المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلماء صنعوا مثانات بديلة ويعملون الآن على 22 جزءا آخر من الجسم بما فيها الكلى وصمامات القلب والغضر


صقر الجنوب
02/08/2013, 04:46 PM
العلماء صنعوا مثانات بديلة ويعملون الآن على 22 جزءا آخر من الجسم بما فيها الكلى وصمامات القلب والغضروف


إنها فكرة مرعبة. ففي العام المقبل، سيعاني 130.000 شخص في العالم إصابات في الحبل الشوكي في حوادث سيارات ربما أو جراء سقوطهم. أكثر من 90 بالمائة منهم سيعانون شللا جزئيا على الأقل. وما من علاج. لكن بعد عقد من الحماسة والجدل بشأن أبحاث الخلايا الجذعية الجنينية ـــ وهي خلايا قادرة، من بين أمور أخرى، على إصلاح الأضرار في الحبل الشوكي ربما ـــ فإن أول تجربة سريرية في العالم على وشك أن تبدأ. هذا الشهر، سيشارك 10 أمريكيين أصيبوا حديثا بشلل من الخاصرة فنزولا بدراسة لتقييم مدى أمان جرعة صغيرة معتدلة من العلاج. وإن سارت الأمور على ما يرام، سيكون الباحثون قد خطوا خطوة واعدة نحو هدف كان يعتبر معجزة في الماضي، وهو مساعدة المقعدين على السير.


تجسد هذه التجربة طاقة جديدة تسري في حقل الأبحاث المتعلقة بالخلايا الجذعية. لقد اجتمــع أخيرا أكثر مــن 3.000 عـــالم في مدينة برشلونة لحضور المؤتمر السنوي للجمعية الــــدولية لأبحـــاث الخــلايا الجذعية، مقارنة بـ600 باحث فقط قبل خمسة أعوام. التمويل من شركات صناعة الأدوية الكبرى يتبع التقدم. فنائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور، وهو شريك في مؤسسة "كلاينر بيركنز كوفيلد آند بايرز" المختصة بالاستثمار في المشاريع عالية المخاطر، ألقى بثقله وراء هذه الأبحاث. في شهر أبريل، استثمرت المؤسسة، بالاشتراك مع "هايلند كابيتال بارتنرز" 20 مليون دولار في شركة "آي زومي بايو" (التي أصبحت الآن "آي بييريان")، وهي شركة حديثة تعمل على تطوير علاجات مستعينة بالخلايا الجذعية.


وعلى الرغم من كثرة الكلام عن الخلايا الجذعية في السنوات الأخيرة، فإن الاحتمالات الآن تبدو أكبر مما يدركه معظم الناس. فضلا عن المساعدة في استبدال الخلايا المتضررة لدى المصابين بأمراض مثل السكر وداء باركنسون، فإن الخلايا الجذعية قادرة على تغيير كيفية تطويرنا للعقاقير وكشف أسرار التركيبة الحيوية للأمراض. وقد تستعمل يوما ما أيضا لتكوين أعضاء بديلة. يقول آلان ترونسون، عالم الأحياء المختص بالخلايا الجذعية ورئيس معهد كاليفورنيا للطب التجددي: "يسود تفاؤل كبير في القطاع. سرعة تطوره مدهشة".


الكثير من الحماسة تتعلق بتطوير نوع جديد من الخلايا الجذعية، تدعى الخلايا الجذعية "المحفزة الوافرة القدرات". لقد كان شينيا ياماناكا أول من صنع هذه الخلايا في مختبره في جامعة كيوتو من خلال إدخال أربع جينات في خلايا جلدية راشدة مكتملة. بدأت تتصرف كخلايا جذعية جنينية، قادرة على تكوين عدد لامتناه من أي من أنواع خلايا الجسم الـ220. ولأنه يمكن صنع الخلايا المحفزة الوافرة القدرات من خلايا المريض الراشدة، فإن استعمالها لا يؤدي إلى رفض نظام مناعة المريض لها. والأمر المهم بالقدر نفسه هو أن هذه الخلايا غير متأتية من أجنة، وبالتالي فهي لا تثير مشكلة أخلاقية ودينية.


غير أن أولى الخلايا المحفزة الوافرة القدرات لن تستعمل لاستبدال الأنسجة في الحبل الشوكي وأعضاء أخرى. لأن الخلايا المحفزة تنطوي على فروقات صغيرة (وخطيرة ربما) مقارنة بالخلايا الجذعية الجنينية الحقيقية، فإن الكثير من الأطباء مترددون في وضعها مباشرة داخل المرضى قبل إجراء المزيد من الأبحاث. لكن الخلايا قد تكون مهمة جدا في مساعدة العلماء على فهم الأمراض ذات الأسباب الجينية ومعالجتها.


يقول كونراد هوشيلدنغر، عالم الأحياء المختص بالخلايا الجذعية من جامعة هارفارد، إنه عندما يتفشى المرض بالكامل، الأمر شبيه بتحطم طائرة. يمكنك أن تتفحص الحطام بحثا عن أدلة، لكن ما تريده فعلا هو الصندوقان الأسودان للطائرة» مسجل البيانات في الطائرة ومسجل الصوت في مقصورة القيادة اللذان يطلعانك بالتحديد على كيفية تعطل الأنظمة الكهربائية أو الأنظمة الأخرى، وما إذا كان الطيار قد اقترف أخطاء فادحة. هذا ما يعتقد الأطباء أن الخلايا المحفزة الوافرة القدرات قادرة على توفيره. فمن خلال حث بعض الخلايا المحفزة الوافرة القدرات لتصبح أنواع الخلايا المتأثرة بداء هانتغتون أو داء السكر من الفئة الأولى أو داء لو غيهريغ، سيتمكن العلماء من مراقبة كيفية تطور المرض في المختبر. وسيفهمون كيف يبدأ المرض، مما قد يؤدي إلى طرق جديدة لمنعه من التطور.


لايزال التوصل إلى خلايا تمتلك قدرات الخلايا الجذعية الجنينية الهدف المنشود. لهذا السبب هناك اهتمام كبير بالتجارب المتعلقة بإصابات الحبل الشوكي في الولايات المتحدة. التجربة التي ترعاها شركة "جيرون" في كاليفورنيا ستستعين بمرضى أصيبوا قبل أسبوع أو أسبوعين، قبل أن تبدأ الجروح بالالتئام. وسيحقن الأطباء مشتقات من الخلايا الجذعية، تدعى الخلايا السليفة التي تنتج الميالين، وهي المادة التي تكسو الأطراف الطويلة والرفيعة للخلايا العصبية، تماما مثلما تغطي المواد العازلة الأسلاك الكهربائية. الأضرار التي تلحق بالخلايا التي تصنع وتحافظ على طبقة الميالين، كما يحدث في إصابات الحبل الشوكي، تمنع الأعصاب من نقل الرسائل الآتية من الدماغ. ومع أنه ليس واضحا بعد ما إذا كان العلاج فعالا أو آمنا، فإن استعادة الوظائف بشكل جزئي حتى ستشكل تقدما هائلا.


ويعتقد الدكتور توماس أوكارما، وهو الرئيس التنفيذي لشركة جيرون، أن إصابات الحبل الشوكي هي المكان الأفضل لبدء الأبحاث. ولأن المرضى سيكونون مشلولين بالكامل من الخاصرة فنزولا فإن أي تحسن سيكون نتيجة للعلاج وليس الصدفة. والحبل الشوكي هو منطقة لا يمكن لخلايا نظام المناعة دخولها وتدمير الخلايا المستخرجة من الخلايا الجنينية. يقول أوكارما: "إن كان العلاج آمنا وفعالا، فإن تأثيراته المحتملة ستتخطى إصابات الحبل الشوكي. وستبشر ببداية حقبة جديدة في العلاجات الطبية".
بعض الشركات الأخرى لا تنتظر النتائج. فشركة تصنيع الأدوية الأمريكية العملاقة "فايزر" تطور علاجين آخرين يستندان إلى الخلايا الجذعية الجنينية، وهي تأمل أن تبدأ بإجراء اختبارات سريرية عليها بحلول عام 2011. وفي أبريل، أقامت الشركة شراكة مع جامعة لندن للبحث عن علاج للضمور الشبكي، وهو السبب الرئيسي لإصابة المسنين بالعمى. هذا المرض يؤدي إلى تدمير تدريجي للبقعة الصفراء، وهي المنطقة الحساسة في وسط شبكية العين. لكن بيتر كوفي، أستاذ العلاجات الخلوية والعلوم البصرية في جامعة لندن، يستخدم الخلايا الجذعية لصنع النوع نفسه من خلايا الدعم الكامنة وراء شبكية العين، مزودا إياها بالمغذيات. والهدف هو زرع طبقة من الخلايا على شكل قرص وراء شبكية العين. رفض جهاز المناعة لها لن يكون مشكلة لأن خلايا جهاز المناعة لا تستطيع دخول العين أيضا.


الشراكة الأخرى التي أقامتها فايزر مع شركة "نوفوسيل" في كاليفورنيا تهدف إلى تطوير علاج لبعض المصابين بداء السكر المعتمدين على الإنسولين والبالغ عددهم 100 مليون مريض. وتستخدم نوفوسيل خلايا جذعية جنينية للمساعدة في تجديد أنواع خلايا البنكرياس الخمسة. لكن هناك مشكلة. فعلى عكس العين أو الحبل الشوكي، فإن البنكرياس غير محمي من جهاز المناعة. لهذا السبب طورت نوفوسيل حلا ذكيا. فهي تضع الخلايا السليفة المستخرجة من الخلايا الجذعية داخل كبسولة يمكن زرعها في الجسم. قطر مسام المادة التي تصنع منها الكبسولة يسمح بدخول الأكسجين والغلوكوز والأنسولين لكنه أصغر من أن يسمح بدخول خلايا نظام المناعة الأكبر حجما. تقول ليز بوي، مديرة الملكية الفكرية في نوفوسيل: "إن طرأت مشاكل، يمكن للجراح استخراج الكبسولة بسهولة".


بعض الباحثين غير مهتمين بمجرد استبدال الخلايا المتضررة. إنهم يستخدمون خلايا جذعية راشدة وهي موجودة داخل الأعضاء للمساعدة في إصلاح الأضرار الصغيرة لصنع أعضاء وأنسجة بديلة كاملة. لقد صنع الدكتور أنتوني أتالا، مدير معهد الطب التجددي في جامعة ويك فوريست في نورث كارولينا، مثانات بشرية بهذه الطريقة. يبدأ بأخذ خزعة صغيرة من مثانات المرضى واستخراج الخلايا الجذعية منها، وبعد السماح للخلايا بالتكاثر في المختبر لنحو شهر، ينشرها على منصة من الكولاجين على شكل مثانة. ومن ثم يضع هذه الخلايا في مفاعل حيوي يوفر لها درجة الحرارة والأكسجين وعوامل النمو والمغذيات نفسها الموجودة في الجسم. وفي غضون أسبوعين، يحصل على عضو صغير لكن فعال، يمكن زرعه في المريض.


في أوائل القرن الـ21، طبق أتالا هذه العملية على سبعة أطفال مصابين بانشقاق السيساء لم تنم لديهم مثانات فعالة بالكامل. وقد تابع هؤلاء المرضى طوال ثماني سنوات للتأكد من عدم حصول قصور كبير أو بروز تأثيرات جانبية. وانتقل لصنع أعضاء بديلة محتملة أخرى. يقول: "نحن نعمل على 22 نسيجا وعضوا، بما فيها الكلى وصمامات القلب والغضروف".


لأن أي علاج جديد محفوف بالمخاطر بطبيعته، فإن الباحثين يحرصون على عدم نشر آمال خاطـــئة بأن العلاجات باتت وشيكة. فالعلاجات التي تنجـح في عالم المختبر المثــــالي يمكن أن تفشل في العالم الحقيقي أو تحتاج إلى عقـــود لتصبح قيد الاستعمال. وفيما يبدأ الأطباء والمشرعون بالتفكير في معـالـجة المرضى، لا يزال لديهم أسئلة أساسية بحاجة إلى إجابات. هل ستبقى الخلايا حية لمدة طويلة داخل الجســم؟ هل ستندمج لتكوين أنسجة فعالة؟ هل المنــافع تفوق المخاطر التي قد تظهر بعد عقود من الآن؟ غير أن العلماء يأملون أن يكون التقدم الحقيقي قد أصـبح وشيكا بعد عقد من الحماسة. فملايين المرضى عالميا قد يستفيدون منها يوما ما.

نيوز ويك العربي: الثلاثاء 15/9/2009لا يوجد اعضاء
الورّاق:
شُكراً يا صقر على تلك الأخبار ..
ستكون الخلايا الجذعيه اللبنه الأولى لأي نسيج او عضو يحتاجه الأنسان . فسبق لهم وان زرعوها مكان الأسنان المقلوعه لكبار السن فنمت لهم اسناناً جديده
لكنها كتجربه كانت مكلّفه لا يمكن تعميمها والعمل بها بالوقت الحاظر ..
كنت شاباً في الدراسه الأعداديه عندما كان تلفزيون بغداد يقدّم حلقه اسبوعيه أسمها العلم للجميع .. كنّا نسمع منه الجديد دائماً .. ومرّة كان تعليق للدكتور قُدامه الملاّح ( مقدم البرنامج بعد كامل الدبّاغ ) قال فيه :- سيدرس طلاَب الكليّات الطبيه مستقبلاً ما نحن فيه مما نسميه أنجازاً في إجراء عمليات زراعة بعض الأعضاء .. وسيصفون عصرنا بالتخلّف الكبير بهذا المجال لأنهم سيزعون أعضاء صناعيه لكنها تنمو وتلتحم بنسيج الجسم وتُكمل وضائفها بكل امان ,,
أُلغي برنامج العلم للجميع .. فعوّضنا حبيبنا صقر عنه بكل جديد ومثير
شكراً لجهودكم المتميزه ..لك منّي الف 8-) والف :-?