واشنطن إن السلطات البريطانية طلبت مساعدة الأجهزة الأمنية الأمريكية في التحقيقات التي تهدف إلى الكشف عن هوية مرتكبي تفجيرات لندن في السابع من يوليو. وأوضحت هذه التقارير أن الطلب البريطاني تضمن أموراً محددة للغاية يتصل أغلبها بالجالية الباكستانية المقيمة في بريطانيا وبعض امتداداتها في الولايات المتحدة.
وتنم طبيعة الطلب البريطاني عن أن شكوك المحققين في لندن تتجه إلى مقيمين في بريطانيا من أصول باكستانية. وتضمن الطلب البريطاني إعادة استجواب باكستاني أمريكي معتقل في الولايات المتحدة منذ أبريل 2004 ويدعى محمد جنيد بابار.
فضلاً عن ذلك فإن المحققين البريطانيين طلبوا من السلطات الباكستانية تصريحاً باستجواب معتقل في أحد سجون إسلام آباد يدعى زيشان صديق, ويحمل صديق الجنسية البريطانية, بالإضافة إلى جنسيته الباكستانية وترغب السلطات البريطانية في التوصل إلى تقييم أولي عما إذا كان عليها أن تقدم طلباً بتسلم صديق من حكومة باكستان, وترحيله إلى بريطانيا لاستجوابه هناك.
وكان بابار قد اعترف عند اعتقاله بأنه جزء من خطة لتفجير بعض معالم مدينة لندن. وشرح بابار أجزاء من هذه الخطة بقوله إن مسؤوليته فيها كانت تتلخص في وضع عبوة متفجرة صغيرة نسبياً, ولكنها قوية المفعول في أحد قطارات المترو. إلا أن بابار أكد أنه لا يعرف أحداً من المشاركين في الخطة باستثناء صديق, وذلك لأن المخططين اتبعوا إجراءات أمنية تحول دون أن يعرف المنفذون بعضهم البعض أو أن يعرفوا هوية المخططين. وقال بابار إن صديق هو الذي ضمه إلى هذه المجموعة.
وبعد اعتقال صديق على أساس من اعترافات بابار قال (أي صديق) إنه لم يعرف إلا اسمه المستعار, إلا أنه وصف موقع منزل في لندن قال إنه التقى فيه ذات مرة بمن ضمه إلى الخلية. وقد هاجمت السلطات البريطانية المنزل, حيث عثرت على كميات من المتفجرات والأسلحة. وعلى الرغم من أن صديق كان في وقت سابق عضواً في منظمة "المهاجرون" التي يقودها أبو قتادة, وهو معتقل حالياً, إلا أن مصادر في مكتب التحقيقات الفدرالي قال إن من المستبعد أن تكون تلك المنظمة متورطة في تفجيرات السابع من يوليو. وقالت هذه المصادر في تصريحات أدلت بها إلى أجهزة الإعلام الأمريكية إن المنظمة كانت تخضع لمراقبة بالغة الكثافة من الأجهزة البريطانية.
وأوضح مسؤولون في مكتب التحقيقات الفدرالي أن الشبهات تتجه إلى مجموعة كانت في السابق تشكل جزءاً من المحيطين بمنظمة "المهاجرون", ثم ما لبثت أن ابتعدت عنها واحداً بعد الآخر في صمت. وتتكون هذه المجموعة من باكستانيين في الأساس وعدد من المتطرفين القادمين من شمال إفريقيا, بالإضافة إلى نسبة محدودة من المتطرفين من جنسيات أخرى.
وانتقد معلقون أمريكيون الحفاوة التي استقبلت بها بريطانيا مئات من المتطرفين وسماحها لهم بمواصلة نشاطهم ضد أوطانهم الأصلية انطلاقاً من الأراضي البريطانية. فضلاً عن ذلك فقد أشار هؤلاء المعلقون إلى سؤال يتردد الآن بلا توقف, وهو كيف أمكن للمجموعة التي نفذت عملية السابع من يوليو أن تقوم بما قامت به على الأراضي البريطانية على الرغم من أن أجهزة الأمن البريطانية تعد من أفضل الأجهزة في العالم من حيث رصدها لأنشطة المتطرفين خصوصاً أولئك الذين يقيمون على أراضيها. ومن المتوقع أن يتعرض رئيس الوزراء البريطاني توني بلير للمساءلة بهذا الصدد.
وعرض مدافعون عن موقف بريطانيا موقف حكومة لندن في سياق برامج تلفزيونية أمريكية خصصت لهذه القضية أثناء عطلة نهاية الأسبوع. وقال هؤلاء المدافعون إن استضافة "بريطانيا للمتطرفين كانت تهدف إلى توسعة "النافذة" التي يمكن بواسطتها لأجهزة الأمن البريطانية أن ترصد المنظمات المتطرفة وتطوراتها واتصالاتها.
إلا أن هذا الدفاع ذاته تحول إلى سبب للانتقاد بسبب إخفاق السلطات البريطانية في استخدام تلك "النافذة" لرصد خطر يهدد بلادها.