تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قَـــــــــبْرٌ فـــــي حَديقتِنا


بنت الباحة
03/09/2012, 09:03 PM
قَـــــــــبْرٌ فـــــي حَديقتِنا

قَـــــــــبْرٌ فـــــي حَديقتِنا


،
وَقِفتُ أَتأَملُ أَشْجارَ النَخيلِ العَملاقةِ العَجوزَةِ القابِعةُ في حَديقَةِ مَنزِلُنا.. كَمْ مِنَ السَنواتِ أَثْقلَ كَاهِلُها
وَالشَمسُ أَصْبحتْ قِرْصاً أَحمَراً محُتضِراً يوَدعُ بَقايا نهَارٍ بَدأَ زَحْفُ الظَلامُ يُرعِبهُ
وَأَنينُ نايٍ منْ بَعيدٍ تَتسربُ زَفراتْهُ لِتُخبرَني عَنْها وَلرُبما تحُذرُني منْ أَنْ يَكونَ
لي مُستقَرٌ هُنا مَعَها!!! !!تَأَملتُ الأَرضَ بَينَ جُذوعِها تمَلؤها بَعضُ أَحواضَ
الزُهورِ وَتَذكرْتُ انْسانةً تحَتضِنُ هَذه الأَرضُ جَسدَها !! لآ أَعْرفُها وَلمْ يَسبِقَ لي الالتِقاءِ بهِا
وَلكْني عَرفْتُ عَنْها منْ بَعضِ همَساتٍ خاطِفةٍ تَتناقَلُها الأَلسنُ....


كُنتُ أَعيشُ بحُِلمٍ تُغردُ فيهِ طُيورٍ وَتحُلقُ حَولهِ فَراشاتٍ بَعيداً عنْ واقِعي وَقدْ كانَ لي رَفيقاً
لحُلمي الوَردي بِكُلِ ما فيهِ .. أَخْشى أَنْ أَصْحى مِنهُ !! وَلما أَصْحى ؟؟ لِواقعٍ مؤلمٍ
لمُعاناةٍ لمَرارةِ ألمٍ لماذا أَصْحى للحِرمانِ وَالذُلِ !!
عِشتُ مَعهُ أَعذبَ حُلمٍ .. كَمْ ضَحِكْنا وَتَكلمْنا وَتعَدينا حُدودَ الحُلمِ فَسافرْنا إلى جَزيرةٍ مَلكُها الحُبِ
وَدسْتورِها الحُبِ وَسُكانها الحُبِ !! إنهُ حُلمٍ ..

عَشقْتهُ ..عَشقتَ طيبتُهُ وَرومانْسيتهُ وَخِفةِ ظِلهُ عَشقْتُ قَصائدُهُ وَضِحكَتهُ وَنَبراتِ صَوتهُ
عِندما يُغني لي أَو يُكلمُني .. كمْ كُنتُ أَشتاقُ لهُ فَقدْ مَلكَني كُلي ..
بحَثتُ عنْ وَجْههِ وَسطِ الزِحامِ في كُلِ مَكانِ بحَثتُ عنْ وَجْههِ بَينَ وُجوهِ البَشرِ تمَنيتُ أَنْ
أَلقاهُ صُدفةً في أَي مَكانٍ أَو زَمانٍ .. هلْ هو انْسانٌ حَقيقي ؟؟ أَم إنهُ وَهمٌ وَمنْ نَسجِ الخيالِ
هَلْ هو قَلبٌ يحتويني بمَشاعرهِ وَأحاسيسهِ وَقيثارةً تَعزفُ لحنَ حُبي ؟؟وأَنا ناي أرددُ صَدى
حُزني الدَفين..كَيفَ سَتكونُ حياتي بَعدهُ وَكيفَ هي حياتهُ !!!
خَلطتُ بينَ الحُلمِ وَالواقعِ وَتهُتُ بينَ المُسمياتِ !!
آآآآهـٍ منْ مَرارةِ واقعٍ تَعيسٍ وَآهٍ منْ حَسرتي بعدَ حُلمي السَعيدِ..
أَفقتُ منْ الحُلمِ فَلمْ أَجدهُ .. بحَثتُ عَنهُ صَرختُ بأَعْلى صَوتي أُنادي اسمهُ لمْ يردْ عَلى صَرخاتي
إلآ صَدى صَرخاتي لمْ تَكنْ سِوى حُلمٌ داعبَ مخَيلتي وَهو جُزءٌ منْ هذا الحُلم ..
لرُبما لمْ نَتكلمُ وَلمْ نَضحكُ وَلم نَلعبُ !! وَربما لوْ رأيتُكَ لنْ أَعرفكَ وَلنْ تَعرفُني حَتى لوْ قَدّمتُ لكَ نَفسي
لنْ تَعرفُني وَسَتسأَلني : منْ أَنتِ ؟؟؟؟ وَعلاماتُ الاسْتغرابِ سَترتَسمُ عَلى وَجْهِكَ
لنْ تَعرفَني لأَنكَ حُلمي !!! لآ مُسْتحيل !! أَنا عَلى يَقينٍ إنكَ سَوفَ تَعرفُني لأَنَ هذا حُلمُنا المُشتركُ
لذلكَ سَوفَ تَعرفُني !!

حاولتُ مُقاومَتهم لأَجلكَ وَقفتُ ضَدَهم وَأَنا وَحيدةٌ وَهُم بِكلِ جَبروتهم وَطُغيانهم حَتى أَبي الحَنونَ
وَقفَ ضْدي مَعهُم وَالسببُ ؟؟ يَقولون أَنهم يحُبونني وَيُريدونَ لي السَعادةِ وَالعزةِ !! هههههه أَي سَعادةٍ
هذه ؟؟ سَعادةً في الحِرمانِ !! سَعادةً في البُعد ؟ سَعادةً أَن أَمْضي سَنواتَ عُمري معَ شَخصٍ لا أُحبهُ بلْ أَكرههُ !!!
وَأمقتهُ !!! أُمي الطيبةَ سَحَبتني منْ شَعري كَما يُسحب أَي جمَاد حَتى الحيوانَ لا
يُسحبُ هَكذا سَحبتني وَهي تَقولُ : لماذا لا تُريدينَ الزواجَ !! صارحينا قُولي لنا الحَقيقةَ !! هلْ بكِ
ما يمَنعُ زواجُكِ ؟؟ هلْ ارْتكَبتي الخَطيئةَ ؟؟
قُلتُ لهُم : لا أُحبُ هذا الشَخصَ أَمقتهُ ألا تَفهَمون !!!
هُم: هذا ليسَ بسببٍ مُقنعٍ !! اقْنعينا لرُبما اقتَنعنا بِوجْهةِ نَظركِ ما هو عَيبُ خَطيبكِ ؟
أَنا : لا أُحبهُ لا أُحبهُ ألا تَفهَمون !! أكْرههُ !! وَهمَستُ لنفْسي هُناكَ شَخصٌ يَسكنُ قَلبي أُحبهُ
وَلكنْ لنْ أَجْرأَ أنْ أُصرحَ بهِا .. خَشيتُ أنْ يَسمعوا صَوتَ همَسي !! خَشيتُ عَلى نَفسي منْ عِقابهم
خَشيتُ أَنْ يكونَ مَصيري أَنْ أُدفنَ بالحديقةِ مِثلِها !! أَعلمُ أنَ لهُم ماضيٍ أَسودٍ بهذا الشَئ
شَعرتُ بالخوفِ مِنهم وَمنْ حُبهم لي وَالتزمتُ الصَمتَ .. وَاسْتسلمتُ
أَولَ مَرةٍ أَشعرُ بالخوفِ منْ أَبي .. كانَ هو أَملي أَنْ يُساندني وَيرحمَني
وَلكنْ أُمي فَرضتْ سَيطرتها عَليهِ ...
وَكَثرَتهم غَلبتْ شَجاعَتي !!!

...}





http://files.mothhelah.com/img/6kG35027.gif