تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : معلم القرن الحادي والعشرين


زهراني زهران
11/04/2013, 12:51 AM
من أهم الموضوعات التنموية التي يرتكز عليها تقدم المجتمعات وقدرتها على مواجهة التحديات العديدة والمتسارعة هو موضوع إعداد المعلم في القرن الحادي والعشرين، فالتحديات التي تواجه المجتمعات العالمية كبيرة، ومن الصعب على أكثر الدراسات المستقبلية إحكامًا وتفتحًا أن تتوقع حجمها وتأثيرها، والتحديات التي نواجهها في عالمنا العربي أعمق وأعقد، فنحن بحاجة إلى اللحاق بركب اﻷمم المتقدمة، ومواكبة التطورات العالمية التي تحدث، وﻻ سبيل إلى ذلك إﻻ ببناء الإنسان الواعي والملتزم بقضايا أمته وشجونها وأحﻼمها، الإنسان المبدع المتجدد القادر على اﻻبتكار والتطوير وبالتالي القادر على الوفاء بتلك اﻻلتزامات.

زهراني زهران
11/04/2013, 12:52 AM
تقع مسؤولية إعداد هذا اﻹنسان وإيصاله إلى المستوى الذي يحتاجه المجتمع بالدرجة اﻷولى على عاتق المعلم، لذا فانه من غير المعقول أن يظلمعلمنا العربي يمارس مهنته بالطريقة التي كان يمارسها في القرن الماضي، وإن أي جهديستهدف اﻹصﻼح والتطوير التربوي ﻻ بد أن يستند إلى تصورات واضحة لدور المعلم ومسؤولياته في التعليم المستقبلي في ضوء التغير المتسارع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعولمة النشاط اﻹنساني. فلكل عصر سمات تميّزه، وقسمات تحدد ملامحه. ومن الحقائق المقررة التي لا ينقصها الدليل، ولا تحتاج إلى برهان؛ أن الانفجار المعرفي وثورة «المعرفة» هي أبرز ما يميّز هذا العصر، حتى تحوّل الاقتصاد من اقتصاد مبني على الآلة والموارد الطبيعية التقليدية، إلى اقتصاد مبني على المعرفة، ونتيجةً لذلك سُمى هذا العصر بعصر «اقتصاد المعرفة» KnowledgeEconomy.

زهراني زهران
11/04/2013, 12:53 AM
ولم تكن النظم التربوية، بصفة عامة، بمنأى عن تأثيرات عصر اقتصاد المعرفة، بل ربما كان ميدان التربية من أكثر الميادين تأثرًا بعصر اقتصاد المعرفة؛ إذ إن التربية بمؤسساتها هي مسرح تلقي المعرفة ونموها وتحليلها والربط بينها وبين تطبيقاتها المختلفة.



ومن هنا كان على النظم التربوية أن تديم النظر في مجال إعداد الأفراد وبناء مهاراتهم لمواكبة التغيرات بل ومبادأتها، والمعلم باعتباره الركيزة الأساسية الحاسمة في مدى نجاح جهود عملية التربية في تشكيل اتجاهات الأفراد ونظرتهم إلى الحياة، يأتي في موضع القلب من منظومة العناصر المتفاعلة في عملية التربية. ومن هنا يأتي التسابق المحموم على تطوير النظم التربوية بصورة شاملة لمواكبة التغيرات والتسارعات التي يشهدها هذا القرن.



وعند الحديث عن دور النظام التربوي في إعداد الأفراد لمجتمع المعرفة، نجد أن التعليم العام يحتل قلب النظام التعليمي أينما وجد، كما أن مؤسسات التعليم تشكل عنصرًا رئيسًا في أي نظام تعليمي.



إن التعليم العام هو الذي يبدأ بتشكيل عقول المتعلمين وتوجيه اهتماماتهم، بل هو الذي يحفز الإلهام لديهم، فهو الذي يرسي القواعد المتينة للانطلاق نحو مجتمع المعرفة؛ فإذا ما استطاع أن يكون المنتج الأول للمعرفة فإن هذا يُعدُّ مؤشرًا لتحسين التعليم. وبناءً على ذلك كله؛ يمكن القول إن مؤسساتنا التعليمية هي التي ستقرر مستقبلنا، لذا لا نبالغ إن قلنا إن التحوّل نحو مجتمع المعرفة يجب أن ينطلق من إصلاح النظام التعليمي على وجه الخصوص.

أبـو مشاري
11/04/2013, 03:37 PM
الله يوفقك على هذ المقال

زهراني زهران
11/04/2013, 11:05 PM
وردددة
أخي
أبو تركي
شكرا على المرور
والله يوفقنا جميعا يا رب
وردددة

زهراني زهران
11/04/2013, 11:06 PM
وردددة
المعلم هو القائد الفعلي للتغيير الجوهري في المجتمع بما يغرس من قيم وعادات ومهارات وقدرات ومعارف تصل إلى عقل الطالب ووجدانه، وبما ينمي قدراته الإبداعية والابتكارية، وذلك بالتخلي عن إستراتيجية التكيّف مع متطلبات التغيير والتوجه نحو إستراتيجية جديده وهي تحمل دوراً قيادياً في التغيير لكي تنجح في تحقيق تربية مستقبليه نوعية لمواآبة متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وتتطلب قيادة التغيير من المعلم اتباع نموذج واضح وأسلوب تفكير عقلاني منظم يساعده على استشراف آفاق المستقبل واستشعار نتائج عملية تطبيق التغيير المقترح في العملية التعليمية، وبالتالي إدخال تغييرات مخطط لها لضمان نجاحها، فتكنولوجيا المعلومات لا تعني التقليل من أهمية المعلم، أو الاستغناء عنه كما يتصور البعض، بل تعني في الحقيقة دورًا مختلفاً له، ولا بد لهذا الدور من أن يختلف باختلاف مهمة التربية، من تحصيل المعرفة إلى تنمية المهارات الأساسية واكتساب الطالب القدرة على أن يتعلم ذاتياً، فلم يعد المعلم هو الناقل للمعرفة والمصدر الوحيد لها، بل الموجه المشارك لطلبته في رحلة تعلمهم واكتشافهم المستمر، لقد أصبحت مهنة المعلم مزيجًا من مهام القائد، ومدير المشروع البحثي، والناقد، والموجه.
وردددة