المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طفل سعودي يتحدث بجرأة (عندما يتلاقي الغنى مع الفقر)


صقر الجنوب
13/07/2005, 07:40 PM
أنا طفل أو شاب سعودي!!
أعذورني على عدم الدقة في التعبير.. إذ أني لا أدري أين أقف بالضبط.

قد أكون طفلا وقد أكون شاباً.. أما عمري، فأنا في الثانية عشرة من عمري. وهذا العمر تعدون صاحبه طفلاً.. ولهذا شككت في كوني طفلاً.. ولكن للطفولة أحلام وتصرفات وخيالات غير موجودة في حياتي بتاتاً.. أنا بائع مناديل..

أقف بمجموعة منها عند الإشارة الأولى في شارع العروبة.. الإشارة الأولى بعد أن تنزل من طريق الملك فهد إلى شارع العروبة شرقاً.. لا أدري أهي الإشارة الأولى أم الأخيرة!! ولكني أصفها بالأولى .

تجدونني هناك بعد صلاة العصر إلى الساعة العاشرة مساء وفي يدي مجموعة مناديل.. أنادي عليها: مناديل مناديل.. ليس معي غير المناديل..

يخلو وجهي من مظاهر الحياة التي تكتض بها وجوه الصغار! يومياً أشعر بتفاهة الحياة التي أحياها وأعرف أن أصحاب السيارات الفارهة التي تقف عند الإشارة ينظرون إليّ بقرف .. ويود أحدهم أن يبصق في وجهي الشاحب تعبيراً منه عن مشاعر الكره تجاهي.. أعرف ذلك وأشعر به وأراهن عليه..

هم لا يعرفون سبب وقوفي هناك!! يظنون أني أقوم بهواية جمع المال!! كما يفعل صاحب البرج الكبير الذي أراه منتصباً عند الإشارة يتحداني بقوامه الضخم!!لا يعرفون أني أنا العائل لأمي الضريرة .. التي تبقى في بيتنا الشعبي القديم بلا أكل أو شرب حتى آتي أنا وأطعمها وأشربها.. ثم تدعو لي : " يا رب يوفقك يا ولدي" أقول في نفسي آمين.. أقولها وأنا أتذوق طعم غصة مريرة تطعنني..

أمي تدعو لي بالتوفيق.. ولا تعلم أنني في دنيا لا يتوفق فيها من دخله دون الخمسة آلاف.. فكيف بي وأنا لا دخل لدي.. إلا ما أجنيه من بيع المناديل.. وفي كل ريال أجنيه من هذه المهنة طعنة لكرامتي!!

عندما يمد إليّ ذلك الغني المتشبع بالكليسترول ريالاً ليشتري به علبة مناديل أرى في نظرته شيئاً لا أستطيع التعبير عنه.. ولكنه يفقدني جزءاً من كرامتي.. نعم لأني بعد أن أرى ذلك الشيء الملوث الشيء القذر يرمقني من عينه أشعر بسقوط شيء شريف من نفسي.. أظن أنه الكرامة..

لأنني أقف عند الإشارة وفي عيني رجاء لأولئك الأغنياء أن يمنّوا عليّ بشراء منديلٍ او اثنين.. أستطيع بثمنهما أن أؤمن لأمي العجوز عشاءها! ولا أدري بالضبط أهم يشترون مناديلي أو يشترون كرامتي التي ما عدت أملك منها شيئاً..

أرى نفسي دائماً على ذلك الجدار الزجاجي الأزرق في الجانب الشمالي من "برج المملكة" أرى نفسي وبيدي مناديلي.. وأرى بوضوح ثوبي القديم وحذائي المهترء فأشعر بالامتنان "للوليد بن طلال" حين أن سمح لجسمي القذر أن ينطبع على جدار برجه الزجاجي الضخم..

جميع السيارات فارهة.. وجميع السائقين فارهين.. وجميع المباني فارهة.. أنا الوحيد الشاذ في هذا المجتمع الفاضل.. كم هم رحماء يوم أن سمحوا لي أن أعيش بينهم.. يوم أن منوا على جسمي القذر بأن ينطبع على أعينهم لحظة نظرهم إليّ..

أمي يا حبيبتي.. ألا تريدين أن تموتين..

إنني أحبك من أعماق أعماقي ولكن: ألا تريدين الموت؟

إن موتك سيطعنني ويلقي بي في لجة حزن لا قعر لها.. أعرف ذلك. ولكن موتك سيرحمني من نظراتهم. لأنني لن أبيع بعد موتك مناديلاً..

لن أقف بجوار برج المملكة عند الإشارة الأولى من شارع العروبة شرقاً..

لن أكلف نفسي ذلك الهم.. يوم أرى أندادي يركبون مع سائقيهم في أفخم السيارات.. ثم يشيرون بأصابعهم الصغيرة تجاهي.. وأسمع من فتحات شبابيكهم أليق كلمة توجه إلي : مسكين...

يوم تموتين يا أمي سأسند ظهري إلى أحد الجدران في حيّنا الشعبي.. وأجلس بهدوء.. وأترك للهواء حرية العبث بشعري وثوبي لن أقاوم شيئاً.. سأترك للجوع والعطش حرية العبث بحياتي.. لن أقاوم أبداً..

سأستسلم..

سأغمض عيني.. وأسترجع ذلك الشعور الرهيب يوم أن كانت كرامتي تتساقط أمام نظراتهم المقيتة.. سأنحني قليلاً..

سأجلس وأمد رجلي للآفاق الممتدة.. لن أنظر إليها الآن.. لأنها لا تعنيني..

سأغامر مغامرتي الوحيدة .

سأجرب الموت.

لن أبكي لأن كل غصة لا أبوح بها ستعيد لي شيئاً من الكرامة المفقودة. صدقيني لن أبكي على موتك يا أمي لأني أعلم أنه لن يأتي المساء إلا وأنا معك في عالم الموتى.. سترتخي يدي.

سيمر الأولاد من قربي ويشيرون إليّ: المسكين المسكين.

لن أسمعهم.. سأكون ميتاً ساعتها.. سينتبه أحد الرجال .. ويقترب مني ويرفع يدي..

ستسقط ..

سيرفع وجهي وينظر إلى سنين الأسى والجوع والحرمان في وجه طفل.. أو شاب!! لا أدري بالضبط.

منقوووووووووول

صوت العقل
13/07/2005, 08:11 PM
الله درة من شاب صالح
شكر يامدير على هذا الموضوع الذي اهتز له البدن

EUAD
13/07/2005, 10:47 PM
شكرا اخي على نقلك وهذا حال الكثير في بلد البترول
ااااااااااااااااااااااااااه

حنين القلوووب
14/07/2005, 12:29 AM
لا اعلم تقرأعيني المكتوب اهو في صفحتك يا صقر الجنوب ام هو مكتوب على جبين ذلك الطفل الذي له من الاسى اعمار فوق عمره ...... دائما نرى هذه المناظر متكررة .....كنت مرة مع زوجي واقفة عند اشارة مرور احدى الشوارع وجائت طفلة من عمر ابنتي في عمر الزهور لتجني تلك النقود التي لا تفي حق وقوفها في الشمس الحارقة عند وقت الظهيرة دمعت عيناي وسألتها اين امك فلم تجب تركتها وتفكيري واقف عند الاشارة لا يتزحزح من شدة ماكنت اتصور الموقف وفي كل اشارة ارى فيعا دمعة حزن أتسأل على من يقع اللوم .... على الوالديناو أولياء الامور ....او.......او.......



































مع الطف تحيات للصقور الجنوب

متعب الزهراني
14/07/2005, 12:46 AM
اين الزكاه
واين مصارفها
ولمن تصرف
الاسئله كثيره
والأجوبه ابعد ماتكون من الحقيقة بمكان
شكرا يامدير,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,اين المدير

أميـــر
14/07/2005, 03:17 AM
أين الزكاة سؤال يطرحه ذاك المسكين

صقر الجنوب
14/07/2005, 12:14 PM
اشكركم أخواني على طيب تعليقاتكم

وسام2
18/07/2005, 06:38 PM
ا حول ولا قوة الا باللة اذا كان هذا حال بلاد البترول فما حال بلاد المجاعات والفقر اين التكافل اين الزكاة اين الصدقات اين بيت المال كان فى عهد عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس للمسلمين لا يجد من ياخذ من بيت المال لتراحم الناس ليس منا من يا كل وينام وجارة جائع لنا اللة جميعا

مشاري بن جمعان
22/07/2005, 05:17 PM
اشكرك على هذا الموضوع وللعلم ليس عند برج المملكة بل في جميع احياء الرياض الجنوبية والشمالية