المتميز
28/07/2005, 12:38 PM
صدق او لاتصدق استخدام الحشرات بالحروب
استخدام الحشرات كسلاح في الحروب ليس بالفكرة الجديدة. فقد ورد في سفر الخروج فيالتوراة أنه في أحد المرات انتشر الطاعون بسبب الجراد البرى.
وفي منتصف القرنالعشرين. أقدم الجيش الأمريكي على تفريخ 100 مليون بعوضة حمى صفراء كل أسبوع فيبرنامج لم يستمر طويلا بغرض استخدامها كسلاح ببيولوجي ضد قوات الأعداء. ويقول جيمسكاريى، أستاذ علم الحشرات بجامعة كاليفورنيا في دافيس وهو مرجع فيما يسميه ب «الغزوالبيولوجي»، أنه توجد مرات قليلة جدا تم فيها استخدام الحشرات كأسلحة في الحرب دونأن يكون هناك دليل على مدى كفاءتها. ولا يعتبر كاريى تهديد سلاح الحشرات المحتملعلى نفس درجة أهمية الصور الأخرى للإرهاب البيولوجي؛ إلا أن إمكانية استخدامالحشرات كسلاح بيولوجي «اقتصادي» ضد الأنشطة الزراعية بهدف تدمير المحاصيل هو أحدصور الهجوم التي يمكن للإرهابيين البيولوجيين اللجوء إليه.
وكما يقول، فإن أسوأكابوس يمكن أن تستيقظ عليه البشرية أن يحصل شخص على ملء زجاجة مما نسميه «حشرة فئة A»، مثل ذبابة فاكهة البحر المتوسط، ثم يقوم عامدا بالإكثار من عددها في مفارخ خاصةوبالتالي تبدأ برامج ضخمة من حملات الإبادة البيولوجية وما يصاحبها من تكاليف باهظةلتوفير الحجر الصحي اللازم، مع الأخذ في الاعتبار الصعوبة البالغة للتمييز بينالانتشار الطبيعي أو المتعمد لمثل تلك الأسلحة الطبيعية.
أما الدودة اللولبية،كمثال آخر، والتي يمكن أن تبيد قطعان الماشية، فإنها صغيرة بدرجة كافية لحملها فيزجاجة وإطلاقها في مزرعة كبيرة لتبدأ في تدمير يمكن أن يسبب في النهاية ضررااقتصاديا خطيرا إذا لم تكتشف في الوقت المناسب. وحسب قول إيان ماكدونل، المديرالتنفيذى لمنظمة حماية نباتات أمريكا الشمالية، يوجد عدد ضخم من الأنظمة الوقائيةفي الولايات المتحدة، بالإضافة إلى كندا والمكسيك، لاكتشاف ومكافحة الحشراتالوبائية بصرف النظر عن طريقة بثها.
وفي هذا الجانب، يضيف ماكدونل قائلا: «نحننعتمد بصفة أساسية على الاستطلاع والتعرف بسرعة على ظهور حشرات جديدة، وهذا ليسحكرا على الجهات الحكومية حيث سيتمكن المزارعون الملمون تماما بمحاصيلهم من التعرفعلى أي حشرة جديدة. ونحن نعتمد على الجامعات ومعاهدها الأكاديمية والتقاريروالجمعيات العلمية مثل جمعية حشرات أمريكا. وهكذا توجد منظومة واسعة نعتمد عليها فيالتعرف على موقف أي حشرة جديدة».
إن الانتشار الكبير للنشاط الزراعي في بلدكالولايات المتحدة يجعل من الصعب تحقيق التأثير المفجع الذي يرغب في تحقيقهالإرهابيون بواسطة نشر الآفات والحشرات الضارة على المحاصيل الزراعية، وخاصةالمحاصيل الاستراتيجية. ورغم ذلك، ما زال عالم الحشرات جيمس كاريى يرغب في تحقيقتنسيق أكبر بين مسئولي مقاومة الأوبئة وعلماء أحياء مقاومة الغزو الحشري لتحقيقسياسة قومية تكون جاهزة لصد أي وباء حشري متعمد تقوم به الجماعات التخريبية أوالإرهابية.
يقول كاريي:«من الواضح أننا نحتاج إلى برنامج سريع يجعلنا جاهزينلهذه الأوبئة، ولكن ذلك البرنامج لا يختلف عن أي استعداد لوباء يحدث تلقائيا. وأعتقد أن أحد المخاطر هنا أن يعزو المسئولون كل شيء إلى تصرفات إرهابية بمعنى أنتنسب الأوبئة الطبيعية إلى تخطيط إرهابي والأخطر هو العكس بالطبع».
وبرغم أنبعض علماء الحشرات يقللون من التهديدات التي يفرضها استخدام الحشرات كسلاح، فإنآخرين يعملون على استخدام الحشرات كأسلحة دفاعية؛ فبعض الدول تعمل على تدريبالدبابير على اكتشاف الأسلحة.
يقول جيم توملنسون والذي يعمل في مركز خدماتأبحاث زراعة الولايات المتحدة في جنسفيل بفلوريدا: «من بين الأشياء التي تعلمناهاأنه يمكن تدريب الدبابير على تمييز روائح متعددة، وبالتالي يمكنك أن تدربها علىتمييز رائحة معينة مثل المتفجرات، وبالتالي يمكنك اتخاذ الاستجابة المناسبة حيال أيتصرف مشبوه فيه». ويضيف توملنسون: «من بين المشاريع التي أجريت محاولة تدريبالدبابير على تحديد المتفجرات التي قد تكون موجودة في الألغام الأرضية، وهذاالمشروع لم يكتمل بعد وما زال هناك طريق طويل نحتاج لقطعه حتى يمكننا الاعتماد علىالدبابير في اكتشاف الأنواع المختلفة من الكيماويات. وبالتأكيد الدبابير لديها قدرةعلى التعلم حيث لم نجد أي مادة كيماوية حتى الآن لا تستطيع هذه الدبابير أن تميزها! ويتوقع توملنسون أن يأتى يوم نستطيع أن نستخدم فيه الدبابير المدربة لتحديدالملوثات الخطيرة في الأطعمة مثل السامونيللا وألافلوتوكسين.
وفي عالم ما بعد 11 سبتمبر، تقف الولايات المتحدة والمجتمعات الزراعية على أعلى درجات الاستعدادلمقاومة أي تخريب محتمل إدراكا منها أنه حتى في وقت السلم تسبب الحشرات سنويا خسائربالبلايين للمحاصيل والثروة الحيوانية.
ويقول الخبراء إن هناك إمكانية عاليةلإيقاف أي وباء متعمد يحاول أحد الإرهابيين القيام به عن طريق محاولة إطلاق حشراتزراعية قذرة لتحقيق خسائر جسيمة
استخدام الحشرات كسلاح في الحروب ليس بالفكرة الجديدة. فقد ورد في سفر الخروج فيالتوراة أنه في أحد المرات انتشر الطاعون بسبب الجراد البرى.
وفي منتصف القرنالعشرين. أقدم الجيش الأمريكي على تفريخ 100 مليون بعوضة حمى صفراء كل أسبوع فيبرنامج لم يستمر طويلا بغرض استخدامها كسلاح ببيولوجي ضد قوات الأعداء. ويقول جيمسكاريى، أستاذ علم الحشرات بجامعة كاليفورنيا في دافيس وهو مرجع فيما يسميه ب «الغزوالبيولوجي»، أنه توجد مرات قليلة جدا تم فيها استخدام الحشرات كأسلحة في الحرب دونأن يكون هناك دليل على مدى كفاءتها. ولا يعتبر كاريى تهديد سلاح الحشرات المحتملعلى نفس درجة أهمية الصور الأخرى للإرهاب البيولوجي؛ إلا أن إمكانية استخدامالحشرات كسلاح بيولوجي «اقتصادي» ضد الأنشطة الزراعية بهدف تدمير المحاصيل هو أحدصور الهجوم التي يمكن للإرهابيين البيولوجيين اللجوء إليه.
وكما يقول، فإن أسوأكابوس يمكن أن تستيقظ عليه البشرية أن يحصل شخص على ملء زجاجة مما نسميه «حشرة فئة A»، مثل ذبابة فاكهة البحر المتوسط، ثم يقوم عامدا بالإكثار من عددها في مفارخ خاصةوبالتالي تبدأ برامج ضخمة من حملات الإبادة البيولوجية وما يصاحبها من تكاليف باهظةلتوفير الحجر الصحي اللازم، مع الأخذ في الاعتبار الصعوبة البالغة للتمييز بينالانتشار الطبيعي أو المتعمد لمثل تلك الأسلحة الطبيعية.
أما الدودة اللولبية،كمثال آخر، والتي يمكن أن تبيد قطعان الماشية، فإنها صغيرة بدرجة كافية لحملها فيزجاجة وإطلاقها في مزرعة كبيرة لتبدأ في تدمير يمكن أن يسبب في النهاية ضررااقتصاديا خطيرا إذا لم تكتشف في الوقت المناسب. وحسب قول إيان ماكدونل، المديرالتنفيذى لمنظمة حماية نباتات أمريكا الشمالية، يوجد عدد ضخم من الأنظمة الوقائيةفي الولايات المتحدة، بالإضافة إلى كندا والمكسيك، لاكتشاف ومكافحة الحشراتالوبائية بصرف النظر عن طريقة بثها.
وفي هذا الجانب، يضيف ماكدونل قائلا: «نحننعتمد بصفة أساسية على الاستطلاع والتعرف بسرعة على ظهور حشرات جديدة، وهذا ليسحكرا على الجهات الحكومية حيث سيتمكن المزارعون الملمون تماما بمحاصيلهم من التعرفعلى أي حشرة جديدة. ونحن نعتمد على الجامعات ومعاهدها الأكاديمية والتقاريروالجمعيات العلمية مثل جمعية حشرات أمريكا. وهكذا توجد منظومة واسعة نعتمد عليها فيالتعرف على موقف أي حشرة جديدة».
إن الانتشار الكبير للنشاط الزراعي في بلدكالولايات المتحدة يجعل من الصعب تحقيق التأثير المفجع الذي يرغب في تحقيقهالإرهابيون بواسطة نشر الآفات والحشرات الضارة على المحاصيل الزراعية، وخاصةالمحاصيل الاستراتيجية. ورغم ذلك، ما زال عالم الحشرات جيمس كاريى يرغب في تحقيقتنسيق أكبر بين مسئولي مقاومة الأوبئة وعلماء أحياء مقاومة الغزو الحشري لتحقيقسياسة قومية تكون جاهزة لصد أي وباء حشري متعمد تقوم به الجماعات التخريبية أوالإرهابية.
يقول كاريي:«من الواضح أننا نحتاج إلى برنامج سريع يجعلنا جاهزينلهذه الأوبئة، ولكن ذلك البرنامج لا يختلف عن أي استعداد لوباء يحدث تلقائيا. وأعتقد أن أحد المخاطر هنا أن يعزو المسئولون كل شيء إلى تصرفات إرهابية بمعنى أنتنسب الأوبئة الطبيعية إلى تخطيط إرهابي والأخطر هو العكس بالطبع».
وبرغم أنبعض علماء الحشرات يقللون من التهديدات التي يفرضها استخدام الحشرات كسلاح، فإنآخرين يعملون على استخدام الحشرات كأسلحة دفاعية؛ فبعض الدول تعمل على تدريبالدبابير على اكتشاف الأسلحة.
يقول جيم توملنسون والذي يعمل في مركز خدماتأبحاث زراعة الولايات المتحدة في جنسفيل بفلوريدا: «من بين الأشياء التي تعلمناهاأنه يمكن تدريب الدبابير على تمييز روائح متعددة، وبالتالي يمكنك أن تدربها علىتمييز رائحة معينة مثل المتفجرات، وبالتالي يمكنك اتخاذ الاستجابة المناسبة حيال أيتصرف مشبوه فيه». ويضيف توملنسون: «من بين المشاريع التي أجريت محاولة تدريبالدبابير على تحديد المتفجرات التي قد تكون موجودة في الألغام الأرضية، وهذاالمشروع لم يكتمل بعد وما زال هناك طريق طويل نحتاج لقطعه حتى يمكننا الاعتماد علىالدبابير في اكتشاف الأنواع المختلفة من الكيماويات. وبالتأكيد الدبابير لديها قدرةعلى التعلم حيث لم نجد أي مادة كيماوية حتى الآن لا تستطيع هذه الدبابير أن تميزها! ويتوقع توملنسون أن يأتى يوم نستطيع أن نستخدم فيه الدبابير المدربة لتحديدالملوثات الخطيرة في الأطعمة مثل السامونيللا وألافلوتوكسين.
وفي عالم ما بعد 11 سبتمبر، تقف الولايات المتحدة والمجتمعات الزراعية على أعلى درجات الاستعدادلمقاومة أي تخريب محتمل إدراكا منها أنه حتى في وقت السلم تسبب الحشرات سنويا خسائربالبلايين للمحاصيل والثروة الحيوانية.
ويقول الخبراء إن هناك إمكانية عاليةلإيقاف أي وباء متعمد يحاول أحد الإرهابيين القيام به عن طريق محاولة إطلاق حشراتزراعية قذرة لتحقيق خسائر جسيمة